صحيفة الراية القطرية تحاور
العلامة الشيخ حسين المؤيد رئيس التيار الوطني العراقي 25/2/2008
أمريكا أدخلت
القاعدة إلي العراق وأسست مجالس الصحوات
الأكراد جزء لا يتجزأ من الشعب العراقي والمشكلة مع قادة أحزابهم
تشكيل حكومة جديدة لن يعطي بارقة أمل للمواطن ما دامت الأرضية مستندة إلي
العملية السياسية الحالية
نرفض أسس الموازنة وماذا يعني تخصيص 17 % منها لكردستان ؟
الفساد المالي والإداري ينخر في العراق بسبب انعدام وجود الدولة
مشكلتنا ليست في قوة الاحتلال بل في تشتت العمل الوطني
حاوره في عمان: أسعد العزوني : اكد المرجع الديني
العراقي رئيس التيار الوطني في العراق حسين المؤيد ان امريكا هي التي
أدخلت تنظيم القاعدة إلي العراق وأسست مجالس الصحوات لتحويل العراق إلي ساحة
مواجهة مفتوحة.
وقال في حوار بعمان ان الأكراد جزء لا يتجزأ من الشعب العراقي وان المشكلة
القائمة هي مع قادتهم ورموزهم الذين ينفذون أجندات خارجية علي حساب العراق
العربي الموحد. وأضاف ان تشكيل حكومة جديدة لن يحل أزمة المواطن العراقي ما دام
التشكيل مستنداً إلي العملية السياسية الحالية مبينا ان الفساد المالي والإداري
ينخر العراق بسبب انعدام وجود الدولة.
وفيما يلي نص الحوار:
القاعدة
# كيف تنظرون إلي وجود تنظيم القاعدة في العراق ؟
- بداية أود التأكيد علي ان أمريكا هي التي أدخلت القاعدة إلي العراق وذلك
لتحقيق جملة من الأهداف وهي أولا: تحويل العراق إلي ساحة مفتوحة لمواجهة عناصر
القاعدة وان يكون العراق أيضا الساحة الاسفنجة التي تمتص طاقات القاعدة ورجالها
مع ان الذي يدفع الثمن الباهظ هو الشعب العراقي وكما هو واضح فان إدارة بوش غير
مهتمة بأمن الشعب العراقي ومصالحه وإنما تهتم بمصالحها وان كان ذلك علي حساب
المصلحة العراقية .
ثانيا: خلق ذريعة لضرب المقاومة تحت يافطة محاربة القاعدة والإرهاب ذلك ان
الإدارة الأمريكية وقبل الغزو كانت تدرك أن احتلالها للعراق سيؤدي إلي نشوب
مقاومة عراقية تقارع الاحتلال ولذلك خططت لضرب المقاومة وتشويه صورتها عبر فسح
الخيال للعناصر المتطرفة والإرهابية كي تختلط الأوراق وتكون هناك ذريعة لتصفية
المقاومة بحجة محاربة الإرهاب .
ثالثا: العمل علي تمزيق النسيج الاجتماعي العراقي في سياق مخطط التفتيت
المجتمعي وتم اتخاذ القاعدة أداة ومن خلال أساليبها الإجرامية التي تحدث ردود
فعل في داخل المجتمع العراقي .
رابعا: منع توحيد مكونات الشعب العراقي في مواجهة الاحتلال وتغييب الوطنية
وإحياء الطائفية وقد لعبت القاعدة دورا خطيرا في هذا المجال ورغم ذلك يدرك دور
أمريكا في جعل العراق ساحة مفتوحة لنشاطات القاعدة وإذا كانت المؤامرة قد
انطلقت في السنوات الأولي للاحتلال فان الشعب العراقي اليوم علي وعي تام بأبعاد
هذه المؤامرة التي ما عادت لتترك آثارها السلبية علي المجتمع وإنما ارتدت هذه
الآثار علي الاحتلال ومشاريعه.
مجالس الصحوات
# ماذا عن مجالس الصحوات ؟
- شهد العام 2006 تصاعدا ملحوظا في أداء المقاومة رافق ذلك تصاعدا كبيرا في
أعمال العنف أضف إلي ذلك الانتقاد الواضح للعملية السياسية ووصولها إلي طريق
مسدود وعلي هذه الخلفية جاءت مباركة الأمريكيين لتشكيل مجالس الصحوات بعد ان
أصيبت الإدارة الأمريكية بالكثير من الإحباط إضافة إلي تصاعد وتيرة الخلافات
داخل المؤسسات الحاكمة في أمريكا وعليه اتخذت محاربة القاعدة مبررا لتشكيل هذه
المجالس مع أن الإدارة الأمريكية تسعي إلي تحقيق ما هو ابعد من ذلك بكثير فهي
تحاول من خلال تشكيل مجالس الصحوات خلق انشقاق في الصف الوطني واختراق قوي
المقاومة وشقها وضرب بعضها بالبعض الآخر وإقناع القوي المعارضة السياسية
والعسكرية بالقبول بالعملية السياسية الفاشلة وتبريرها إضافة إلي تهيئة الأجواء
من خلال تشكيل مجالس الصحوة لخلق بؤر توتر وصواعق تفجير يمكن للإدارة الأمريكية
استغلالها في الوقت المناسب سواء في تكريس مشروع التفتيت والتقسيم أو خلق
صراعات تؤدي في المحصلة النهائية إلي ضرب السلم الأهلي ولو أدي ذلك إلي حرب
أهلية لا سمح الله .
لقد استغلت الإدارة الأمريكية تدهور الوضع الاقتصادي للمواطنين العراقيين
واستفحال الفقر في صفوفهم وازدياد نسب البطالة وخاصة بين الأوساط الشبابية حيث
قامت بشراء الأشخاص والذمم والعمل علي سياسة الترغيب بالمال والجاه .
واود التوضيح انني ومنذ بداية تشكيل هذه المجالس أكدت ان الهدف منها هو محاربة
القاعدة والتخلص من هيمنتها وشرورها في مناطق وجودها وان هناك إجماعا شعبيا علي
ذلك وأقول لمجالس الصحوة ان عليها اذا ما أرادت الالتصاق بالمصلحة الوطنية ألا
تسير في ركب المحتل وسياقاته وأن عليها الالتزام بالخطوط التالية:
اولا: عدم تحويل صراعها مع تنظيم القاعدة الإرهابي لضرب وتحجيم المقاومة
الوطنية الشريفة التي تنآي بنفسها عن الأعمال الإرهابية وتركز جهودها علي ضرب
المحتل .
ثانيا: ألا توافق علي تمرير العملية السياسية المبنية علي المحاصصة الطائفية
والعرقية والتي يقودها المتماهون مع مشروع الاحتلال ويعملون وفق أجندة خارجية
ذلك أن مجالس الصحوة يجب عليها اتخاذ موقف معارض للعملية السياسية المبنية علي
أسس خاطئة والتي تعد أهم أسباب الأزمة في العراق.
ثالثا: ان يكون لمجالس الصحوة موقف حازم وحاسم ضد التدخل الإيراني والقوي
والأدوات التي يتجسد خلالها هذا التدخل .
رابعا: ان تقوم مجالس الصحوة بالتنسيق مع القوي الوطنية الشريفة المناهضة
للاحتلال والمعارضة للعملية السياسية بوضعها الحالي ولو التزمت المجالس بذلك
فانها لن تتحول إلي أداة لتمرير أهداف الاحتلال وغير ذلك فانها تكون جزءاً من
مشروعه البغيض .
الحكومة الجديدة
# ما قراءتكم للحكومة الجديدة ؟
- هذا الكلام يأتي علي خلفية فشل الحكومة الحالية وعلي كل الأصعدة الأمر الذي
أدى إلي استياء شديد لدي الشارع العراقي وإحساس الرموز والقوي المنخرطة في
العملية السياسية بالمأزق لكننا نعتقد ان تشكيل حكومة جديدة لا يمكن باي حال ان
يعطي بارقة أمل للمواطن ما دام ان هذا التشكيل يأتي في سياق العملية السياسية
المأزومة ويكرس وجود القوي والشخصيات التي هيمنت علي الساحة السياسية بعد
الاحتلال والتي فشلت فشلا ذريعا بل أن افتضح أمرها وبرنامجها لدي الشارع
العراقي.
# يلاحظ ان الإدارة الأمريكية تتعامل مع المالكي علي طريقة حامي بارد مرة تقسو
عليه وأخري تدعمه ما سر ذلك ؟
- تريد الإدارة الأمريكية الحفاظ علي هيمنتها علي الوضع في العراق وهي تستخدم
القوي التي تعاملت معها لتحقيق هذا الهدف مع أنها تدرك الثغرات ونقاط الضعف
الموجودة لدي هذه القوي وهي تحاول من خلال سياسة العصا والجزرة أحيانا وسياسة
المد والجزر أحيانا أخري وتحريك بيادق الشطرنج علي الرقعة بما يضمن لها تحقيق
هدفها الاستراتيجي.
الموازنة وحصة كردستان
# ما ملاحظاتكم علي الموازنة الجديدة وكيف تنظرون إلي حصة اقليم كردستان فيها ؟
- الحديث عن الموازنة لا ينفصل عن الأزمة الكارثية التي يمر بها الشعب العراقي
ولا يمكن ان ينفصل عن واقع الاحتلال والعملية السياسية المأزومة وان مشاكل
الميزانية ما هي إلا احدي تداعيات الأزمة السياسية والعملية السياسية علي حد
سواء ولذلك فإننا لا نستطيع التعامل مع موضوع الميزانية إلا من خلال الاطار
العام وعلي هذا الأساس نرفض الواقع الذي تم تأسيس الميزانية علي ضوئه وهذا
الواقع لا يتيح بناء ميزانية لمصلحة الشعب وهناك أصوات بدأت تعلو وتكشف الثغرات
المنهجية والأساسية في هذه الميزانية وهذه الأصوات مشاركة في العملية السياسية
.
والواضح ان هذه الميزانية بنيت علي أساس المحاصصات والتوازنات السياسية
والإدارية وأصبحت عرضة لصفقات من هذا القبيل وتأتي حصة اقليم كردستان العراق
البالغة 17 % من اصل 48 مليار دولار خير شاهد علي ذلك وما ذاك إلا نتيجة
للتوازنات والمحاصصات التي لا تصب في مصلحة الشعب العراقي .
الفساد الإداري والمالي
# هناك تقارير تقول ان العراق أصبح مرتعا للفساد المالي
والإداري ما وجه الدقة في ذلك ؟
- صدقت هذه التقارير ومرد ذلك لعدم وجود دولة في العراق وسيطرة العصابات
السياسية علي السلطة تحت اسم الأحزاب والقوي السياسية وعدم إخلاص القائمين علي
الأمور وعدم كفاءتهم في إدارة الدولة .
# لوحظ ان الأكراد هم الرابح الأكبر مما جري للعراق
وهاهم يطالبون بتوسيع إقليمهم ما تفسير ذلك ؟
-عند الحديث عن كردستان العراق لا نعني بذلك الشعب الكردي الذي هو جزء أصيل من
الشعب والمجتمع في العراق وهو شريك لكل أبناء الشعب العراقي في المحنة وهو
يعاني الآن من الديكتاتورية والتسلط .
ونحن هنا نعني الأحزاب الكردية التي تماهت مع مشروع الاحتلال ولها أجندة وأهداف
مرتبطة بمصالحها الفئوية والشخصية بعيدا عن المصلحة الحقيقية للشعب الكردي .
وأقول في هذا السياق انه إذا كانت الأحزاب الكردية هي المستفيد الأكبر حاليا
فإنني أؤكد انها ستكون الخاسر الأكبر والأول بسبب استراتيجيتها المتبناة في
المنظور الاستراتيجي ولا شك ان المتضرر من سياسات الأحزاب الكردية هو عموم
الشعب العراقي والشعب الكردي علي وجه الخصوص .
التواجد الإسرائيلي في الشمال
# ما دقة المعلومات الواردة من العراق وتفيد ان
إقليم كردستان العراق يحتضن
العديد من الإسرائيليين ؟
-هناك معلومات تؤكد ان الإسرائيليين لا يتواجدون في الشمال فقط بل في بغداد
ومحافظات أخري وبعلم السلطة والقوي السياسية المنخرطة في العملية السياسية .
# ما الهدف من ذلك ؟
- هناك أهداف استخباري وعسكرية وسياسية واقتصادية تحكم هذا التواجد وكل ذلك يصب
في خدمة البعد الاستراتيجي لاسرائيل.
وهناك معلومات تؤكد انهم يشترون عقارات وأملاكا ويسجلونها رسميا بأسمائهم .
# ماذا يعني مطالبة اقليم كردستان بالتمدد ليشمل نينوي
وغيرها من المناطق ؟
- يأتي ذلك في سياق مشروع يتبناه الحزبان الكرديان الحاكمان وهو كما نعلم مشروع
في اطار تقسيم العراق ويمهد لفكرة الانفصال التي لا تزال تعشعش في اذهان قادة
هذين الحزبين وينطوي هذا المشروع علي إطماع في الأرض والثروة .
# هل صحيح ان حكومة المالكي تتواجد فقط في المنطقة
الخضراء ؟
- هذا صحيح وكما هو معروف فان المنطقة الخضراء لا تسلم من ضربات المقاومة وان
دل ذلك علي شيء فانما يدل علي ضعف السلطة والقوي التي سارت في مشروع الاحتلال
ويدل كذلك علي قوة المناهضين للاحتلال وأذنابه.
وحدة المقاومة
# لماذا لا تتوحد فصائل المقاومة في العراق ؟
- وضعت إصبعك علي الجرح ومشكلتنا اليوم ليست في قوة الاحتلال والقوي العاملة
معه بل في تشتت القوي والشخصيات الوطنية المناهضة للاحتلال والمعارضة للعملية
السياسية بوضعها الحالي وعدم وجود إطار يوحد هذه القوي ويجعل منها واقعا قويا
ومعادلا موضوعيا.
و الملاحظ ان الإدارة الأمريكية تعمل جاهدة علي إنهاك وإرهاق القوي الوطنية
وإضعافها والعمل علي تسريب الإحباط واليأس إلي نفوسها إضافة إلي محاولات
الاستدراج ومن هنا فإننا نؤكد علي ضرورة تحقيق أمرين الأول أن يسعي الجميع
لتوحيد الصف الوطني والخروج من حالة التشتت والانفراد بالعمل من خلال تغليب
المصلحة العليا علي المصالح الخاصة والثاني الحفاظ علي صلابة الموقف وعدم
السماح لليأس والإحباط ان يدبا في النفوس ومواجهة كل محاولات التهميش
والاستدراك والتحجيم وابتكار الوسائل التي تساعد القوي الوطنية علي الحفاظ علي
ديناميكيتها وتأثيرها.
# ما رؤيتكم لقانون اجتثاث البعث ؟
- لا اعتقد ان ذلك سيوصل إلي نتيجة ايجابية ذلك ان جوهر القضية قائم علي
الإقصاء ومحاربة الفكر وعدم السماح للتعددية السياسية ان تأخذ مداها المطلوب .
# اين العراق من التقسيم ؟
- نحن ومنذ البداية وقفنا بصلابة وحزم ضد موضوع التقسيم وقد رفضنا كل المشاريع
التقسيمية وكل ما من شأنه الإفضاء إلي التقسيم كما وقفنا ضد الفيدرالية
لإدراكنا ان فدرلة العراق تأتي في سياق التقسيم وان الفيدرالية قناع لتقسيم
العراق ونحن ندرك ان أحد أهم الأهداف التي تسعي اليها القوي الدولية والإقليمية
ذلك أن تقسيم العراق يأتي في سياق مشروع التفتيت الثقافي والسياسي للعالمين
العربي والإسلامي .