الرئيسية شذرات الفتاوى الأسئلة والاستفتاءات المقالات الأبحاث والدراسات المحاضرات البيانات مشروع الميثاق الوطني اللقاءات الإعلامية السيرة الذاتية الصور
 

شذرات من أخبار و أنشطة الإمام المؤيد والمنتدى العلمي

الإمام المؤيد يصدر بيانا للشعب العراقي بمناسبة الإعتصامات الجماهيرية . 1-1-2013

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الشعب العراقي المجيد
إن انتفاضة أعزائنا الأحرار في الأنبار و الموصل و كركوك و صلاح الدين هي انتفاضة بطولية مباركة قد عبَّرت عن نقلة نوعية في الشارع العراقي . و هي إذ تجسد الموقف العملي لأباة الضيم على الأرض , فإنها تحكي روح الكرامة و الشمم التي ترفض الإستسلام للواقع التعيس , و الإستكانة للظلم و القهر و الإمتهان , هذه الروح التي شحذت عزائم ذوي النخوة و الشهامة و الإنتماء الأصيل بعد طول معاناة و كثرة مطالبات , و دعواتٍ للإصلاح لم تلق أذنا صاغية , فجعلتهم يهبون هبّة رجل واحد , و يأخذون زمام المبادرة بأيديهم , و يتجمهرون في اعتصامات حاشدة تملأ العيون و تُبهج القلوب و تشرح الصدور , تصدح حناجرهم بمطالبهم العادلة , و ترتفع أيديهم لترفع على الملأ قضاياهم الحقة , فأثبتوا بحضورهم القوي على الساحة أنهم الرقم الصعب , و الإرادة التي لن تكسر , يستمدون القوة من جبار السموات و الأرض الذي لا يرضى بالظلم و لا يحب الفساد و العلو في الأرض .
و إنني إذ أحيي هذه الوقفة الشجاعة , أدعو الى دعمها و نصرتها لتصل الى كامل أهدافها , و أذكّر بما يلي :-
أولا :- إن هذا التجمع الحاشد الذي يعبّر عن هبّة الأحرار في وجه الإستكبار و الذي يعتبر فرصة لا تتكرر في كل أوان , يجب أن لا يكتفي بالمطالب الفرعية على أهميتها , و إنما يجب أن يطالب بالحلول الجذرية , فالأزمة الكارثية التي يعاني منها العراق بعد الإحتلال - و كما كان تشخيصنا لها منذ البداية - هي أزمة العملية السياسية نفسها التي بنيت بناء خاطئا تسبب في كل ما يشكو منه المواطنون من ظلم و تهميش و فساد , و أتاح لذوي الأهواء و المطامع تسنم المناصب و احتكارها و التسلط على رقاب الناس , و جعل العراق ساحة مفتوحة للتجاذبات و النفوذ المخرّب , و عملَ على تمزيق النسيج المجتمعي , و ضرب الإستقرار و السلم الأهلي , و عرّض و لا يزال الهوية العراقية الواحدة و وحدة التراب الوطني للخطر , و جعل العراق و العراقيين على شفا حفرة من النار . و من هنا فإن الحل الجذري هو في تشكيل حكومة إنقاذ وطني لمرحلة إنتقالية تعاد فيها كتابة دستور قادر على تجسيد الوفاق الوطني بين العراقيين بعيدا عن تأثيرات من أثبت الواقع للناس جميعا فشلهم في توجيه و قيادة المجتمع منذ الإحتلال و حتى هذه الساعة , و الذين تقع على عاتقهم مسؤولية ما جرى على العراق من نهب و تخريب و فتنة . و يؤسس الدستور الجديد الذي يستفتى عليه الشعب العراقي إستفتاء حرا نزيها تحت رقابة قادرة على ضمان صدقية النتائج , لعملية سياسية وطنية بعيدة عن مآسي الطائفية المقيتة , و العراق بلد معطاء غنيّ بالعقول و الكفاءات قادر على أن يقذف بفلذات كبده ليديروا هذا البلد الإستثنائي على كل الأصعدة .
إن الحلول الآنية و التي قد يخضع لها المتحكمون تحت الضغط الشعبي , ثم تعود حليمة الى عادتها القديمة , لن تعالج الأزمة , و لن تُخرج المواطنين من عنق الزجاجة .
ثانيا :- من الضروري التأكيد على حفظ وحدة كلمة المعتصمين , و الحذر من محاولات الإختراق و الإلتفاف على هذه الهبّة الجماهيرية و احتوائها و تحويلها الى زوبعة في فنجان . و من الضروري التأكيد على الحذر من محاولات بعض القوى و الشخوص الذين هم من إفراز عهد الإحتلال اختراق هذه الإنتفاضة بخطابهم الذي تفوح منه رائحة النفاق ( قد بدت البغضاء من أفواههم و ما تُخفي صدورهم أكبر ) .
ثالثا :- إن هذه الإنتفاضة المباركة بحاجة الى غطاء سياسي , كحاجتها الى لجان ميدانية تنسق العمل بين المحافظات و تحافظ على وحدة الإيقاع , فلابد من الإستفادة من ذوي الخبرة و الحنكة السياسية و الإخلاص للقضية و الوطن من أهل الأمانة و التقوى .
رابعا :- من الضروري الثبات و الصبر و أن لايدبّ الوهن و لا يسمح للمرجفين حتى تصل الإنتفاضة الى هدفها المنشود . إن الإخلاص في النيّة و في العمل و الإستقامة على الحق و العدل من الأمور اللازمة في الموفقية و النجاح و استنزال نصر الله تعالى و الإستظلال برعايته .
خامسا :- أدعو العشائر العربية و النخب الثقافية و الإجتماعية في جنوب العراق و فراته الأوسط , الى وقفة مماثلة تضامنا مع إخوتهم المعتصمين , و سعيا الى إنقاذ العراق من الأزمة , و تجسيدا للوحدة الوطنية , و نبذا للطائفية و رجالاتها و أهلها , لتجتمع قلوب العراقيين على المودة و الإخاء , و ليعتصم الجميع بحبل الله تعالى من أجل أن يعود الوئام و يتكاتف الشعب بكل فئاته لبناء العراق و بسط الرخاء في جميع ربوعه .
سادسا :- من الضروري التأكيد على الحذر من القوى الدولية و الإقليمية التي كان لها الدور الأكبر في ضرب العراق و تدميره و تمزيق نسيجه و وضع صواعق تفتيته , أقول الحذر الحذر من هؤلاء الذين يتربصون بالعراق الدوائر و يعملون على ركوب الموجة , و دفع الأوضاع باتجاه مصالحهم المتعاكسة مع مصلحة العراق و شعبه فلهؤلاء الأوغاد وسائلهم و أياديهم المباشرة و غير المباشرة . و لنا في وعي المواطن العراقي ما نرجو معه إحباط كيد الكائدين .
أعزّ الله نصركم و سدّد خطاكم و تولّى أمركم إنه نعم المولى و نعم النصير .

الشيخ حسين المؤيد
19 صفر 1434 هجري / 1-1-2013 ميلادي

 

 

السابق

 

 

Twitter Facebook قناة الشيخ حسين المؤيد في اليوتيوب google + البريد الالكتروني
[email protected]

جميع الحقوق © محفوظة للمنتدى العلمي
مكتب سماحة الإمام الشيخ حسين المؤيد

www.almoaiyad.com