الإمام المؤيد يعزي مصر بوفاة البابا
شنودة الثالث 17-3-2012
أصدر المرجع
الإسلامي العلامة الشيخ حسين المؤيد بيان تعزية بوفاة البابا شنودة الثالث هذا
نصه :-
( بمزيد من الأسى تلقينا نبأ وفاة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية و
بطريرك الكرازة المرقسية و الذي كان رمزا دينيا بارزا ليس في مصر لوحدها و إنما
في العالم العربي .
لقد تميَّز الفقيد الراحل بسعة الثقافة و سمو الروح و دماثة الخلُق و الحسِّ
الوطني و الإنتماء المشرقي و العروبي و الإنفتاح الفكري المقرون بالتمسك
بالأصالة في الهوية و الإنتماء سواء على المستوى الكنسي و ما تمثله الكنيسة
المشرقية من رمزية تاريخية و دينية و ثقافية , أو على المستوى الوطني و القومي
, و قد تجلّى ذلك كله في انفتاحه على الإسلام ثقافة و حضارة , و على المسلمين
إخاء و صداقة , و في مواقفه الوطنية و القومية , و تفاعله مع قضايا الأمة كواحد
من أبنائها شريكا في المسار و المصير . و قد كان صمام أمان لحفظ الوحدة الوطنية
المصرية , و تكريس الإنتماء الوطني و القومي للكنيسة القبطية و أقباط مصر , و
السد المنيع أمام محاولات التدخل الخارجي و جرّ الكنيسة القبطية و رعاياها
لمسارات تمزق النسيج المجتمعي أو تحرف البوصلة الى اتجاه مغاير للإنتماء الوطني
و القومي .
لقد كان الراحل الكبير رجل الحوار و التفاهم , و العقل الواعي لمكانة الإسلام ,
و الشخصية المجسِّدة في انفتاحها على الأزهر الشريف و المحاور و الفاعليات
الإسلامية في العالم العربي للإحترام المتبادل بين المسيحية و الإسلام , و كانت
مشاركاته في المؤتمرات و الندوات الإسلامية تنم عن حرصه على تمتين العلاقة
المسيحية - الإسلامية , و كانت محل تقدير لما يملكه من اطلاع على الثقافة
الإسلامية , و تفاعل مع القيم المشتركة , و تعامل ودي مع الدين الإسلامي و
المنتمين اليه .
إنني إذ أعزي مصر كلها , و الكنيسة القبطية و الأقباط في مصر و خارجها , أدعو
الى أن تتجسد في هذه المناسبة الأليمة الوحدة الوطنية المصرية بأبهى صورها ,
ويحدوني الأمل في أن تحافظ الكنيسة القبطية الموقرة على النهج الوطني و القومي
الذي اختطه الفقيد الكبير , و على العلاقة المسيحية - الإسلامية المميَّزة التي
كان البابا شنودة حريصا عليها مدركا لضرورتها و أهميتها , و تصان جهوده الجليلة
التي بذلها بوعي و صبر و تضحية في هذا المضمار و التي توَّجته في الخالدين .
17-3-2012 الموافق للرابع و العشرين من ربيع الثاني 1433 هجري
الشيخ حسين
المؤيَّد
السابق