الإمام
المؤيد يشارك في ندوة حوار إلكترونية لمركز الدراسات العربي - الأوروبي للإجابة
على السؤال التالي :-
ماذا تتوقعون بشأن اليمن بعد توقيع الرئيس علي عبدالله
صالح على المبادرة الخليجية ؟ 3-12-2011
شارك المرجع
الإسلامي العلامة الشيخ حسين المؤيد في ندوة حوار إلكترونية لمركز الدراسات
العربي - الأوروبي و مقره باريس للإجابة على السؤال التالي :- ماذا تتوقعون
بشأن اليمن بعد توقيع الرئيس علي عبد الله صالح على المبادرة الخليجية ؟ .
و قد أجاب سماحته على السؤال بما يلي :-
يعتبر رضوخ علي عبد الله صالح و توقيعه على المبادرة الخليجية تطورا هاما أدخل
اليمن و الثورة في اليمن في مرحلة جديدة على طريق تحقيق الأهداف المشروعة
للثورة .
و قد جاء ذلك ثمرة لصمود الشعب اليمني الثائر و إصراره على نيل مقاصده و تجسيد
تطلعاته .
إلا أن التوقيع على المبادرة الخليجية لن يؤدي الى نهاية الأزمة و بالسرعة
المطلوبة لما يلي :-
1- إن شباب الثورة و الشارع اليمني لا يرى في المبادرة الخليجية تلبية لجميع
المطالب الأساسية للثورة و حلا جذريا للأزمة , فهم يطالبون بمحاكمة عادلة لصالح
و مجموعته , و يطالبون بإنهاء نفوذ صالح و مجموعته في السلطة .
ربما كانت المبادرة الخليجية حلا عمليا في بدايات الأزمة , لكنها جائت بعد أن
تطورت الأزمة و حصلت لها انعكاسات و تداعيات جعلت المبادرة الخليجية متأخرة و
لا تمثل الحل الجذري , بمعنى أن مستوى الطرح فيها لم يعد يرقى الى مستوى الأزمة
.
في السياسة قاعدة تقول : إن الكوارث تأتي من قبول حلول وسط إزاء مشاكل كبيرة و
معقدة , و هذا ما ينطبق على الأزمة في اليمن و طرح المبادرة الخليجية لحلها ,
على الرغم من أن المبادرة الخليجية حاولت أن تراعي التوازنات حسب موازين القوى
في الداخل اليمني في صياغة حل براغماتي .
نحن نجد اليوم أن التوقيع على المبادرة الخليجية لم يحقق الهدوء في الشارع
اليمني الذي لا يزال يشتعل , و نشهد اليوم جرائم ترتكبها عناصر صالح في تعز بحق
السكان .
2- لا تزال قضية التزام صالح و مجموعته ببنود المبادرة الخليجية قلقة ,
فالمعارضة و الشارع اليمني لا يثقون بصالح , و يصمون وعوده و عهوده بالكذب و
الخداع , كما أن سلوكيات صالح تنم عن الحس الثأري و روح الإنتقام , مضافا الى
محاولاته للإبقاء على نفوذ له و لحزبه و مجموعته و عرقلة مسيرة الثورة , الأمر
الذي يبقي الأوضاع قلقة .
3- إن اليمن ساحة مفتوحة للتدخل الدولي و الإقليمي مما يجعلها عرضة للتجاذبات و
تصفية الحسابات و صراع الإرادات , و للبرامج المتعاكسة , و في ذلك ما يروم
إجهاض الثورة , أو احتواءها , و ضرب الإستقرار , مضافا الى أهداف خطيرة و خبيثة
أخرى من قبيل التقسيم .
4- وجود مشاكل داخلية و بؤر أزمات لا توجد ضمانات لحد الآن في السيطرة عليها
مثل نشاط القاعدة و حركة الحوثيين _ و في هذه الأيام انفجر نزاع مسلح بين
الحوثيين و السلفيين في دماج _ , مضافا الى نشاط الإنفصاليين .
5- عدم التناسق التام بين أجندة المعارضة التي وقعت على المبادرة الخليجية و
أجندة الثوار , و الإختلاف في الرؤى حول الحل و ربما البرنامج المستقبلي ,
الأمر الذي يوجب التخوف من نشوب أزمة خطيرة .
إلا أن الشعب اليمني الثائر أثبت و منذ بداية الثورة و الى الآن نضجا مميزا و
وعيا عاليا و بسالة منقطعة النظير و حضورا فاعلا , و هو ما يعتبر صمام أمان
يضمن انتصار الثورة و بلوغها أهدافها نحو بناء الدولة النموذجية المستندة الى
إرادة الشعب اليمني في إطار يمن واحد موحد .
القسم
الإعلامي في مكتب الإمام المؤيد
بغداد 3-12-2011
السابق