الرئيسية شذرات الفتاوى الأسئلة والاستفتاءات المقالات الأبحاث والدراسات المحاضرات البيانات مشروع الميثاق الوطني اللقاءات الإعلامية السيرة الذاتية الصور
 

شذرات من أخبار و أنشطة الإمام المؤيد والمنتدى العلمي

الإمام المؤيد يوجه خطابا الى الشعب اليمني و شباب الثورة في اليمن الشقيق
08/06/2011

وجه سماحة العلامة الشيخ حسين المؤيد خطابا الى الشعب اليمني و شباب الثورة في اليمن الشقيق هذا نصه :

أيها الشعب اليمني العظيم

يا شباب الثورة الأبطال الصامدين

تمر ثورتكم الجماهيرية المجيدة في اليمن في هذه المرحلة بمنعطف دقيق و خطير يتطلب درجة عالية من الوعي و رهافة الحس و إدراك المسؤولية و تمثلها .
لقد إقتربتم بعد نضال دامٍ و شاق و صبر و جلد و ثبات من الوصول الى الاهداف التي ثرتم من أجل تحقيقها و قدمتم في سبيلها الدماء الزكية و الضحايا الذين إستعدوا للفداء و ضربوا مثلا رائعا في الإيثار من أجل مصلحة الوطن و الامة و في سبيل الإنتصار للكرامة الإنسانية و تحقيق المستقبل الزاهر لليمن و أجياله ، و لم يبق من الشوط الا أقله لتحقيق الإنتصار الحاسم بإسقاط النظام الفاسد و إقامة الحكم الرشيد الذي يجسد العدالة و المدنية و يعمل على تغيير الاوضاع الفاسدة و السلبية و فتح صفحة جديدة في تاريخ اليمن بفعل كفاح جماهيري تاريخي بلورته إرادة الشعب اليمني المستندة الى مطالباته العادلة و المشروعة و طموحه الخلاق في إضاءة الحاضر و صناعة المستقبل .
ان الامة العربية و الاسلامية و هي تتابع أحداث ثورتكم و نضالها الذي إمتزجت فيه الشجاعة بالحكمة و السياسة بالتضحية و البطولة بالوعي منبهرة بكم و بهذا المستوى الرفيع و النموذج الفذ الذي قدمتموه للتاريخ و الذي سيكون بلاريب درسا بليغا للامم و تجربة نضالية مكتنزة بأروع المعاني و أسمى العبر و هي مثار فخر و إعتزاز للأمة كلها و قد أفصحت عن جوانب السمو و مكنونات الإبداع و الرقي في الشعب اليمني العريق .
انني مهتم بالغ الإهتمام في هذا المقطع التاريخي من ثورتكم بالتأكيد على النقاط التالية :
اولا : ضرورة إستمرار الثورة و بالزخم الثوري ذاته و بالحرارة التي إنطلقت بها الثورة و ثبتت رغم كل محاولات قمعها و بعثرتها .
في هذا الظرف الحساس قد تحاول جهات مشبوهة العمل على خفض حرارة الثورة و إيقاف غليانها لتمرير حلول سياسية باهتة لاتصب في مصلحة اليمن و شعبه .
ان من المنطقي ان تبقى الثورة مشتعلة بالزخم نفسه حتى تحقيق أهدافها التي نادى بها شباب الثورة و التي هي تعبير عن استحقاقات طبيعية و مطالب عادلة و طموح وطني مشروع .
ثانيا : ضرورة حفاظ الثورة على جوهرها الإنساني و القيمي الذي يشكل محتواه عناصر أساسية في شخصية المواطن العربي و المسلم عامة و المواطن اليمني خاصة .ان هذا الجوهر الانساني و القيمي هو الذي منح الثورة حقانيتها و هو الذي أكسبها التعاطف و التأييد و هو الذي أعطاها صفتها النضالية العادلة و كان له الدور الأكبر في إنجاح خطواتها و هي تغذ السير نحو أهدافها ، فلابد أن تستمر الثورة محافظة على هذا الجوهر الانساني و القيمي لتبقى مطبوعة بطابعه الذي قدم للثورة كل تلك المعاني و المعطيات ، و من الضروري جدا ان يعمل شباب الثورة على وأد اي حركة خارجة عن هذا السياق ربما تكون من أناس مندسين بهدف وصم الحراك الثوري النضالي بسمات العبث و التخريب و فصله عن جوهره الانساني و القيمي .
ثالثا : ضرورة الوقوف بوعي و حزم امام التدخل الاجنبي المباشر و غير المباشر الذي يرمي الى تكريس النفوذ الاستعماري و الالتفاف على الثورة و تفريغها من محتواها و تجييرها لسياساته المناهضة لإرادة الشعوب و طموحاتها و تطلعاتها .
اننا نعبرعن بالغ قلقنا من التدخل الامريكي في شؤون اليمن و ثورتها و محاولات فرض الوصاية على الشعوب العربية بمختلف الوسائل و عبر النفاق السياسي المفضوح .
ان الامة امام حقيقة تبلورت من خلال تجاربها النضالية الماضية و تجاربها النضالية الحاضرة في حركة الجماهير العربية و ثوراتها و كذلك في تاريخ ممارسات التدخل الاجنبي حقيقة ان التدخل الاجنبي لم يكن الا عاملا سلبيا مضرا بنضال الامة و حركتها نحو اهدافها ، فلابد أن يكون الشعب اليمني و شباب الثورة -و هم كذلك -على درجة عالية من الوعي و رهافة الحس إزاء هذا التدخل مدركين انهم بما يمتلكونه من طاقة ثورية و قوة على الارض قادرون على فرض ارادتهم فلا مبرر للركون الى الاجنبي الذي لايتحرك الا بوحي مصالحه الاستعمارية و نظرته للسياسة و الحياة و التي لاتتطابق مع منظومتنا القيمية و المفاهيمية .
رابعا : ضرورة رفض الحلول التي تؤدي في واقعها الى إجهاض الثورة او حرفها عن مساراتها او تمييع تماسكها او تفريغها من محتواها او ابعادها عن كامل اهدافها او تغليب مصالح الاخرين على مصلحتها تحت مختلف الاقنعة و المبررات .
ان الشخصيات السياسية المعارضة يجب أن تتصرف بمسؤولية عالية على هذا الصعيد و أن تضع نصب عينها مصلحة شعبها الذي قدم التضحيات الجسيمة في ثورة أدهشت العالم كله في هذا العصر ، و إنني على يقين بأن شباب الثورة و هم الذين خاضوا في الميادين تجربتهم النضالية و عاشوها ليلا و نهارا و عبروا عن وعي وطني كبير لن يسمحوا بتمرير مثل هذه الحلول ، انهم تعبير عن الارادة الجماهيرية للشعب اليمني فلابد أن يتصرفوا بمستوى هذه الارادة .
ان اي تهاون في هذا المجال سيترك أعمق الاثار السلبية ليس على مستقبل اليمن فحسب و إنما على مستقبل الوضع العربي كله فلا مجال للمساومة على حساب مستقبل اليمن و الامة ، و لابد ان يأتي الحل منسجما مع متطلبات التغيير الذي خاض الشعب اليمني نضاله من أجل الوصول اليه .
خامسا : ضرورة الحفاظ على وحدة اليمن أرضا و شعبا و الحفاظ على تماسك النسيج الوطني المجتمعي و عدم فسح المجال امام اية ثغرات ربما يتم العمل على فتحها لضرب أبناء اليمن و جرهم الى معارك داخلية أو جانبية و إثارة النعرات القبلية او المناطقية او المذهبية .
ان الثوابت الوطنية يجب ان تكون الاساس الذي تتحرك في ضوئه الثورة و الاطار الذي يؤطر العمل السياسي و الاجتماعي لشباب الثورة و للقوى السياسية المناضلة و ادعو كافة القوى السياسية المناضلة الى وحدة الكلمة و التماهي مع متطلبات التغيير في اليمن .
انني اذ احييكم و اعبر عن عظيم تقديري لنضالكم و ثورتكم أسأل الله تعالى أن يتوج هذا النضال بالنصر الحاسم و المؤزر الذي يفتح افقا جديدا واعدا لمستقبل اليمن و الامة كلها و بالله التوفيق .


06/07/1431ه
08/06/2011م

 

السابق

 

 

Twitter Facebook قناة الشيخ حسين المؤيد في اليوتيوب google + البريد الالكتروني
[email protected]

جميع الحقوق © محفوظة للمنتدى العلمي
مكتب سماحة الإمام الشيخ حسين المؤيد

www.almoaiyad.com