الإمام المؤيد يدين بشدة خطاب أوباما في
منظمة "الآيباك" 22/5/2011
دان العلامة الشيخ حسين المؤيد وبشدة الخطاب الذي ألقاه الرئيس
الأميركي باراك أوباما اليوم في منظمة الآيباك معتبرا هذا الخطاب إهانة موجهة
إلى كل عربي ومسلم بل إلى كل حر من أحرار العالم واستهتارا بالمشاعر والكرامات
ويعبر عن فداحة الظلم الذي يقاسي منه الشعب الفلسطيني وتعاني منه الأمة العربية
والإسلامية .
وقال سماحته في تصريح له إن أوباما في خطابه هذا كشف وبوضوح عن حقيقة نفاقه
السياسي في خطاباته الموجهة لأمتنا وأزاح القناع عن وجهه لتظهر على العلن صورته
التعسفية والجائرة .
وقال سماحته إن هذا الخطاب يعبر بوضوح عن جوهر السياسة الأمريكية والإستراتيجية
التي لا تتغير بتغير الرؤساء والحكومات ، مشددا على أن أوباما إذ يؤكد على
القيم المشتركة بين أمريكا وإسرائيل فإن ذلك يعني بوضوح أن قيم السياسة
الأمريكية تشترك مع قيم الصهيونية وهذا يؤكد على أن الولايات المتحدة الأمريكية
بما تتبناه من قيم وسياسات هي عدوة الأمة العربية والإسلامية والخصم اللدود
لحرية الشعوب وكرامتها وإرادتها .
وأضاف سماحته إن خطاب أوباما إذ يغذي التطرف ويثير النقمة والغضب ويستفز نفوس
شعوبنا الأبية يقدم الجواب الواضح على سؤال ( لماذا يكرهوننا ) ، فهل يتوقع
أوباما بخطابه الظالم والاستفزازي أن يحصل على محبة العرب والمسلمين بدلا من
كراهيتهم .
وقال سماحته إننا إذ نشجب بشدة ما جاء في خطاب أوباما في منظمة الآيباك اليوم
فإننا نؤكد على النقاط التالية:
أولا : ليس من مصلحة العرب والمسلمين عموما والفلسطينيين على وجه الخصوص الرضوخ
للحلول الاستسلامية الجائرة التي تهدف إلى طمس القضية الفلسطينية وتضييع الحقوق
الحقة للشعب الفلسطيني وللأمة جمعاء ، وإذا كان تأخر إسرائيل بالقبول بالسلام
مع أنه سلام لإسرائيل واستسلام للفلسطينيين وللأمة يضر بأمن إسرائيل باعتراف
أوباما فالواجب على الأمة وعلى الفلسطينيين منطقيا أن لا يقبلوا بهذا الاستسلام
وأن يحافظوا على صمودهم وممانعتهم لأن الزمن في صالحهم وصالح قضيتهم والمعركة
مفتوحة وستكسبها الأمة في النهاية . إن من الخيانة الكبرى للأمة وللقضية الرضوخ
للحل الذي تقدمه الإدارة الأمريكية .
ثانيا : إن الواجب على الأمة قيادات ومنظمات وشعوبا أن تتحرك من خلال إدراك واع
بجوهر السياسة الأمريكية التي هي بالمحصلة سياسة عدائية تنطلق من قيم غير
إنسانية تشترك مع قيم الصهيونية وعلى هذا الأساس يجب التعامل مع السياسة
الأمريكية فيما يتصل بقضايا أمتنا على وجه الخصوص والقضايا الأخرى على الساحة
الدولية فلا يجوز التماهي أو التماشي مع السياسة الأمريكية ولا يجوز التعاون
معها أو فتح ثغرة لها وإعطاؤها الفرصة للتدخل في قضايانا ويجب على وسائل
الإعلام العربية والإسلامية أن تسلط الأضواء على حقيقة السياسة الأمريكية
ومنطلقاتها ودوافعها بهدف زيادة وعي أمتنا وتوجيهها في مساراتها الصحيحة .
ثالثا: على الأمة الإسلامية أن ترص صفوفها وتتخلى عن أي صراع داخلي مذهبي أو
ديني لتواجه التحدي الأكبر والأخطر الذي يستهدف الأمة بكل تنوعاتها ولا بد من
العمل على ترسيخ وحدة الأمة وضمان عزتها وكرامتها واستقلالها وتأمين مقتضيات
قوتها كي لا تقع تحت طائلة الإهانة والإذلال والهيمنة والاستضعاف .
رابعا : إن الإدارة الأمريكية إذ تعطي لنفسها الحق في أن تجعل أمن إسرائيل جزء
من أمنها القومي وتعتبر الإخلال به إخلالا بالأمن القومي الأمريكي وتصرح بأنها
تعمل على تفوق إسرائيل في المنطقة فمن حق الأمة العربية والإسلامية أن تضمن
أمنها القومي وأن تعتبر السياسة الأمريكية سياسة تضرب أمنها القومي في الصميم .
ولاعتبارات ضمان الأمن القومي لأمتنا , على أمتنا أن تتحرك في إطار أمنها
القومي وما يقتضيه ذلك من مواجهة السياسات المعادية والمضرة به وهذا هو حق
الأمة.
خامسا : على الإدارة الأمريكية أن تدرك أن تفوقها العسكري لا يبيح لها التصرف
بمنطق القوة والهيمنة ، والأمة التي تنتفض على الأنظمة الجائرة وتثور لكرامتها
تمتلك مقومات القوة ولن تستسلم لمنطق القوة والهيمنة.
مكتب الإمام المؤيد
22/5/2011
السابق