الإمام المؤيد يبعث مذكرة
الى أمين عام جامعة الدول العربية يدعو فيها لتدارس حركة الجماهير العربية و
معالجة الأزمة في إطار عربي .
29/1/2011 م
بعث سماحة المرجع
الإسلامي العلامة الشيخ حسين المؤيد مذكرة الى السيد عمرو موسى أمين عام جامعة
الدول العربية دعا فيها الى تحرك سريع و جاد لدراسة و مناقشة حركة الجماهير
العربية و معالجة الأزمة في إطار عربي .
و فيما يلي نص المذكرة :-
معالي الأستاذ عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية المحترم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تحية طيبة , و بعد
حيث تلتهب الأحداث في أكثر من بلد عربي شقيق , و تأخذ شكل الإنتفاضة الشعبية و
المظاهرات الجماهيرية في حركة للشارع العربي ليست مفاجِئة لأولي النهي , و انما
هي إنعكاس طبيعي لأزمة عميقة تعيشها مجتمعاتنا العربية و هي أزمة مزمنة تفاعلت
فيها تراكمات و مضاعفات ما كان لها أن تنفجر لو تمت معالجة الأزمة بما تفرضه
الإستحقاقات التي يؤدي إهمالها الى أوضاع خطيرة .
و حيث أن التعاطي الخاطيء مع هذه الأحداث سيفضي الى نتائج وخيمة يخشى من
تداعياتها .
و حيث أن هناك قوى طامعة تتربص لإستغلال الفرصة لتحقيق أهدافها , و قوى
إستعمارية تنتهز الحراك الشعبي لتصوغ الأوضاع بما ينسجم و مصالحها و مخططاتها ,
و حركات و قوى داخلية متطرفة أو منغلقة أو مأزومة ترى في هذه الأحداث مسرحاً
لظهورها و حركتها .
لذا أدعو الجامعة العربية للتحرك السريع و الجاد و حسبما تفرضه المسؤولية
القومية في هذا المقطع التاريخي الذي تمر به الأمة العربية لتدارس الأزمة و
وضعها مناقشة و معالجة في الإطار العربي لتكون ملفاً عربياً , و توصد أبواب
التدخل – مهما تبرقع بأقنعة النية الحسنة و الحرص على المساعدة في حل الأزمة –
بوجه الدول و القوى خارج الإطار العربي .
ان ترتيب البيت العربي لا يتم الاّ على أيدي أبناء الأسرة العربية . و انّ
الدول مهما كانت صديقة و مهما انتهجت من سياسات خارجية تلامس القضايا العربية
فهي تسعى لتأمين مصالحها و تعبيد سبل نفوذها , و لا أستثني من ذلك أية دولة ,
ناهيك عما تثيره تدخلات الدول الإستعمارية و الدول المعادية من ريبة حقيقية و
قلق مشروع .
إنني أعتقد أنّ على الجامعة العربية أن تنهض بهذه المسؤولية الجسيمة و تلعب
دورها المندرج في المهمات الملقاة على الجامعة العربية و هو جزء من فلسفة
وجودها الذي نؤكد على ضرورته و لزوم استمراريته و دعمه .
و ختاما ً
إذ يشرفني أن تأتي هذه المذكرة في سياق أداء ما عليّ من واجبات إزاء أمتي
العربية أرجو من معاليكم إحاطتها بما تستحقه من إهتمام و فعالية و الإحتفاظ بها
كوثيقة تاريخية في الجامعة العربية و إطلاع كافة الدول العربية عليها .
و لكم مني فائق التقدير و بالغ الإحترام و صادق المودة .
أخوكم
العلامة
الشيـــخ حـســين المـؤيد
25/2/1432 هـ
29/1/2011 م
السابق