الإمام المؤيد يشارك في
ندوة حول (علاقة العروبة بالأديان وأثر الإرهاب على وحدة الأمة) 10/1/2011
شارك المرجع
الإسلامي العلامة الشيخ حسين المؤيد في ندوة عقدتها الجمعية الأردنية
للعلوم والثقافة تحت عنوان (علاقة العروبة بالأديان وآثر الإرهاب على
وحدة الأمة) ، وقد نشرت صحيفة العرب اليوم الأردنية تقريرا وافيا حول
هذه الندوة التي إهتمت بها وسائل الأعلام العربية .
وفيما يلي نص التقرير الذي نشرته صحيفة العرب اليوم في عددها الصادر
بتاريخ 12/1/2011
في محاضرة بالجمعية الاردنية للعلوم والثقافة:
قيادات دينية وسياسية تجمع ان الحركة
الصهيونية ليست بريئة من تفجيرات الكنائس في بغداد والاسكندرية
الحباشنة: المسيحي العربي منذ العهدة العمرية مسيحي الديانة عربي الحضارة
والثقافة
عربيات: الحروب التي واجهتها الامة كانت مع الفرنجة وليست صليبية فهذه تسمية
غربية
الاب حداد: هذه الاحداث مقصود منها اتهام هذه الامة مجددا كما جرى في احداث 11
سبتمبر
الشيخ المؤيد: هذه الجريمة تستهدف دور ووجود وكيان المسيحيين المشرقيين
وإبعادهم عن مربعهم الطبيعي في الصراع
حدادين: تاريخ بلادنا يشهد بالتعددية الدينية وشهدت المسيحية ديمومة منذ قدوم
المسيح
أبو جابر: مصلحة اسرائيل تفريغ العالم العربي من المسيحية العربية لخلق اجماع
عالمي ضد المسلمين
العرب اليوم - هشام زهران
أجمعت قيادات سياسية ودينية شاركت في ندوة حوارية بالجمعية الاردنية للعلوم
والثقافة ان الحركة الصهيونية ليست بريئة من تفجيرات الكنائس التي حدثت في
العراق ومصر وطالب المشاركون في الندوة التي حملت اسم (علاقة العروبة بالاديان
واثر الارهاب على وحدة الامة) برص الصفوف وعدم اعطاء الفرصة لقوى عالمية لها
مصلحة في تمزيق الشعوب العربية الى مذاهب وطوائف متناحرة في سياق مشروع الشرق
الاوسط الجديد.
ووقفوا دقيقة صمت حدادا على الشهداء والضحايا من الامة العربية والاسلامية قبل
ان يفتتح رئيس الجمعية المهندس سمير الحباشنة بالقول إننا لا نخشى من جوع او
بطالة فهذا امر اني في حسابات التاريخ وأي ادارة نظيفة يمكنها ان تتعامل معه
ولا نخشى من عدو خارجي لان الامة متماسكة وتتصدى للعدوان ولنا نماذج تاريخية في
هذا السياق ولكن الخوف كل الخوف على هذه الامة من الافعال الداخلية التي تعمل
على تشظية روح الامة ونخاف على الهوية العربية.
وأضاف هناك من يزعم بوجود انقسام في المجتمع العربي لكن للامة العربية
والاسلامية قاعدة فكرية عربية عملية تؤكد ان اتفاق العرب حقيقة واقعة على مختلف
مشاربهم ونستذكر هنا وثيقة الرسول في المدينة التي اسست لبداية كيانية الدولة
العربية مرورا بالعهدة العمرية حين وضع عمر بن الخطاب في القدس المدماك الرئيسي
لعلاقة عربية متينة.
وتابع يقول لقد فتح عمرو ابن العاص مصر بأربعة الاف
فارس لانه لم يكن فتحا بقوة السلاح بل بقوة الفكر ولهذه الامة منظومة قيمية
متكاملة قادرة على ان تصمد في وجه كل الترهات التي تتمثل بتدمير حسينية او مسجد
او كنيسة فكلها ترهات لن تصمد فالامة تستند الى قاعدة عمرها 1400 سنة.
وأكد الحباشنة ان المسيحي العربي منذ العهدة العمرية مسيحي الديانة عربي
الحضارة والثقافة ولا اقليات في المجتمع العربي بل مجموعات ثقافية.
عبد اللطيف عربيات
وقال رئيس مجلس شورى جماعة الاخوان المسلمين الدكتور عبد اللطيف عربيات نحن امة
واحدة وهذه الفواصل التي قسمت البلاد العربية صنعها المستعمر ونحن نعاني من
استلاب ثقافي يتمثل بعدم القدرة على التمييز بين مالنا وما علينا ونريد ان نخرج
من هذه الغفلة فنحن لنا فكر ومرجعيات وهذه الامة عاشت فترة على اساس المواطنة
بأعلى دراجتها ووضعها الرسول محمد عندما اسس دولة المدينة وفق دستور شمل مواد
غطت كل المواطنين وحقوق اهل الكتاب مصونة فيه والقرآن طالب المسلمين بالبر بهم.
واعتبر عربيات ان الحروب التي واجهتها الامة عبر تاريخها كانت مع الفرنجة وليست
حروب صليبية فهذه التسمية من الغرب وما يجري في العالم من تثوير ضد الاسلام هو
اثار هيمنة تيار غربي مدفوع بقوى صهيونية.
وحول تفجيرات كنيسة الاسكندرية قال عربيات الرسول محمد قال للمسلمين نوصيكم
بالقوط خيرا فزوجته ماريا هي ام ابراهيم ونحن نستنكر كل الاصوات الشاذة التي
تخدم المؤامرة وبعض المدسوسين كما ان ما جرى في العراق مؤامرة من اثار الاحتلال
وهي ليست مقبولة و ما يجري في السودان نتاج لسنوات الاستعمار البريطاني التي
قسمت الارض.
وتابع يقول انتسب لنا في العمل الاسلامي مسيحيون وكنت امينا عاما للحزب
والمسيحيون لا يمثلون اقلية بل يمثلون الشعب وبذلك انا ضد الكوتا الانتخابية
المسيحية لانها تعطى فقط للضعيف.
الاب نبيل حداد
وفي السياق ذاته قدم الاب نبيل حداد مدير المركز الاردني لبحوث التعايش الديني
قراءة شاملة للتفجيرات ضد الكنائس وطبيعة العلاقة بين المسلمين والمسيحيين
تاريخيا فقال اقرأ علاقة المودة بين الاسلام والمسيحية في اول امنة كتبها
الرسول العربي الكريم لاسقف ايلة(العقبة) كما اقرأ علاقة المودة بين ورقة بن
نوفل والرسول الكريم ليسجل اول حالة تماهي في تاريخ الامة ونحن جميعا ورثة هذه
التاريخ.
وأضاف اقرأ ما حدث في الاسكندرية بعين رجل الدين العربي الذي احب اردنه والشاهد
على اول مجموعة وافدين من سيناء يقودها النبي موسى ليقف على جبل نبو, وفي ارض
الاردن وقف المسيح منع النبي يحيا وكان الاردن رابطا بين الضفتين في حادثة
الاسراء والمعراج هذه الارض هي جغرافيا القداسة (جغرافيا السماء) وأما
الاسكندرية فكانت اثنيا الثقافة في شمال افريقيا والمنطقة العربية وتصر ان
تداعب الازهر في مودة متبادلة كميزة من ميزات هذه الامة.
وتابع يقول اقرأ هدر ارواح 33 شهيدا بعد شهرين من
سقوط 44 شهيدا في كنيسة النجاة ليقال اننا امة قتل ودمار هذه الاحداث مقصود
منها اتهام هذه الامة مجددا كما جرى في احداث 11 سبتمبر حيث كانت هذه الامة هي
التهمة والمتهم والضحية.
وعبر الاب حداد عن قناعته انهناك اعتراف جماعي ان ما حدث عملا ارهابيا وليس
طائفيا ونأسف لاحداث بين الاقباط والمسلمين في ارض مصر على اثرها فالهدف ان
تنكفئ الامة وفي مقدمتها مصر على مشكلاتها وكان المطلوب خلط الاوراق بهذه
الحادثة لكن ما جرى لم يقتل كنيسة مصر بل زادها قوة ولم يقتل مصر بل زادها
مناعة وأكد الاقباط المصريون وعلى رأسهم البابا شنودة وطنيتهم كمسيحيين شرقيين.
الشيخ المؤيد
بدوره قال العلامة الشيخ الامام حسين المؤيد نجتمع والامة تمر بمنعطف
حساس وخطير ضمن سلسلة منعطفات مرت بها الامة من قبل وان الاحداث التي وقعت في
العراق ومصر واستهدفت شركاءنا في الوطن وإخوتنا في الالم والامل وأعزتنا
المسيحيين اخذت طابع الجريمة المنظمة ولا يمكن ان نمر عليها مرورا عابرا وإنما
يجب ان تكون محطة لمراجعة حقيقية لاوضاعنا وخلفياتها والملابسات التي تحيط بهذه
الامة والمناخ الذي تعيشه,فهذه الاحداث الاثيمة لا تعبر عن ثقافتنا ولا نمطيتنا
الاجتماعية والعنف والاجرام وردود الافعال غير المنضبطة امر يرفضه المزاج
النفسي للمواطن العربي والمواطن المسلم. ويجب ان نستحضر نموذج التعايش الفريد
بين المسيحيين والمسلمين الذي لم يتعرض لاحتقان ولا هزة على مدى قرون وقد حصلت
احتقانات مذهبية وتوترات في الاطار الاسلامي ولم تحصل في الاطار الاسلامي
المسيحي لان هذه العلاقة عاشت تاريخيا في اطار هادئ فالمسيحيون اصلاء هذه الارض
وجزء من كياننا وساهموا في بناء حضارتنا الاسلامية ويحملون هوية الحضارة لانهم
ساهموا في طابعها الثقافي.
وقال عند الحديث عن منح حقوق للمسيحيين فهذه فيها تجاوز فهذا الحق لا يمنح فهو
صاحبه ويجب ان يعترف به.
وحذر الشيخ من ان هذه الجريمة تستهدف دور ووجود وكيان المسيحيين المشرقيين
وتفاعلهم في مجتمعنا وتستهدف ابعادهم عن مربعهم الطبيعي في الصراع الذي تقوده
جهات دولية ضد الهوية الاسلامية.
وعبر عن ادانته للتطرف فالفكر المتطرف امر طارئ على ثقافتنا الدينية -حسب
تعبيره -ومن السذاجة بمكان اختزال هذه الجريمة المنظمة في تيارات متطرفة تنسب
الى الاسلام فهذه الجريمة وقعت في مقطع زمني وظرف دولي يدعو الى صراع الثقافات
وهو عمل يستهدف سمعة الاسلام دوليا والعوامل التي تقف وراء هذه الجريمة اكبر
بكثير من تيارات التطرف وهذه التيارات ما هي الا واجهة لجهات اخرى.
وأشار ان هشاشة الهوية الجامعة تؤدي الى ذهاب المجتمع الى هويات فرعية تفجر
المجتمع من داخله ولابد من الحفاظ على الهوية الوطنية والهوية العربية والقومية
والهوية الاسلامية الجامعة.
واعتبر ان ضعف المؤسسة الدينية الاكاديمية يؤدي الى فوضى الفتاوى ولابد ان تأخذ
هذه المؤسسة دورها في المجتمع كصمام امن.
وختم يقولأن لامة تتعرض لمؤامرة وهناك تيارات هي واجهة وعندما طرح التطبيع مع
اسرائيل تم تغييب دور العدو الاسرائيلي في ضرب امن المجتمع.
منذر حدادين
الوزير الاسبق الدكتور منذر حدادين قال ان الاردن جزء من بلاد الشام ومنها
انطلقت الثورة العربية الكبرى في مواجهة سياسية التتريك والله حبا بلادنا
بالنعم فقد عبرها ابراهيم ووطأ ثراها الانبياء والرسل وهي مليء بالمواقع
الدينية وبآثار الانبياء (موسى وعيسى وهارون ويحيى) وتنقل فيها بولس الرسول
وفيها كان الراهب بحيرى الذي بشر بالاسلام وفي هذه الارض حدثت معركة مؤتة وفيها
مقامات الشهداء وزحفت عبرها جيوش الفتح بقيادة شرحبيل بن حسنة وسقط ابو عبيدة
وعبد الرحمن بن عوف شهداء فيها.
وأضاف تاريخ بلادنا يشهد بالتعدية الدينية وشهدت المسيحية ديمومة منذ قدوم
المسيح ولم يسجل سجالا دينيا بل قبائليا في تاريخها.
كامل ابو جابر
وزير الخارجية الاسبق الدكتور كامل ابو جابر مدير المعهد الملكي للدراسات
الدينية قال ان العرب لهم دينان, دين الاكثرية الساحقة (الاسلام) ودين القلة
وليس الاقلية (المسيحية) والاسلام احتضن المسيحية وما زال.
وفي محاولة للاجابة على سؤال (من المستفيد من تفجيرات الكنائس?مع ملاحظة انها
كلها حملت اسم مريم العذراء التي يقدسها المسلمون كما المسيحيون?) استعرض ابو
جابر بعض الافكار لصهاينة مثل رحبعام زائيفي وهو متطرف يهودي قال (لابد من
تشديد كل انواع الضرب على العرب والمسلمين حتى يصبحوا كالصراصير المحشورة في
زجاجة وتمشي نحو عنقها لتخرج ويأكل بعضها بعضا).
كما استعرض مقولة عوديد دينون الذي دعا عام 1982 الى تفتيت العالم العربي الى
دويلات صغيرة تأكل بعضها بعضا وعلق بالقول ومن هنا فان مصلحة اسرائيل تفريغ
العام العربي من المسيحية العربية لخلق اجماع عالمي ضد المسلمين.
وأشار ان الفاتيكان اصدر قبل شهرين اهم وثيقة منذ مائة سنة حيث اجتمع رجال دين
مسيحيين وأرسلوا رسالة لكرسي البابوية وتبناها البابا تقول ان العرب المسيحيين
جزء لا يتجزأ من الامة العربية وتقول (لا يجوز العودة الى نصوص في التوراة
اليهودية كذريعة لاضطهاد الاخرين والسيطرة على اراضيهم.
حوار وأفكار
الدكتور محي الدين المصري قال ان هناك اوطان تضيع وثروات تسلب ويأس وأجيال لا
تعرف مصيرها وتكثر الاجتهادات وتتمزق الافكار وهناك تشكيك في هوية الامة.
وتقدم بمقترح تبناه الحضور مفاده ان يكون الاجتماع مظلة لعمل مؤسسي يتبنى تحصين
الهوية العربية وان تكون كل نشاطات الجمعية لهذا العام تحت عنوان وحوارات
الهوية.
الدكتور رؤوف ابو جابر من جانبه قال ان هناك مخططات مبرمجة وضعتها الصهيونية
تهدف لتمزيق العالم واستشهد بقول المفكر الصهيوني اوسكار ليفي (لسنا سوى سادة
العالم ومفسديه ومحركي الفتن وجلاديه).
وعبر المفكر العربي الدكتور علي عتيقة عن قناعته ان
الهوية تتوحد وتتسع كلما توحد اسلوب الحكم وسادت العدالة وان رجل الشارع لا
يكتفي بالوعظ وهويتنا في ازمة وحدودنا نسفت بسبب الاستعمار.
متسائلا لماذا حافظنا على حدود سايسكس بيكو ونكررها بصور اكثر انقساما?.
الوزير الاسبق الدكتور عادل الشريدة دعا الى مواجهة التحديات التي تواجه العام
العربي بالحوار للوصول الى قواسم مشتركة فما يحصل من وجهة نظره بداية لشرق اوسط
جديد بقيادة صهيونية.
السابق