الإمام المؤيد يهنيء المسيحيين في
العراق و العالم العربي بالسنة الميلادية الجديدة و ذكرى مولد السيد المسيح
عليه السلام
أصدر سماحة العلامة
الشيخ حسين المؤيد بياناً هنأ فيه المسيحيين في العراق و العالم العربي و
الإسلامي بالسنة الميلادية الجديدة , و ذكرى مولد السيد المسيح عليه السلام
هذا نصه :-
" مع إطلالة السنة الميلادية الجديدة , يسعدني أن أتقدم الى أعزائنا
المسيحيين في العراق و العالم العربي الإسلامي بأسمى آيات التهنئة و
التبريك بذكرى مولد السيد المسيح عليه السلام و بالسنة الميلادية الجديدة .
ان ولادة السيد المسيح عليه السلام حملت للبشرية جمعاء أملاً واعداً تجسد
في نشر قيم المحبة و التسامح و الإنفتاح , و نبذ التطرف و التعصب و اذكاء
العداوة و الخصام .
لقد دعا السيد المسيح عليه السلام الى الإرتباط بالله الواحد الأحد و تحرير
الإنسان في مسيرته التكاملية و ترسيخ السلام القائم على النبل و التسامي و
الإرتباط بالسماء , و هو ما لخصته جملة غنية في محتواها راشدة في هديها "
المجد لله في العلى و على الأرض السلام " .
إننا نشعر ببالغ الأسى اذ تمر ذكرى ولادة السيد المسيح عليه السلام في
أجواء من الحزن تلف حياة أعزتنا المسيحيين في العراق جراء الإعتداءات
الأثيمة التي طالت أرواحاً بريئة و دور عبادة مقدسة و ممتلكات محترمة قامت
بها عصابات مجرمة تحركها مخططات خبيثة للنيل من النسيج الإجتماعي الواحد و
زرع الفتنة في المجتمع المتآخي عبر التاريخ و اذكاء العداوة بين أبناء
الديانات السماوية و زج المسيحيين في العراق و العالم العربي و الاسلامي في
حرب يريد دعاة صراع الثقافات و الحضارات الى اشعالها بأهداف ثقافية و
سياسية و إقتصادية توظف لها الورقة الدينية .
إنني أعتقد أن المسيحيين في العراق و العالم العربي و الاسلامي يمتلكون
الفطنة و الوعي ما يجعلهم متنبهين الى واقع هذه المخططات و أهدافها , و لن
يستدرجوا الى الفخ و هم يعلمون جيداً طبيعة العلاقة التاريخية القائمة على
المودة و الإحترام و السلام بين المسيحيين و المسلمين في العراق و العالم
العربي و الاسلامي , و يستحضرون المواقف التاريخية التي وقفها المسيحيون في
الشرق مع المسلمين في مواجهة التحديات , و الدور الحيوي الذي قاموا به في
مجتمعاتهم جنباً الى جنب مع إخوتهم المسلمين . و ان هذه المسيرة التاريخية
يجب أن لا تتوقف و أن لا تنقطع و انما يجب أن تتواصل لانها قائمة على أسس
راسخة لا يمكن أن تعبث بها ظروف طارئة أو تتلاعب بها أياد متآمرة .
إننا كمسلمين نعتز بالعيش المشترك و الأخوة الإنسانية و بما تفرضه علينا
تعاليم ديننا الحنيف من نمطية نموذجية في التعامل مع أتباع الديانات
السماوية بالخلق الرفيع , و الالتزام بالحقوق و الواجبات , و ندين كل عمل
خارج عن هذا النطاق معتقدين أن الإسلام منه براء , و انه لا ينسجم و
منظومتنا الثقافية و الإجتماعية .
إنني إذ أكرر التهنئة بهذه المناسبة السعيدة أتمنى لأعزتنا المسيحيين حياة
هانئة مليئة بالأفراح و المسرات مؤكداً على استمرار النموذج التاريخي
الفريد للعيش المشترك العامر بالمحبة و الوئام .
الشيخ حسين المؤيد
23/1/1432 هـ
29/12/2010 م