الرئيسية شذرات الفتاوى الأسئلة والاستفتاءات المقالات الأبحاث والدراسات المحاضرات البيانات مشروع الميثاق الوطني اللقاءات الإعلامية السيرة الذاتية الصور
 

شذرات من أخبار و أنشطة الإمام المؤيد والمنتدى العلمي

الإمام المؤيد في حوار لصحيفة الرياض السعودية 19/12/2010

نشرت صحيفة الرياض السعودية في عددها الصادر هذا اليوم 19/12/2010 ملخصا لحوار أجاب فيه سماحة الإمام المؤيد على مجموعة أسئلة تتصل بالشأن العربي و العراقي .
و فيما يلي النص الكامل لأجوبة سماحة الإمام المؤيد :-

 

ما هي رؤيتكم عن دور المملكة العربية السعودية في المنطقة ؟
الإمام المؤيد :- عندي معطيات تشير الى وجود خطط لجهات دولية و إقليمية تستهدف ضرب الدور السعودي في المنطقة , و العمل على جعله دوراً ثانوياً بدلاً من أن يكون للمملكة العربية السعودية دور ريادي فاعل , و تكمن وراء هذه الخطط و المساعي أغراض سيئة و خبيثة .

أعتقد انه لا بد من رسم ستراتيجية فاعلة مبنية على رؤية تحليلية عميقة و مستوعبة لضمان فاعلية دور المملكة العربية السعودية بإيجابية عالية ليس في المنطقة فحسب و إنما في العالم الإسلامي كله و على الساحة الدولية بما للمملكة العربية السعودية من ثقل ستراتيجي لا ينحصر بالثقل السياسي و انما يضاف اليه الثقل الديني ليس على مستوى البعد الديني الخالص فقط و إنما على مستوى البعد الحضاري للإسلام , و ما يمتلكه الإسلام من رؤية حضارية للحياة الإنسانية قائمة على فلسفة عميقة للكون و الوجود , و هو ما يعطي لمشروع حوار الأديان الذي طرحه خادم الحرمين الشريفين معانٍ و أبعاداً أوسع و أعمق .
 
ما هو تقييمك لدور الجامعة العربية سواءً في المشاكل التي تعترض العالم العربي أو في مواجهته مع الغرب ؟
الإمام المؤيد :- يذهب العديد من السياسيين و المفكرين العرب الى أن الجامعة العربية تأسست لتكريس التجزئة العربية عبر تكريسها للكيانات القطرية , و قفزت على مشروع الوحدة العربية من خلال استجابة شكلية للشعور القومي العربي و لتطلعات الشارع العربي في قيام الوحدة العربية .
و لا شك أنّ النظر الى الجامعة العربية من هذه الزاوية يأخذ بعداً سلبياً ينعكس على رؤية الدور الذي تلعبه جامعة الدول العربية .
انني أعتقد أنّ هذه النظرة مبالغ فيها , و لا تتسم بالواقعية و الموضوعية .
لقد تأسست الجامعة العربية , و البلاد العربية ما بين أقطار لا تزال خاضعة للإستعمار , و أقطار نالت إستقلالها و أسست الدولة القطرية , و صارت التعددية القطرية واقعاً معاشاً على الأرض , و لم تكن الوحدة الإندماجية في ذلك الوقت مشروعاً يمتلك كامل مقومات التطبيق على الأرض و في سقف زمني محدود , و انما كانت هدفاً يحتاج الى زمن ليس بالقصير و جهد أكبر من الكبير . و كان المشروع العملي و الواقعي في ذلك الوقت هو القفز على واقع التعددية القطرية , و واقع التجزئة لتأكيد الإنتماء الواحد و لخلق فضاء عربي على الساحة الدولية .
و هكذا نجد أنّ فكرة جامعة الدول العربية كانت في بعدها الإيجابي معبرةً عن هذه القضية , و قد أوجدت اطاراً للعمل العربي المشترك الذي كان يمكن تطويره ليتحول الى تجربة وحدوية ناضجة .
لقد سبقت جامعة الدول العربية الإتحاد الأوروبي في تشكيله لكن لم تحقق المنجز الذي حققه الإتحاد الأوروبي على الرغم من أنّ اطروحات الجامعة العربية منذ تأسيسها كانت تعبر عن مشروع و ورقة عمل بناءة للعمل العربي المشترك و لفضاء عربي يجسد كتلة عربية قوية و فاعلة , و لمسارات يمكن أن تصل الى التكامل العربي .
و على الرغم من كل ذلك , فإنّ الجامعة العربية قامت بأدوار لا يستهان بها بإتجاه تحقيق أهدافها . انّ تقييم حجم الدور الذي لعبته و تلعبه جامعة الدول العربية يجب أنّ يأخذ بنظر الإعتبار نقطتين رئيستين :-
الأولى :- عدم قصر النظر على التفاصيل و الجزئيات و إغفال الخط العام و النظرة المجموعية للمنجزات , فان من شأن ذلك التركيز على السلبيات بل تضخيمها , و عدم إدراك حجم الخسارة فيما لو لم تكن جامعة الدول العربية موجودة .
الثانية :- انّ جامعة الدول العربية هي في المحصلة النهائية مجمع للدول العربية و اطار لها , فبطبيعة الحال يتأثر دورها بمدى إيمان الدول العربية بدور الجامعة و التزامهم به و دعمهم له , كما يتأثر بالظروف و الملابسات الدولية و الإقليمية التي تحيط بالقضايا العربية , و بتعقيدات السياسات العربية لكل دولة عربية و العلاقات العربية العربية , فليس من الإنصاف أن نحمل الجامعة سلبيات الآخرين .
انّ الدعوة الى الغاء الجامعة العربية دعوة خاطئة جداً ترقى الى حد الخطيئة السياسية , كما انّ من الخطأ طرح مشروع بديل للجامعة و لو على مستوى تغيير الإسم فضلاً عن تفكيك بنية الجامعة العربية .

إنني أعتقد أن مسيرة الجامعة العربية لم تبلغ مداها لحد الآن فليس من الصحيح ايقاف هذه المسيرة و هي لم تستكمل شوطها و لو كان طويلاً .
انّ ما تحتاجه الجامعة العربية من تطوير لا يتصل بتغيير البنية و الإسم , و انما يتصل بتفعيل الدور و استحقاقات ذلك .
انني أعتقد أننا يجب أن لا تغرينا لعبة طرح البدائل بأسمائها البراقة و شعاراتها المدغدغة , فالتجربة أثبتت أن طروحات أساسية و مشاريع حيوية راحت ضحية بدائل غير واقعية أجهضت تلكم المشاريع بما رفعته من مسميات براقة , و أخشى ان يتحرك البعض بوعي أو من دون وعي لإجهاض مشروع الجامعة العربية ببدائل لن تستطيع أن تؤدي الدور, فنفقد ايجابيات كيان الجامعة العربية و نقع في سلبيات جديدة و نصبح أسرى فراغ لن يستطيع ملأه طرح جديد .
إن التحديات التي يواجهها العرب و تواجهها الأمة العربية و الإسلامية و متطلبات الجماهير العربية و الحراك الذي تعيشه الأمة في داخلها يجب أن يدفع الدول العربية الى التمسك بجامعة الدول العربية إسماً و مضموناً و تفعيل دورها و إعطائها الأهمية الستراتيجية كإطار للعمل العربي و واجهة للعرب على الساحة الدولية و دعم الجامعة العربية لتحقيق الأهداف المتوخاة و تنفيذ أوراق عملها الذي سينعكس ايجابياً على تطوير العمل العربي بألوانه المتنوعة و تحقيق ثقة الجماهير العربية بالجامعة العربية و دورها , كما ان الجامعة العربية مدعوة الى دراسة تجربتها و تطوير ديناميكيتها و الإرتقاء الى مستوى المرحلة التاريخية التي تعيشها الأمة في وضعها الراهن , و التواصل مع الشارع العربي و العمل على تلبية إحتياجاته المتنوعة و إيجاد حالة من التفاعل المشترك بين الشارع العربي و الجامعة العربية , مضافاً الى ضرورة سعيها لإقناع الأنظمة العربية و قادتها بحيوية دورها و زرع الثقة و ترسيخ الجدوى و دفع الأنظمة العربية الى دعم الدور الحيوي و الستراتيجي للجامعة العربية .
 
هل هناك وحدة عربية ؟ و هل فشلت الجامعة العربية في ذلك ؟ و كيف ترى علاج الأزمات بين العالم العربي ؟
الإمام المؤيد :- ليست الوحدة العربية مجرد أمل تتعلق به الملايين من الجماهير العربية فحسب , و ليست الوحدة العربية مجرد مشروع يدور في رؤوس المفكرين و الساسة و النخب المثقفة ممن يحرص على مصلحة الأمة و يدرك بعمق أن الوحدة العربية خيار العرب الستراتيجي الذي يحفظ لهم كيانهم و هويتهم و عزتهم و دورهم العالمي فحسب , و انما الوحدة العربية الى هذا و ذاك هي حركة نضالية يرتبط بها مصير الأمة و مستقبل أجيالها و هي الوضع الطبيعي الذي يجب أن تكون عليه الأمة بحكم ما تملك من مقومات حقيقية في تكوين الأمة الواحدة , و بالتالي هي مبدأ سام و غاية شريفة تقوم على فلسفة ذات منطق منسق و متسق . يجب أن لا ننظر الى الوحدة العربية كمجرد وضع سياسي يتبلور فيه نظام سياسي , و إنما الوحدة قبل هذا هي وحدة الهوية الثقافية بكل عناصرها , و وحدة المشتركات بما فيها المصالح المشتركة , و وحدة المصير , و على أرضية كل ذلك تقوم الوحدة السياسية .
إن فشل بعض التجارب الوحدوية يجب أن لا يفتح ثغرة يدب منها اليأس الى قلوب العرب , و انما يجب أن نستلهم العبر و الدروس من تلكم التجارب و من التجارب الوحدوية التي شهدها التاريخ , كما أن الوحدة لا تتحقق بحرق المراحل .
إنني أعتقد أنه ليس مطلوباً و لا ممكناً في الحال الحاضر و لا على المدى القريب و ربما المتوسط أن تتشكل وحدة سياسية متكاملة , الاّ أنّ المطلوب و الواجب قطع أشواط بإتجاه ما يحقق للعرب ذاتهم و يحفظ مصالحهم و ينسجم و هويتهم و إنتمائهم الواحد .
إن الجامعة العربية إطار مناسب لهذه الحركة الوحدوية , و ليس من الصحيح أن نحمّل الجامعة العربية فشل مشروع الوحدة العربية لأنّ هذا المشروع لم ينضج , و مورس بصيغ غير واقعية و أحاطت به ملابسات و ظروف , و تحكمت به اهواء و ارادات و تعرض للتآمر . و لا يمكن أن نعتبر فشل صيغة أو تجربة نهاية الطريق .
انّ الجامعة العربية إطار صحيح للعمل العربي المشترك بدءً من التضامن و وصولاً الى التكامل . أنّ المطلوب الآن قبل الوحدة الجيوسياسية هو ما يقفز على واقع التجزئة و ينطلق من وحدة الهوية والإنتماء و المصير ليرسم سياسات عربية متناسقة و متسقة و ينشيء سوقاً عربية مشتركة و إقتصاداً عربياً خلاقاً و مترابطاً و قرارات عربية تعمل على تلاحم الجماهير العربية في كل الأقطار العربية تتيح للعربي أن يتنقل في بلاد العرب بالهوية الوطنية , و تنشيء شبكة من النقل البري تتصل من خلالها البلدان العربية ببعضها البعض بما يوجد شعوراً بوحدة الأرض و العمق الستراتيجي العربي , و الأمة تحتاج الى قرارت من هذا القبيل حتى على مستوى الإستفادة من الكفاءات العربية في البلدان العربية و إحياء المصاهرات العربية و تسهيل ذلك قانونياً .
انّ قوى الهيمنة تسعى الى إثارة الخلافات بين الأنظمة العربية لإضعاف العرب و تشتيت السياسيات العربية و القرار العربي و المنع من تحقق الحد الأدنى من العمل العربي المشترك و الجاء الأنظمة للاستقواء بالأجنبي على العربي , مع أنّ قوى الهيمنة لا تهتم الاّ بمصالحها و لا تتعامل مع الأنظمة العربية الا من منطلق المصالح الإستعمارية و هي غير حريصة على مصالح الأنظمة و الحكام . و من هنا فانّ تفعيل العمل العربي المشترك و تجاوز الإختلافات و تغليب المصالح العامة من شأنه أن يعطي للأنظمة العربية و قادتها نقاط قوة يحسب لها الأجنبي ألف حساب ومن شأنه أن يردم الفجوة بين الشعوب و الأنظمة و يعطي للأنظمة حاضنة جماهيرية تحميها و تقويها .
إنني أدعو الجامعة العربية الى إنضاج دراسة علمية لإدارة الأزمات السياسية في العالم العربي و تقديمها للأنظمة العربية لتكون هذه الدراسة بوصلة لمعالجة الأزمات من جهة و لمنع وقوعها من جهة اخرى .
انّ الوحدة العربية اليوم ضرورة أشد مما مضى و الأمة تواجه تحدي ضرب الهوية من جهة , و تحدي تقسيم المقسم و تجزئة المجزأ و رسم خارطة جديدة للعالم العربي تجعله أكثر تمزقاً و أوسع تفرقاً فلا يصح لعاقل أن يفرط بمبدأ الوحدة على الإطلاق .
 
هل الدولة الفلسطينية سترى النور و متى و كيف ؟ ما موقفك من مفاوضات السلام ؟ و رأيك في الإحتلال الإسرائيلي ؟
الإمام المؤيد :-  لنبدأ بالاحتلال الاسرائيلي , لا أعتقد أنّ إنساناً يحترم عقله و ضميره يمكن أن يقر هذا الإحتلال أو يدعو الى الاستسلام له , انّ الإحتلال الإسرائيلي جريمة سياسية و انسانية كبرى . و لا بد من العمل على إنهائه بكل الوسائل المشروعة و هي لا تقتصر على المقاومة السياسية فقط و انما تشمل المقاومة العسكرية و هي عمل مشروع بكل المعايير و القوانين سماوية أو أرضية و ينص على مشروعيتها ميثاق الأمم المتحدة .
و اما مفاوضات السلام فإنني أعتقد بأنها لن تنجح في إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي و لن ترجع للفلسطينين حقوقهم السليبة و لن تتمخض عن حل عادل و شامل للقضية الفلسطينية .
إن الصراع العربي الإسرائيلي هو بلا شك من الصراعات الكبرى و يخضع للقوانين التي تحكم الصراعات الكبرى و من هذه القوانين أن الصراعات الكبرى لا تعالج بحلول وسط بل قد تفضي الحلول الوسط الى أزمات كارثية . و لا اعتقد أن هناك من يشك في أن مفاوضات السلام لن تأتي حتى بالحلول الوسط في ظل العقلية الصهيونية التي تحكم ساسة إسرائيل و المزاج النفسي الرافض للسلام الذي يسيطر على غالبية اليهود في فلسطين و في ظل الدعم اللا محدود و الموقف المنحاز للإدارة الأمريكية و كثير من دول الغرب لصالح إسرائيل و في ظل الإختلال في موازين القوى , و معنى ذلك أن مفاوضات السلام ان تمخضت عن شيء – و هو مشكوك فيه أيضاً – فانها لن تتمخض الا عن حلول أقل درجة من الحلول الوسط و هي حلول لن تكون عادلة و لن تعالج جذور الصراع و أسبابه و لا أعتقد انها ستفضي الى قيام دولة فلسطينية بمفهوم الدولة في الفكر و العرف السياسي .
أضف الى ذلك أنّ الصراع مع إسرائيل ليس صراع حدود , و لا اعتقد أن إسرائيل مستعدة لإقامة علاقات متوازنة و نظيفة مع العرب و انما سيستمر التآمر الإسرائيلي على العرب و هو ما يعني إستمرار التشنج على أقل تقدير .
ان نظرة استشرافية تقضي بأنّ الصراع العربي الإسرائيلي ليس في طريقه الى السلام و لا الى التهدئة , و انما هو في طريقه الى التصعيد و من هنا على العرب أن يستعدوا لذلك و أن لا يفرطوا بمكامن القوة التي يمكن توظيفها في أي مواجهة قادمة .
 
 
كيف ترى العلاقة بين السنة و الشيعة ؟
الإمام المؤيد :- منذ كان هناك شيعة و سنة بالمعنى المدرسي فان العلاقة بينهما اتسمت بالجدلية , و قد كلفت جدلية العلاقة السنية – الشيعية الأمة الكثير و أرهقتها و إستنزفتها .
و ما لم توضع آليات لإدارة الإختلافات يلتزم بها الجميع , فإن جدلية هذه العلاقة ستبقى مصدر قلق و ربما خطر في جسم الأمة .
على الجميع أن يدرك أنه لا سبيل أمام حالة الإنقسام هذه الا الأخذ بالآليات الإيجابية في التعاطي مع هذا الشان , لأن الآليات الأخرى مضافاً الى عدم جدواها و فاعليتها فان أضرارها و مضاعفاتها و عواقبها خطيرة جداً , و تخرج عن إطار ما هو مقرر شرعاً و عقلاً .
أنني أؤكد دائماً على ان الوحدة الإسلامية هي ضرورة على اكثر من صعيد , فهي ضرورة دينية لان الإسلام يحرم الفرقة و التباغض و الصراع بين المسلمين تحريماً مشدداً و مؤكداً , و معنى ذلك هو أن الإلتزام بالوحدة الإسلامية تكليف شرعي ليس للمسلم أن يتخلف عنه , و الوحدة الإسلامية ضرورة حضارية لتلعب الأمة الإسلامية دورها القرآني كأمة وسط , و الوحدة الإسلامية ضرورة سياسية في مواجهة التحديات التي تحدق بالأمة و تستهدف هويتها و دينها و مستقبلها و دورها .
و لا بد من تنظيم العلاقة السنية – الشيعية في إطار الوحدة , و في ضوء مجموعة من الأسس و الضوابط منها :-
  1.  أن كل مسلم يشهد أن لا اله الا الله و أن محمداً رسول الله و يلتزم بالرسالة الاسلامية فهو مسلم لا يجوز تكفيره و تترتب عليه الأحكام المترتبة على المسلم له ما للمسلمين و عليه ما عليهم .
  2.  ازالة الحواجز النفسية التي تقف عائقاً أمام إنفتاح المسلمين على بعضهم البعض على قاعدة " إنما المؤمنون أخوة " و " المؤمنون و المومنات بعضهم أولياء بعض " فلا بد من العمل على ترسيخ اجواء المودة و الأخوة و المصافاة بدلاً من الكراهية و البغضاء .
  3.  البعد عن التعصب و البعد عن تحويل الإلتزام المذهبي الى تحزب للمذهب و تعنصر له . فالالتزام المذهبي لا مشكلة فيه و انما المشكلة في التحزب المذهبي و التعصب الأعمى .
  4.  البعد عن الإستفزاز و جرح مشاعر الآخرين , فانه يصب الزيت على النار و يعكر صفو العلاقة الطيبة .
  5.  التعامل مع التنوع المذهبي و التعددية المذهبية كعامل للإثراء الفكري و السعة العملية بدلاً من التعامل معه كعامل للفرقة و الخصام .
  6.  أن لا يتحول الإختلاف المذهبي الى عائق للعمل في المساحات المشتركة و ان يلتمس كل فريق العذر للفريق الآخر فيما أختلفوا فيه و يسعى للاصلاح بدلاً من التشهير .
  7.  تفعيل الإجتهاد المشروع و العمل على التصحيح و تجديد النظر سعياً لتوسيع دائرة المشتركات و تضييق مساحات الإختلاف .
  8.  تحكيم المصالح الإسلامية العليا على المصالح المذهبية و الطائفية .
  9.  فتح قنوات التواصل بين المسلمين فان له أثراً كبيراً في تماسكهم و ازالة الإلتباس فيما بينهم .
  10.  ترجمة التوجهات الوحدوية الى أفعال حقيقية بدلاً من التعامل مع قضية الوحدة كشعار و مجاملة .

انّ هناك قوى سياسية و دينية معادية للإسلام تحاول أن تضرب على وتر الخلاف السني – الشيعي لتأجيج فتنة طائفية و ضرب المسلمين بعضهم ببعض , فلا بد من و عي معمق و روح مخلصة تتسامى على الخلافات و تكرس الوحدة و تنبذ الصراع .

كما أنني أدعو المرجعيات الشيعية الى تنقية التراث الشيعي و تصحيح الفكر الشيعي من القضايا التي تخلق فجوة بين الشيعة و السنة و هي قضايا لا ترتكز الى دليل علمي صحيح و لا الى منطق معقول .
 

 
كيف ترى دور الإدارة الأمريكية في العراق ؟ ما هو موقفك من الإنسحاب و هل هو أكذوبة ؟
الإمام المؤيد :- القرار الأمريكي تصنعه مؤسسات و ضمن سياسات محددة بمديات زمنية , و خطط لا تتأثر في الجوهر بنوع الإدارة الامريكية , و لهذا نرى أن موقف الإدارة الأمريكية الحالية من العملية السياسية لم يختلف في الجوهر عن موقف الإدارة الأمريكية السابقة . و الإتفاقية الأمنية تمت في مرحلة إدارة بوش , و لا ننسى أن ما يسمى بقانون تحرير العراق قد صدر في عهد الرئيس كلينتون .
نحن نعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية تتحمل المسؤولية الكاملة إزاء الإحتلال و كل ما نجم عن الإحتلال من كوارث حلت بالعراق و شعبه .

و أما الإنسحاب الأمريكي فيجب لكي نقرأه جيداً أن نعرف ما يلي :-
  1.  ان الإحتلال الأمريكي منذ البداية لم يكتسب شرعية قانونية و لا دولية و قام على أساس مبررات واهية و بالتالي هو احتلال مفضوح و لا يمكنه الإستمرار .
  2.  ان الإحتلال في أي بلد هو وضع غير طبيعي لا يملك مقومات الديمومة و بالتالي لا بد أن يقف عند حد معين .
  3.  ان الإحتلال حققّ جملة من الأهداف التي تحرك من أجلها فمن جهة حقق لإسرائيل ما كانت تصبو اليه من اخراج العراق عن ساحة الصراع و القضاء على مقومات القوة العراقية الى أمد غير قصير و من جهة ثانية فكك بنية الدولة العراقية و قام بتغيير المعادلة السياسية و حوّل العراق من دولة المواطنة الى دولة المكونات و أسس لأمكانية تقسيم العراق و بذر بذور الفتنة ليوظفها في ايجاد التناحر بين المكونات , و أسس لنموذج يريد تسويقه الى بلدان أخرى في العالم العربي و الإسلامي . و عمل على ارعاب العالم و الكثير من دول العالم و تهديدها بشبح الإحتلال و التلويح بالقوة العسكرية , و حينما يستنفد المحتل أهدافه يبدأ بحساب الكلف فيما يتصل باستمراره .
  4.  انّ ضغط الرأي العام العالمي و ما انكشف للعالم كله من عدم وجود مبررات معقولة للاحتلال و ما ارتكبه المحتل من انتهاكات في العراق , و فشل المحتل في ايجاد وضع منطقي في العراق , و عظم الخسائر التي تكبدها الشعب العراقي أثر الإحتلال , و نمو الإرهاب و زيادة مشاعر الكره و العداء لأمريكا أدّى الى توجيه ضربة معنوية كبيرة للولايات المتحدة الأمريكية لم تعد معها قادرة على ادامة الإحتلال .
  5.  تفكك الحلف الذي حاولت الإدارة الأمريكية تشكيله ابان الإحتلال و شنت به الحرب على العراق أضعف الموقف الأمريكي في هذا المجال .
  6.  ردة الفعل الشعبية في العراق حيث أن الإدارة الأمريكية واجهت – و ربما فوجئت بذلك – عدم تقبل شعبي على نطاق واسع لأحتلالها , و حتى من لم يرفع السلاح بوجه المحتل فانه – و أتحدث هنا عن جماهير الشعب العراقي و ليس عن القوى السياسية التي تماهت مع الإحتلال أو سايرته – لم يتقبل الإحتلال و لا استمراريته , و أثر سوء الأوضاع الأمنية و الخدمية و الأزمة السياسية في ايجاد قناعة راسخة لدى الشعب العراقي بسلبيات الإحتلال و ما تسبب عنه من كوارث , أضف الى ذلك العمل المقاوم الذي أربك المحتل و وجوده العسكري و ترك أثاراً جد كبيرة على جنوده , و احدث ردة فعل شعبية داخل الولايات المتحدة ضد استمرار الاحتلال .
  7.  ان الأزمات التي واجهت الإدارة الأمريكية سواءً تطورات الحرب في افغانستان , أو الأزمة المالية العالمية التي تحولت الى كابوس ثقيل في الداخل الأمريكي جعلت من العسير جداً استمرار الاحتلال بكل ما له من استحقاقات باهظة .
    كل هذه النقاط يمكن أن تتيح للمرء تكوين قراءة واعية للانسحاب الأمريكي .
    انني كنت في طليعة المبادرين الى المطالبة بوضع جدول زمني لإنسحاب قوات الإحتلال في الوقت الذي كانت القوى السياسية الممسكة بالوضع السياسي في العراق تنظر الى هذه المطالبة نظرة عدائية ممزوجة بالسخرية , و نحن على موقفنا الداعي الى جلاء قوات الإحتلال بالكامل عن الأراضي العراقية .
 

 

السابق

 

 

Twitter Facebook قناة الشيخ حسين المؤيد في اليوتيوب google + البريد الالكتروني
[email protected]

جميع الحقوق © محفوظة للمنتدى العلمي
مكتب سماحة الإمام الشيخ حسين المؤيد

www.almoaiyad.com