الإمام المؤيد يشارك في ندوة حوار الكترونية
لمركز الدراسات العربي – الاوروبي للإجابة على السؤال التالي :-
هل تشكل التسوية الأخيرة
بين الأطراف العراقية بداية خروج العراق من أزمته ؟
شارك سماحة العلامة الشيخ حسين المؤيد في ندوة حوار الكترونية
أقامها مركز الدراسات العربي – الاوروبي في باريس للإجابة على السؤال التالي :-
هل تشكل التسوية الأخيرة بين الأطراف العراقية بداية خروج العراق من أزمته ؟
وقد أجاب سماحة الإمام المؤيد بما يلي :-
إن ما يتطلع اليه الشعب العراقي هوَ أن تكون التسوية الأخيرة بداية لحلحلة
الأوضاع بإتجاه تصحيح مسار العملية السياسية لتكون عملية قادرة على بناء الدولة
و المجتمع و اقامة تجربة ديموقراطية حقيقية ينعم العراق في ظلها بالاستقرار
السياسي و الأمني و بالتنمية و العدالة الإجتماعية .
إن التسوية الأخيرة حققت إنفراجاً على صعيد مشكلة تقاسم السلطات بين القوى
السياسية الممسكة بالوضع السياسي الحالي في العراق في إطار عملية سياسية مأزومة
بحكم تركيبتها و اتجاهاتها , و من غير المنطقي أن نفكر بان هذه التسوية ستخرج
العراق من أزمته الأساسية أو تضع حجر الأساس لذلك .
لقد جاء تقاسم السلطات – الذي تم بتسوية و صفقات سياسية – في إطار المحاصصة
الطائفية و الأثنية و لم يخرج عن سياقها , و ظل يتحرك في دائرة ما يسمى
بالديموقراطية التوافقية , و هي نموذج فاشل في الحكم و الإدارة , و يكرّس ما
يمكن أن نسميه بديموقراطية الإقطاعيات السياسية في إطار دولة المكونات .
كما أن هناك شكوكاً جدية حول إمكانية أن تفضي الإتفاقات التي أبرمت بين القوى
السياسية المتصارعة الى تغيير حقيقي و جوهري في مسار العملية السياسية , و في
إيجاد مصالحة وطنية حقيقية تفتح المجال لمشاركة سياسية مستوعبة وفق منطق سياسي
وطني معقول .
ان خروج العراق من أزمته الكارثية يتطلب تحركاً قوياً و فاعلاً من الشخصيات و
القوى الوطنية يتوفر له دعم جماهيري عراقي واسع لإيجاد ديموقراطية حديثة قادرة
على بناء الدولة و المجتمع , و التمهيد لذلك بمجموعة من الإجراءات التي يجب أن
تلتزم بها كافة القوى السياسية و قد عرضناها في مشروع التسوية السياسية الوطنية
الذي قدمناه للجامعة العربية منذ أكثر من سنتين و يمكن أن نتحدث عنه في مناسبة
ثانية إنشاء الله تعالى .
السابق