الإمام المؤيد يصدر بياناً يستنكر فيه
حملة الإعتداء على بيوت المسيحيين في بغداد 10/11/2010
أصدر سماحة العلامة الشيخ
حسين المؤيد بياناً إستنكر فيه بشدة العدوان على بيوت المسيحيين في بغداد و هذا
نص البيان :-
بسم الله الرحمن الرحيم
" مرة أخرى تمتد يد الإثم و العدوان و الجريمة لتتطاول على أخوة لنا في الوطن و
شركاء لنا في الأمل و الألم على أعزتنا المسيحيين فتعتدي عليهم في بيوتهم
الآمنة و تروع النساء و الأطفال و الشيوخ و تقتل الأبرياء المستأمنين الذين
يعيشون في العراق وطننا المشترك مسالمين .
انّ هذا العمل العدواني الوحشي لا يمكن أن يقره ضمير إنساني نقي , و لا يمكن أن
يقبل به عقل سليم أو منطق قويم . كما ترفضه شرائع السماء , و يبرَء منه الإسلام
و ترفضه شريعته السمحاء , و منظومته العقيدية و الشرعية و الأخلاقية .
انّ المسيحيين العراقيين هم أبناء هذا الوطن و هم في إمتدادهم التاريخي بناة
الحضارة العراقية العريقة . و منذ دخول الإسلام الى العراق كانوا جزءَ ايجابياً
من المجتمع المسلم و ساهموا في بناء الحضارة العربية و الإسلامية و إكتسبوا
هويتها و كانوا جزءً مهماً فيها , و حظوا برعاية الخلافة الراشدة منذ فتح
العراق , و عاشوا في العراق مسالمين يشكلون عنصر خير للمجتمع المسلم , و
تعاملوا مع المسلمين بمحبة و مودة و شاركوهم في السراء و الضراء و لم يسجل
عليهم التاريخ مفردة تآمرية قط .
إن إستهداف المسيحيين في العراق و في المشرق العربي يأتي ضمن مخطط جهنمي مدروس
ينفذ على أيدي أناس ينسبون أنفسهم الى الإسلام زوراً و لكنهم يتحركون ضمن مخطط
يستهدف مسيحيي المشرق الملتصقين بعروبتهم المتفاعلين مع ثقافة المجتمع المسلم ,
و من هنا ندرك أن هذا المخطط يستهدف العروبة و الثقافة الإسلامية و يعمل على
تشويه صورة الإسلام و على إخراج المسيحيين العرب من جبهة الصراع ضد المسلمين و
إستدراجهم لصفقات و حسابات تدخل في خانة الحرب على الإسلام .
إنني إذ أستنكر أشد الإستنكار هذا العمل العدواني أدعو المؤسسات الدينية و
مراجع الدين الى وقفة مشرفة فاعلة مع أخوتنا المسيحيين و ضد هذه الأعمال
البربرية البعيدة عن روح الإسلام و نصوصه . و أدعو الى تشكيل رأي عام عراقي يقف
بوجه هذه الجرائم , كما أدعو الى توفير الحماية الكاملة و الكافية للمسيحيين
ولكل العراقيين , و أهيب بأعزائنا المسيحيين أن يتمسكوا بالصبر و الإنتماء
العراقي و العربي و أن يزدادوا تمسكاً بالوطن و المواطنة الصالحة لتذهب مخططات
الأعداء الرامية الى إخراج المسيحيين من أرضهم أدراج الرياح .
و أدعو المغرر بهم ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا , و يحسبون أنهم يحسنون صنعاً
أن يثوبوا الى رشدهم و يرجعوا الى تعاليم الإسلام التي تأبى عليهم مثل هذه
الأعمال الإجرامية البعيدة عن منطق القرآن و سيرة الرسول الأعظم عليه أفضل
الصلاة و السلام و سيرة خلفائه الراشدين و صحابته الميامين رضي الله تعالى عنهم
أجمعين و عن فقه الإسلام و ما قرره فقهاء المسلمين .
و أخيراً أعزي الشعب العراقي و أعزائنا المسيحيين بهذا المصاب الجلل سائلاً
الله تعالى أن ينزل على العراق و العراقيين الأمن و السكينة و السلامة و يملأ
حياتهم محبة و سعادة و رخاء أنه سميع مجيب " .
الشيخ حسين المؤيد
4/12/1431 هـ
10/11/2010 م
السابق