بسم الله الرحمن الرحيم
بيان سماحة الإمام المؤيد بمناسبة ذكرى احتلال الاحواز
العربية
تطل على الأمة العربية والإسلامية من جديد ذكرى حدث اليم يمكن أن يعد في سجل
المحن والتحديات التي واجهتها الامة في تاريخها الحديث . انها الذكرى الرابعة
والثمانون لاحتلال الاحواز العربية واسقاط امارتها الكعبية العربية .
ان هذه الذكرى بما تعبر عنه من اغتصاب للارض واستلاب للسيادة ومصادرة لحرية شعب
مسلم عربي ابي باعداده المليونية ونهب لثروته وامعان في مسخ هويته يجب ان تبقى
في الذاكرة وفي الوجدان العربي والاسلامي والانساني . ان قضية الاحواز وشعبه
المظلوم والتي هي من أوضح القضايا في عدالتها واستحقاقها للمؤازرة والنصرة يجب
ان تكون على طاولة المجامع الدولية على الدوام .
لقد وقع هذا الشعب العريق ضحية مؤامرة خبيثة ومصالح لقوى استعمارية ودفع ثمنا
لتمسكه بمبادئه وتفاعله مع محيطه العربي وقضية الوحدة العربية ودفع ضريبة ما
يتمتع به من ثروات اقتصادية هائلة .
ان من يطالع تاريخ الاحواز السليبة يقف بوضوح على ان هذه المنطقة لم تكن
تاريخيا جزء من الأراضي الإيرانية ولا خاضعة لسيادة الدولة الإيرانية وانما تم
ضمها ضما قسريا وبالاحتلال العسكري والتأمر السياسي وعبر الغدر الذي مارسه
المقبور رضا بهلوي الذي غدر بضيفه الأمير خزعل الذي ذهب الى طهران للتفاوض فاذا
بالشاه المقبور يضعه تحت الاقامة الجبرية ويصدر تعليماته لقواته العسكرية
باحتلال المحمرة وإسقاط الدولة الكعبية . ومنذ ذلك الوقت يكابد شعب الاحواز
ألوان المرارات والامتهان ويعاني من الظلم والبطش ونهب الثروة ومحاولات التفريس
وطمس الهوية العربية والتهميش السياسي والاجتماعي والعمل على التغيير
الديموغرافي. ويستمر هذا الوضع بل يتفاقم على يد نظام يدعي العمل بالإسلام ويا
لها من مفارقة فما ابعد تعاليم الإسلام عن الظلم والتعسف ومصادرة الحريات ونهب
الثروات . هل من الإسلام تفريس شعب عربي وطمس لغته وثقافته التي هي لغة القران
وثقافته ؟ وهل من الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان ان تمسخ هوية هذا الشعب
ولا يتعامل معها حتى على مستوى هوية محلية ؟ كم هي مفارقة ان يلعب النظام
الايراني بالورقة الفلسطينية ويتخذ منها وسيلة للنفوذ والهيمنة تحت ذريعة نصرة
الشعب الفلسطيني وتخليصه من الاحتلال الصهيوني في الوقت الذي يرتكب ذات
الممارسات الصهيونية في الاحواز المحتلة " كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا
تفعلون ". اننا في هذه المناسبة الاليمة نحيي ابناء الاحواز ونشد على ايديهم
ونتضامن معهم في قضيتهم العادلة وندعو المجتمع الدولي الى النظر بعين الإنصاف
في هذه القضية ومساعدة الشعب الاحوازي على نيل حقوقه المشروعة, كما ندعو منظمة
المؤتمر الاسلامي والجامعة العربية الى وضع هذه القضية في جدول اعمالها على
الدوام وتقديم الدعم لشعب الاحواز وقواه المعبرة عنه لتخليصه من الظلم وإعادة
حقوقه اليه, وعلى الدول العربية ان تأخذ بعين الاعتبار اهمية هذه القضية في
الحسابات السياسية ودورها في تحقيق التوازن وفي مجابهة تحدي غطرسة النظام
الايراني وعربدته واستهتاره , خاصة وان هذا النظام يتخذ من اراضي الاحواز
المحتلة ومن سيطرته على مياهها وثرواتها منطلقا للتجاوزعلى سيادة العراق وحقوقه
ومنطلقا للهيمنة في الخليج العربي والمنطقة . وادعو ايضا المؤسسات والمرجعيات
الدينية للانفتاح على قضية الاحواز العادلة ومظلومية الشعب الاحوازي ولعب دور
مشرف في الدعم والنصرة .
انني ادعو الشعب الاحوازي الى التمسك بهويته وعدم التفريط بقضيته والعمل على
نيل حقوقه بالوسائل الشرعية . وأدعو العاملين في هذا الحقل الى توحيد صفوفهم
وجمع كلمتهم وجهودهم وعدم السماح لاختراقهم وتبديدهم , وادعوهم للعمل بكامل
الحنكة السياسية وتقديم المصالح العامة على المصالح الذاتية والفئوية وتكثيف
العمل على الاصعدة الدولية والاسلامية والعربية من اجل نصرة القضية الاحوازية .
عاشت الاحواز العربية المسلمة عاش الشعب الاحوازي الصامد
عاشت قضية الاحواز العادلة
عاش شهداء الاحواز ضحايا الظلم والبطش والعدوان
الشيخ حسين المؤيد
19|4|2009 ميلادي 23\4\1430 هجري
السابق