الرئيسية شذرات الفتاوى الأسئلة والاستفتاءات المقالات الأبحاث والدراسات المحاضرات البيانات مشروع الميثاق الوطني اللقاءات الإعلامية السيرة الذاتية الصور
 

الأسئلة والاستفتاءات

مشروعية صلاة التراويح

السؤال:
إن كانت صلاة التراويح بدعة لم يقم بها النبي (ص) فهل كل مالم يقم به النبي (ص) بدعة، فإذا كان هناك من يصلي 100 ركعة في اليوم فهل ذلك بدعة، حتى وإن لم يقم بها النبي صلي الله عليه وآله وسلم؟
 

الجواب:
المعروف عند فقهاء الإمامية هو عدم مشروعية صلاة التراويح أي صلاة نافلة شهر رمضان جماعة، وإلى هذا ذهب عدد من أئمة الزيدية وفقهائهم. واعتبرها الإمامية بدعة باعتبار أن الجماعة غير مشروعة في النوافل، وإنما تشرع في الفرائض اليومية وفي بعض الصلوات كصلاة الجمعة والعيدين والإستسقاء.
والذي أذهب إليه وأفتي به هو مشروعية صلاة الجماعة في النوافل، وعلى هذا فان صلاة التراويح مشروعة وليست بدعة، مضافاً إلى ذلك ورد الخبر المعتبر الدال على مشروعيتها بالخصوص فقد روى الإمام زيد بن علي في مجموعه الحديثي عن أبيه عن جده عن علي عليهم السلام أنه أمرالذي يصلي بالناس صلاة القيام في شهر رمضان أن يصلي بهم عشرين ركعة يسلم في كل ركعتين ويراوح ما بين كل أربع ركعات فيرجع ذو الحاجة ويتوضأ الرجل، وأن يوتر بهم من آخر الليل حين الإنصراف.
ودعوى أن ذلك محمول على التقية خاطئة جداً، فلم يكن علي عليه السلام يتقي أحداً في أحكام الله عز وجل ، ولو كان يرى التراويح بدعة لذكر ذلك وإستدل عليه، وكم قضية خالف فيها كبار الصحابة وبعضهم كان على سدة الخلافة وجهر برأيه دون تقية، ولم يكن خلافه في الرأي موجباً لأي شائبة عليه من الآخرين، وبشكل عام كان الصحابة يختلفون في الفتوى دون أن يؤدي الإختلاف إلى تباغض أو تناحر أو ما شاكل. ومما يدلل على أن ذلك لم يكن تقية هو أنه أمر بصلاة عشرين ركعة، مع أن الناس قبل ذلك كانوا يصلون أقل من عشرين ركعة مما يدلل على أن أمره بالتراويح لم يكن مماشاة لغيره.
هذا وقد نقل العلامة محمد بن يحيى الحوثي الزيدي في كتابه المختار من صحيح الأحاديث والآثار عن الحسن بن يحيى وهو من أئمة الزيدية قوله: أجمع آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أن التراويح ليست بسنة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا من أمير المؤمنين عليه السلام وأن علياً قد نهى عنها وأن الصلاة عندهم وحداناً أفضل وكذلك السنة إلا الفريضة فإن الجماعة فيها أفضل.
ونلاحظ على ذلك -:
أولاً: - كيف يتحقق الإجماع وقد روى الإمام زيد الرواية المتقدمة الدالة على مشروعية التراويح ومشروعية صلاة الوتر جماعة، وقد رواها دون أن يبدي أي تحفظ عليها ولا على الحكم نفسه.
ثانياً: - كيف أجمعوا على أن علياً عليه السلام نهى عنها والإمام زيد يروي ما يدل على خلاف ذلك.
ثالثاً: - إن عدم كون التراويح سنة من النبي (ص) لا يدل على أنها بدعة إذ غاية الأمر أن رسول الله (ص) لم يسن الجماعة في قيام رمضان، لكن هذا لا يعني أنها غير مشروعة إذ لا ملازمة بين الأمرين كما هو واضح. ثم التعبير بأنها وحداناً أفضل ينفي بدعيتها.
رابعاً: - نقل عن بعض أئمة الزيدية أنه كان يصلي التراويح بأهله في بيته وهذا يعني أنها ليست بدعة في نفسها.
خامساً: - قد يكون التعبير بالبدعة في بعض الكلمات يقصد به ما يقابل السنة لا ما يقابل المشروع فلا دلالة له على عدم المشروعية.
سادساً: - لو كان علي عليه السلام ينهى عن صلاة التراويح لعرف عنه ذلك، ولتضافر نقله لا سيما إذا كان النهي عنه أيام خلافته عليه السلام . بينما تضافر النقل على أنه كان يأمر بالتراويح ويقيم لها أئمة. فعن أبي عبد الرحمن السلمي وغيره أن علياً قام بهم في رمضان. وعن عرفجة أن علياً كان يأمر الناس بقيام شهر رمضان ويجعل للرجال إماماً وللنساء إماماً. قال: - فأمرني فأممت النساء.
وعن أبي عبد الرحمن السلمي وغيره قال: دعا علي القراء فأمر منهم رجلاً يصلي بالناس عشرين ركعة وكان علي يوتر بهم.
سابعاً: - روى الإمام الربيع في مسنده عن أبي عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة زوج النبي (ص) قالت: صلى رسول الله (ص) في المسجد فصلى بصلاته ناس ثم صلى الليلة الثانية فكثر الناس ثم تجمعوا في الليلة الثالثة والرابعة فلم يخرج إليهم رسول الله (ص) فلما أصبح قال: قد رأيت الذي صنعتم فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن يفرض عليكم وذلك في رمضان.
وسند الرواية معتبر، مما يدل على مشروعية التراويح، فلم يأت عمر رضي الله عنه ببدعة وإنما جمعهم على إمام واحد وقد نقل أن ذلك كان بتحريض من علي عليه السلام ففي كنز العمال عن علي عليه السلام قال: أنا حرضت عمر على قيام شهر رمضان وأخبرته أن فوق السماء السابعة حظيرة يقال لها حظيرة القدس يسكنها قومٌ يقال لهم الروح فإذا كانت ليلة القدر استأذنوا ربهم تبارك وتعالى في النزول إلى الدنيا فيأذن لهم فلا يمرون بأحد يصلي أو على الطريق إلا دعوا له فأصابه منهم بركة، فقال عمر: يا أبا الحسن فنحرض الناس على الصلاة حتى تصيبهم البركة؟ فأمر الناس بالقيام.
وفي مصنف ابن أبي شيبة وفي كنز العمال وفي المغني: خرج علي أول ليلة من رمضان والقناديل تزهر وكتاب الله يتلى فقال: نور الله لك يا ابن الخطاب في قبرك كما نورت مساجد الله تعالى بالقرآن.

الفهرست || الأسئلة الفقهية

السابق

Twitter Facebook قناة الشيخ حسين المؤيد في اليوتيوب google + البريد الالكتروني
[email protected]

جميع الحقوق © محفوظة للمنتدى العلمي
مكتب سماحة الإمام الشيخ حسين المؤيد

www.almoaiyad.com