الرئيسية شذرات الفتاوى الأسئلة والاستفتاءات المقالات الأبحاث والدراسات المحاضرات البيانات مشروع الميثاق الوطني اللقاءات الإعلامية السيرة الذاتية الصور الأسئلة والاستفتاءات
حكم الجمع بين الصلاتين
سماحة الشيخ حسين المؤيد.
السؤال:
هل يجوز الجمع بين صلاتي الظهر والعصر في وقت الظهر أو في وقت العصر بالأدق هل إن الجمع يكون بعد أذان العصر لا قبله وكذلك الحال بين صلاتي المغرب والعشاء هل الجمع يجوز بالصلاتين في وقت المغرب أو الصلاتين بوقت العشاء حيث إني وجدت في صحيح البخاري أن النبي (ص) جمع بين الظهر والعصر بعد أذان العصر وصلى بالمسلمين المغرب والعشاء بعد أذان المغرب وليس بعد أذان العشاء في غير سفر أو مطر فهل هذا يدل على عدم جواز الجمع بين صلاتي الظهر والعصر بعد أذان الظهر وعدم جواز الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء بعد أذان العشاء.
أم أن النبي (ص) صلى جمعا دون سفر أو مطر بالمسلمين صلاتي الظهر والعصر بعد أذان الظهر والأمر نفسه للمغرب والعشاء دون سفر أو مطر بعد أذان العشاء.
وفي هامش الحديث يذكر البخاري أن الجمع أن لا يؤخذ في سبيل العادة واليوم نرى البعض من شيعة أهل البيت يأخذونها في سبيل العادة فما هو موقف الشرع منهم.
وفي ختام أسئلتي هل اليوم ينتهي عندما تكون الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل فيكون ما بعد هذه الساعة من صلاة العشاء أو صلاة المغرب والعشاء جمعا هو قضاء.
الجواب:
لقد شرع الله الصلوات اليومية وجعل لها أوقات معينة. وتتنوع أوقات الصلوات إلى نوعين: -
النوع الأول: وقت الفريضة، وهو الوقت الممتد للصلاة والذي متى ما وقعت فيه هذه الصلاة كانت الصلاة أداء لا قضاء وهو الوقت الموسع لها. فصلاة الظهر يبدأ وقت الفريضة فيها من زوال الشمس إلى مقدار أربع ركعات من غروب الشمس وهو وقت ممتد موسع متى ما أقيمت فيه صلاة الظهر فإنها تكون قد وقعت في وقتها أداء لا قضاء.
النوع الثاني: وقت الفضيلة، وهو الوقت الخاص المميز الذي يندب أداء الصلاة فيه ويكره تأخيرها عنه من غير عذر، فهو الوقت المسنون لهذه الصلاة.
ففي مثال صلاة الظهر يبدأ وقت الفضيلة من زوال الشمس وينتهي ببلوغ ظل الشيء مثله. وإذا أدى المصلي الصلاة في وقت فضيلتها يكون قد أحرز الندب الشرعي وعمل بالمسنون في الشرع، وإذا أخرها عن وقت الفضيلة من غير عذر يكون قد خالف المسنون من الشرع، وإن كانت صلاته خارج وقت الفضيلة وفي الوقت الممتد للفريضة صحيحة أداء لا قضاء. وبالنسبة لصلاتي الظهر والعصر وصلاتي المغرب والعشاء هناك وقت مشترك على مستوى وقت الفريضة وليس على مستوى وقت الفضيلة، فإذا زالت الشمس دخل وقت صلاتي الظهر والعصر إلا أن الظهر تتقدم على العصر ثم يبقى الوقت مشتركاً إلى مقدار أربع ركعات من غروب الشمس فيختص هذا الوقت بصلاة العصر ومعنى ذلك أنه في الوقت المشترك يكون الإتيان بالصلاتين في هذا الوقت حسب الترتيب صحيحاً ويقع أداء لا قضاء.
وقد شرع الجمع بين الصلاتين في الوقت المشترك الذي هو خارج وقت الفضيلة لأي منهما. وكان تشريع الجمع رخصة للتوسعة على العباد. إلا أن الجمع بين الصلاتين من غير عذر مكروه كراهة شديدة ويعد مخالفة للمسنون من الشرع. والمسنون هو حكم حث الشرع على المواظبة عليه حثا أكيدا وهو وإن لم يصل إلى حد الإلزام إلا أن العمل الذي يؤدي بالنتيجة إلى تعطيل الحكم المسنون وإفراغه من مضمونه هو عمل لا يرضى به الشرع ولا يبعد القول بحرمته. وعليه فإن الجمع بين الصلاتين من غير عذر هو عمل مخالف للمسنون شرعاً، ولا يبعد القول بحرمة اتخاذ الجمع بين الصلاتين عادة تفضي إلى تعطيل الحكم المسنون، ومن هنا كان على كل مسلم رعاية الأحكام المسنونة والحرص على الالتزام بها والمواظبة عليها والاجتناب عن تعطيلها سواء على المستوى الفردي أو الجماعي.
ثم إن اليوم الشرعي يبدأ بالفجر وينتهي به ولا ينتهي بمنتصف الليل، إلا أن منتصف الليل هو نهاية وقت فريضة العشاء على بعض الأقوال الفقهية.
البريد الالكتروني
[email protected]جميع الحقوق © محفوظة للمنتدى العلمي
مكتب سماحة الإمام الشيخ حسين المؤيد