الرئيسية شذرات الفتاوى الأسئلة والاستفتاءات المقالات الأبحاث والدراسات المحاضرات البيانات مشروع الميثاق الوطني اللقاءات الإعلامية السيرة الذاتية الصور الأسئلة والاستفتاءات
جواب سؤال عن الخضوع لضغوط غير المسلمين
السؤال:
يدرج المسلمون المؤمنون الذين يعملون في حكومات غير إسلامية في مكان عملهم على أنهم خاضعون لوكالات تابعة للحكومة وانه لا يمكنهم الترقي إلى مراكز أعلى وهذا يحد من طموحهم فهل يجوز لهم المواظبة على الصلاة بالسر والمشاركة في حفلاتهم حيث يقدمون الكحول والطعام وهل يجوز تناول الطعام معهم؟ وإذا أراد رجل مؤمن يعمل لدى الحكومة الزواج والاحتفال بزواجه وقال أهله أنه عليه تقديم الكحول في الحفلة لكنه لا يوافق لكن إذا لم يقدم الكحول فان أمره سينفضح وزملاؤه سيكتشفون مدى قربه من الدين لذا هل يجوز تقديم الكحول في هذه الحالة؟
الجواب:
قال الله تعالى: { يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [المنافقون : 8] إنّ الله تعالى يريد لعبده المسلم أن يكون عزيزاً بايمانه والتزامه الديني وأن لا يخضع ولا يستسلم للظروف التي تقطعه عن التزامه الديني أو تجعله مستضعفاً ذليلاً، وقد أمر الله تعالى المؤمنين بالهجرة إلى ديار يتمكنون فيها من أداء شعائر دينهم والحفاظ على التزامهم إذا كانوا في ظرف لا يسمح لهم بذلك وقال تعالى:
{ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً (97) إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (98) فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوّاً غَفُوراً (99) وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً } [النساء: 97-100] .
فلا يجوز للمؤمن أن يضع نفسه في وضع يذله ويستضعفه ويمنعه من الالتزام الديني. فما ذكر في السؤال غير جائز وليس لمؤمن غيور على نفسه ودينه أن يستسلم للاستضعاف لمجرد تحقيق طموح دنيوي زائل، وعليه أن يختار الوضع الذي لا يكون فيه مستضعفاً لا يتمكن من اعلان هويته الدينية التي يعتز بها ولا يتمكن من الحفاظ على التزامه بالدين الذي هو ذخيرته في الآخرة وشرفه في الدنيا.
البريد الالكتروني
[email protected]جميع الحقوق © محفوظة للمنتدى العلمي
مكتب سماحة الإمام الشيخ حسين المؤيد