الرئيسية شذرات الفتاوى الأسئلة والاستفتاءات المقالات الأبحاث والدراسات المحاضرات البيانات مشروع الميثاق الوطني اللقاءات الإعلامية السيرة الذاتية الصور الأسئلة والاستفتاءات
حكم الموسيقى عزفاً وسماعاً
السؤال:
ما هو حكم الموسيقى عزفاً وسماعاً؟
الجواب:
الذي أذهب إليه هو أن الموسيقى ليست حراماً بعنوانها، فلا تترتب عليها سماعاً أو عزفاً حرمة ذاتية، وأرى أن حرمة الموسيقى في نفسها ليست محتملة فقهياً، ولا يثبت في الأدلة ما يوجب تحريمها في نفسها. فالموسيقى لها في نفسها قيمة عقلائية، والميل البشري نحوها في كل زمان ومكان وعلى إختلاف الشعوب وطبائعها هو ميل جبلي يندفع نحوه الإنسان من داخل ذاته، ويلاحظ حتى في الأطفال الصغار الذين لا عهد لهم بمجالس الغناء والموسيقى وإنما يميلون إلى الموسيقى من داخل ذواتهم، وطريقة الشارع في التعامل مع مثل هذه القضايا تقضي بأن لا يمنع عنها في نفسها، وإنما توجّه وتقوّم، فالشارع لا يعمل على كبت وتعطيل ما هو جبلي وغريزي في البشر، وإنما يعمل على توجيهه وتنظيمه، ذلك أن الله تعالى هو الذي أودع ذلك في الإنسان بحكمته، فالردع عنه في ذاته يستحيل صدوره من الشارع الحكيم. مضافاً إلى أن الإرتكاز العقلائي قائم على أن الموسيقى ذات قيمة جمالية في حد ذاتها، فليست في نفسها شيئاً قبيحاً ولا فاسداً أو باطلاً، نعم قد يقبح لما يعرض عليه أو يقترن به أو يتخذ لأجله. وهذا الارتكاز يمكن اعتباره قرينة لبية تحتف بنصوص التحريم وتمنع من انسياق حرمة الموسيقى في نفسها منها، وتمنع من إنعقاد الإطلاق فيها، فان تحريم الموسيقى في حد ذاتها لما كان خلاف الإرتكاز فان العرف لا يفهم من نصوص التحريم ذلك وبالتالي لا ينعقد لتلك النصوص إطلاق يقتضي تحريم الموسيقى بذاتها.
أضف إلى ذلك أنّ سماع الموسيقى الطبيعية ليس حراماً بالإجماع، فلا يحرم سماع تغريد البلبل مثلاً، ولا الأصوات الي فيها نسب موسيقية مما هو موجود في الطبيعة، فلا يحتمل فقهياً أن يحرم سماع ما يحاكي هذه الأصوات ولكن من خلال الوتر الموسيقي والنغمة الموسيقية على الآلة وهذا من شواهد عدم حرمة الموسيقى في حد نفسها.
فالموسيقى في نفسها ليست حراماً وإن أطربت، كيف والنسب الموسيقية طبيعية كانت أو آلية من شأنها إيجاد الطرب في النفس الإنسانية حسبما أودعه الله تعالى فيها.
نعم تحرم الموسيقى إذا خرجت عن سياقها السالم إلى سياق آخر يفضي إلى الإنحراف ويخرج بالانسان عن وضعه العقلائي والشرعي وعدا ذلك فهي من المباحات الشرعية، ويمكن الإستفادة منها فيما هو محبب عقلائياً وشرعياً.
البريد الالكتروني
[email protected]جميع الحقوق © محفوظة للمنتدى العلمي
مكتب سماحة الإمام الشيخ حسين المؤيد