الرئيسية شذرات الفتاوى الأسئلة والاستفتاءات المقالات الأبحاث والدراسات المحاضرات البيانات مشروع الميثاق الوطني اللقاءات الإعلامية السيرة الذاتية الصور
 

الأسئلة والاستفتاءات

جواب سؤال عن سيرة الشيخين رضي الله تعالى عنهما


السؤال:
لقد رفض الإمام علي عليه السلام سيرة الشيخين ، وألغى كافة قراراتهما وأزال الولاة الذين وضعهم الشيخان ، فإما أن الشيخين على صواب والإمام علي عليه السلام على باطل وإما العكس ، فالحق لا يتضارب وإن كان الشيخان عادلين فكيف وضعا ولاة فاسقين على المسلمين؟


الجواب:
المتتبع في سيرة الإمام علي عليه السلام يعرف أنه لم يرفض سيرة الشيخين رضي الله تعالى عنهما , و لم يلغ كافة قراراتهما , و إنما عمل باجتهاده كولي للأمر في بعض القضايا التي كان رأيه يغاير اجتهاد أحدهما , و كل تصرف في قراراته كولي للأمر حيث أن الشرع يعطي لولي الأمر صلاحية اتخاذ قرار تقتضيه المصلحة في وقته , و هو ما يصطلح عليه بالأحكام الولائية , و هي الأحكام التي أقر علماء الشيعة القائلون بولاية الفقيه بصلاحية اتخاذها من قبل ولي الأمر , و هي قابلة لاختلاف وجهات النظر فلا يكون الاختلاف فيها انقساما بين الحق و الباطل , و إنما أقصى ما يقال أنه بين الخطأ و الصواب , و المخطيء هنا معذور شرعا كمجتهد تحرى و لم يقصّر , بل هناك من القضايا ما تكون كل وجهة من وجهتي النظر فيها محقة من زاويتها , ألا ترى أن موسى و هارون نبيان من عند الله تعالى , و مع ذلك فقد اختلفا , و لم يكن الإختلاف بينهما يعني أن أحدهما على حق و الآخر على باطل , بل كل منهما كان محقا من زاويته قال تعالى : ( قال ياهرون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن أفعصيت أمري . قال يا بنؤم لا تأخذ بلحيتي و لا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل و لم ترقب قولي ) , و في بدر رأى النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم أن ينزل المسلمون في مكان حدده لهم فانبرى له صحابي جليل و سألهعن اختياره للمكان هل هو بوحي أو هو الرأي فقال له رسول الله عليه الصلاة و السلام : بل هو الرأي , فاقترح ذلك الصحابي رأيا آخر وجده رسول الله رأيا وجيها فأخذ به و تنازل عن قراره , فهل هذا يعني أن رسول الله عليه أفضل الصلاة و السلام لم يكن محقا و لا مصيبا ؟ كلا لكن القضية نفسها ليست من القضايا التي يكون الإختلاف فيها دائرا بين الحق و الباطل , أو الخطأ و الصواب . و قد ورد عن علي في نهج البلاغة ما هو صريح في قبوله بمجمل سيرة الشيخين رضي الله عنهما , فقد قال عليه السلام لعثمان رضي الله عنه : ( و ما ابن أبي قحافة و ابن الخطاب أولى بعمل الحق منك ) و هو كلام واضح في أن الشيخين كانا يعملان بالحق , و كتب لمالك الأشتر في عهده اليه يقول : ( و لا تنقض سنة صالحة عمل بها صدور هذه الأمة و اجتمعت بها الألفة و صلحت عليها الرعية , و لا تحدثن سنة تضر بشيء من ماضي تلك السنن فيكون الأجلر لمن سنها و الوزر عليك بما نقضت منها ) و يقول في الثناء على عمر رضي الله تعالى عنه : ( لله بلاء عمر فقد قوّم الأود و داوى العمد خلف الفتنة و أقام السنة ذهب نقي الثوب قليل العيب أصاب خيرها و سبق شرها أدى الى الله طاعته و اتقاه بحقه رحل و تركهم في طرق متشعبة لا يهتدي فيها الضال و لا يستيقن المهتدي ) .
ودعوى أن الإمام عليا عليه السلام قد ألغى كافة قرارات الشيخين رضي الله تعالى عنهما هي دعوى كاذبة , ومدعيها إما جاهل أو مغرض ، ويكفي شاهدا على ما نقول جواب الإمام علي عليه السلام لوفد نصارى نجران إذ قالوا له (إن عمر أجلانا عن أرضنا فردنا إليها) فقال لهم (إن عمر كان رشيدا في أمره وإني لا أغير أمرا فعله عمر). ولم يعيّن الشيخان رضي الله تعالى عنهما ولاة فاسقين بل كانا يتحريان في تولية من يولونهم .

الفهرست || أسئلة حول أمهات المؤمنين والصحابة

السابق

Twitter Facebook قناة الشيخ حسين المؤيد في اليوتيوب google + البريد الالكتروني
[email protected]

جميع الحقوق © محفوظة للمنتدى العلمي
مكتب سماحة الإمام الشيخ حسين المؤيد

www.almoaiyad.com