الرئيسية شذرات الفتاوى الأسئلة والاستفتاءات المقالات الأبحاث والدراسات المحاضرات البيانات مشروع الميثاق الوطني اللقاءات الإعلامية السيرة الذاتية الصور الأسئلة والاستفتاءات
جواب سؤال عن تبرير موقف الشيعة من السيدة عائشة عليها السلام
السؤال:
يقول الشيعة أن عائشة ارتكبت خطأ فادحاً حين اشتركت في معركة الجمل التي تسببت في قتل عشرات الاف المسلمين أفلا يكفي ذلك لوحده لتبرير السخط عليها و عدم الترضي عنها ؟
الجواب:
إن موقف الشيعة من أم المؤمنين السيدة عائشة عليها السلام ينطلق إما من الجهل أو العداء و الحقد , و لا يقوم على أساس علمي و موضوعي , و لا يستند الى مواقف أهل البيت عليهم السلام عموما , و موقف الإمام علي عليه السلام على وجه الخصوص , و هو الذي تعامل مع السيدة عائشة عليها السلام بعد حادثة الجمل بكل تجلّة و احترام , و أرجعها معززة مكرمة , و عاقب من شتمها , و قال ( و لها بعدُ حرمتها الأولى ) بمعنى أن ما حدث في حادثة الجمل لا يثلم مكانتها و لا يُسوِّغ عدم رعاية حقوقها أو هتك حرمتها و الإساءة اليها .
إن الواجب على كل مسلم أن يحسن الظن بأخيه المسلم و يحمل أفعاله على أحسن المحامل , و هذا في المسلم العادي , فما بالك بأمهات المؤمنين عليهن السلام , و بالصحابة رضي الله تعالى عنهم . كما أن ارتكاب المسلم العادي للخطأ لا يسوغ شرعا هتك حرمته , و لا يسقط حقوق المسلم الثابتة له , فما بالك بالتطاول على السيدة عائشة عليها السلام و هي أم المؤمنين بنص القرآن الكريم , و من أهل البيت الذين يريد الله أن يذهب عنهم الرجس و يطهرهم تطهيرا , و هي التي اختارت - من دون تردد - الله و رسوله و الدار الآخرة حينما خيّرها النبي عليه الصلاة و السلام بين الحياة الدنيا و زينتها و بين الله و رسوله و الدار الآخرة , و هي التي كانت حبيبة رسول الله عليه أفضل الصلاة و السلام , و توفي وهو عنها راض , فلا تجوز الإساءة اليها بسبب حادثة الجمل , و لا عبرة بالنقول التاريخية الضعيفة و المتضاربة الواردة بشأن حادثة الجمل , فالسيدة عائشة عليها السلام لم تخرج بهدف القتال , و قد ندمت على خروجها , و الله أولى بالرحمة و الرضوان . و ما علينا إلا أن نتأدب بأدب القرآن الكريم , نقول كما جاء فيه : ( ربنا اغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان و لا تجعل في قلوبنا غلّا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ) .
البريد الالكتروني
[email protected]جميع الحقوق © محفوظة للمنتدى العلمي
مكتب سماحة الإمام الشيخ حسين المؤيد