الرئيسية شذرات الفتاوى الأسئلة والاستفتاءات المقالات الأبحاث والدراسات المحاضرات البيانات مشروع الميثاق الوطني اللقاءات الإعلامية السيرة الذاتية الصور
 

الأسئلة والاستفتاءات

جواب سؤال عن سند رواية حول «الرجعة»وبيان بطلان القول بالرجعة

هذا الحديث من مختصر بصائر الدرجات.
السؤال:
أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن محمد بن مسلم قال سمعت حمران بن أعين وأبا الخطاب يحدثان جميعاً قبل أن يحدث أبو الخطاب ما أحدث أنهما سمعا أبا عبد الله عليه السلام : «يقول أول من تنشق الأرض عنه ويرجع إلى الدنيا الحسين بن علي J وان الرجعة ليست بعامة وهي خاصة لا يرجع الامن محض الايمان محضاً أو محض الشرك محضاً.
هل هذا الحديث صحيح سنداً؟


الجواب:
السند المذكور للرواية في مفروض السؤال سند معتبر تام حسب قواعد علم الرجال عند الأمامية، الاّ أنّ هذه الرواية ساقطة عن الحجية وإن كان لها بحسب الظاهر سند معتبر لمنافاتها للقرآن الكريم، وكل ما ينافي القرآن الكريم فانه ساقط عن الحجية ولا إعتبار به.
ومن وجوه منافاتها للقرآن أنّ الله تعالى قال عن المشركين: { حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون: 99-100] ، وهذه الآية الكريمة تدلل بوضوح على أن المشرك بموته إذ ينتقل إلى البرزخ فانه يبقى في البرزخ إلى حين البعث، وهذا ينافي دعوى رجعته للحياة الدنيا، لأن لازم رجعته أنّ مكوثه في البرزخ ليس مكوثاً مستمراً إلى يوم البعث وإنما تتخلله العودة إلى الحياة الدنيا قبل البعث. إذن مضمون الرواية ينافي هذه الآية. وكذلك ينافي قوله تعالى عن المتقين: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} [الدخان : 56] ، وَمن محض الإيمان هو من جملة المتقين وعلى رأسهم، والآية بهذا المضمون آبية عن التقييد، فالرواية في مضمونها تتنافى مع مضمون هذه الآية، فالرواية في مضمونها تنافي هاتين الآيتين، مضافاً إلى أنها بما تتضمنه من قضية الرجعة مغايرة للثقافة القرآنية التي لا وجود فيها لقضية الرجعة بالمعنى الذي تطرحه روايات الرجعة، فإن المستفاد من مجموع الآيات القرآنية الكريمة التي تتحدث عن الموت وما بعده أن الخط العام للبشرية هو انها تنتقل بالموت إلى عالم ما بعده وتسلك مراحله نحو الآخرة دون عودة للدنيا.
{ قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكَثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الجاثية : 26] .
{ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة : 28].
{ وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ} [الحج : 66] .
{ كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عِمرَان: 185] .
{ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} [الزُّمَر: 42] .
{ ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ} [عبس: 21-22]
{ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ } [ق: 19-20] .
{ أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (58) إِلاَّ مَوْتَتَنَا الأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (59) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (60) لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ } [الصافات: 58-61] .
{ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} [الزمر: 30-31] .
فالمتحصل أن القول بالرجعة بالمعنى الذي تطرحه روايات الرجعة بعيد كل البعد عن الثقافة القرآنية. ولو كانت الرجعة ثابتة لذكر القرآن ذلك ببيان لا لبس فيه خاصة فيما يتصل بالوعد والوعيد وإقتصاص المظلومين من الظالمين وإنتقام المؤمنين من الكافرين ولكان لذلك أثر في تحقيق أهداف الرجعة مع أنه ليس في القرآن الكريم شيء واضح في ذلك. وقد إستدل القائلون بالرجعة ببعض الآيات التي لا دلالة لها على ذلك أصلاً وتفصيل الكلام عن ذلك موكول إلى محل آخر إن شاء الله تعالى ومنه نستمد السداد وبه الإعتصام.

الفهرست || أسئلة عقائدية عامة

السابق

Twitter Facebook قناة الشيخ حسين المؤيد في اليوتيوب google + البريد الالكتروني
[email protected]

جميع الحقوق © محفوظة للمنتدى العلمي
مكتب سماحة الإمام الشيخ حسين المؤيد

www.almoaiyad.com