الرئيسية شذرات الفتاوى الأسئلة والاستفتاءات المقالات الأبحاث والدراسات المحاضرات البيانات مشروع الميثاق الوطني اللقاءات الإعلامية السيرة الذاتية الصور
 

الأسئلة والاستفتاءات

نفي علو درجة آل البيت على درجة الأنبياء

العلامة الشيخ المؤيد حفظكم الله.. السلام عليكم.
السؤال:
كثيراً ما نسمع ومن أفواه أصحاب المنبر بأن الأئمة خلقوا قبل آدم بكذا عام وأن أسماءهم مكتوبة على ساق العرش وما إلى ذلك... سؤالي هو: - هل إن مقام الإمام هو أعلى من مقام الأنبياء وما هو الدليل؟ وإذا كانوا هكذا فلماذا لم يختاروا من قبل الله أنبياء؟ ولماذا لم يذكروا في القرآن أو على الأقل في الكتب السماوية السابقة كونهم خلقوا قبل خلق البشرية؟!.
ودمتم للإسلام الصحيح.


الجواب:
ليس مقام أهل البيت عليهم السلام بأعلى من مقام الأنبياء، فالنبوة درجة عظيمة تتقدم على سائر درجات الناس مهما كان نوع النبوة ومهما تفاضلت درجات الأنبياء فيما بينهم، ومهما علت درجة من ليس بنبي.
وما نجده في التراث من غث دسته يد الغلاة أو غيرهم من المغرضين لا يعبّر عن المفاهيم الصحيحة المتطابقة مع نصوص القرآن الكريم وروحه.
إن من يتمعن في آيات الكتاب المبين ما يتصل منها بالرسالة والنبوة ومكانتهما يعرف أن النبوة هي الدرجة الأعلى التي يصل اليها بشر، وأن روح القرآن الكريم ناطقة بذلك فضلاً عن مجموع نصوصه. وخذ مثلاً من ذلك قوله تعالى: { قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ} [الأعراف : 144] فنلحظ في هذه الآية الكريمة أن علو درجة موسى على الناس جميعاً وفيهم من هو مثل الخضر إنما هي لكونه مبعوثا من الله تعالى بالرسالة ونبياً يوحى إليه.
إن كل رواية يستفاد منها أو يستشم أن درجة آل البيت عليهم السلام أعلى من درجة الأنبياء فهي مردودة وهي لا تتطابق مع الثقافة القرآنية ومعطيات القرآن الكريم.
وأما روايات خلق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم والأئمة عليهم السلام أنواراً قبل خلق آدم فهي ضعيفة إما على مستوى ضعف السند، أو على مستوى تضارب متونها، أو على مستوى تهافتها وَ تنافيها مع معطيات القرآن الكريم وثقافته.
إن نظرة فاحصة في آيات القرآن الكريم حول النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وما وصف به في القرآن والآيات الواردة في بيان منزلته لا تجد فيها حتى ما يشير إلى ما تذكره هذه الروايات. وانظر بربك لقوله تعالى في سورة الشورى: { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الشورى : 52] فهل يتناسب هذا المضمون مع مضمون روايات خلق الأرواح ومنها روح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنها كانت تسبح الله تعالى وتقدسه، والقرآن يقول: { مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ} [الشورى: 52] ؟ فهل من المعقول وهل من المنطقي أن هذه الروح التي كانت قبل حلولها في الجسد تقدس الله تعالى فاذا بها حين حلت الجسد لم تكن تدري ما الإيمان؟
إن المعيار في قبول الروايات هو عرضها على القرآن الكريم فإذا لم تتطابق مع نصوص القرآن وروحه والثقافة القرآنية التي أراد الله تعالى للمسلمين أن يتربوا عليها فهذه الروايات مردودة وليس لها اعتبار، ومن الله تعالى نستمد السداد وبه الاعتصام.

الفهرست || أسئلة عقائدية عامة

السابق

Twitter Facebook قناة الشيخ حسين المؤيد في اليوتيوب google + البريد الالكتروني
[email protected]

جميع الحقوق © محفوظة للمنتدى العلمي
مكتب سماحة الإمام الشيخ حسين المؤيد

www.almoaiyad.com