الرئيسية شذرات الفتاوى الأسئلة والاستفتاءات المقالات الأبحاث والدراسات المحاضرات البيانات مشروع الميثاق الوطني اللقاءات الإعلامية السيرة الذاتية الصور الأسئلة والاستفتاءات
جواب سؤال عن سند رواية حول تفسير أميّة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام
هل هذا الحديث صحيح سنداً.
السؤال:
أبي رحمه الله قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد ابن عيسى عن ابن عبد الله محمد بن خالد البرقي عن جعفر ابن محمد الصوفي قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي الرضا عليه السلام فقلت يا بن رسول الله لم سمي النبي الأمي؟ فقال: ما يقول الناس قلت يزعمون أنه إنما سمي الأمي لأنه لم يحسن أن يكتب فقال: عليه السلام كذبوا عليهم لعنة الله أنى ذلك والله يقول في محكم كتابه: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} [الجمعة : 2] فكيف كان يعلمهم مالا يحسن والله لقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ ويكتب باثنتين وسبعين أوقال بثلاثة وسبعين لسانا وإنما سمي الأمي لأنه كان من أهل مكة ومكة من أمهات القرى وذلك قول الله عز وجل لينذر أم القرى ومن حولها.
الجواب:
هذه الرواية وإن كان لها حسب قواعد علم الرجال عند الإمامية بحسب الظاهر سند معتبر، وقد وثق الشيخ الطوسي في رجاله جعفر بن محمد الصيرفي، الذي هو الصحيح على الأظهر وليس جعفر بن محمد الصوفي، فهذا الأسم وإن ذكر في علل الشرايع وبصائر الدرجات بعنوان: «جعفر بن محمد الصوفي» إلا أنه خطأ، فجعفر الصوفي رجل مجهول ولم يذكر له شيء في كتب الرجال، والذي أعتقده أن الصحيح هو جعفر بن محمد الصيرفي فهو المعروف أنه من أصحاب الجواد وله ترجمة في كتب الرجال وله كتاب ومحمد بن خالد البرقي يروي عنه.
وأما محمد بن خالد البرقي فانه ثقة في نفسه وإن كان يروي عن الضعفاء ويعتمد المراسيل فقد وثقه الشيخ الطوسي، وتضعيف النجاشي راجع إلى حديثه ومروياته وليس إليه نفسه وكذلك تضعيف ابن الغضائري.
وكيفما كان فالرواية وإن كان لها سند معتبر بحسب الظاهر، إلا أنّ في متنها خللاً يوجب ردّها وسقوطها عن الحجية.
أولاً: - إن الاستدلال المذكور في متنها بالآية الكريمة إستدلال خاطيء لأنّ قوله تعالى: {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} [البَقَرَة: 129] لا يدل على أنه يعلمهم كتابة القرآن الكريم كي يقال كيف يعلمهم ما لا يحسن، وإنما المقصود بالآية الكريمة انه يعلمهم مفاهيم الكتاب وأحكامه ومراداته وهذا لا يقتضي بالضرورة أن يكون عارفاً بالكتابة كونه يتلقى معارفه عبر الوحي ويتحدث عنه.
ثانياً: - إنّ أمّية النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم أمر ثابت معروف في ذلك الوقت لقريش وغيرها، وفي صلح الحديبية طلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم من علي عليه السلام أن يدله على موضع كتابة كلمة «رسول الله» لأنه كان لا يعرف القراءة فضلاً عن الكتابة وغير ذلك من الموارد التي دلت على أميته عليه الصلاة والسلام.
بينما متن الرواية يثبت له عليه أفضل الصلاة والسلام المعرفة بثلاث وسبعين لغة، وهو أمر لا عين له ولا أثر بين من عاصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلو كان عليه الصلاة والسلام عارفاً بذلك لبان وعرف.
ثالثاً: - إن معرفته صلى الله عليه وآله وسلم بكل هذه اللغات هل كان قبل النبوة؟ أم بعدها؟ فان كان قبلها فمن أين عرف ذلك كله وكيف تعلمه؟ ومجتمع الجاهلية ليس فيه ما يساعد على ذلك ولا ظروف النبي عليه الصلاة والسلام حينئذ كانت تساعد على ذلك ولم تكن له حاجة بتعلم كل هذا الكم من اللغات. وإن كان بعد النبوة فهل تعلمها بالطرق العادية وهو ما لم يقع جزماً، أم تعلمها بتعليم من الله تعالى له؟ وعليه فلماذا يقتصر على هذا العدد دون غيره قلة أو كثرة وما حاجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى تعلم ذلك ولم تكن هناك ضرورة تقتضيه رسالياً واجتماعياً؟
رابعاً: - قوله تعالى في سورة العنكبوت: {وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} [العنكبوت : 48] .
ينافي ما ورد في متن هذه الرواية، والآية الكريمة بصدد بيان أمية النبي صلى الله عليه وآله وسلم وليست بصدد بيان شيء آخر، لأن العلة وهي ارتياب المبطلين تقتضي الإستمرار، خاصة وإن القرآن الكريم كان ينزل بالتدريج واستمر إلى آواخر حياته صلى الله عليه وآله وسلم مما يعني بقاء أميته صلى الله عليه وآله وسلم . فالصحيح أن هذه الرواية ساقطة عن الحجية.البريد الالكتروني
[email protected]جميع الحقوق © محفوظة للمنتدى العلمي
مكتب سماحة الإمام الشيخ حسين المؤيد