الرئيسية شذرات الفتاوى الأسئلة والاستفتاءات المقالات الأبحاث والدراسات المحاضرات البيانات مشروع الميثاق الوطني اللقاءات الإعلامية السيرة الذاتية الصور
 

الأسئلة والاستفتاءات

جواب سؤال عن نبي الله يوسف عليه السلام

لدي استفسار يتعلق بنبى الله يوسف عليه السلام ، إذ لم يرد في القرآن الكريم أي شيء يتعلق بطبيعة رسالته ودعوته ومدى استجابة قومه واى كتاب سماوى استندت عليه رسالته.
صحيح ان القرآن الكريم قد ذكر ان هناك رسل ذكرهم ورسل لم يذكرهم وان ما ورد في سورة (يوسف) كانت الغاية منها العبر والمواعظ ولكن حب الاستزادة والمعرفة يدفعنى لهذا الاستفسار لما لسماحتكم من العلوم الغزيرة والمصادر العديدة والغنية.
 

الجواب:
إن يوسف عليه السلام هو من الرسل الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه، وقد نزلت سورة باسمه تضمنت قصته وذكرتها بتفاصيل اقتضاها الهدف من إيراد القصة. كما ورد في سورة غافر على لسان مؤمن آل فرعون قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ} [غافر : 34]، ويستفاد من الآية الكريمة أن يوسف عليه السلام كان رسولا من عند الله تعالى، وأنه أتى بالحجج على نبوته ودعوته إلى الله تعالى، وأن قومه لم يصدقوه وكانوا شاكين فيما جائهم به فكانوا يتعاملون معه تعاملا دنيويا كصاحب منصب دنيوي وليس كنبي مرسل.
وقد ذهب بعض المفسرين وهو الطاهر بن عاشور إلى أن يوسف لم يكن مكلفا من الله تعالى بالدعوة لمصلحة اقتضت ذلك لكنه كان مكلفا بإرشاد من يسترشده كنبي مرسل. إلا أن قوله تعالى على لسان يوسف: {إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37) وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ (38) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } [يوسف: 37-40] يدل على أن يوسف كان يقوم بالدعوة والإرشاد إبتداء منه ولا تنحصر دعوته بحال الإسترشاد منه، كما أن قوله تعالى: { وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ} [غافر: 34] فيه دلالة على أن يوسف بعث ليدعو ويرشد الناس، نعم ربما كانت دعوته مؤطرة في حدود معينة ولذا لم يحصل تصادم بينه وبين فرعون مصر آنذاك، وربما أن فرعون وإن لم يؤمن به لكنه تركه يدعو ولم يقف بوجهه لاحتياجه إليه في إدارة الأمور آنذاك وما ظهر له من علمه.
وفي سورة الأنعام ذكر يوسف عليه السلام مع مجموعة من الأنبياء من الآية 83 -88 ثم قال تعالى في الآية 89: { أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ} [الأنعَام] والإشارة في الآية هي إلى كل المذكورين في الآيات التي سبقتها ومنهم يوسف عليه السلام ، لكن نبه بعض المحققين من علماء التفسير إلى أن المراد هو إتيان المجموع لا الجميع، لأن فيهم من لم يؤت الكتاب أو الحكم. ويوسف عليه السلام لم يدل دليل على أنه أوتي الكتاب وإنما كان على شرع إبراهيم عليه السلام .
هذا وهناك روايات وأحاديث مروية حول يوسف عليه السلام ، لكن الأصل هو ما ورد في القرآن الكريم ولا يؤخذ من الروايات إلا المعتبر الذي لا يتعارض مع القرآن الكريم ومع الإعتبار العقلي والحقائق التاريخية.

الفهرست || أسئلة عقائدية عامة

السابق

Twitter Facebook قناة الشيخ حسين المؤيد في اليوتيوب google + البريد الالكتروني
[email protected]

جميع الحقوق © محفوظة للمنتدى العلمي
مكتب سماحة الإمام الشيخ حسين المؤيد

www.almoaiyad.com