الرئيسية شذرات الفتاوى الأسئلة والاستفتاءات المقالات الأبحاث والدراسات المحاضرات البيانات مشروع الميثاق الوطني اللقاءات الإعلامية السيرة الذاتية الصور الأسئلة والاستفتاءات
ما هو الفرق بين الرسول والنبي؟
السؤال:
أود أن أوجه لسماحتكم الأستفسار المتعلق بالفرق بين (الرسول) و(النبي).
هناك تفسيرات عديدة حول هذا الموضوع يختلف بعضها عن البعض الآخر والأغلبيه تقول إن الرسول هو من يأتي برسالة مع كتاب (توراة، انجيل، قرآن...) وأن النبي هو الذي يأتي لتأكيد الرسالة التي أرسل بها الرسول في زمنه.
وفي القرآن الكريم نجد وصفاً لبعض المبعوثين بأنهم رسل ومبعوثين آخرين بأنهم أنبياء وآخرين يصفهم القرآن بالصفتين معاً (إنه كان رسولاً نبياً) وهذا لا ينطبق مع التفسير الذي ورد في أغلب كتب التفسير من أن المبعوث إما أن يكون رسولاً أو نبياً..
فما هو رأي سماحتكم في ذلك؟ جزاكم الله كل خير.
الجواب:
لقد اختلفت أقوال العلماء في هذا الموضوع اختلافا وصل حد الاضطراب في تحديد الفارق الدقيق بين الرسول والنبي، وفيما يلي أستعرض أبرز ما قيل في هذا المجال وأعلق عليه -:
القول الأول: - إنه لا فرق بين الرسول والنبي وإنهما لفظان لمعنى واحد. وهذا القول مردود وذلك -:
1 - للآيات التي جمعت الصفتين لشخص واحد كقوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً} [مريم : 51] وقوله تعالى: {إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً} [مريم : 54] ، فإن الجمع بين الصفتين لشخص واحد في جملة واحدة ظاهر في تغاير العنوانين. وقد يجاب عنه بأن التغاير موجود لكنه ليس في الجوهر وإنما في اللحاظ، فالرسول عنوان لوحظت فيه جهة الإرسال من قبل الله تعالى، والنبي وصف يطلق على الرسول لما له من الرفعة والدرجة العالية، فلوحظ في الوصف علو المكانة ورفعة الدرجة، وإلا من حيث الجوهر كل نبي رسول وكل رسول نبي، لكن إن لوحظت جهة الإرسال سمي رسولا وإن لوحظت فيه رفعة الدرجة سمي نبيا. والآيات التي جمعت العنوانين أرادت جمع الصفتين إشارة إلى إرساله من قبل الله تعالى وعلو درجته بهذا الإرسال، وإلا فالجوهر واحد. ويردّه أن وصف النبي لم يؤخذ من النبوة والنباوة أي العلو والارتفاع، وإنما أصله نبيء وترك همزه، ولو كان مأخوذا من العلو والإرتفاع لكان أصله غير الهمز، إذن هو من فعيل بمعنى مفعل مثل نذير بمعنى منذر، وعليه فمدلول هذا الوصف هو الإنباء عن الله تعالى فيكون معناه مماثلاً لمعنى الرسول فلا يثبت حينئذ التغاير ويرجع الإشكال. فالصحيح أن التغاير بين الرسول والنبي هو في الجوهر وليس في اللحاظ.
2 - يرد القول بعدم الفرق بدلالة قوله تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ} [الحَجّ: 52] فهي واضحة في التغاير بين الرسول والنبي وإلا لم يكن هناك وجه للعطف والتعدد.
3 - بعض الأحاديث الواردة عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم تدل بوضوح على وجود الفرق كالحديث الذي رواه أحمد في مسنده عن أبي ذر رضي الله عنه قال :قلت يا رسول الله: كم وفاء عدة الأنبياء؟ قال: مائة ألف، وأربعة وعشرون ألفاً، والرسل من ذلك: ثلاثمائة وخمسة عشر، جمّاً غفيراً.
القول الثاني: - إن الرسول هو من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه، والنبي هو من أوحي إليه ولم يؤمر بالبلاغ. ونلاحظ على هذا القول:
أولاً: إن لفظ النبي مأخوذ من الإنباء وعليه إنما صح إطلاق العنوان عليه بلحاظ أنه ينبيء عن الله تعالى فإذا لم يؤمر بالبلاغ لم يصح إطلاق هذا العنوان عليه.
ثانياً: إن القرآن الكريم نص على أن الأنبياء مرسلون ومأمورون بالبلاغ قال تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ} [الحَجّ: 52] وقال تعالى: { وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ} [الزّخرُف: 6] .
ثالثاً: لو كان الأمر كما ذكر في هذا القول لما صح استعمال لفظ النبي في قوله تعالى: { قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً} [مريَم: 30] إذ لا يشك أحد في أن عيسى عليه السلام كان رسولا مأمورا بالبلاغ فإن كان النبي هو من أوحي إليه ولم يؤمر بالبلاغ لما وصف عيسى عليه السلام بالنبي في هذه الآية.
رابعاً: إن في قوله تعالى: {قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة : 136] دلالة على أن النبي مبلغ أيضاً إذ المراد الإيمان بما أنزل على الأنبياء وما أوتي النبيون مما عرفه الناس منهم وبلغوه للناس لا مجرد الإيمان بوحي اقتصر على الموحى إليه ولم يبلغه إلى غيره.
خامساً: قوله تعالى: { كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ} [البَقَرَة: 213] وهذه الآية الكريمة واضحة بقيام الأنبياء بالبلاغ.
سادساً: إن الهدف الأساسي من النبوة هو البلاغ فإذا انتفى البلاغ انتفى الهدف ويلزم حينئذ اللغو والعبث وهو محال على الله تعالى.
سابعاً: الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد» فإن هذا الحديث يدل على أن الأنبياء يقومون بالبلاغ.
القول الثالث: - إن الرسول هو من أوحي إليه بشرع جديد والنبي هو المبعوث لتقرير شرع من أرسل من قبله. ويرده -:
أولاً: لا ريب أن عيسى عليه السلام رسول قال تعالى: { وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي} [المَائدة: 111] وقد بعث بشرع جديد وليس لمجرد تقرير شرع من قبله مع أنه وصف في القرآن الكريم بالنبي.
ثانياً: لم يثبت أن إسماعيل عليه السلام بعث بشرع جديد وإنما كان مقرراً لشرع إبراهيم عليه السلام بل هذا ما تؤكده الشواهد والقرائن، مع أنه وصف في القرآن الكريم بالرسول في قوله تعالى: «وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً}.
ثالثاً: وصف القرآن الكريم محمدا صلى الله عليه وآله وسلم بالنبي مع أنه جاء بشرع جديد ولم يكن مقررا لشرع عيسى عليه السلام .
القول الرابع: - إن الرسول هو من أرسل إلى قوم كفروا لينذرهم والنبي من أرسل إلى قوم مؤمنين. وهذا القول ترده آيات عديدة من القرآن منها قوله تعالى: { وَمَا يَأْتِيهِم مِّن نَّبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون} [الزّخرُف: 7] فأطلقت الآية الكريمة عنوان النبي على من بعث للكافرين، وقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (94) ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَواْ وَّقَالُواْ قَدْ مَسَّ آبَاءنَا الضَّرَّاء وَالسَّرَّاء فَأَخَذْنَاهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} [الأعراف : 94-95]وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [التوبة : 73] فلو كان النبي وصفا لمن بعث لقوم مؤمنين دون من بعث لقوم كافرين ما ناسب أن يخاطب صلى الله عليه وآله وسلم بوصف النبوة وهو يؤمر بجهاد الكافرين ولكان اللازم مخاطبته بوصف الرسول. مضافاً إلى أن عنوان النبي قد أطلق على محمد صلى الله عليه وآله وسلم مع أنه أرسل إلى المشركين لينذرهم.
القول الخامس: - إن الرسول من أرسله الله تعالى بشرع جديد إلى قوم كافرين ومكذبين، أما النبي فهو يبلغ لكن لا يأتي بشرع جديد إلى قوم كافرين ومكذبين وإنما هو مجدد لشريعة الرسول الذي قبله ويصلح ما علق بها. وقد أصبح الرد على هذا القول واضحا من خلال الردود التي ذكرناها على الأقوال التي سبقته.
القول السادس: - إن الفرق بين الرسول والنبي ليس في الجانب التجسيدي في العمل فكلاهما مبعوث للتبليغ وإنما التفاوت في كيفية تلقي الوحي فإن الرسول يستطيع رؤية جبرائيل عليه السلام وسماع صوته ومكالمته شفاها بينما النبي دون ذلك يسمع صوته ولا يرى شخصه في اليقظة لكنه قد يراه في المنام. وهذا القول مردود أيضاً:
1 - لأن النبي على هذا التفسير إنما سمي نبياً ليس لأجل سماعه الصوت فهذا ما يشاركه فيه الرسول وإنما لأجل عدم رؤية شخص جبرائيل يقظة وعليه فهو بهذا الوصف لا يجتمع مع الرسول في شخص واحد، فإن المبعوث من قبل الله تعالى على هذا القول لا بد إما أن يرى شخص جبرائيل فيكون رسولاً أو لا يرى شخصه وإنما يسمع صوته فيكون نبياً بينما الآيات الكريمة صريحة في اجتماع العنوانين في شخص واحد كمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وكموسى عليه السلام وكإسماعيل عليه السلام .
2 - ليس في آيات القرآن الكريم ما يشهد على صحة هذا القول بل ورد العكس وهو قوله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً (163) وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} [النساء : 163-164] فالآية الكريمة أظهر في إرادة بيان أن سياق الوحي لكل هؤلاء من الرسل والأنبياء واحد وخصت موسى بتكليم الله عز وجل له. وهناك إشعار بوحدة سياق الوحي في قوله تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى} [يُوسُف: 109] .
وهكذا نصل إلى حقيقة أنه ليس في شيء من الأقوال المتقدمة ما هو صحيح في بيان وجه الفرق بين الرسول والنبي.
ولتكوين نظرية لا تبتعد عن الحقيقة في بيان وجه الفرق بين النبي والرسول ينبغي الإلتفات إلى النقاط التالية -:
1 - إن هناك فرقا بين الرسول والنبي كما تؤكده الأدلة التي ذكرناها في التعليق على القول الأول فليس الرسول والنبي عنوانين لمضمون واحد وجوهر واحد.
2 - إن الفرق بينهما ليس في الإرسال وعدمه فكل من الرسول والنبي مرسل للبلاغ كما أوضحنا ذلك في التعليق على القول الثاني وهناك آيات آخرى واضحة في ذلك منها قوله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} [الأحزاب : 40] ومن الواضح الذي لا لبس فيه أن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم هو خاتم النبيين والمرسلين فليس بعده رسول ولا نبي فلو كان الفرق بين الرسول والنبي يكمن في أن الرسول من أرسل للبلاغ وأن النبي من أوحي إليه ولم يرسل للبلاغ لما كانت الآية دالة على الخاتمية المطلقة وإنما لكانت دالة على ختم الأنبياء دون ختم المرسلين بينما هي دالة على الخاتمية المطلقة للأنبياء والمرسلين إجماعا ونصا. وكذلك قوله تعالى: { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ } [البقرة: 285] فإنه لا يحتمل والآية تقرر الإيمان بالله والملائكة والكتب والرسل أنها تستثني الإيمان بالأنبياء فلا بد أن يراد بالرسل في هذه الآية ما يعم الأنبياء وما ذاك إلا لأنهم رسل أيضاً فعبرت الآية عنهم بتعبير جامع ومثله قوله تعالى: {وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً} [النساء : 136].
3 - إن الفرق بين الرسول والنبي لا يمنع إجتماعهما في شخص واحد فإن العنوانين قد إجتمعا في البعض كما تقدم.
4 - إن من تدبر في استعمالات كلمة رسول في آيات القرآن الكريم يجد أنها قد استعملت في معنيين: -
المعنى الأول: من أوحي إليه وأرسل للبلاغ. وهذا ما نلحظه في كثير من الآيات كقوله تعالى: { رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً} [النساء : 165] وقوله تعالى: { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ} [يُونس: 47] والآيتين المتقدمتين في النقطة (2) وهي آية آمن الرسول وآية ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله.
المعنى الثاني: - هو معنى خاص لا ينطبق على كل من أوحي إليه وأرسل للبلاغ وهو المعنى الذي قصد في الآيات التي جمعت بين عنواني الرسول والنبي قي شخص واحد والآية التي ذكرت تعدد الرسول والنبي وهي قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ} [الحج : 52] فإن هذه الآية الكريمة عدت النبي رسولاً لكنها استعملت إلى جنبه عنوان الرسول مما يدل على إرادة المعنى الخاص.
والذي وصلت إليه بعد التدبر هو أن النبي عنوان لمن آتاه الله الوحي وابتعث من قبل الله عز وجل للبلاغ وهذا العنوان ينطبق على جميع الرسل والأنبياء. وأما الرسول بالمعنى الخاص فهو عنوان لا ينطبق إلا على بعض الأنبياء ويعبر عن إمتياز خاص وسمة تشريفية وتفضيلية، فالرسل بهذا المعنى هم أنبياء لكنهم بمثابة المبعوثين الخاصين للناس، وللتقريب نذكر كما أن الملوك لهم سفراء ومبعوثون خاصون كذلك الله عز وجل له إلى خلقه سفراء هم الأنبياء ومن بين هؤلاء الأنبياء من أعطي لهم إمتياز خاص فجعلوا بمثابة المبعوثين الخاصين من قبل الله عز وجل وهذه الصفة تشريفية تفضيلية جعلتهم مقدمين على سائر الأنبياء، ولهذا فإن الآيات الكريمة التي جمعت العنوانين في جملة واحدة قدمت عنوان الرسول على عنوان النبي كقوله تعالى: { وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً} [مريَم: 51] وقوله تعالى: { مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً } [الأحزَاب: 40] . وهذه النظرية التي وصلنا إليها تنسجم مع الحقائق الأربع المتقدمة في النقاط الأربع.
والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً.البريد الالكتروني
[email protected]جميع الحقوق © محفوظة للمنتدى العلمي
مكتب سماحة الإمام الشيخ حسين المؤيد