الرئيسية شذرات الفتاوى الأسئلة والاستفتاءات المقالات الأبحاث والدراسات المحاضرات البيانات مشروع الميثاق الوطني اللقاءات الإعلامية السيرة الذاتية الصور
 

الأسئلة والاستفتاءات

جواب استفسار عن قوله تعالى (واستقم كما أمرت)

السؤال:
ورد في سورة هود الآية: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [هود : 112] إلى آخر الآية.
هل هذا توجيه من الله سبحانه وتعالى إلى الرسول (عليه الصلاة والسلام) هل هذا التوجيه جاء بسبب حادثة معينة أو واقعة معينة وماهي، أو توجيه عام إلى كافة المؤمنين من خلال توجيه الخطاب إلى الرسول (عليه الصلاة والسلام) وهل حديث الرسول (عليه الصلاة والسلام) «شيبتني سورة هود» يخص هذه الآية.
ولكم جزيل الشكر.


الجواب:
في القرآن الكريم آيتان تتضمنان هذا الخطاب: الأولى آية 112 من سورة هود والتي ورد الاستفسار عنها في السؤال، والثانية الآية 15 من سورة الشورى وهي قوله تعالى: {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ} [الشورى : 15]. ولا ينبغي الشك في أن الخطاب في الآية الثانية موجه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما أن الخطاب في الآية الأولى موجه إليه صلى الله عليه وآله وسلم وإلى أصحابه ومن آمن معه. نعم هناك قول بأن الخطاب في هذه الآية وإن كان له صلى الله عليه وآله وسلم إلا أن المراد به أمته، ولكن هذا القول مردود لأنه مخالف لظاهر الآية الكريمة فإن ظاهرها أنه صلى الله عليه وآله وسلم مخاطب بهذا الخطاب ومقصود به. أما سبب النزول فلم يرد بالنسبة للآية الأولى من المأثور ما يتصل بسبب نزولها. وأما الآية الثانية فقد نقل في سبب نزولها أنها نزلت في الوليد بن المغيرة وشيبة بن ربيعة، ذلك أنهما سألا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يرجع عن دعوته ويدين بدين قريش فيعطيه الأول نصف ماله ويزوجه الثاني ابنته، فنزلت الآية الكريمة. وعدم ورود شيء عن سبب نزول الآية في سورة هود لا يعني أنها نزلت من غير سبب، غاية الأمر أنه لم يصلنا أثر من حديث أو غيره عن ذلك السبب. ومهما كان فهي توجيه من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم وللمسلمين بالإستقامة والثبات ومثل هذه التوجيهات كثيرة في القرآن الكريم وتقتضيها مناسبات شتى. وأما حديث الرسول عليه الصلاة والسلام (شيبتني هود) فهذا الحديث نقل تارة بشكل عام لا يخص هذه الآية كما روى الترمذي عن ابن عباس قال: قال أبو بكر رضي الله تعالى عنه يا رسول الله قد شبت قال صلى الله عليه وآله وسلم شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت. وورد عنه صلوات الله وسلامه عليه أنه قال لأصحابه حين قالوا: لقد أسرع إليك الشيب. فقال شيبتني هود وأخواتها. وهذا النقل هو نقل لا يخص هذه الآية حيث أنها لم ترد في الواقعة أو النبأ أو المرسلات أو التكوير أو الحاقة أو المعارج أو القارعة، وإنما المقصود بذلك ما في سورة هود وأخواتها من السور من الوعيد وما يفزع من أهوال يوم القيامة وهو الذي يترك هذا الأثر. ونقل حديث شيبتني هود تارة أخرى بنحو يخص الآية، فقد روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم آية أشد ولا أشق من هذه الآية عليه، ولذلك قال لأصحابه حينما قالوا له لقد أسرع إليك الشيب فقال شيبتني هود وأخواتها. لكن يبدو من كلام ابن عباس أن عزو قوله صلى الله عليه وآله وسلم إلى آية: «فاستقم» هو اجتهاد منه بقرينة ما نقله عن رسول الله عليه الصلاة والسلام من قوله (هود وأخواتها) حيث أن هذه الآية لم ترد في أخوات هود.

الفهرست || الأسئلة القرآنية

السابق

Twitter Facebook قناة الشيخ حسين المؤيد في اليوتيوب google + البريد الالكتروني
[email protected]

جميع الحقوق © محفوظة للمنتدى العلمي
مكتب سماحة الإمام الشيخ حسين المؤيد

www.almoaiyad.com