الرئيسية شذرات الفتاوى الأسئلة والاستفتاءات المقالات الأبحاث والدراسات المحاضرات البيانات مشروع الميثاق الوطني اللقاءات الإعلامية السيرة الذاتية الصور الأسئلة والاستفتاءات
جواب سؤال حول آية (25) من سورة الأنفال
السؤال:
لدي استفسار حول الآية 25 من سورة الأنفال.
{وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال : 25]
غالبية كتب التفسير تذكر أن معنى ذلك هو أن العذاب سيشمل الظالم وغير الظالم، المسيء وغير المسيء، المذنب وغير المذنب وهذا ما سبب عدم الوضوح لدي لانه لا يتطابق مع مفهوم العدالة الإلهية التى هي عدالة مطلقة لا حدود لها فكيف يتساوى الظالم وغير الظالم، ثم إن ذلك لا يتطابق كذلك مع ما ورد في القرآن الكريم من أن أي شخص لا يؤخذ بذنب غيره {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام : 164].
بعض كتب التفسير تذكر ان هذه الآية تتعلق بحالة خاصة ولأشخاص محددين والبعض الاخر ينفي ذلك ويقول إنها عامة.
أضع هذا الموضوع امام أنظار سماحتكم لمعرفة رؤيتكم وتفسيركم بشأنها جزاكم الله كل خير والسلام عليكم.
الجواب:
ليست الآية الكريمة بصدد بيان شمول العقاب للبريء، وإنما تتحدث الآية الكريمة عن الفتنة التي إن وقعت فان آثارها لن تقتصر على الفئة الظالمة وإنما ستطول سلبياتها المجتمع بأسره. ومن هذا المنطلق أمرت الآية الكريمة المؤمنين بتجنب وقوع الفتنة والعمل على منع وقوعها. فالآية تتحدث عن سنة إجتماعية وعن قانون من قوانين الحركة الإجتماعية، فإنّ المجتمع إذا لم يدفع الفساد مثلاً فان استشراء الفساد ستكون له سلبيات لا تقتصر على الفاسدين وإنما يتضرر منها المجتمع بأسره، وإذا وقع النزاع والصراع في المجتمع وتحكمت فيه الأهواء فان مردوداته السلبية تعم الجميع، وإذا لم يهب المجتمع للحفاظ على هويته فانّ آثار ذلك ستعم الجميع. وإذا لم يدافع الناس عن كرامتهم أمام الإمتهان سواء أكان اعتداءً عسكرياً أو حكماً ظالماً فانّ آثار الإعتداء وجور الجائر سيحدث من الضرر ما يعم المجتمع بأسره.
فالآية الكريمة تتحدث عن شمولية الفتنة للجميع وليس عن شمولية العذاب الأخروي للمذنب وغيره. نعم حينما يقصّر المجتمع في القيام بواجباته إزاء دفع الفتنة فأنه سيستحق العقاب الألهي لأنّ هذا النكوص يعتبر ذنباً. فالضرر الإجتماعي للفتنة في الحياة الدنيا هو ضرر عام ولا يقتصر على فئة دون أخرى، والعقاب الألهي ينال القائمين على الفتنة والمشاركين فيها والمقصرين في القيام بواجبهم إزاءها.
البريد الالكتروني
[email protected]جميع الحقوق © محفوظة للمنتدى العلمي
مكتب سماحة الإمام الشيخ حسين المؤيد
