الرئيسية شذرات الفتاوى الأسئلة والاستفتاءات المقالات الأبحاث والدراسات المحاضرات البيانات مشروع الميثاق الوطني اللقاءات الإعلامية السيرة الذاتية الصور الأسئلة والاستفتاءات
وجه عدم تحديد المدة المطلوبة للصوم في آية (95) من سورة المائدة
السؤال:
لدي استفسار أود معرفة رأيكم بصدده وهو ما لاحظته أنه حيثما يرد موضوع الصيام في القرآن الكريم فان ذلك يكون مقروناً بتحديد المدة المطلوبة عدا ما ورد في سورة المائدة الآية 95 حيث ورد فيها (أو يكون عدل ذلك صياما ليذوق وبال أمره) إلى آخر ما ورد في هذه الآية الكريمة. قرأت كتباً عديدة للتفسير ولكني لم أجد الإجابة عن هذا الموضوع. أرجو بيان رأي سماحتكم في هذا الخصوص لما لديكم من العلم الغزير في كافة أمور الدين والشريعة.
الجواب:
يمكن توضيح الجواب على السؤال بالنقاط التالية -:
النقطة الأولى: - إن عدم تحديد الصوم بمدة معينة لم يقتصر على الآية الكريمة المشار إليها في السؤال، وإنما ورد ذلك أيضاً في آية أخرى وهي قوله تعالى: {ووَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ } [البقرة : 196] فقد ذكرت الآية الكريمة الصيام دون تحديده بمدة معينة، وأما التحديد الوارد في ذيل الآية نفسها فهو مرتبط بموضوع آخر يتصل بفاقد الهدي، بينما المقطع الأول في الآية الذي لم يتحدد فيه الصيام بمدة معينة فهو مرتبط بحلق الرأس قبل الذبح لذوي الأعذار فهما موضوعان مستقلان.
النقطة الثانية: - إن الآية الكريمة المشار إليها في السؤال لم تترك التحديد بنحو مطلق، وإنما ذكرت التحديد لكن دون أن تذكر أيام الصيام، فالصيام فيها مقترن بتحديد المعيار وهو قوله تعالى: {أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَاماً}[المائدة : 95] فعليه تكون قد وضعت إطاراً ومعياراً وذكرت تحديدا للمدة لكن لم تذكره بحساب الأيام.
النقطة الثالثة: - إن الغالب في آيات القرآن الكريم أنها لا تتعرض للتفاصيل وإنما تذكر الخطوط العريضة ويتم إيكال التفاصيل تارة إلى السنة الشريفة حيث يقوم الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ببيانها كما في تحديد مدة الصوم لمن يحلق رأسه لعذر قبل ذبح الهدي، أو توكل التفاصيل إلى العرف إذا كان العنوان من الأمور التي يحكم بها العرف، أو توكل إلى الاجتهاد، أو لا يذكر التفصيل لكونه واضحا في زمن نزول الآية الكريمة، وكل هذه الوجوه محتملة في مورد الآية المشار إليها في السؤال. وآيات القرآن الكريم إنما تتعرض للتفاصيل في حالات معينة كأن يكون لذلك دخل في سبب نزولها أو لحسم أمر يلزم حسمه بالوحي مباشرة أو للإِهتمام بالقضية وإظهار هذا الاهتمام للناس وما شاكل ذلك.
البريد الالكتروني
[email protected]جميع الحقوق © محفوظة للمنتدى العلمي
مكتب سماحة الإمام الشيخ حسين المؤيد