الرئيسية شذرات الفتاوى الأسئلة والاستفتاءات المقالات الأبحاث والدراسات المحاضرات البيانات مشروع الميثاق الوطني اللقاءات الإعلامية السيرة الذاتية الصور الأسئلة والاستفتاءات
جواب سؤال حول تفسير الآية (13) من سورة آل عمران
السؤال:
أعرض أمام سماحتكم موضوعا حصل فيه اختلافات كبيرة في كتب التفسير وهو ما ورد في سورة آل عمران الآية 13 {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ} إلى آخر الآية الكريمة.
بعض المفسرين يقولون إن هذه الآية خاصة بالمؤمنين فقط، آخرون يقولون إنها خاصة بالكفار، آخرون يقولون إنها تخص اليهود، وآخرون يقولون إنها تخص المؤمنين والكفار معا.
وهذا يعني أن كلّا من المؤمنين والكفار يرى الطرف الاخر بأعداد كبيرة.
فما هي الغاية من أن يرى المؤمنون أعداد الكفار كبيرة حيث إن ذلك سيدخل الخوف إلى قلوبهم؟ ومما يؤكد ذلك ما ورد في سورة الأنفال الآية 43: { إِذْ يُرِيكَهُمْ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ } [الأنفال].... إلى آخر الآية الكريمة.
وفى سورة الأنفال الآية 44 نقرأ: {وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذْ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ} [الأنفال] إلى آخر الآية الكريمة والآية واضحة بالقول إن كلّا من المؤمنين والكفار سيرى الطرف الاخر بأعداد قليلة وليس بأعداد كبيرة كما يفهم من سورة آل عمران التى سبق ذكرها.
أرجو أن تحيطونى علماً برأي وتفسير سماحتكم حول هذا الموضوع حتى يكون واضحاً ومفهوماً لدي.
جزاكم الله كل خير والسلام.
الجواب:
إن الآية 13 في سورة آل عمران جائت تتمة للآية الكريمة التي سبقتها والتي توعدت اليهود بالغلبة عليهم عند المنازلة فجائت الآية التالية لها لتضرب نموذجاً يكون عبرة لليهود وهو معركة بدر حيث كانت أعداد الكفار أضعاف أعداد المؤمنين إلا أن الله تعالى نصر المؤمنين نصراً مؤزراً. وقوله تعالى: { يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ} [آل عِمرَان: 13] المقصود به أن المؤمنين كانوا يرون المشركين ضعف عددهم مع أنهم كانوا أكثر من ذلك فقللهم الله تعالى في أعين المؤمنين ليربط على قلوبهم فتقوى على قتالهم ولا يدخلها خوف أو مهابة، وقد كان الله تعالى قد أعلم المؤمنين بان المئة الصابرة منهم تغلب مئتين، وهكذا قللهم في أعين المؤمنين فكانوا يرونهم مثليهم مع أن الكفار كانوا أكثر وقيل كانوا ثلاثة أمثالهم.
فالآية في سورة آل عمران منسجمة مع الآية 43 - 44 في سورة الأنفال فان الله تعالى قلل المشركين في عين رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وعيون المؤمنين لتقوى قلوبهم على قتالهم، كما أنه قلل المؤمنين في أعين المشركين فجعل المشركين يرون المؤمنين قلة ويستصغرونهم كي يستهينوا بقتالهم ولا يتأهبوا فلا يشتد بأسهم في القتال، فيفاجؤوا بقوة المسلمين وشدة بأسهم ويكون ذلك من عوامل الغلبة والنصر.البريد الالكتروني
[email protected]جميع الحقوق © محفوظة للمنتدى العلمي
مكتب سماحة الإمام الشيخ حسين المؤيد
