الرئيسية شذرات الفتاوى الأسئلة والاستفتاءات المقالات الأبحاث والدراسات المحاضرات البيانات مشروع الميثاق الوطني اللقاءات الإعلامية السيرة الذاتية الصور الأسئلة والاستفتاءات
كيف نوفق بين الآيتين؟ {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} و {لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ}
السؤال:
في كتاب الله آيتان هما { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ } ]البقرة: 253[ والأخرى { لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ } ]البقرة: 285] كيف نوفق بين الآيتين؟ وجزاكم الله خير جزاء المحسنين.الجواب:
التوفيق بين الآيتين الكريمتين واضح، ذلك أنّ الآية الأولى بصدد بيان تفاوت الرسل في درجات الفضل بتفضيل الله تعالى، فالتفضيل هنا هو تفضيل الله لبعضهم على بعض، بينما الآية الثانية بصدد بيان المنهج الصحيح الذي يسير عليه المسلم في عقيدته وذلك بإيمانه بكل الأنبياء بوصفهم رسلا من عند الله فلا يفرق المسلم بين رسول وآخر من حيث الإيمان بأنه رسول، على خلاف ما يفعل اليهود مثلاً في إنكارهم نبوة عيسى عليه السلام ونبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وما يفعله النصارى في إنكارهم لنبوة المصطفى خاتم الأنبياء، فالإيمان ببعض دون بعض انحراف عقيدي، والمسلم على العقيدة الصحيحة يؤمن بكل الأنبياء رسلاً من عند الله عز وجل لا يفرّق في الإيمان بينهم، ولا يفرّق في أصل الاحترام والتبجيل والموالاة. ولا ينافي ذلك أن يحب بعضهم أكثر من بعض تبعا لتفضيل الله تعالى، إذ المقصود بعدم التمييز في الآية الكريمة هو عدم التمييز في الإيمان بهم كرسل وفي أصل موالاتهم واحترامهم. وكأن حيرة السائل في التوفيق بين الآيتين الكريمتين ناشئة من توهم أن قوله تعالى: { لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ } [البقرة: 285] يعني أن الله تعالى لا يميز بين أحد من رسله، مع أنَّ الضمير في الآية لا يرجع إلى الله تعالى وإنما إلى المؤمنين فهم الذين لا يفرقون في الإيمان بالأنبياء وأنهم رسل من الله تعالى بين أحد منهم وإن تفاوتت درجاتهم في الفضل عند الله تعالى.البريد الالكتروني
a[email protected]جميع الحقوق © محفوظة للمنتدى العلمي
مكتب سماحة الإمام الشيخ حسين المؤيد