الرئيسية شذرات الفتاوى الأسئلة والاستفتاءات المقالات الأبحاث والدراسات المحاضرات البيانات مشروع الميثاق الوطني اللقاءات الإعلامية السيرة الذاتية الصور الأسئلة والاستفتاءات
حكم العمل بالإستخارات
السؤال:
1 - ما هي طريقة الإستخارة الشرعية ومقاصدها وهل التفؤل يدخل في نطاقها.
2 - ما هي الوسائل التي تجوز الاستخارة بها.الجواب:
إن الله تعالى ميز الإنسان عن سائر مخلوقاته بالعقل والإرادة، وأراد له أن يكون هادفاً في حياته من خلال تمييزه للأمور وحسن إختياره بعقله وتصميمه وعزمه بإرادته، ولولا حسن الإختيار بالعقل والعزم بالإرادة لما كانت حياته هادفة ولا مثمرة، ومن هنا فإن الجدير بالإنسان الهادف أن يفكر فيما يريد الإقدام عليه من عمل ويستوعب جوانب الموضوع بإجالة الفكر، ويستشير ذوي الآراء الناضجة ثم يحسن الإختيار ويعزم على ما ينجلي له صلاحه، هذا بعد أن يكون العمل غير مخالف لشرع الله تعالى. وقد ورد أن يصلي الإنسان ركعتين ثم يدعو الله تعالى ويطلب منه عز وجل أن يختار له ما فيه صلاحه، فإن الإنسان لا يستغني عن تسديد الله عز وجل وتوفيقه، وهذا هو المعتمد. وأما غير ذلك مما ورد من الإستخارة بالسبحة أو بكتاب الله تعالى فإن الإعتبار والمنطق بالبيان الذي ذكرناه لا يساعدان على إعتماد هذا الأسلوب في حياة الإنسان المسلم، ولم يؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه عمل بشيء منه أو أرشد إلى شيء من ذلك، ولو كان ذلك مشروعاً ونافعا لورد عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم الإرشاد إليه حرصا منه على إفادة المسلمين، بينما سيرته وسنته خالية من ذلك، والقرآن الكريم يحث على التفكير وإعمال العقل والإستشارة ويدعو الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى الإستشارة فيقول: «وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله». وكذلك لم يؤثر ذلك عن علي عليه السلام ولم يعرف من سيرته ولا تعليماته ولا عن الجيل الأول من أئمة أهل البيت عليهم السلام ، وإنما الروايات الواردة في الإستخارة بالسبحة والقرآن متأخرة عن ذلك زمانا وتنسبه إلى الجيل الآخر من أئمة أهل البيت عليهم السلام ، ومما تقدم فإن هذه الأخبار تدخل في دائرة الشك وتوضع عليها علامات إستفهام. مضافاً إلى أن هذا النوع من الإستخارات هو من قبيل القرعة وليس من شأن القرعة كشف الواقع، كما أن آيات القرآن الكريم فيها ما هو متشابه من هذه الناحية، مضافاً إلى أنه ليس كل إنسان بقادر على فهم ما تومي إليه الآية الكريمة في موضوع الفعل والترك، وقد لا يرتبط الأمر تماما بتفسير مدلول الألفاظ في الآية الكريمة، كما إن إستنباط الإيماء بالفعل والترك يتفاوت بتفاوت الأفهام ونورانية القلب وفي كثير من الأحايين لا يكون جزمياً قطعياً. وكم أناس وقعوا في مطبات وتورطوا في مشاكل جرتهم إلى مخالفات شرعية بسبب التعويل على هذه الإستخارات.
ومن كل ما تقدم نحن نرى أنه لا يصح التعويل على مثل هذه الأمور، والصحيح ما ذكرناه من أن الإنسان اللبيب يطلب من الله تعالى الخيرة في أمره ويدرس الموضوع الذي يريد الإقدام عليه دراسة دقيقة ويستشير أهل الرأي ويعزم ويفعل ما فيه صلاحه.
وبالله التوفيق.
البريد الالكتروني
[email protected]جميع الحقوق © محفوظة للمنتدى العلمي
مكتب سماحة الإمام الشيخ حسين المؤيد