الرئيسية شذرات الفتاوى الأسئلة والاستفتاءات المقالات الأبحاث والدراسات المحاضرات البيانات مشروع الميثاق الوطني اللقاءات الإعلامية السيرة الذاتية الصور
 

مشروع الميثاق الوطني للإمام المؤيد

 

في ما أعقب إعلان الإمام المؤيد لمشروع الميثاق الوطني :

 قالها الأوروبيون في الشيخ المؤيد .. فماذا تقول أمريكا وما عساكم أنتم قائلون ؟

  14/1/2007

 بقلم مراقب وطني

ليس من الصدفة أن اقرأ خبرا يستأثر بالاهتمام فهي كثيرة هذه الأيام سيما والعالم المتحضر قد تجاوز مسافة الطموح الموصوفة بالالف ميل عبر وسائل الانترنت والإعلام المتطور في كل فعالياته ومفاصله .وليس من الصدفة أيضا أن أفتش في خلفيات ذلك الخبر وأنقب فيه من الألف إلى الياء .فمن الصحف التي اجتهد بالحصول على الدسم منها إلى الستلايت الذي قدمه( محررو) العراق هدية إلى شعبنا الذي كان ينتظر عودتهم على أحر من الجمر! قادمين على اظهر دبابات ذوي العيون الزرق في حربهم (النظيفة جدا )ضد العراق .وبالمناسبة فإن الستلايت وما يرافقه من أجهزة  كهربائية أخرى تشكو جميعها اليوم من مرض الكساح وهي تعتمد بأنفاسها المتبقية على ماتجود به مولدات القطاع الخاص بعد أن نسينا جميعا شيئا اسمه الكهرباء.
وعود على بداية الحديث ...فمن الصحف إلى الستلايت حيث تتشكل لدي في كل يوم موسوعة خبرية تدعوني إلى تلمس جملة من الحقائق اليومية الماثلة في ساحة الأحداث لا أجد حرجا في تحليلها ومناقشتها مع من أود مناقشته .و لا أنكر بأنني أمارس الاضطهاد في حقه عن طريق جره للحديث جرا لعلمي بأن ثقل الحياة الضاغطة علينا من كل الاتجاهات وعليه بشكل خاص هي لديه أكثر قربا  وإلحاحا في مناقشتها من هذا السيل الخبري غير المنقطع للإحداث الساخنة والتراجيدية التي تتكدس على بعضها وتتزاحم كل يوم وهي تحمل المفاجأة و والاستغراب والسؤال المغلف بالأسى .فهو يعلق دائما ...ما الفائدة؟..فما دام الوطنيون محاربون والاحتلال هو الاحتلال ..فلن يتغير شئ..
وأصل الموضوع الذي قادني إلى هذه الكتابة خبرا قرأته يوم أمس فيه تصريح لرئيس الوفد البرلماني الأوروبي حين مقابلته لآية الله الشيخ حسين المؤيد .حيث قال رئيس الوفد ما نصه ( إن شخصية وتوجهات الشيخ المؤيد ترسم بوجوده مستقبلا مشرقا للعراق .)
توقفت كثيرا عند هذا الوصف وعدت إلى الذي وراءه وما يتصل به كما هو ديدني لكي اخلص لما هو مفيد ومرتبط بهموم شعبي.
فلأنني اهتم كثيرا بتحركات وأخبار الشيخ المؤيد..ولانني أتابع الرجل وهو يجتهد في لملمة الأشلاء التي تناثرت من جسد العراق ببركة (الاحتلال) وأبنائه!.. ولأنني رأيته ينزف الدمع دما وهو يجزل الحديث صراخا عله يستفز الضمائر .فقد كنت من الأوائل الذين قرأوا مشروعه الوطني الذي أعلنه من القاهرة قبل شهر.ثم تابعت ردود الأفعال على ذلك المشروع (المسلة)الذي تراتبت  فقراته وبنوده كأنه الوعد الذي لا بديل عنه لكي يعود العراق عراقا.. بلا موت ولا جوع ولا تقسيم ولا طائفية.
لا أقول هنا بأن تصريح الوفد البرلماني قد جاء لأنه قرأ مشروع الشيخ المؤيد لان الأسبق من ذلك هو شخصية الرجل الشيخ الذي قرر أن لا يساوم على دينه وهويته الوطنية والعروبية .ليس لأن الاحتلال قد أوقع طامته الكبرى على العراق وما أعقب تلك الطامة .ولكن لان للشيخ تأريخ في هذا الموقف يمتد إلى أكثر من عقدين من السنين التي خلت .
والاستقراء مهم هنا لكي لا يختلط الخاص بالعام ولكي لا يصنف الموقف على انه ردة فعل كما هي الشواهد التاريخية الكثيرة التي حفلت بها مسيرة الحركات والتيارات والشخصيات الثورية اللامعة ..
المهم في تصريح المسؤول الأوروبي إن هذا الصنف من الناس واقصد بهم الأوروبيين لا يتحدث من فراغ .وكما هو معروف عن هذا الصنف انه ورغم اختلاف وجهات نظرهم سلبا أو إيجابا في التعامل مع قضايانا المصيرية يعتمدون دينامية واضحة في التعاطي السياسي .واعني هنا أن لا عواطف تدفعهم في قول ما يريدون (رغم النسبية في ذلك) على خلاف ميكانيكية القول والفعل التي تلازم مواقف وأفعال قادة وسياسيي أمريكا المقيدين بثوابت جامدة من المواقف التي لا يغيرها إلا طوفان هائج أو بركان مدمر .
والتصريح الموضوعي للمسؤول الأوروبي حيال الشيخ المؤيد يندرج ضمن هذا الوصف ..فالرجل اسمه (باولو كازاكا)..وهذا يعني أن أبواه  لم يسميانه احمد أو حسين أو عمر ..فاسمه ينتمي إلى بيئته بكل مواصفاتها .. وانسجاما مع ذلك فهذا الرجل لم يكن سنيا ولا شيعيا ولا حتى مالكيا أو شافعيا أو حنبليا لكي يندفع باتجاه تصريح كبير كهذا واصفا رجلا ذي عمامة بأنه يرسم مستقبلا  مشرقا للعراق .
فالمسؤول الأوروبي ليس معنيا اليوم بشكل مباشر بما يعانيه العراق من ويلات وكوارث أتت على الأخضر واليابس بسبب الاحتلال وأدواته لكي يلتمس حلا دون أن يدرك فاعليته وجدواه ..

انه  تصريح وفضلا عن أهليته وموضوعيته يعبر عن قدرة عميقة لرجل يتصدى لمسؤولية قانونية وأخلاقية مهمة تمثل الخيمة لعموم أوروبا اليوم . وللتصريح أكثر من دلالة ومغزى موجه قبل كل شئ إلى من يهمه اليوم أن لا يمتد خراب العراق ليشمل خارطة الوطن العربي بأسرها .ذلك الخراب المرسوم على أساس الأجندات التي رتبت على خطوط التقسيم الطائفي والعرقي والاثني ..
صحيح إن مهمة البرلمان الأوروبي هي التحرك ضمن سقوف محكمة من العمل المرتبط بمصالح أوروبا ..وصحيح إن لهذا البرلمان تأثيره الواضح في السياسات الأوروبية وعلاقاتها بالأمم والشعوب . ولكن الصحيح أيضا إن للبرلمان المذكور رؤيته الواضحة وهي ليست بالرؤيا القاصرة في تشخيص ما هو صالح للشعوب التي ترى أوروبا بأن من المهم مساندتها وتنميتها ولو على أساس المصالح  المتبادلة.دون أن نغفل المسؤولية الأخلاقية التي يجب أن يضطلع بها البرلمان الشرعي باعتباره محرك السياسة ومرشدها على الأعم الأغلب .
إن الضرورة الملزمة تفضي اليوم إلى أهمية العمل والالتزام بالمشروط الوطني الذي تحدد في ميثاق الشيخ المؤيد ..ليس لان البرلمان الأوروبي ممثلا برئيس وفده قد أوجز خلاصة الحل في وصفه المذكور آنفا .ولكن لان الفشل الذي حاق بالعملية السياسية في العراق والذي أدركته أمريكا وأوروبا معا هو الذي يدلنا على إن مسلسل الحلول العقيمة إلى زوال وان الصلاح لمن اثبت ويثبت الجدارة وطنيا .
التأريخ المعاصر لا يجعلنا متفائلين بأن أمريكا سوف تتخلص من صلفها وتتحلى بالموضوعية أبدا لكي تعترف بهذا الفشل الذي لا نعتقد بأن السبل غدت عقيمة لمعالجته بعقلية متطورة وحضارية كتلك التي لا زمت وتلازم الكثير من الحلقات الفاعلة والمؤثرة في الحياة السياسية لأوروبا ... على أية حال .الباب مفتوح أمام أمريكا لكي تعثر على الحل وان كانت بغير حاجة لعناء أو جهد لكي تتلمس معالمه . ونرى بأن خير ما يفيد أمريكا أن تستمع إلى العقلاء من حلفائها في أوروبا التي قال برلمانها قولة الحق دون أن يدعوهم الشيخ المؤيد إلى وليمة أو يمنيهم بهدية ولو على سبيل المجاملة .
 

السابق

 

 

Twitter Facebook قناة الشيخ حسين المؤيد في اليوتيوب google + البريد الالكتروني
[email protected]

جميع الحقوق © محفوظة للمنتدى العلمي
مكتب سماحة الإمام الشيخ حسين المؤيد

www.almoaiyad.com