الرئيسية شذرات الفتاوى الأسئلة والاستفتاءات المقالات الأبحاث والدراسات المحاضرات البيانات مشروع الميثاق الوطني اللقاءات الإعلامية السيرة الذاتية الصور
 

المقالات

الامام المؤيد يكتب مقالا تحت عنوان : مشروع تقسيم العراق يطل من جديد

 

كتب سماحة العلامة الشيخ حسين المؤيد مقالا فضح فيه تحرك مؤامرة تقسيم العراق من جديد في هذه المرحلة التي يمر بها العراق والوطن العربي تحت عنوان : مشروع تقسيم العراق يطل من جديد .
وفي ما يلي نص المقال :-

منذ ان تأسست الدولة العراقية الوطنية الحديثة سنة 1921 م بعد مقاومة الشعب العراقي للاحتلال البريطاني الغاشم للعراق والتي تكللت بثورة العشرين المجيدة التي اجبرت بريطانيا على الرضوخ لأرادة الشعب العراقي كانت وحدة العراق ركيزة من اهم ركائز الدولة العراقية , وثابتا وطنيا أساسيا وأصيلا من ثوابت الدولة والشعب , ودعامة رئيسة من دعائم الستراتيجية التي تحركت في ضوئها السياسة العراقية .
ولم تأخذ وحدة العراق هذا الوضع الحيوي اعتباطا , وانما قامت على اسس قويمة و رصينة من التأريخ والجغرافيا والثقافة والتربية , ومن ثم فانها حظيت على الدوام بموقف عراقي رسمي وشعبي لايتصل بعنصر طائفي أو ديني أو عرقي , وانما اكتسب شرعيته وقوته من الفكر والشعور الوطنيين .
وقد استهدفت وحدة العراق عبر التأريخ من قوى خارجية مغرضة ترمي الى اضعاف العراق وتمزيقه لأهداف خبيثة لاتمت الى مصلحة الشعب العراقي بصلة .
وكانت آخر المؤامرات ما وضع من خطط صهيو-أمريكية ترمي الى تقسيم العراق على اسس طائفية وعرقية تحت ذرائع ومبررات واهية لاتخفي طبيعة المؤامرة على العراق والوطن العربي , فكان ان تحول موضوع تفتيت العراق الى مشروع افرزه الاحتلال الامريكي والبريطاني الغاشم للعراق سنة 2003 تجسد عبر مفردات عديدة من أبرزها الدستور الذي صيغ على عين الاحتلال وبأشرافه وتدخله المباشر وغير المباشر والذي احتوى تحت غطاء فدرالية الأقاليم مضمونا ذا طابع تفتيتي غريب على طبيعة العراق ومجتمعه يحمل معه عناصر تمزيق النسيج المجتمعي العراقي وعوامل تناحر المكونات العراقية وتضاربها , ويضع الأرضية الممهدة لتقسيم العراق شكلا ومضمونا أو بالمضمون فقط وهو تقسيم حقيقي في جوهره.
وقد ارتكبت الخطيئة التأريخية التي مررت هذا المشروع وحققت مفرداته في الوقت الضائع وفي ظرف استثنائي وغير طبيعي عاشه الشعب العراقي.
اننا وادراكا منا لعمق خطورة هذا المشروع على حاضر العراق و مستقبله عارضنا وبشدة هذا المشروع وعرضنا سلبياته و أوضحنا مخاطره , وكان ثمة موقف وطني رافض لهذا المشروع من شخصيات وقوى عراقية سياسية وثقافية و دينية و اجتماعية كان لها ذات الادراك و الشعور وهي تمتد على وسع مساحة الوطن بمختلف انتماءاتها الدينية و المذهبية و العرقية .
وقد أدت كل هذه المواقف و ما عبر عنها من خطاب سياسي وطني عززته وقائع الأحداث الأليمة على الساحة العراقية الى وعي شعبي تنامى و تصاعد ضد الطائفية السياسية و ما أفرزه الاحتلال من مشاريع ذات طابع تمزيقي وتفتيتي, فسقطت الطائفية السياسية شعبيا , و سقط مشروع التجزئة و التفتيت في المجتمع العراقي , و اضطر عرابوا هذه المشاريع الى تغيير خطابهم السياسي بعد ان أدركوا اعراض الجماهير عن هذا الخطاب و انحيازها لأصالتها الوطنية و مخزونها الوطني الذي تربت عليه أجيالها المتعاقبة .
و كذلك أدركت دوائر السياسة الامريكية و رموز المطبخ السياسي الصهيو-أمريكي فشل مخططاتهم فاضطروا الى تجميدها و تظاهر بعضهم بالعدول عنها , الا أن العارف بشؤون السياسة يعي أنهم يتربصون لاستغلال أية فرصة سانحة من أجل تحريك خيوط المؤامرة من جديد .
وفي هذه المرحلة التي يريد الامريكي أن يفرض التمديد لقواته في العراق و يواجه رفضا شعبيا واسعا وشديدا , وفي هذه المرحلة التي تعيش فيها المنطقة والوطن العربي بأسره عصر الثورات العربية الجماهيرية التي أعادت للجماهير العربية ثقتها بنفسها فانتصرت لأرادتها و صارت أقرب الى و أقدر على رفض الهيمنة الاستكبارية يتحرك الوسواس الخناس ليدق على الوتر الطائفي ويستغل الاوضاع المأزومة في العراق ويحرك مشروع التجزئة و التفتيت من جديد ولكن هذه المرة من خلال واجهات تحسب نفسها زورا على السنة الذين عرفوا بقوة انتمائهم الوطني و العروبي و الذين وقفوا في بداية طرح هذا المشروع التفتيتي رافضين و بقوة له ومعتبرينه تحديا لهم و للمواطنة العراقية و لمصير العراق أرضا و شعبا .
ان من الواضح لمن يقرأ الحدث السياسي بعمق أن التصريحات الأخيرة التي صدرت من بعض من باع شرفه الوطني للمشروع الصهيو-أمريكي من أجل دنيا زائلة و زائفة و التي انطلقت من أجواء لقاءات معلنة و ربما غير معلنة مع الدوائر الامريكية لا تنفصل عن تحريك المؤامرة التقسيمية على العراق و الوطن العربي من جديد , و محاولات تكريس الهيمنة الاستكبارية , و ضرب النهضة الجماهيرية العربية عبر أدوات عديدة منها اشعال نار الفتنة الطائفية .
ان الشعب العراقي بكل مكوناته المتآخية يرفض و بشدة أي خروج عن السياق الوطني وعن الثوابت الوطنية وعلى رأسها وحدة العراق , و ان السنة في العراق يدركون جيدا أن حضورهم و دورهم بل و وجودهم الحقيقي والفاعل لا يتحقق من خلال مشاريع الانفصال و التجزئة , و انما من خلال التمسك بوحدة العراق والاصرار عليها , و سيعملون هم و باقي مكونات الشعب العراقي على اسقاط الواجهات الدنيئة و المأجورة التي ترمي الى تحقيق مكاسب ذاتية أو فئوية على حساب تأريخ السنة و دورهم و حضورهم , و على حساب العراق و بقائه و مجده .
ان الأزمة العراقية كلما تصاعدت كلما أوجدت وعيا عميقا و ادراكا دقيقا لأهمية المشروع الوطني العراقي و حيويته , و ضرورة بناء العملية السياسية في ضوئه ومن خلال عناصره و مفرداته , الأمر الذي يجعل العراقيين جميعا حريصين على وحدة نسيجهم المجتمعي و وئامهم الوطني و مصلحتهم المشتركة البعيدة عن المصالح الضيقة التي تدخلهم في متاهات التناحر الطائفي أو العرقي ,و هذا ما كنا و لا نزال نراهن عليه في افشال المؤامرة الصهيو-أمريكية , و اسقاط الدمى المتحركة في أطارها و كشف حقيقتها للناس لترمي بها في مزابل التأريخ.

 الشيخ حسين المؤيد
28-6-2011

 

السابق

 

 

Twitter Facebook قناة الشيخ حسين المؤيد في اليوتيوب google + البريد الالكتروني
[email protected]

جميع الحقوق © محفوظة للمنتدى العلمي
مكتب سماحة الإمام الشيخ حسين المؤيد

www.almoaiyad.com