الرئيسية شذرات الفتاوى الأسئلة والاستفتاءات المقالات الأبحاث والدراسات المحاضرات البيانات مشروع الميثاق الوطني اللقاءات الإعلامية السيرة الذاتية الصور المقالات
إستفادات قرآنية في مكانة الصحابة رضي الله عنهم (5)
في قوله تعالى في آخر سورة الفتح : - (محمد رسول الله و الذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله و رضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة و مثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة و أجرا عظيما ) ، نقاط مهمة : - ١-إن جملة ( و الذين معه أشداء على الكفار ) هي جملة إسمية جائت على نهج القضايا الخارجية حسب مصطلح المناطقة و لم تأت على نهج القضايا الحقيقية الإفتراضية حسب مصطلح المناطقة أيضاً ، فهي كجملة ( محمد رسول الله ) في كونها قضية خارجية ٠ إذن فالوصف المذكور فيها و ما عطف عليه من أوصاف هو أمر ثابت في الواقع الخارجي لمن عبرت عنهم الآية الكريمة بتعبير ( الذين معه ) ٠ ٢- إن المعية في قوله تعالى ( و الذين معه ) هي تعبير عن اجتماع الصحبة التي هي صحبة إيمان و نصرة و عمل مع النبي ، فيراد بها صحابة النبي الذين صحبوه مؤمنين معزرين مناصرين ٠ ٣- في الآية الكريمة تزكية من الله تعالى لسريرة هؤلاء الصحابة و حسن نيتهم التي لا يعلمها إلا الله الذي زكاها بشهادته لهم بأنهم يبتغون فضل الله و رضوانه فهذا هو هدفهم و مرامهم ٠ ٤- إن مثل هؤلاء الصحابة في الإنجيل من أعظم الأمثلة ، فهم الزرع كما هو مقتضى عود الهاء في قوله تعالى ( و مثلهم ) حيث تعود الهاء على الصحابة ، فهم الزرع الذي أخرج شطأه ، و هذا يعني أنهم الأصل لمن جاء بعدهم ، و هم أصل الأمة و شجرة أمة الإسلام و الآخرون هم فروع هذه الشجرة و أغصانها ، و أن استقامة عود هذه الفروع و الأغصان و قوته إنما يكون بأصل هذه الشجرة ، فكما أن بهم قام الإسلام و كانوا أصل الأمة و نواتها ، كذلك هم الأصل في استقامة من يأتي بعدهم ، و في هذا معانٍ عظيمة جداً منها عدالة هؤلاء و مرجعيتهم في أمور الدين و لزوم اتباعهم و أنهم متبوعون و أنهم قدوة و هداة ٠ ٥- إن الله تعالى وعدهم بالمغفرة ، و قد تقدم أن صدر الآية الكريمة جاء على نهج القضية الخارجية ، فهؤلاء الصحابة موعودون بالمغفرة من عالم الغيب الذي يعلم قادم أيامهم بعد نزول هذه الآية ، و أن ما قد يرتكبونه من هفوات فسيغفر و لن يؤثر على مصداقيتهم و كونهم مرضيين ، و هذا يعني أنهم باقون على الإستقامة و لن يخرجوا عن خطها ٠ و حينئذ كيف يتأتى لأحد أن يطعن في أي واحد من هؤلاء الأبرار و يتجرأ عليه فيحكم عليه بفسق أو ضلال أو نار بعد كل هذه التزكية القرآنية العظيمة و وعد الله تعالى لهم بالمغفرة ؟ ٠ بل يتضح من هذه الآية الكريمة أن التنقص من هؤلاء الصحابة هو الفسق و الضلال و الزندقة بما ينطوي عليه من مخالفة سافرة للقرآن الكريم ٠
البريد الالكتروني
[email protected]جميع الحقوق © محفوظة للمنتدى العلمي
مكتب سماحة الإمام الشيخ حسين المؤيد