الرئيسية شذرات الفتاوى الأسئلة والاستفتاءات المقالات الأبحاث والدراسات المحاضرات البيانات مشروع الميثاق الوطني اللقاءات الإعلامية السيرة الذاتية الصور المقالات
الرد على استدلال الشيعة على الإمامة بحديث الدار
إن من أوهن الإستدلالات التي يتشدق بها منظرو التشيع لإثبات تعيين عليّ كرّم الله وجهه خليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يسمونه بحديث الدار ، و الذي ينقلونه بطرقهم و طرق أهل السنة . و لا أهمية لما ينقلونه بطرقهم لأنه لا يصلح في مقام الإحتجاج على غيرهم ، لذا نقتصر على ما ينقلونه بطرق أهل السنة . و قد تصدّى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى لمناقشة هذا الإستدلال ، و أجاد فيما أفاد ، و أريد أن أضيف على ما ذكره من مناقشات مناقشتين أخريتين : - الأولى : أن قصة الدار إنما حدثت على ما في الرواية تنفيذا لأمر الله عزّ و جلّ لرسوله صلى الله عليه و سلم بقوله تعالى : ( و أنذِر عشيرتك الأقربين ) ، و حسب الآية الكريمة فإن الأمر المتوجِه إلى النبيّ عليه الصلاة و السلام هو الإنذار و هو معنى يستبطن التخويف و التحذير ، بينما متون روايات حديث الدار التي يستدل بها الشيعة إما خالية من الإنذار مقتصرة على الترغيب و التطميع و الوعد بالجاه و المكانة الدنيوية و الأخروية ، أو جاء فيها الإنذار بشكل عَرَضي و كان التركيز فيها على الترغيب و التطميع . و لازم ذلك أن النبيّ عليه الصلاة و السلام لم يمتثل الأمر المتوجِه اليه ، فكان في دعوته لعشيرته بشيرا و لم يكن نذيرا ، و هذا اللازم باطل ، لأنه لا يحتمل في رسول الله صلى الله عليه و سلم تخطيه لأمر الله تعالى له و التقصير في امتثاله ، فهذه القضية الغريبة تعتبر ثغرة في الرواية توجِب سقوطها أو لا أقل من إيجابها التوقف في الرواية و عدم صلاحية الإستدلال بها . الثانية : من غير المنطقي أن يأمر النبي ّ عليه الصلاة و السلام عشيرته بعد امتناعها عن الإستجابة لدعوته ، بالسمع و الطاعة لخليفته المفترض في الرواية ، فإن عشيرته إذ ترفض القبول به نبيا من الله و ترفض أصل دعوته إلى التوحيد كيف ستعترف بخلافته و تقبل بعليّ خليفة له ؟ ، و كيف يُعقل أن يدعوهم النبيّ إلى القبول بخليفته و هو يرى إعراضهم عن دعوته و رفضهم لنبوته ؟ ، بل من العجيب أن يتحدث معهم عن خليفته بلغة و لحن لم يعتمده فيما يتصل بشخصه و نبوته ، فلم يقل لهم إذ لم يستجيبوا له نبيا : أنا نبيكم فاسمعوا لي و أطيعوني ، بينما يقول لهم بعد إعراضهم عنه و عن دعوته : هذا وصيي و خليفتي عليكم فاسمعوا له و أطيعوا . إن من وضع هذه الروايات لم يكن موفقا في حياكتها فكان وضعه مفضوحا . و أشير في الختام إلى أن الروايات الصحيحة و المعتبرة التي نقلها أهل السنة في شأن آية الإنذار خالية من هذه المناقشات ، فقد قام رسول الله صلى الله عليه و سلم - كما جاء فيها - بالإنذار لعشيرته فخوفهم و حذرهم ، لم يذكر لهم تطميعا ، و لم يتحدث معهم عن خلافة و خليفة له .
البريد الالكتروني
[email protected]جميع الحقوق © محفوظة للمنتدى العلمي
مكتب سماحة الإمام الشيخ حسين المؤيد