الرئيسية شذرات الفتاوى الأسئلة والاستفتاءات المقالات الأبحاث والدراسات المحاضرات البيانات مشروع الميثاق الوطني اللقاءات الإعلامية السيرة الذاتية الصور
 

المقالات

الرد على اتهام الشيعة للصحابة بالإمساك عن تدوين الأحاديث النبوية


يُشنِّع منظرو التشيع على الصحابة رضي الله تعالى عنهم بزعم أنهم أمسكوا عن تدوين آثار النبيّ عليه الصلاة و السلام و سنته يريدون بذلك اتهامهم بالتقصير و عدم المبالاة بحفظ السنة ، بل نسبوا إلى سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه مبادرته إلى منع تدوين الحديث . إن هذه المزاعم لا يصح أن توصف علميا إلا بأنها مزاعم تهريجية ، و إلا فإنها أبعد ما تكون عن الواقع و عن المنهج العلمي . و تدل على هذا أمور أذكرها باختصار : - أولا : - إن أول من منع من تدوين الحديث هو الرسول الأكرم نفسُه ، فقد روى أحمد في مسنده بسند صحيح أن زيد بن ثابت دخل على معاوية فحدّث حديثاً فأمر معاويةُ إنسانا أن يكتب فقال زيد : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى أن نكتب شيئا من حديثه فمحاه . و هذه الرواية تدل على أن إمساك الصحابة عن تدوين الحديث لم يكن تقصيرا منهم في حفظ السنة ، و إنما كان طاعة لرسول الله صلى الله عليه و سلم إذ نهاهم عن تدوين الحديث ، و بالتالي فإن منع عمر رضي الله عنه كان لأجل ذلك ، فلم يكن مبادرا إلى المنع ، و لم يكن متنكبا بل كان ممتثلا . ثانيا : - إن التدوين على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يكن شائعا أو مألوفا ، و كانت سيرة الناس جارية على الإعتماد على الحفظ و الذاكرة ، فلم يكن ترك التدوين إهمالا أو تقصيرا ، بل كان الإهتمام بالسنة عظيما ، لكن الصحابة جروا على ما كان مألوفا من اعتماد الحفظ . ثالثا : - لو كان تدوين السنة أمرا لازما لأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بتدوينه و إشاعة تدوينه ، مع أنه لم ينقل ذلك عنه ، و لو كان قد أمر بذلك لامتثل الصحابة أمره عليه الصلاة و السلام و لشاع التدوين في عهده ، و لنقل ذلك إلينا ، فمثل هذه القضية لم تكن لتخفى ، و لعُرف في الصحابة كتَبَة الحديث كما عرف منهم كتاب الوحي ، حيث كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمر بكتابة القرآن . رابعا : - من الخطأ النظر إلى السنة النبوية على أنها مجموعة أحاديث مشتتة في صدور الصحابة ، فالسنة النبوية هي ما انعقد عليه العلم و العمل استنادا إلى ما صدر عن النبيّ عليه الصلاة و السلام ، و هذا المعنى كان قائما بين الصحابة ، فلم تبق أحاديث النبيّ صلى الله عليه و سلم مجرد كلام يُلقى إلى الصحابة ، و إنما كانت تأخذ مجراها العملي في تفاصيل حياتهم ، لأن نظام حياتهم كان قائما على شرع الدين ، و لذا كان إطلاق السنة منسجما مع معناها اللغوي و هو الطريقة و السيرة ، فالسنة النبوية هي ما انعقد عليه العلم و العمل استنادا إلى ما صدر من النبيّ الأكرم . و قد كان هذا المعنى قائما بين الصحابة ، فلم تكن ضرورة للتدوين ، باعتبار أنهم مضافا إلى حفظهم للسنة في صدورهم فقد كانوا يمارسونها عمليا في حياتهم . خامسا : - لقد كان في الصحابة فقهاء علماء عارفون بالسنة ، و كانوا مرجعا في حفظها و التعرف عليها ، فكان وجودهم عاملا مهما من عوامل حفظ السنة و عدم ضياعها .

السابق

 

Twitter Facebook قناة الشيخ حسين المؤيد في اليوتيوب google + البريد الالكتروني
[email protected]

جميع الحقوق © محفوظة للمنتدى العلمي
مكتب سماحة الإمام الشيخ حسين المؤيد

www.almoaiyad.com