الرئيسية شذرات الفتاوى الأسئلة والاستفتاءات المقالات الأبحاث والدراسات المحاضرات البيانات مشروع الميثاق الوطني اللقاءات الإعلامية السيرة الذاتية الصور المقالات
الجواب العلمي الدامغ على مقولة منظري التشيع المذهبي حول لزوم تدخل النبي صلى الله عليه و سلم في تعيين من يخلفه
إن السؤال الذي يطرحه مُنَظِّرو التشيع على الدوام ، هو كيف يمكن أن يترك النبيّ عليه الصلاة و السلام أمته دون أن يتدخل في تعيين الزعامة بعده ، و هي أمر حيوي ليس لمستقبل الأمة فحسب ، بل لمستقبل الرسالة أيضاً ؟. و الجواب على هذا السؤال الذي يتوهم هؤلاء أنه سؤال محرِج ، هو : - إننا حينما نُسقِط الحاجة بعد النبيّ عليه الصلاة و السلام إلى الإمامة الدينية بالمفهوم الشيعي ، و حينما نُثبِت جدارة جيل المهاجرين و الأنصار إيمانا و وعيا و كفاءة لاحتضان الدعوة و حمايتها و حمل مشعلها ، و حينما تكون الحاجة إلى زعامة سياسية كفوءة و قادرة على مواصلة المسيرة الرسالية مُؤَمَّنَةً بوجود عدة شخصيات بارزة من الصحابة بهذا المستوى ، و وجود آلية اجتماعية مترسخة في الفكر و الممارسة لإفراز هذه الزعامة من بين الصحابة ، و وجود مستوى من الوعي و الإلزام و الحرص على الرسالة و الأمة يمنع من حصول فتنة ، أقول حينما نأخذ مجموع تلكم المعطيات - و هي معطيات حقيقية يمكننا البرهنة عليها - ستكون النتيجة الطبيعية هي عدم وجود مُقتضٍ يفرض على النبيّ عليه الصلاة و السلام وجوبا التدخل في تعيين الزعامة بعده ، بل ربما يجد - و هذا ما حدث - أنَّ من الراجح أن يترك صلى الله عليه و سلم المجال للجيل الذي تربى على يديه و تأثر بعمق بهديه أن يعيش تجربة مليء الفراغ و يتحمل مسؤولية ذلك بنفسه ، ليكون أصلب عودا و أقدر على الإستقلال بنفسه في مليء الفراغ و إفراز القيادة التي يلتف حولها بدلا من الإتكالية في ذلك على النبيّ صلى الله عليه و سلم ، لتكون تجربتُه و هو يُفرِز قيادتَه بنفسه درسا للمستقبل في مليء الفراغ السياسي ، تتربى عليه الأمة ، و تكون قادرة فيما بعد على تداول السلطة بانسيابية و في إطار الشرع ، و من هنا نجد أن السلطة و بشكل انسيابي و من دون حصول نزاع عليها قد انتقلت من أبي بكر إلى عمر و من عمر إلى عثمان و من عثمان إلى عليّ رضي الله تعالى عن الجميع .
البريد الالكتروني
[email protected]جميع الحقوق © محفوظة للمنتدى العلمي
مكتب سماحة الإمام الشيخ حسين المؤيد