الرئيسية شذرات الفتاوى الأسئلة والاستفتاءات المقالات الأبحاث والدراسات المحاضرات البيانات مشروع الميثاق الوطني اللقاءات الإعلامية السيرة الذاتية الصور
 

اللقاءات الإعلامية

حوار صحفي أجراه موقع هيئة علماء المسلمين في العراق مع سماحة العلامة الشيخ حسين المؤيد في الأردن بتاريخ 25/4/2006

هيئة علماء المسلمين في العراق » الأخبار » حوارات صحفية » الشعب الذي لا يقاوم المحتل شعب ميت .حوار خاص مع آية الله حسين المؤيد

الشعب الذي لا يقاوم المحتل شعب ميت .حوار خاص مع آية الله حسين المؤيد
25 /04 /2006 م 12:11 مساء

                               

المشروع الإيراني في العراق قومي فارسي
الشيخ العلامة حسين المؤيد من مواليد بغداد 1965 ولد في مدينة الكاظمية وفي أحضان أسرة عريقة من الأسر المعروفة في الكاظمية نشأ سماحته
في أحضان أسرته نشأة كريمة , وقد عرف منذ سنيه الأولى بالفطنة والذكاء المتوقد وحبه للمعرفة وقوة ذهنه ، له العديد من المؤلفات و طبع لسماحته منها :
1. دراسات في العروة الوثقى وهو شرح استدلالي موسع للعروة الوثقى ويمثل مجموعة كبيرة من المحاضرات التي ألقاها في درسه خارج الفقه على تلامذته ويقع في عدة أجزاء طبع أولها سنة 1409 .
2. مسائل من الفقه الاستدلالي صدرت منه ثلاث حلقات تناول فيها بالبحث الاستدلالي المعمق مجموعة من المسائل الفقهية المستحدثة او التي هي مثار البحث العلمي .
3. علم الدراية . صدر منه القسم الأول وهو مجموعة من المحاضرات التي ألقاها على تلامذته في درسه الأسبوعي الذي بحث فيه علم الدرآية على مستوى الخارج وتميز هذا الكتاب بتطوير منهج علم الدراية وتنقيح مسائل هذا العلم .
4. مباني القضاء والشهادات . يقع في مجلد كبير وهو يمثل درسه الفقهي الاستدلالي لكتابي القضاء والشهادات .وغيرها من الكتب .
وبمناسبة تواجده في العاصمة الاردنية عمان كان للهيئة نت معه اللقاء الموسع الاتي :
- بداية كيف تقيمون الوضع العام في العراق؟
- لا شك في ان من يرفض او يعيش الوضع العراقي وتفاصيل الوضع العراقي لا يملك الا ان يتلوع وان يشعر بمرارة هذه اللوعة ، كل عراقي حريص على العراق يشعر بالاسى واللوعة كل مسلم يهمه أمر المسلمين يشعر بالاسى واللوعة بل كل إنسان نبيل شريف يمتلك حساًإنسانيا يشعر بالأسى واللوعة , الوضع العراقي حينما نربطه بأصالة الشعب العراقي بتراث الشعب العراقي بعراقة هذا الشعب بتار يخ هذا الشعب ونقارن بين وضع الشعب اليوم مع كل ما ذكرناه من معاني لا تملك الا ان يعتصرك الألم ، حينما تنظر الى الموقع الاستتراتيجي للعراق وحينما تنظر الى مايمتلكه العراق من ثروات وحينما تنظر الى شعبً كالشعب العراقي في إخلاصه وطيبته واستعداده للبذل والتضحية وفي رساليته وفي تطلعاته وطموحاته وتنظر الى واقعه الحالي لا تملك الا ان تتمزق الماُ ولوعة ،المشهد العراقي بشكل عام في بعده السياسي في بعده الاجتماعي في بعده الاقتصادي في بعده العلمي والمعرفي والثقافي هو مشهد مروع.
- كيف تقيمون المشهد السياسي في العراق الان ؟
- المشهد السياسي مشهداً مروع البلد يعيش ازمات كارثية والبلد على كف عفريت ، لان الهجمة على العراق هي هجمة شرسة كبيرة في حجمها خطيرة في محتواها وفي اهدافها وفي اثارها، والعراق قدر له ان يكون الضحية الاولى لستتراتيجيات الهيمنة الجديدة التي تستهدف تفتيتنا كعرب ومسلمين تفتيتنا ثقافيا من خلال الدق على الاوتار الطائفية والاثنية والدينية ، الوضع السياسي برمته هو وضع مأساوي . بلد محتل تحتله قوة اجنبية لا تفكر الا بمصالحها ولا تنظر الى مصالح الشعب العراقي ولا الى مصالح العراق وانما لها خطط ولها أهداف أخرى لا تلتقي مع أهداف الشعب العراقي ومع مصالح الشعب العراقي لا حاضراً ولا مستقبلاً . وقد جاءت هذه القوى ببرنامج عمل يريد ان تمزق النسيج الاجتماعي للشعب العراقي ويريد ان يصادر الارادة السياسية للمواطن العراقي , الإرادة السياسة للمواطن العراقي , الإرادة السياسية الوطنية للمواطن السياسي العراقي ويريد ان يأتي بقيم جديدة ومفاهيم جديدة طارئة على قيم الشعب العراقي وعلى المفاهيم التي تربى عليها المواطن العراقي وهكذا نجد ان المواطن العراقي يعيش حالة من الاصطفاف الطائفي والاثني . وتداعيات هذا الاصطفاف والاثار التي ولدها مثل هذا الاصطفاف ومحاولات إضعاف الهوية الوطنية والانتماء الوطني للشعب العراقي وقطع الشعب العراقي عن عمقه الاستتراتيجي العربي مشهد سياسي الديمقراطية فيه لا تعبر الا عن محض التعددية السياسية لمن ينسجم مع العملية السياسية مع ان الديمقراطية في واقعها ليست مجرد تعددية سياسية وانما جوهر الديمقراطية هو التأثير الحقيقي في صنع القرار هل هنالك تأثير حقيقي في الشعب العراقي في صنع القرار؟ او ان العملية السياسية محتكرة من قبل مجموعة من القوى التي تتداول السلطة فيما بينها وتتداول المواقع فيما بينها و الانكى من ذلك ان المواطن العراقي يريد ان يرى كوة نور وبصيص امل في آخر النفق لانه يجهل في الحقيقة مستقبله السياسي والجهل في المستقبل السياسي يولد قلقاً ويربك الحالة النفسية والذهنية للمواطن العراقي .
- بعد التفجيرات الاجرامية التي طالت القبة الذهبية لمرقدي الأمامين الشريفين علي الهادي وحسن العسكري عليهما السلام ،برأيكم من يقف وراء هذه التفجيرات؟ وما الهدف من هذا التفجير في سامراء في الذات ؟
- اعتقد انكم لو اتطلعتم على البيان الذي أصدرناه في مساء يوم التفجير بعد ظهر الأربعاء اصدرنا بيانا اعتقد اننا وضعنا فيه النقاط على الحروف وذكرنا ان الجهة المستفيدة من مثل هذه العملية الإجرامية الدنيئة هي الجهة التي تعمل على تصعيد التوتر الطائفي في العراق وعلى تعميق الاصطفاف الطائفي في داخل المجتمع العراقي وهي الجهة التي تريد من خلال مثل هذه الحالة من الإرباك ان تبسط نفوذها في داخل المجتمع العراقي ولهذا نحن نعتقد ان هنالك ايادي ترتبط بهذه الاهداف هي التي تقف وراء التفجيرات .
-هذه الايادي برايك خارجية أم داخلية ؟
- أنا أظن أنها الايادي داخلية تشترك مع أيادي خارجية مشبوهة .
- تلت تفجيرات سامراء تداعيات خطيرة تمثلت بعملاً منظم طالما يقرب من مئتي مسجد في العراق وحرقت فيه المصاحف وقتل فيه الكثير من الأمة والخطباء والحراس والمؤذنين في المساجد برأيكم هل تعتقد ان هذه الأفعال الإجرامية الإرهابية انطلقت من منطلق ايدلوجي ؟
- اعطيت لها صفة أيدلوجي وألبست لبوساً أيدلوجيا من حيث منطلقاتها ولكننا بكل وضوح وبكل صراحة ندين بمثل هذه العمليات ونعتقد انه لا يمكن ان تبرر بأي مبرر ايدلوجي.
- هنالك بعض المشايخ مثل الشيخ ياسر الحبيب وآية الله مجتبى الشيرازي دعوا الى ضرب مساجد – النواصب - على حد تعبيرهم وهذه الدعوات موثقة في مواقع الانترنت وغيرها بتقديركم برأيكم لماذا هذه الدعوات في هذه الفترة الحرجة من تاريخ العراق ؟
- نحن نقف بشده ضد هذا المنهج في التعاطي مع الأحداث والأشخاص ونعتقد ان هذا المنهج بعيد كل البعد عن منهج اهل البيت عليهم السلام ولا يمكن ان يمثل رؤية اهل البيت ولا منهج اهل البيت في التعامل مع الأمور المساجد لها حرمتها ولا يمكن ان ننسب مسجدا الى طائفة او الى مذهب، المساجد لله ولا يجوز بأي حال من الأحوال ان الاعتداء على المساجد ولا يجوز بأي حال من الأحوال انتهاك الحرمات والمقدسات ولا اعتقد ان مثل هذه الدعوات يمكن ان تخدم ، ولا يمكن لمثل هذه الدعوات الا ان توجد المزيد من التوتر والاحتقان والتصعيد وهذا ما لا ينسجم مع الأهداف المطلوبة التي يحث القرآن الكريم وتعاليم الإسلام وأحاديث الرسول ( عليه الصلاة والسلام ). وأحاديث اهل البيت على ان تتحقق بين المسلمين (المؤمنون اخوة )ولقد اقام القرآن وحدة المجتمع المسلم على أساس الإخوة الإيمانية ولا بد من تطويق اي حالة من حالات العداء والتنافر بغظ المسلم للمسلم حرام حقد المسلم على المسلم حرام ، ان ينطبق المسلم من مخلفات نفسية في تعامله مع المسلمين هذا امرً لا يجوز . هنالك حديثً شريف للأمام زين العابدين علية السلام يقول فيه ( لو ان قاتل الحسين أئتمنني على السيف الذي قتل فيه الحسين لأديت له امانته ) هذه هي روح اهل البيت ، وصايا اهل البيت دائماً تتجه بأتجاه نزع اي صاعق يمكن ان يفجر الموقف بين الشيعة والسنة ولهذا مثل هذه الدعوات لا نعتقد انها تخدم لا الصالح الإسلامي العام ولا الصالح المذهبي الشيعي
- سماحة الشيخ الكثير من الناس في الشارع بين من يعتب وبين من يردد ويدندن مع نفسه لماذا لم تستنكر بعض المراجع الشيعية ماحدث بعد تفجير سامراء من تداعيات حرق للمساجد والخطباء وغيرها من الاعتداءات ؟
- انا اعتقد انه كان على المراجع المعروفة ان تستنكر، أنا شخصيا" استنكرت هذه الأعمال.
- برأيكم من يقف وراء ما يحدث في العراق من قتل وخطف وغيرها من الأعمال الإجرامية اليوم ؟ هل هي عصابات منظمة ؟ من الخارج ؟ من الداخل ؟
- العراق بفعل الاحتلال اصبح ساحة مفتوحة للمخابرات الدولية للمخابرات الاقليمية هناك عدة عوامل تقف وراء مثل هذه الاعمال الاجرامية هناك دول تقف وراء مثل هذه العمليات لتحقيق اهداف خبيثة سواء كانت هذه الدول بعيدة عن العراق او قريبة من العراق مخابرات متعددة تعمل داخل العراق في هذا الاتجاه ومن الواضح ان هنالك اكثر من دولة لها مصلحة في اضعاف العراق وفي تمزيق اوصال الشعب العراقي ، اسرائيل لها مصلحة في ذلك بعض دول الجوار الاقليمي (غير العربي) لها مصلحة في ذلك، تنافس القوى السياسية يؤدي الى احتمال ان تقوم بعض هذه القوى بمثل هذه العمليات في اطار هذا التنافس، كما ان تسيب الوضع و الفوضى الموجودة في العراق تجعل المجال مفتوحاً لذوي النفوس الضعيفة الذين يحاولون ان يكتسبوا ويعتاشوا على آلام وجراح الشعب العراقي .
- كيف ينظر سماحة الشيخ حسين المؤيد لمقاومة الاحتلال ؟ وما ردهُ على من يطلق عليه صفة الإرهاب في هذه الايام ؟
- مقاومة الاحتلال هي حالة طبيعية عند كل شعب يتعرض الى الاحتلال بل الشعب الذي يتعرض الى الاحتلال ولا يمتلك روح المقاومة وفعل المقاومة هو شعب ميت لا يمكن ان نفترض شعب حيا يتعرض للاحتلال ولا يقاوم ولكن علينا ان نميز بين المقاومة التي تستهدف المحتل واجهزة المحتل وأذناب المحتل وبين العمليات الإجرامية التي لا ترتبط بهذا المجال، ولا شك ان في مثل هذه العمليات الإجرامية ليست مقاومة ولا ينطلق أصحابها من منطلق المقاومة للمحتل، واما أولئك الأناس الشرفاء الذين يحملون هم تحرير بلدهم وكنس الوجود العسكري من بلدهم فهؤلاء في الحقيقة لا يمكن ان نسمي عملهم الا بالتسمية الصحيحة لهذا العمل والتي هي تسمية المقاومة .
- كيف تنظرون للفدرالية انتم معها ام ضدها ؟
- انا لست مع الفدرالية لا  مع الفدرالية التي تقوم على اساس قومي ولا على أساس جغرافي ولا ارى ان الفدرالية تفيد مصلحة العراق في الحال والحاضر وفصلنا هذا الكلام في لقاءات عديدة ظهرت على بعض الفضائيات وبينا الموقف الإسلامي من الفدرالية وطبقنا النظرية الإسلامية على الوضع الحالي وكانت النتيجة ان الفدرالية في الحال الحاضر غير مبررة اسلامياً

- هل تتوقعون انسحاباً امريكي قريب من العراق ؟

- هذا يرتبط بمجموعه من العوامل منها عوامل داخلية في داخل الولايات المتحدة الامريكية وفي داخل القوى الدولي التي عملت في اطار الاحتلال ويرتبط ايض في الظرف الدولي العام ويرتبط بالواقع الاقليمي ويرتبط ايض في الوضع الداخلي في العراق نحن نعتقد ان الاحتلال حالة شاذة واستثنائية ولا يمتلك الاحتلال مقومات الديمومة والاستمرار وعلى هذا الاساس لابد ان يخرج المحتل ولكن تسريع خروج المحتل وفرض الخروج على المحتل يرتبط باستعداد الشعب العراقي للعمل والضغط على المحتل في هذا الاتجاه .
- برأيكم ماهي وسائل الضغط على المحتل ؟
المقاومة العسكرية وسيلة مهمة للضغط على المحتل المقاومة السياسية والرفض السياسي لوجود المحتل يشكل عنصراً ضاغطاً كبيراً لانهاء الاحتلال ، رفض التعاطي مع المحتل وفسح المجال له في داخل العراق على عدة أصعدة يؤثر ايضا في تطويق المحتل داخل العراق، هذا من حيث الوضع الداخلي في العراق من حيث رد فعل الشعب العراقي ،تنامي الحس الوطني والشعور الوطني العراقي تنامي وتصاعد الوعي العراقي هذا كله يؤثر.
- هل تعتقد ان المشروع الامريكي في العراق كتب له النجاح ؟
- نحن لا نؤمن بمثل هذه الجبرية التاريخية، بل اقول انه يجب ان لا يكتب له النجاح هم جاءوا لينجحوا ولكن يجب ان نعمل ليفشلوا .
- بماذا تفسرون الهجمة الاخيرة على الاعظمية بالذات وتعرفون ان الأوضاع بدأت تستقر بعض الشيء وحاول البعض إعادة إشعال فتيل الفتنة الطائفية مرة ثانية بالهجوم على الاعظمية والقتل على الهوية هل تعتقد ان هذا العمل مع عمليات تاجير المنظمة في الداخل من المستفيد من هذه الأفعال ؟
- عدة جهات تستفيد من هذه العمل و قد يكون التفسير الأبرز لما جرى في الاعظمية في انه محاولة للي الأذرع ولإخضاع ولاستعراض العضلات واكثر منه للقيام بما يسمونهُ بملاحقة ومتابعة أشخاص
- كان الهدف أبعد من الهجوم على الاعظمية ؟
- أعتقد ، أبعد.
- كيف برأيك يمكن ان نعمل على اتمام اللحمة بين أبناء الشعب العراقي بين الشيعة والسنة والعرب والاكراد ؟
- في الحقيقة الاجتماع تحت المظلة الوطنية التمسك بالمشروع الوطني التعالي على الجراح إزالة الحواجز النفسية عدم الدخول في صراعات جانبية وفتح جبهات داخلية تشغلنا عن ان نتجه جميعا بأتجاه واحد لتحرير البلد ولبناء الدولة على اسس سليمة، لابد من وجود أجواء حقيقية للمودة على الرغم مماجرى على الرغم من الشحن تم على الرغم من الاحتقان الذي تم ولكن علينا ان نتمسك اكثر واكثر بالقواسم المشتركة وبالثوابت الدينية والوطنية ،علينا ان لا نرضخ للمؤامرات التي تريد ان تستلب عراقيتنا ، وبالتالي أجواء الاخوة الإسلامية هي التي يجب ان تكون سائدة وان نسعى عملياً ان يروض الجميع انفسهم عملياً على عدم التعامل طبقاً لأسس طائفية مذهبية نحن يجب ان ننظر الى التعددية المذهبية من وجهها الصحيح على انها عامل من عوامل الاثراء الفكري والفقهي ولايجوز لنا ان نحول هذه التعددية إلى أهداف للخصومة والفرقة بين المجتمع . اجواء المودة يجب ان تستحكم والحواجز النفسية يجب ان تزال وان نعطي فرصة للمواطن العراقي في ان يتأمل بعيداً عن ردود الافعال غير المدروسة المواطن العراقي عانى وشحن وصورت له الامور بشكل غير صحيح، اذا اردنا ان نتعامل مع هذا الواقع من موقع رد الفعل لن نصل الى نتيجة مطلوبة، بل سنحقق لأولئك المتآمرين أهدافهم ،علينا الان ان نستوعب الصدمة وان نعطي فرصة للمواطن لان يستمع الى المشروع الوطني وان يخرج تدريجياً من تحت المظلة الطائفية الى المظلة الوطنية وهذا لا يمكن ان يتم الا من خلال ان تسود اجواء المودة والمحبة في أوساط الشعب العراقي .
-المعروف عن سماحتكم – شيخي الكريم – أنكم أول من نبه الى التدخل الايراني في العراق ، والوجود الايراني اليوم في الجنوب بالذات كبير جدا" حتى إن البعض من أهلنا في الجنوب يقولون أللهجة الفارسية مألوفة هناك وأن المخابرات الايرانية معروفة ولها مطلق الحرية في التنقل في بعض مناطق الجنوب ،كيف تفسرون هذا التدخل في الشأن العراقي ؟ هل ايران تريد أن تسترد فضلها الذي قدمته للمعارضة العراقية فيما مضى ؟أم ماذا ؟
- انا اعتقد ان من خلال ما عركتهُ من السياسة الايرانية ما خبرته من السياسة الايراني من خلال معايشتي لهذا الواقع المر، اعتقد ان إيران أو على وجه التحديد النظام الايراني له مشروع قومي فارسي وليس له مشروع اسلامي ولامشروع شيعي عام وانما هذا المشروع القومي يتخذ الدين والمذهب ادوات للتسويق ، وبما ان هذا المشروع القومي والاهداف التي تقف خلف هذا المشروع والمصالح التي يتوخاها هذا المشروع القومي لا تلتقي مع مصلحة الشعب العراق ولا مع مصلحة الشعوب العربية لا يمكنني بحال من الاحوال ان اصف الدور الايراني في العراق او في اي بقعة من بقاع العالم العربي والاسلامي بانه دور ايجابي , بخلاف الدور العربي المنشود الذي نتطلع اليه، فأنني وأن إنطلق الدور العربي من منطلقات قطرية في بعض الاحيان الا انها لابد ان ترتبط في السياق العربي العام لهذا لا استطيع ان اصل الدور العربي بانه دور سلبي في الوقت الذي لا استطيع ان اصف الدور الايراني بانه دور ايجابي لا استطيع اصف العربي بانه دور سلبي ،العراق بالنسبة الى ايران ليس كأفغانستان، افغانستان تعتبر حديقة خلفية اما العراق فهو موقع الثقل الاستتراتيجي في السياسة الإيرانية في المنطقة وهنالك عدة إبعاد للدور الايراني في الشأن العراقي وكل هذه الابعاد ستراتيجياُ قد يتصور شخص او يتوهم متوهم بان هذه الابعاد قد تلتقي مع المصلحة العراقية مرحلياً، انا ارفض هذا التصور واعتقد ستراتيجياً كل هذه الابعاد لا تصب لمصلحة العراق ولا الشعب العراقي ولا الشعوب العربية.
- الدعوة التي اطلقها البعض للتدخل في المفاوضات بين ايران وامريكا بخصوص الشأن العراقي كيف يفسرها الشيخ المؤيد ؟
- نحن نعلم ان هنالك صراعاً بين حول الملف النووي بين الولايات المتحدة وايران وفي هذا الصراع كل من الطرفين يحاول ان يلعب بكل الاوراق التي يمسكها بيده فالطرف الايراني يحاول ان يلعب بما يمسكه بيده من اوراق ومن هذه الأوراق الورقة العراقية التي وللأسف الشديد اتاح المحتل نفسه للطرف الايراني ان يمسك بمثل هذه الورقة وبالتالي دعوات الحوار انا اعتقد انها تأتي في هذا السياق، لان الولايات المتحدة أيضا تسعى لتقليم اضافر إيران في الداخل العراقي وبالتالي اذا لم ينشأ تفاهم على الاقل حول إخراج الساحة العراقية من مجال الصراع، فالقوى الحليفة لإيران او المستفيدة من إيران سوف تتأثر في هذه الصراع فلهذا تسعى الى اخراج العراق من دائرة هذا الصراع كي لا ينعكس هذا الصراع عليها سلبا .
- برايكم ماالمخرج للعراقيين من هذا الهرج والمرج الذي يجري على الساحة العراقية؟
- مفتاح الحل هو العودة الى الخيار الوطني الاخذ بالخيار الوطني وتصحيح العملية السياسية وبناء هذه العملية على أسس سليمة ورفض المحاصصات وتصحيح الدستور لكي يمثل وثيقة للوفاق الوطني للامة العراقية وان يكون الحكم للمؤسسات لا يكون لالفرد ولا جهة ولا لتيار ولا لحزب وتتجلى الديمقرايطة بجوهرها الذي هو عبارة عن التاثير الشعبي في صنع القرار وليس مجرد التعددية السياسية، ان نحفظ وحدة العراق أرضا وشعبا، وان نخرج المحتل ونحرر القرار العراقي والارادة السياسية العراقية من هيمنة المحتل ، فلايكفي ان يخرج المحتل من الباب ليدخل من الشباك.
- ماذا يقول الشيخ حسين المؤيد للشعب العراقي ؟
- انك شعب أصيل وانك شعب له تاريخ مجيد له تراث عظيم له عراقة موغلة في القدم شعب كان هو دائما" المبادر و صاحب الإسهام في التجربة الإنسانية ، شعب يشكل النموذج الفريد للتعايش شعب رسالي مستعد دائما لخدمة مبادئه ورسالته وأمته مثل هذا الشعب يجب ان يكون على مستوى كل هذه المقومات والمعاني، فادعو الشعب العراقي إلى أن يتمسك بالثوابت المشتركة الثوابت الدينية والوطنية ، أن يأخذ بالمشروع الوطني وان يفشل المؤامرات وان لا يفكر بعقلية ضيقة وان يبقى يفكر بعقلية منفتحة عقلية العراقي الذي صنع الحضارات.
 

 

السابق

Twitter Facebook قناة الشيخ حسين المؤيد في اليوتيوب google + البريد الالكتروني
[email protected]

جميع الحقوق © محفوظة للمنتدى العلمي
مكتب سماحة الإمام الشيخ حسين المؤيد

www.almoaiyad.com