الشيخ حسين المؤيد /
تحية مسيحية خالصة
سمير اسطيفو شبلا
هذه رسالة مفتوحة إلى سماحة العلامة الشيخ حسين المؤيد ,
من مسيحي ينظر إلى نهاية النفق المظلم ويرى بصيصا من نور الأمل فيكم سيدي ومن
خلال شجبكم الاعتداءات على المسيحيين في العراق , المنشور في موقع نركال
كيت عن واع في 10 / 6 / 2007,انه موقف شريف من رجل دين مسلم تجاه الأخوة , إنها
قراءة واقعية لمفهوم العيش المشترك , إنها رسالة عن معنى الإسلام الحقيقي , نعم
سيدي عندما قلت إن هذه الأعتداءت " بعيدة كل البعد عن الإنسانية والضمير وعن
القيم الإسلامية النبيلة ومثل الإسلام السامية وتعاليمه التربوية " , نعم أيها
الرجل الشهم أن هذه الجرائم المنكرة لا تمت إلى الشعب العراقي ولا تجسد منظومته
, نعم إنها غريبة عن جسد مجتمعنا , إنها مرض السرطان زرع في رحم العراق ! نعم
سيدنا عشنا معكم وكافة مكونات مجتمعنا العراقي بمحبة ووئام وانسجام , تعرفون
جيدا أننا نحن المسيحيين لم نعتد على أحد , ولم نخن الضيف والجار والقريب
والأرض والوطن أبدا , كنا دائما حريصون على غيرنا قبل أنفسنا , مطيعون ,
متواضعون , نعمل بكل جد وإخلاص , نحب بعضنا بعضا ونحبكم أيضا , ونسامح ونغفر
حتى لأعدائنا , نعم سيدي عشتم دائما من اجل رفع قيم المحبة التي ناديتم بها ,
والتلاحم مع سائر أخوتنا بعد أن حذرتنا يا شيخنا الجليل من الانزلاق في فخ
الأعداء ,,,,, لا سيدي , كما أكدت لجنابكم إننا لا نخون الزاد والملح , لا نخون
التراب الذي نبتت منه قيمنا , لا نخون الهواء والماء والعناصر التي أعطتنا
الحياة , لا تخف سيدي تعرفنا وتعرفوننا قبل غيركم , نحن مجربون في المحن ,
وخاصة وقت الأضطهادات , قطعوا رأس الأب بولص اسكندر , وظهرت هناك رؤوس جديدة ,
اغتالوا الأب رغيد كني ورفاقه الشمامسة فنبتت محبة جديدة , وخرج الحق يقول ها
انذا هنا , وأصبح كل الشهداء من مسيحيين ومسلمين ومن كل الأديان بذارا وحبات
حنطة وسنابل ليعيش الآخرون , نعم سيدي ها هي الكنائس تدمر , والأديرة تهدم ,
والصلبان تهان , والأعراض تهتك , والبيوت تنهب ويستولى عليها من قبل خفافيش
الليل والنهار , وهذا السكوت المريب من قبل رجال الدين المسلمين ! لا بل أكثر
من هذا دعا بعض منهم إلى رفع شعار " أسلم تسلم أو تموت أو أترك كل شيء " نعم
سيدي هذا الذي يحدث في منابر جوامع الدورة والميكانيك وحي الصحة والبياع وأبو
دشير وغيرها من المناطق والمحافظات !!!! هؤلاء سيدي يجب أن توجه إليهم التحذير
, لا بل أن توجه إليهم تهمة الخيانة العظمى , كونهم خانوا أخوتهم , خانوا
أشقاءهم , خانوا وطنهم , خانوا ماءهم وهواءهم وحليب أمهاتهم غير الطاهر , نعم
سيدي لهذا كان بيانكم الموقر كماء بارد في حر الصيف , كان بلسما لجرح لا يندمل
, كان صراخا بوجه الظلم , إنكم سيدي وضعتم الإسلام في المكان الحقيقي له , انتم
ومعكم كل الشرفاء من المسلمين المثقفين والطيبين ومحبي الخير وهم بالملايين
الذين كتبوا في المجلات والجرائد وعن طريق الانترنيت , إنكم حقا سيدي نجوم
تتلألأ في سماء الخير , رياح تهب وتقلع جذور الشر , مياه تسقي لأجل بقاء العيش
المشترك , أسراب من حمامات السلام , رجال القلم والكلمة الحرة الشريفة , كنا
نتمنى سيدي عليكم بأن يرتقي هذا البيان ويتجاوز الشجب كونه لا يكفي , بل ليصل
إلى " تحريم قتل وتهجير والاستيلاء على أموال المسيحيين " وهذا ليس بصعب على
الرجال المتمرسين , الشجعان والأبطال , إنكم بحق سيدي ستعيدون الحق لأصحابه ,
والطفل إلى حضن أمه , وتقدمون كأس ماء بارد للعطشى في هذا الصيف اللاهب ,وتكسون
العراة لتستروا عورتهم وتطعمون الجياع والمحتاجين والفقراء والأرامل , نعم سيدي
هذه هي النتيجة والقراءة الواقعية لعملكم الذي ننحني أمامه , كونه موقف كل شريف
بحق , تقبل منا كل حب , وكل احترام , والله يكثر من أمثالكم , دمتم سيدي من اجل
الدفاع عن كرامة وحقوق الإنسان كل إنسان مهما كان دينه , شكرا سيدي .