العرب اليوم-اسعد
العزوني
مانشيتات الحوار
آية الله حسين المؤيد في حوار مع - العرب اليوم -
*
المؤتمرات الدولية بشأن العراق أجندات خاصة وغياب لممثلي العراق الحقيقيين
*التيار الوطني العراقي لملء الفراغ السياسي ولا مكان فيه للطائفية والإثنية
أكد المرجع الديني العراقي آية الله حسين المؤيد إن التيار الوطني العراقي الذي
يعكف على تأسيسه مع رموز وطنية أخرى يهدف لملئ الفراغ السياسي في الساحة
العراقية وانه لا مكان فيه للطائفيين والاثنين وسيتم إشهاره قريبا .
وقال في حوار مع "العرب اليوم".إن المؤتمرات الدولية التي تعقد هنا وهناك بحجة
البحث في أوضاع العراق تخدم أجندات المشاركين فيها مضيفا انه على الرغم من
ازدحام الكراسي فيها إلا أنها تشهد غيابا لممثلي الشعب العراقي الحقيقيين .
وفيما يلي نص الحوار:
كيف تنظرون إلى المؤتمرات الدولية التي تعقد
بدعوى البحث في أمن العراق...شرم الشيخ نموذجا ؟
-الأزمة في العراق وما فيها من تشابك وتعقيد تجعل من الصعب على مثل هذه
المؤتمرات أن تكون مفتاح حل سحري لها خاصة إذا ما دققنا النظر في دوافع عقد مثل
هذه المؤتمرات والأهداف التي يتبناها الأطراف المشاركون ونحن نخشى أن تكون
المصلحة العراقية على وجه التحديد الغائب من بين الحضور ونعتقد كعراقيين إن
مشاركة الدول العربية المعتدلة في مثل هذه المؤتمرات تعد مشاركة ذات جدوى
لمصلحة المشروع الوطني العراقي لأننا لمسنا من خلال اتصالاتنا مع هذه الدول
حرصها على استقرار العراق ووحدته وكذلك حرصها على الثوابت الوطنية العراقية بما
فيها حفظ الانتماء العربي للعراق .أما مشاركة أمريكا وإيران فلا نرى إن
مشاركتهما في المؤتمرات تهدف إلى مصلحة العراق ناهيك عن أن من حضر من العراقيين
إلى مؤتمر شرم الشيخ هو الجانب الرسمي وكلنا يعلم منطلقاته وأهدافه والتي نعتقد
كقوى وطنية انه بعيد كل البعد عن متبنيات المشروع الوطني العراقي . وسندرس
قرارات مؤتمر الشرم ومن ثم نقيم هذا المؤتمر وما يمكن أن يصب في اتجاهه .
يكثر الحديث هذه الأيام عن شركات أمنية خاصة
تحارب في العراق ما قصة هذه الشركات ؟
-هذه الشركات موجودة بالفعل في العراق والبتأكيد فإنها ليست حريصة على أمنه
واستقراره وإنما تعمل في سياق المشروع المخطط له وهناك معطيات تشير إلى الدور
السلبي لهذه الشركات على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية وان كانت
هذه الشركات أمنية لكنها تتدخل في الشؤون العراقية السياسية والاقتصادية على
حساب المصلحة العراقية .
يؤكد البعض إن الإسرائيليين يتواجدون في العراق
بكثرة ويشترون أملاكا وعقارات لماذا؟
-التواجد الإسرائيلي في العراق حقيقة قائمة ولقد كان العراق قبل الاحتلال مغلقا
بالكامل في وجه إسرائيل ولكنه بعد الاحتلال أصبح من خلال المحتلين وأدواتهم من
المتعاونين مسرحا للتواجد الإسرائيلي وللأسف فان الحزبين الكرديين يقومان بدور
كبير وكما يعلم الجميع فأن العراق بلد يسيل له لعاب الطامعين وعليه فليس
مستغربا إن يحاول الإسرائيليون التغلغل في العراق بل المستغرب أن لا يفعلوا ذلك
.
وبخصوص عمليات شراء الممتلكات فلا ندري من يقوم بذلك لأنها تجري في الخفاء وهل
هم يهود عراقيون هاجروا من العراق في الماضي وإذا كانوا كذلك فما الأسباب ؟
هل لإغراض شخصية أم إن هنالك مخطط معين يمرر عبرهم ؟ومن هنا فإنني ادعوا القوى
الوطنية رصد هذه الحالة لتكوين صورة واضحة عنها كي يكون لنا موقف من هذا
الموضوع.
تؤسسون حركة سياسية جديدة ما رسالة هذه الحركة؟
-انه التيار الوطني العراقي الذي اتفقنا عليه بعد دراسة معمقة للواقع السياسي
في العراق ووجدنا إن هناك فراغا سياسيا في الساحة الأمر الذي منع نمو طبقة
سياسية تعد إفرازا طبيعيا للمجتمع العراقي ذلك إن القوى الطائفية والاثنية
اغتصبت الساحة بعد الاحتلال وحاولت ملأها مع إنها في حقيقة أمرها ليست إفرازا
طبيعيا للمجتمع العراقي الأمر الذي اوجد الاحتقان داخل المجتمع العراقي وجعل من
الحياة السياسية في العراق شكلية أكثر منها حقيقية والمراقب الجاد للشارع في
العراق يجد أن عددا من الشرائح وأولها المثقفون تعاني ما جعلها غير فاعلة في ظل
الظروف التي تلامس الوضع العراقي ولذلك رأينا من الضروري تأسيس تنظيم شعبي لا
يقوم على أساس ديني أو طائفي أو اثني وإنما يقوم على الأساس الوطني الذي يجمع
كافة مكونات الشعب العراقي ويفعلها نحو مشاركة سياسية حقيقية تمتلك واقع
التمثيل الجماهيري وتتبنى الأهداف الوطنية التي من خلالها يتم التثقيف السياسي
للمجتمع والتجنيد السياسي له .من هنا انطلقت فكرة تأسيس التيار ليملأ هذا
الفراغ ويستوعب الشريحة الواسعة المهمشة التي سبق وتحدثت عنها وقد خططنا لهذا
التيار مرحلتين التي نعيشها حيث سينصب جهد التيار وعلى العمل لوحدة العراق أرضا
وشعبا وكسب الاستقلال والسيادة الكاملة غير المنقوصة .أما المرحلة الثانية فهي
مرحلة البناء والنهضة ,حيث سيكون التيار العنصر الفاعل في بناء حياة سياسية
جديدة وفي بناء الدولة والمجتمع على أسس جديدة في
ضوء الهوية الثقافية للشعب العراقي ,ونحن الآن بصدد النظام الداخلي للتيار
,وسيتم قريبا إصدار البيان التأسيسي له. وقد وجدنا إقبالا منقطع النظير في ظل
الظروف الحالية المعقدة التي يعيشها العراق ,للانضمام إلى هذا التيار وتحديدا
من النخبة المثقفة ,ونأمل أن نتمكن من تحقيق الأهداف الوطنية الإنسانية لشعبنا
في العراق وان نتواصل مع أبناء امتنا .
كيف تنظرون إلى بعض الانشقاقات التي
تشهدها الساحة السياسية في العراق ؟
-نحن نرحب بأي خطوة في الاتجاه الوطني الصحيح.ولا نعتقد بصوابية غلق الباب إمام
من يؤوب إلى الطريق الصحيح ,لكننا وفي هذا السياق نؤكد على خطورة محاولات
الاختراق السياسي للصف الوطني ومحاولات ركوب الموجة الوطنية بعد تنامي المشروع
الوطني ,والصواب ,بل المطلوب القيام به هو غلق الباب بإحكام في وجه
الانتهازية السياسية ,ذلك أن الوقوف في الصف الوطني ليس مجرد شعار أو خطاب في
مؤتمر أو مزايدة مفضوحة,بل هو منهج وثقافة لها استحقاقاتها .واعتقد أن أي تنظيم
سياسي أقيم على أساس طائفي أو في دائرة طائفية مغلقة ويحمل ثقافة تجزيئية لا
يمكن له الانسجام مع الصف الوطني ,ولا يمكن للجسم الوطني أن يتقبله .
هل العراق ماض في طريق التقسيم ؟
-مع الأسف,هناك من لا يزال يدفع بهذا الاتجاه ولكنني اعتقد أن العراق وفي ظل
التطورات الدولية والإقليمية والداخلية الراهنة هو في النقطة الأبعد عن
التقسيم.
ما حلولكم للمسألة الكردية وما مصير كركوك ؟
-يتبنى التيار الوطني العراقي مشروع الميثاق الوطني الذي كتبته وأعلنته ,وقد
تضمن هذا المشروع في نقاطه وبرنامجه السياسي موضوع المسألة الكردية,والميثاق
بطبيعة الحال يرفض الفدرالية ,سواء أقيمت على أساس جغرافي أو اثني ,وهو يتبنى
الخصوصية الكردية من خلال الحكم الذاتي الذي نضع تفاصيله للحوار والتفاهم,وان
كنا نعتقد إن الحل النموذجي هو في قيام دولة المؤسسات التي يتساوى فيها جميع
المواطنين في الحقوق والواجبات ,بحيث لا حاجة عندها لشعبنا الكردي في العراق في
تأمين حقوقه المرتبطة بالمواطنة ,وعليه لا حاجة له حتى في الحكم الذاتي.
أما فيما يتعلق بمدينة كركوك , فانه يراد لها في ظل الفدرالية القائمة أن تكون
ضمن ما يسمى إقليم كردستان ,وإننا إذ نرفض الفدرالية فإننا نرفض أيضا كافة
تبعاتها .
ما مصير القواعد العسكرية الأمريكية في العراق؟
-نحن على قناعة تامة بأن المحن التي عاناها شعبنا العراقي ناجمة عن الاحتلال
وأدواته ,ولذلك فأن التعقيدات التي حدثت بعد الاحتلال لا تبيح القبول بأي شكل
من أشكال التواجد الأمريكي في العراق ,ولهذا فأن شعبنا لن يوافق على إبقاء
القواعد الأمريكية بعد رحيل الاحتلال ,وسيكون هذا الموضوع عنصر قلق يقف في وجه
الاستقرار كما انه سيكون عائقا أيضا أمام مستقبل العلاقة بين أمريكا والعراق
إذا ما أريد لها أن تبقى بعد خروج المحتل بشكل سليم ,يحفظ للعراق سيادته
واستقلاله ,ويحفظ مبادئ العلاقات بين الدول .
هل تعتقدون إن أمريكا غزت العراق من وراء
البحار وخسرت ما خسرته ,تقبل الخروج منه دون ثمن ؟
-هذه مشكلة الأمريكان ,وهم يتحملون نتائج فشلهم وعقم سياساتهم ولن يكون الشعب
العراقي ملزما بدفع الثمن لأي كان وخاصة للمحتلين .
لماذا لم يشارك الشيعة في المقاومة كما فعلوا
إبان ثورة العشرين ؟
-موقف الرفض للاحتلال هو الموقف العام لكل مكونات الشعب العراقي,ولا شك أن
المخزون الوطني والديني والقومي للشعب العراقي يحتم عليه ذلك ,ولا بد من
الملاحظة إن بلورة هذا الرفض إلى حركة مقاومة سياسية وعسكرية يتطلب تحريك
الجماهير من خلال القوى السياسية والدينية والاجتماعية.والذي حدث في العراق انه
لم يتم فسح المجال للقوى الوطنية كي تلعب دورها في هذا النحريك,لأن مجموعة من
القوى التي تماهت وتماشت مع مشروع الاحتلال لتحقيق مكاسب سياسية وغير سياسية,هي
التي سيطرت على الساحة ,وبالتالي جرى تعطيل الدينامو المحرك لفئات الشعب .
ما ملامح عراق المستقبل؟
-نحن وبحكم تبنينا للمشروع الوطني نعتقد إن العراق يجب أن يعود مستقلا كامل
السيادة وحر الإرادة وان تبنى فيه دولة حديثة تحقق للشعب العراقي فرصته
الحقيقية في التعددية والمشاركة السياسية وان يشهد العراق نهضة تقدمية شاملة
تتناسب مع التاريخ الحضاري للشعب العراقي,وكذلك السقف العالي لتطلعات وطموحات
العراقيين ,ونحن نريدها دولة مؤسسات لا يتم فيها احتكار القرار لفرد أو حزب او
جهة أو تيار ,وإنما يكون الحكم للمؤسسات الدستورية ويخضع الجميع لسلطة القانون
,ويتم حفظ كرامة وامن وحقوق الإنسان ,وان تكون المواطنة هي الأساس في التعاطي
مع مختلف الشؤون والأصعدة بغض النظر عن الانتماء السياسي ,وان تكون النزاهة
والكفاءة هي المعيار الوحيد في تولي المناصب,وان يلعب العراق دورا أساسيا على
المستويات الإقليمية والعربية والإسلامية والدولية.
واعتقد أن الشعب العراقي سيجتاز هذه المحنة كما اجتاز غيرها عبر التاريخ,في حين
أن الذين تآمروا على العراق سينالون جزاءهم,ونحن نشهد الآن تصاعد المآزق
الأمريكية واستفحال الأزمة داخل الإدارة الأمريكية ,ولا استبعد ونحن نسمع الآن
عن مشروع إقالة بوش ,إن يأتي اليوم الذي يقوم فيه الشعب الأمريكي بمحاكمة هذه
الرموز التي ورطته وأدت بسياساتها الخرقاء والمتعصبة الى تمريغ سمعة أمريكا
وحولت الولايات الأمريكية المتحدة من دولة ينظر إليها كدولة رائدة في الجانب
الحضاري والإنساني إلى محور شر في نظر شعوب العالم .