القاهرة-العرب اليوم-فتحي خطاب
حذر
المرجع الشيعي العراقي آية الله حسين المؤيد من
خطر الدور الإيراني في العراق ومن طموحات النظام
الإيراني في العراق والمنطقة العربية.
وقال:إن
المساحات التي يستطيع النظام الإيراني توظيفها في
الساحة الشيعية العراقية محدودة,ولذلك فان النظام
الإيراني لا يمتلك قرار شيعة العراق أو ولاءهم
وإنما له في العراق قوى سياسية تابعة له أو تنسق
معه ,ومن خلال التحالف مع هذه القوى يحاول النظام
الإيراني أن يمد نفوذه أو يلعب بالورقة الطائفية
داخل العراق,وهذا لا يعني إن النظام الإيراني
امتلك قرار الشيعة أو ولاءهم ,فإذا كانت هناك
مجموعات لها مثل هذا الولاء فهي لا تعبر عن كل
المساحة الشيعية في العراق,وهذه القوى كان لها دور
سلبي للغاية من عدة أوجه أهمها:انها قبلت مشروع
الاحتلال وقبلت أن تعمل في ظل هذا المشروع
بالتعاون مع المحتل..والوجه الآخر هو الأداء السيئ
لهذه القوى في الجوانب السياسية والاجتماعية
والدينية ,فلم تقدم إلا نموذجا سيئا لعجز الدولة
عن إدارة شؤونها ..وليس صحيحا إن هذه القوى تمتلك
تمثيلا حقيقيا للشيعة , وإنما في ظل وجود فراغ
سياسي وشحن طائفي داخل المجتمع العراقي تصور كثير
من الشيعة إن الوقوف إلى جوار هذه القوى والاصطفاف
خلفها سيحقق لهم جنة الله في أرضه!
وأضاف المرجع الشيعي : هذه القوى لم تختر منذ
بداية الأمر طريق المقاومة العسكرية وإنما اختارت
طريقا آخر ,لكن التنافس بين القوى الشيعية
الموالية لإيران وبين بعضها البعض أدى إلى محاولة
بعضهم للاحتماء بالاحتلال للقضاء على منافسيهم
وتحجيم دورهم .
وحول رؤيته للمشروع الإيراني في
العراق وأهدافه (؟)قال:النظام الإيراني ليس له
مشروع إسلامي عام وليس له مشروع شيعي عام ولكن له
مشروع إيراني قومي يتخذ من الإسلام والتشيع أدوات
بسط النفوذ والهيمنة ,والسياسة الإيرانية ترسم من
زاوية المصلحة القومية لإيران التي لا تلتقي مع
المصلحة العربية العامة ولا مع المصلحة الإسلامية
ولا مع المصلحة العراقية,فالنظام الإيراني له طموح
في أن تكون إيران هي القوة الإقليمية الأكبر في
المنطقة والإستراتيجية التي تنتهجها الأنظمة
الإيرانية تاريخيا ثابتة ولم تتغير لا قبل الثورة
ولا بعدها, فقط اختلفت الأساليب والصيغ ,خاصة في
مجال السياسة الخارجية التي يعبر عنها طموح الساسة
الإيرانيين في تكوين الإمبراطورية الإيرانية
الكبرى .
وفيما يخص العراق فإن العراق بالنسبة لا يران ليس كأفغانستان التي تعتبر حديقة خلفية
لإيران ,ولكن العراق يمثل مركز الثقل الاستراتيجي
في السياسة الإيرانية,وبالتالي فإن تحقيق حلم
الإمبراطورية الإيرانية وطموح النفوذ الأكبر في
المنطقة يتوقف على إمساك الإيرانيين بالورقة
العراقية وحجم النفوذ الإيراني في العراق ,ولذلك
فإن النظام الإيراني يحاول توظيف أية ورقة يمكن أن
تساعد في تحقيق هذا الأمر سواء كانت ورقة شيعية أو
غير شيعية. وأضاف:ان النظام الإيراني في سياسته
بالمنطقة العربية ككل يوظف أوراقا في فلسطين
وأوراقا في لبنان ,والأوراق التي يحاول توظيفها في
فلسطين ليست شيعية,فحركة حماس ليست شيعية ,
والجهاد الإسلامي حركة غير شيعية ,وكذلك الأمر في
لبنان فإن التيار الوطني الحر ليس مسلما من الأساس
وإنما هو تنظيم مسيحي ,لكن النظام الإيراني يحاول
توظيف هذا التيار لتحقيق المصلحة الإيرانية في
لبنان ولذلك فإن الواضح إن إيران تسعى لتوظيف أي
شئ يمكن أن يخدم مصالحها .
وقال آية الله المؤيد:
إنني اعتقد إن غياب المرجعية العراقية الوطنية أدى
إلى تداعيات خطيرة داخل المجتمع العراقي ,فلو كان
المجال فتح لكي تأخذ المراجع العراقية الوطنية
الدينية مكانتها اللائقة بها لاستطاعت أن تشكل
حالة زعامة وطنية لكل المجتمع العراقي وليس الشيعة
فقط ,واعتقد إن المرجعية كان يجب عليها إلا تشكل
غطاء للعملية السياسية التي جرت في العراق وكان
يفترض في المرجعية إذا لم تكن ترى إن المصلحة
تقتضي مرحليا اتخاذ موقف عام يقتضي المقاومة
العسكرية على الأقل ,كانت تدفع بالمجتمع تجاه
المقاومة السياسية والضغط لإنهاء الاحتلال ,أو
تقدم مشروعا وطنيا,بمعنى أن تندمج فيه كل
مكونات الشعب العراقي,وتسعى لتحقيق مصلحة
عامة,وتقف مسافة واحدة من كل أبناء الشعب العراقي
وهذا ما لم يحدث..وكان يجب على المرجعية أن تتصدى
للتمدد الإيراني ,فالمكتب الذي فتحه (خامنئي) في
النجف .صحيح أن له واجهة دينية لكنه يقوم بأدوار
سياسية واضحة وليس من الحكمة أن يفتح (خامنئي )
مكتبا في العراق وهو مرشد للثورة الإيرانية.
وحول رؤيته للصراع الطائفي في العراق قال المرجع
الشيعي في لقاء بنقابة الصحفيين المصريين:رؤيتي إن
الانقسام في العراق بين فريقين...فريق يؤمن بضرورة
مقاومة مشروع الاحتلال بكل الطرق المشروعة
سواء كانت سياسية أم عسكرية أم غير ذلك,وفريق آخر
وجد في الاحتلال فرصة للحصول على مكاسب له أما
فئوية أو شخصية فتماشى وتماهى مع مشروع الاحتلال .
وفي ضوء ذلك فإن الصراع في العراق صراع سياسي قد
توظف له الورقة الطائفية ,لكنه ليس صراعا
طائفيا,ولا شك انه على ذلك حدث احتقان طائفي في
العراق .لكني اعتقد إن المجتمع العراقي رغم
كل ذلك مازال متماسكا وما زال المخزون الوطني
العراقي عصيا على التفتيت .