المقدمة : معنا آية الله الشيخ حسين المؤيد .. شيخ
حسين.. هل سيصلح لقاء المالكي- بوش ما أفسدته
ثلاثة أعوام من الحرب في العراق؟
سماحة الشيخ
: بسم
الله الرحمن الرحيم: أن الوضع العراقي بلغ درجة من
التعقيد والتشابك والتأزم والتفاقم. لا يمكن لمثل
هذا اللقاء بين طرفين مأزومين وغارقين في الوحل
.لا يمكن لمثل هذا اللقاء أن يؤتي أية نتيجة تنقذ
العراق و تنتشله من الأزمة الكارثية التي تلم به.
المقدمة : وهل ترى أن هذا التعقيد أيضاً عصي على
إيران في ضوء اللقاء الذي تم اليوم بين الطالباني
ونجاد؟
سماحة الشيخ: أنني
اعتقد أن النظام الإيراني هو جزء أساسي من المشكلة
في العراق ولا يمكن بهذه الطريقة أن يكون جزءاً من
الحل.
المقدمة : لم لا وهناك اتهامات كما قلت قبل قليل.
إنهم متهمون بتعقيد الوضع في العراق... إلا يفترض
أن يحلوا ما تم من عقد في العراق بوجهة نظركم؟
سماحة الشيخ : اعتقد
أن الحل في العراق لا يمكن أن يتأتى إلا من خلال
المشروع الوطني الذي تقوده القوى الوطنية العراقية
التي رفضت الاحتلال وعارضت العملية السياسية
بوضعها الحالي.
ولا أتصور أن النظام الإيراني سيقوم بحل المشكلة
بهذا الاتجاه. كما انه لن يساعد في حل هذه المشكلة
إلا بناء على صفقة تؤمن له مصالحه القومية التي
تتعاكس مع مصلحة الشعب العراقي ومع
المصلحة العربية العامة.
المقدمة : وكيف تتم هذه المصالحة الوطنية في ظل
اتهامات واتهامات متبادلة بين السنة والشيعة في
العراق.. يعني من ناحية السنة لا يرون في المالكي
عنصر دعم ً للعراق ويرون بينهم وبينه
مسافة غير مشتركة. و أيضاً الشيعة يتهمون السنة
بتأجيج الوضع الأمني في العراق ويقولون بأنهم
الخاسرون إذا كانت هناك أية حرب أهلية مستقبلاً.
سماحة الشيخ : أنا
أتحفظ على هذه الصيغة التي تطرحين بها هذا
السؤال.. أولاً الصراع في العراق ليس صراعاً بين
السنة والشيعة. فالسنة و الشيعة متآخون في العراق
ونموذج التعايش بين
السنة والشيعة في العراق موغل في القدم.
المقدمة : لو سمحت شيخ حسين ... نحن نتحدث على
صعيد القيادات العراقية. هناك حساسية كبيرة بين
الجانبين.
سماحة الشيخ
: إذن
كان عليك أن تقولي أن هناك صراعاً بين قيادات.
وليس صراعاً بين الشيعة والسنة. فهذا الصراع هو
بين أحزاب وكتل وزعامات سياسية وهي في الحقيقة
تحاول توظيف
الورقة الطائفية لصالح أهدافها السياسية. ثانياً
في الحقيقة الخاسر الأكبر في أي صراع يجري في
العراق أو يتفاقم ليس هو طائفة بعينها وإنما
الخاسر الأكبر هو العراق كله. العراق كدولة
والعراق كمجتمع.
المقدمة : يعني هل افهم منك انه ليس هناك انجرار
عراقي أو استقطاب من قبل العراقيين تجاه قياداتهم
السياسية؟
سماحة الشيخ : بعض
هذه القيادات لا يمكن أن يمثل الحالة الوطنية
العراقية ولا يمكن أن يعبر عن الضمير والمخزون
الوطني العراقي. وبالتالي نحن نعتقد أن الاحتقان
الموجود حالياً لابد أن نرجعه
إلى أسبابه الأساسية. السبب الأول هو الاحتلال
والتداعيات التي أوجدها الاحتلال.والسبب الثاني هو
البناء الخاطئ للعملية السياسية. والسبب الثالث هو
التدخل الإقليمي المعاكس لمصلحة الشعب العراقي.
المقدمة : شكراً جزيلاً لك سماحة آية الله
الشيخ حسين المؤيد من عمان.