عمان ـ خدمة قدس برس
وصف المرجع الشيعي آية الله العظمى حسين المؤيد،
مذكرة اعتقال الشيخ حارث الضاري الذي أصدرته
الحكومة العراقية، ليلة أمس الخميس (16/11)، بحق
أمين عام هيئة علماء المسلمين في العراق، الشيخ
حارث الضاري، بأنها تعكس فقدان التوازن لدى حكومة
نوري المالكي، وقال إن الحكومة فقدت صوابها،
وأمسكت بمعول نهايتها.
واستنكر المؤيد في حديث خاص لوكالة "قدس برس"
مذكرة الاعتقال بحق الشيخ الضاري، وقال "نستنكر
إصدار مثل هذه المذكرة بحق الشيخ المجاهد حارث
الضاري ونعتقد أنه دليل على عدم النضج السياسي
لدى حكومة المالكي، كما أن إصدار مثل هذه الأوامر
سيعقد المشكلة داخل العراق، وهو مؤشر واضح ودليل
قاطع على عدم جدوى وجدية الشعارات التي رفعتها هذه
الحكومة حول المصالحة والتصالح، كما انه تجاوز
على المرجعيات الدينية حينما تصدر مذكرة اعتقال
بحق شخصية دينية تجاهد وتدافع من اجل تحرير
العراق من الاحتلال".
واعتبر المؤيد إصدار مثل هذه المذكرة بأنه يعكس
أزمة خانقة تعيشها الحكومة والعملية السياسية
التي سعى الاحتلال إلى إنجاحها في العراق، وقال
"بدأت حكومة المالكي تفقد صوابها إزاء نمو وتصاعد
المشروع الوطني الذي بدأ يستقطب الجماهير، هذه
الجماهير التي سعت الأحزاب والشخصيات التي جاءت
مع الاحتلال إلى شحنها طائفيا، وقد بدأت الآن تعي
ضرورة الاصطفاف خلف المشروع الوطني العراقي، وهو
ما يعني انهيار هذه الحكومة، لذلك بدأت تتخبط
وتصدر أوامر اعتقال مثل تلك التي صدرت بحق الشيخ
المجاهد حارث الضاري".
ورأى المؤيد أن مثل هذه المذكرة ستؤدي إلى تعقيد
الوضع في العراق والذي هو أصلا متأزم، مشيرا إلى
أن الخلاف في العراق مرده إلى أزمة سياسية خانقة
بين الذين شكلوا الحكومة العراقية الراهنة.،
وقال: "إن المشروع الوطني العراقي والذي يعد الشيخ
حارث الضاري أحد رموزه بدأ ينمو ويكبر، وهناك
توجه إقليمي للقوى الوطنية الداعمة للمشروع الوطني
في العراق دون إيران لأنها تلعب دورا سلبيا في
العراق وتحاول إقصاء التيار الوطني في العراق
لحساب الطائفيين وأتباعها، لذلك فان جهودنا وجهود
القوى الوطنية لإعادة التوازن إلى الساحة
العراقية، وبدأت هذه الجهود تحقق ثمارها، لذلك
فان إصدار مذكرة لاعتقال الضاري كان الهدف منها
ضرب المشروع الوطني الذي بدأ يخيف الحكومة
العراقية الحالية".
و أشار المؤيد إلى انه لا يمكن عزل مذكرة الاعتقال
بحق الضاري عن مجمل التطورات الإقليمية والدولية
بشان العراق وخاصة نجاح الديمقراطيين في
الانتخابات النصفية للكونغرس، ومحاولة فرضهم رؤية
جديدة وسياسة جديدة لمعالجة الوضع المتدهور في
العراق. ووصف المؤيد حكومة نوري المالكي الحالية
بأنها حكومة غير منسجمة يجمع أعضاءها شريط من
المصالح والحسابات، وقال: "الحكومة لها ميليشيات
تلعب دورا تصعيديا في العراق واعتقد أن هذه القوى
التي تملك الميليشيات المسلحة هي من تقف وراء
إصدار مذكرة الاعتقال بحق الشيخ المجاهد حارث
الضاري". وحذر المؤيد من أن مذكرة الاعتقال،
ستترك تأثيرات واضحة المعالم على حكومة نوري
المالكي، وقال: "هذه التأثيرات بدأت واضحة منذ
ساعة الإعلان عن إصدار المذكرة وهي ستؤدي حتما إلى
إضعاف هذه الحكومة، والتي اعتقد أنها أمسكت
بالمعول الذي ستهدم به نفسها"، على حد وصفه.
السابق