المقدم : السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته
الدم العراقي ...والمصالحة الوطنية. أمن بغداد
والعراق. غيض من فيض العديد من التحديات التي لا
تنقطع وتنتظر الحكومة العراقية رئيس الوزراء نوري
المالكي لكي تعلن يوماً إنها نجحت في حل
المعضلات... فمن الذي يستطيع أن يوقف مسيرة القتل
على الهوية التي بدأت تستشري في العراق ومن الذي
يستطيع أن يحقق بعضا مما يطرحه المخلصون من أبناء
العراق للتوصل فعلا لكلمة سواء تجسدها أي مبادرة
للمصالحة الوطنية. وهل تلقى دعوة المالكي إلى ما
سماه بالمجتمع المدني من اجل محاربة الطائفية . هل
تلقى أي استجابة ؟ آم إن الحل قد يأتي فقط من خلال
إقرار قانون جديد حول نزع سلاح الميليشيات المتهمة
بإثارة العنف الطائفي وهل تعني المطالبة بإقرار
هذا القانون . إن تلك الميليشيات معروفة للحكومة
الحالية وكانت أيضا معروفة للحكومات التي سبقتها
ومعنى ذلك أيضا إن تلك الميليشيات تمارس القتل
المنظم منذ احتلال العراق قبل أكثر من أربع سنوات
تقريبا. وكيف ستنتهي إشكالية الخلاف حول موضوع
الفدرالية ؟ قضايا كثيرة نطرحها مع ضيف حلقة اليوم
من ( مباشر مع ) المرجع الديني العراقي الشيخ آية
الله ( حسين المؤيد ) الذي يتحدث إلينا من عمان :
أهلا بك فضيلة الشيخ.
سماحة الشيخ :- أهلا وسهلا بكم .
المقدم :- في البداية فضيلة
الشيخ دعني اقتبس بعضا من آخر خطاب للسيد نوري
المالكي ألقاه أمام مؤتمر للمنظمات الأهلية عقد في
المنطقة الخضراء في بغداد التي تعتبر قلعة حصينة ،
قال بالنص ( نحتاج للوحدة والمصارحة والانفتاح على
الآخر واعتماد مبدأ الحوار بعيدا عن التعصب الأعمى
) يعني برأيك هل يمكن أن يجدي التنديد بالكراهية
والتعصب من وراء أستار الحراسات والمناطق الأمنية
؟ أم إن من الأجدى أن ينزل رئيس الوزراء العراقي
وأعضاء الحكومة لكل عراقي سنيا كان أم شيعيا
والتواصل معه؟.
سماحة الشيخ :- بسم الله الرحمن الرحيم في الحقيقة
العراق يمر بأزمة كارثية خطيرة يندفع معها إلى
حافة الهاوية ومصير العراق معرض للخطر ويقلقنا جدا
مستقبل العراق بل بات مستقبل العراق هو الأمر
المشترك الذي يثير القلق عند كل الأطراف . ولكن كل
من منطلقاته ومن زاويته .إذا أردنا أن نعالج
الأزمة في العراق لابد أن نركز النظر على أسبابها
الرئيسة التي أدت إليها وكل معالجة لا تلامس تلك
الأسباب فإنها لن تكون مجدية وسيكون مصيرها الفشل.
ولهذا بدلا من التركيز على النتائج لابد من معالجة
الأسباب... نحن نعتقد إن هناك أسبابا رئيسة ثلاثة
أدت إلى هذه الأزمة الكارثية . السبب الأول
الاحتلال والتداعيات التي أوجدها هذا الاحتلال في
داخل المجتمع العراقي والتي يمكن أن نلخصها في بعض
النقاط : أولا سلب السيادة العراقية. ثانيا تفكيك
بنية الدولة العراقية. ثالثا هندسة عملية سياسية
في ظرف غير مستقر وبعيدا عن إرادة المجتمع العراقي
وطبق مقاسات معينة. ورابعا الانتهاكات المشينة
التي قامت بها قوات الاحتلال في داخل العراق والتي
أحدثت ردة فعل قوية في المجتمع العراقي ، فإذا
السبب الأول هو الاحتلال وتداعياته ، السبب الثاني
هو البناء الخاطئ للعملية السياسية هذا البناء
الذي غيب المشروع الوطني العراقي وادخل الطائفية
السياسية إلى العراق بشكل لم يكن مسبوقا وأوجد
اصطفافا وتخندقا طائفيا وأثنيا في داخل المجتمع
العراقي وجعل السلطة في العراق حكرا على مجموعة من
القوى التي تماشت مع مشروع الاحتلال.السبب الثالث هو التدخل الدولي والإقليمي المعاكس
لمصلحة الشعب العراقي وللمصالح العربية في المنطقة
. هذا التدخل الذي أضحى معه العراق ساحة مفتوحة
للتجاذبات السياسية . وهذه القوى إما إنها تتدخل
بشكل مباشر أو من خلال عناصر ترتبط بها . هذه
الأسباب الثلاثة هي التي أدت في نظرة منطقية
وموضوعية إلى هذه الأزمة الكارثية ، وما لم تعالج
هذه الأسباب لا يمكن أن يشهد العراق استقرارا
سياسيا وامنيا بل اعتقد إن الأمور تتداعى وتتدحرج
إلى منعطفات ومزالق خطيرة للغاية.
المقدم :- في ظل النقاط
التي تحدثت عنها سواء كانت رئيسة أو فرعية واقعيا.
هل بقيت لدى العراقيين داخل الشارع العراقي أي
قناعة لما يسمى بالوحدة الوطنية أو هل مازال هناك
من يستطيع أن يتحمس للدفاع عن هذا اللفظ أو هذه
الكلمات التي يرددها السياسيون بين حين وأخر؟
سماحة الشيخ :- نحن نعتقد بأن المخزون الوطني
للشعب العراقي لا يمكن
أن يفكك من خلال ظرف طارئ . الكل يعلم ان نموذج
التعايش في العراق بين مكونات الشعب العراقي هو
نموذج فريد وضارب في القدم ولهذا لا يمكن للظرف
الطارئ أن يفكك هذا النموذج ، نحن نخشى من تأصيل
هذه الحالة الطارئة .إلى الآن المجتمع العراقي
استعصى على عملية التفكيك وعلى تمزيق نسيجه
الاجتماعي.
المقدم :- سماحة الشيخ بعد
كل إحداث العنف التي تسود داخل الشارع العراقي
حاليا وبصورة يومية بصورة فعلا أثارت انتباه حتى
كثير من المراقبين وأعضاء الكونغرس داخل الولايات
المتحدة . تعتقد ان النسيج العراقي مازال بنفس
القوة القديمة؟
سماحة الشيخ:- أنا أراهن على المخزون الوطني للشعب
العراقي وأعتقد أن القيم التي تربى عليها الشعب
العراقي عصية على كل الأعداء.
المقدم :-لكن ذكرت وكالات
الإنباء الفرنسية من أن حتى تصريحات بابا
الفاتيكان قبل أيام حول مبدأ الجهاد في الإسلام .
حتى لم توحد مواقف العراقيين داخل المساجد ،
الوكالة تقول : خطب الجمعة بالأمس داخل مساجد
السنة ركزت حول تصريحات البابا فيما أن تناولت
مساجد الشيعة مسائل كثيرة جدا منها مسألة محاكمة
صدام حسين ومسألة الفدرالية ! هل يمكن أن نعتد
بهذا كمؤشر على حقيقة اختلاف القلوب والأفئدة
مابين الطرفين؟ وبالتالي اختلاف الأهداف
والاهتمامات ؟
سماحة الشيخ:- لا هذا الذي نقلته عن وكالة الإنباء
الفرنسية لا يعبر عن واقع الشعب العراقي . إذا
كانت بعض المساجد ترتبط بقوى سياسية لا تجد من
مصلحتها أن تتلاحم صفوف الشعب العراقي فهذا لا
يعني إن هناك صدعا جوهريا في داخل المجتمع العراقي
.اليوم المواطن العراقي بعد كل المآسي التي شهدها
وبعدما لاحظ تعثر مشروع الاحتلال وكشف بنفسه زيف
الشعارات التي طرحها المحتل لتبرير غزوه للعراق
وبعدما بان له عجز القوى السياسية التي تداولت على
السلطة منذ الاحتلال والى يومنا أصبح المواطن
العراقي اقرب إلى ان يصغي إلى صوت المشروع الوطني
العراقي والى أن يرجع إلى مخزونه الوطني الذي يمثل
مزاجه النفسي الثابت.
المقدم :- على أية حال شيخ
حسين نتوقف قليلا مع بعض الاتصالات من بعض الإخوة
المشاهدين معنا من الكويت الأخت نور تفضلي.
المتصلة :- السلام
عليكم ...أول شي هو تحية الإسلام والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته من الكويت تحية إلى إخواننا في
فلسطين المحتلة وتحية إلى إخواننا في لبنان. وان
شاء الله يتحرر الجميع من أمريكا وبريطانيا .
وأتمنى من الكويت أن تساعد إخواننا السنة والشيعة
ي رب ولا تشمت فينا
أمريكا.
المقدم:- شكراً جزيلا لك يا
نورا... ولدينا من بريطانيا أبو عبد الله تفضل
المتصل :- السلام عليكم
ورحمة الله أنا سؤالي لضيفك . أنا مواطن عراقي.
بالنسبة للمرجعية الشيعية التي دعت إلى التصويت
إلى القائمة الشيعية بقيادة عبد العزيز الحكيم
والجعفري ثم عندما جاء الجعفري كانت الطائرات
الأمريكية تقصف والجعفري يرسل الحرس الوطني لقتل
أهل السنة ، ثم بعد ما استقبلوا الأمريكان رأينا
أين مصير الجعفري . سؤالي لضيفك هل المرجعية حققت
الأهداف السياسية والإستراتيجية للاحتلال؟هو يلقي
اللوم على الاحتلال لكن نوري المالكي عندما جاء
إلى الحكم ذهب إلى واشنطن وشكر الأمريكان وقال نحن
والأمريكان متفقون للتصدي للإرهاب . كيف حسن نصر
الله يقول إن إسرائيل تقاتل نيابة عن أمريكا ويأتي
المالكي ويدافع عن حسن نصر الله ويشكر الأمريكان
وحسن نصر الله على لائحة الإرهاب الأمريكية ؟ كيف
نفسر هذه التناقضات في السياسة للطائفة الشيعية
بأنهم يقولون لأمريكا الشيطان الأكبر بينما يذهبون
ويحققون الأهداف الإستراتيجية للاحتلال في العراق
بحيث المالكي يقول الذي يقتل جندي أمريكي لا
مصالحة له وحسن نصر الله يقول عندما زار توني بلير
بيروت . قال يجب أن يراعوا شعورنا بان لا يسمحوا
لتوني بلير وهو مشترك في قتل اللبناني . كيف نحن
شعورنا عندما المالكي يذهب إلى أمريكا ويشكر
الأمريكان على أساس إنهم حرروا العراق ؟ وضيفك
يعلم جيدا إن صدام حسين ثماني سنوات عندما كان
يقاتل إيران كان رامسفيلد يزور بغداد .
المقدم :- واضحة النقطة يا
سيدي أبو عبد الله حتى لا يداهمنا الوقت وننسى هذه
النقطة المهمة ... شيخ حسين كيف ترد على سؤال الأخ
أبو عبد الله من بريطانيا؟
سماحة الشيخ:- أنا استغرب أن يوجه مثل هذا السؤال
لي لأني منذ اليوم الأول كنت من الرافضين لا بل
المعارضين للعملية السياسية ومواقفي تختلف تماما
ونظرتي للأمور وتحليلي للأحداث تختلف تماما مع
نظرة المرجعية في النجف. ولهذا نحن غير موافقين
على أداء المرجعية في النجف وتقديرنا لمصلحة الشعب
العراقي يختلف عن تقديرها. ولهذا نحن ذكرنا في
أكثر من مكان قلنا إن الانقسام السياسي الذي حصل
في العراق بعد الاحتلال. هذا الانقسام صور على انه
انقسام بين منهجين بين منهج يرى مقاومة الاحتلال
عسكرياً ومنهج يرى مقاومة الاحتلال بالطرق
السياسية. قلنا هذا التصوير تصوير خاطئ فالانقسام
السياسي الذي حصل في العراق هو انقسام بين منهجين
وفريقين. بين منهج يرى مقاومة المشروع الطارئ
الوافد إلى العراق بالطرق العسكرية والسياسية .
وبين منهج يرى أن في هذا المشروع فرصة له للحصول
على مكاسب سياسية وغير سياسية. فلهذا نحن نعترض
تماماً على مماشاة مشروع الاحتلال واعترضنا على
العملية السياسية وكان رأينا أن هذه العملية لا
تخدم الشعب العراقي ولهذا نحن ندعوا إلى تصحيح
العملية السياسية وليس إلى تسيير العملية
السياسية.
المقدم:- وهل تعترض أيضا
على الزيارة الأخيرة التي قام بها السيد نوري
المالكي لمقر المرجع الشيعي آية الله علي
السيستاني في النجف. البعض أنتقدها وصورها على
أنها صورة جديدة من صور تكريس ولاية الفقيه.
سماحة الشيخ:- في الحقيقة المرجعية كحقيقة موضوعية
يجب أن تلعب دوراً أسياسياً لصالح الإسلام
والمسلمين ولصالح المجتمع الإنساني وبالتالي
المرجع لابد أن يتصدى لكل ما فيه صلاح الناس. أن
يرتبط السياسيون بالمرجعية وان يستفيدوا من
توجيهاتها من حيث المبدأ هذه قضية صحيحة منهجيا.
ولكن الكلام في الدور الذي تلعبه المرجعية واللقاء
الذي شكلته. أنا لدي ملاحظات على هذا الدور واعترض
على نمطية الدور الذي لعبته المرجعية.
المقدم :- على أية حال في
ما يتعلق بضرورة أن... أنت لا ترى أي مشكلة في أن
ترجع القيادة السياسية للمرجعية الدينية من اجل
استشارتها في بعض الأمور بشرط أن تكون ايجابية لكن
على أية حال البعض يرى أن المرجعية يجب أن تكون
سياسية بحتة وليس من مرجعيات دينية حتى لا يوجب
ويعمق مسألة النزاعات الطائفية سواء من ناحية
السنة والشيعة مثلاً.
سماحة الشيخ:- لا اعتقد ذلك لان المرجع إذا أراد
أن يلعب دوراً وحدوياً وان يكون مرجعاً وان يكون
ملكا لكل المسلمين دون أن يتقوقع في إطار مذهبي
ضيق حينئذ ممكن أن يشكل زعامة إسلامية ينضوي تحت
مظلتها أبناء العراق بمختلف طوائفهم. ولا توجد لدى
أبناء الشعب العراقي أية حساسية من التعامل مع
مرجعية وطنية وحدوية ترعى مصالحهم بدون النظر إلى
انتماءاتهم.
المقدم:- وإذا كان المالكي
مثلاً يستند الى المرجعية الشيعية للسيد علي
السيستاني في استشارته في بعض الأمور فلم لا يفعل
نفس الأمر بالنسبة لبعض أئمة السنة في العراق
مثلا؟
سماحة الشيخ:- طبعاً نحن كنا نؤكد على
ضرورة فتح قنوات التواصل بين المحاور الدينية
والسياسية بالشكل الذي يحفظ أجواء المودة والإخوة
بين المسلمين جميعا.
المقدم:- في هذه النقطة
تحديدا كلنا نكون قد دخلنا في نفق واحد فقط هو نفق
ان المرجعية الدينية سواء كانت شيعية او سنية
ستكون هي المحرك بالنسبة لكل جميع الأمور السياسية
المتعلقة بالعراق . ومن المعروف أساسا أن السنة
والشيعة لهم وجهات نظر متباينة فيما يتعلق بالشأن
السياسي الذي يعيشه العراق حالياً. إشكالية ربما
تحتاج إلى نظر والى جدال كثير.
سماحة الشيخ:- هذا الأمر أو هذه الإشكالية يمكن
تجاوزها فيما لو كان أداء المرجعية أداء يغطي
عملية سياسية صحيحة تحقق للشعب العراقي مصالحه
الوطنية وتحفظ له انتماءه دون أن تغطي عملية
سياسية تؤدي إلى تمزيق النسيج الاجتماعي للشعب
العراقي.
المقدم:- فضيلة الشيخ نتوقف
قليلا لبعض الاتصالات ولدينا من العراق عمار وجيه
تفضل...
المتصل:- السلام عليكم...
تحية لك ولضيفك الكريم.. في الحقيقة كنت أود أن
ازور الشيخ حسين المؤيد منذ عام (2003) عندما قدم
للعراق والحمد لله الآن أراه في الشاشة. أخي
الكريم لدي مداخلة بسيطة كوني إعلامي وأعيش في
العراق منذ زمن بعيد. الحقيقة نحن بعيداً عن
مصطلحات العمالة ومصطلحات إن هذه عملية سياسية تحت
ظل الاحتلال أو غير
ذالك نقول أولا: إن من حق جميع العراقيين سواء
كانوا مسلمين أو غير مسلمين وبكافة الأطياف من
حقهم أن يكون لديهم تشكيلات سياسية. والعمل
السياسي في ظل المحتل لا يعني الإقرار بوجود
الاحتلال هذه مسائل لها دلائلها الفقهية.
المقدم:- وهل تعتقد إن وجود
التشكيلات السياسية والكيانات السياسية في ظل
الاحتلال ستكون قادرة على أداء دورها بصورة صحيحة
تفيد الوضع الداخلي في العراق؟
المتصل:- أخي أنا لا أقول
أن التشكيلات السياسية لوحدها قادرة على أن تدير
العملية يشكل صحيح. لكن يجب ان يكون هنالك فعاليات
موجودة متكاملة. ان نحقق حالة التكامل ولا يجوز
لأحد أن يرفض حالة معينة. قضية التكامل والشعب
العراقي يفهم هذه القضية نحن نقول إن الإشكال الذي
حصل نجمله بما يأتي:-
أولاً: نصحنا إخواننا الشيعة في بداية الأمر قلنا
لهم من حقكم أن تعبروا عن حالة الارتياح. لكن هذه
الهرولة والإسراع والتهميش للآخرين كان عملية
خاطئة والهرولة التي حصلت ليتها اقتصرت على
التعبير عن الشعائر الدينية بعيداً عن العملية
السياسية وإنما حصل معها عنف وحصل معها إقصاء
وحصلت معها ردود الأفعال. والكل يعلم ذلك وكنا
نقول منذ اليوم الأول يجب أن تكون العملية هادئة
ومدروسة وعقلانية.هذه واحدة.
الأمر الثاني. لا داعي أن نقحم المرجعية الرشيدة
في كل شيء .هذا عمل سياسي فيه مسائل فقهية. فيه
مسائل تدخل في المصالح المرسلة . لا داعي لإقحامها
في كل شيء. مباركة المرجعية الدينية للانتخابات.
مباركة المرجعية الدينية للدستور. هذه حقيقة سببت
إشكالات كثيرة. نحن كنا نتفهم حاجة إخواننا الشيعة
وحاجة إخواننا الأكراد كما أن هناك كثير من
الأطياف السنية مهمشة . أنا أؤيد الشيخ حسين
المؤيد في قضية المحاصصة الطائفية. هذه كانت
وبالاً علينا ونحن حينما دخلنا العملية السياسية
يشهد الله إننا أردنا أن نصلح قدر الإمكان.
الآخرون الذين رفضوا العملية السياسية لم نعترض
عليهم وإنما قلنا لهم يجب أن تكونوا عمليين. لا
ينبغي أن تكونوا سلبيين فقط تقاطع العملية
السياسية وليس لديك حل. يجب أن يكون لديك حل ماذا
تفعل؟ في مثل هذه الظروف أن نترك الدولة بلا جيش
ولا شرطة ولا حكومة؟ هذه الإشكالية الآن .واجب على
هذا الشعب أن يتفهم هذه القضية . وواجب على
الأطياف السياسية أن تتفهم هذه القضية. وان
يراجعوا هذه الأخطاء التي حصلت في السنوات الثلاثة
بعيداً عن استخدام عبارات العمالة واستخدام عبارات
إن هذا جاء مع المحتل. نحن نريد أن نعيش واقعنا
ونريد أن يتفهم بعضنا البعض. الرافضون للعملية
السياسية والموافقون عليها عليهم أن يجلسوا على
مائدة واحدة للتفاهم وأنا اعتقد أن شاء الله
الأمور يكون فيها حلحلة.
المقدم:- شكرا لك عمار.
ومعنا من بريطانيا الأخت فاطمة تفضلي.
المتصلة:- السلام عليكم...
طبعاً أنا أحيي الجزيرة واحيي ضيفها وبرنامج(
مباشر مع) وأرجو من العلامة حسين المؤيد أن يسع
صدره لي على الأسئلة التي أوجهها .طبعاً السؤال
الأول الذي اطرحه على ضيفك هو ما
هو رأيه بالفدرالية التي سوف تقوم في
الجنوب؟ وهل حقاً هذه الفدرالية ستكون تابعة
لإيران والأشخاص الذين يقومون بإدارتها هم تابعون
لإيران؟ هل السيد الحكيم هو شخص تابع لإيران بحت
وهو شخص إيراني بحت أم أن مشاعره وقلبه وكل
تصرفاته ستكون مخلصة للعراق والعراقيين ؟
النقطة الثانية الأخ الذي تكلم قبلي في عدم إقحام
المرجعية في العملية السياسية أنا أعارضه معارضة
تامة في هذا الموضوع. يجب أن تدخل المرجعية في
السياسة. مثلاً السيد السيستاني لماذا هو جالس في
الغرفة ولا يخرج يتكلم إمام الفضائيات أو أمام
الشعب العراقي؟ لماذا لا ينتقد ما يحدث في داخل
العراق من قتل ودمار وخراب؟ لماذا لا يخرج بنفسه
.دائما الأشخاص الذين يقبعون حوله يقومون بالكلام
نيابة عنه. القتل الذي يحصل بين الشيعة والسنة.
لماذا لا تخرج المرجعية وتتكلم بصوت عال وتفتي بأن
قتل مسلم لمسلم حرام حرام حرام . ما هو رأيك في
هذا الموضوع؟ وإذا كنت من المرجعية الناطقة كما
قال السيد مقتدى الصدر فأين دور المرجعية الناطقة؟
ولماذا لا يتكلمون بصوت عال. برأيي أنا إن هناك
مرجعية ناطقة ولكن صوتها بدأ يخفت. في السابق كان
لديها جيش المهدي. الآن تحول جيش المهدي إلى يد
يتهم بأنه اليد التي تقتل العراقيين.
المقدم:- نقطة المرجعية
ربما تكوني قد إستوفيتي
ما لديك من أسئلة فيها ونظراً لضيق وقت البرنامج
ربما نكتفي بسؤالي الفدرالية والمرجعية
الشيعية...والآن معنا من اليونان احمد الحلبي
تفضل.
المتصل:- السلام عليكم وعلى
فضيلة الشيخ... لي بعض التساؤلات وبعجالة إلى
فضيلة الشيخ.. هل الاحتلال كشف عن احتقان طائفي
دفين داخل العراق ولماذا هذا الاحتقان والعنف وما
هو المطلوب؟ هل هو تقسيم العراق طائفياً أم برأيكم
أن الاحتلال هو الذي يدعم عملية الصراع الطائفي
ولماذا؟ وبما إن العراق لكل العراقيين؟ كيف كل طرف
يلقي اللوم على الاحتلال ولكن على الأرض المواجهة
وأغلبها بين أبناء العراق وما هو دور إيران صراحة
داخل العراق؟ وما هو موقفكم من تدخل إيراني في
شؤون العراق؟ وهل برأيكم سينتهي العنف الطائفي
بنهاية الاحتلال وكيف؟
المقدم :- شكراً سيد أحمد
الحلبي نعود إلى ضيفنا الشيخ حسين المؤيد.. فضيلة
الشيخ حسين بالنسبة الى موضوع الفدرالية والحديث
عن إقرار موضوع الفدرالية والخلافات حولها فيما
يتعلق بالكتل الشيعية والكتل السنية داخل البرلمان
أومن يعارضها من الكتل الشيعية.أنت كيف ترى موضوع
الفدرالية في العراق.
سماحة الشيخ:- أنا من المعارضين للفدرالية ومنذ
البداية قلنا إن الفدرالية ليست أطروحة تحقق للشعب
العراقي الاستقرار. والفدرالية ليست هي البديل
الموضوعي للدكتاتورية لان البديل الموضوعي
للدكتاتورية هو دولة المؤسسات ودولة القانون
فالسلطة المركزية التي تقام فيها دولة المؤسسات
والتي لا يستبد فيها فرد أو حزب أوجهة أو تيار هي
الضمانة الحقيقية للاستقرار السياسي. فليست
الفدرالية هي البديل عن الدكتاتورية. ونحن نعتقد
أن الفدرالية سواء أقيمت على أساس إثني أو
على أساس طائفي أو
على أساس جغرافي لا تحقق للشعب العراقي أية
مصلحة بل على العكس من ذلك فيها مفاسد كثيرة.
ولهذا نحن نرفض مشروع الفدرالية وندعو الشعب
العراقي إلى رفض هذا المشروع والى التمسك بوحدة
المجتمع العراقي وبالوحدة الوطنية. والفدرالية
اليوم ليست إلا بذرة للتقسيم في المستقبل ولا اقل
من احتمال خطر التقسيم فيما لو طبق مشروع
الفدرالية في الأجواء التي يعيشها العراق. نحن
نرفض مشروع الفدرالية. رفضناه منذ البداية ولا
نعتقد أن له أساسا في الحال الحاضر.لا نعتقد أن له
أساسا شرعيا ولا أساسا سياسيا.
المقدم:- يعني في ضوء
قراءتك لموازين القوى داخل التكتلات السياسية في
العراق . ترى من ستكون له الغلبة في موضوع
الفدرالية؟ من سيحقق فيه أسهم أكثر. بالنسبة
لمسألة إقرارها وطرحها على الساحة أم لا؟ هل الكتل
المؤيدة أم الكتل المعارضة؟
سماحة الشيخ :- نحن لا نقارن الأمور من خلال مسألة
الإرباح والخسائر وإنما نحن نقول أن أي مشروع
سياسي يطرح لابد أن يدرس من خلال المناخ السياسي
الداخلي والإقليمي والدولي ونعتقد أن المناخ
الداخلي والإقليمي وعموماً بشكل عام المناخ الدولي
لا يساعد لا على تقسيم العراق ولا على فرض مشروع
قد يؤدي إلى التقسيم.
المقدم :- هل هناك قوى
تعارض التقسيم؟
سماحة الشيخ :- أنا أتكلم عن الجو الدولي العام .
قد تكون هناك قوى سياسية دولية تدفع باتجاه
التقسيم . قد تكون هناك قوى إقليمية تدفع باتجاه
التقسيم . ولكن أتكلم عن الجو السياسي العام .الجو
السياسي العام لا يساعد على ذلك والوضع في داخل
العراق لا يساعد على ذلك. إلا إذا أريد إقامة
الفدرالية من خلال حرب أهلية ومن خلال فرضها
بالدم. وهذا أمر أيضاً سيؤدي إلى مخاطر ولا يكون
مشروع الفدرالية مؤهلا للحياة في مثل هذه الحالة.
المقدم :- بالنسبة لطرح
موضوع إيران ودور إيران والتدخل في العراق ؟ أنت
كيف تراه؟
سماحة الشيخ :- الدور الإيراني دور سلبي وهذا
موقفي المعلن والصريح والواضح الذي ينطلق من
قناعة. هذه القناعة لم تتولد لديّ في فترة وجيزة
وإنما هذه قناعة تولدت من خلال عقدين من الزمن
عركت فيها الأحداث عن قرب. أنا اعتقد أن النظام في
إيران ليس له مشروع إسلامي عام وليس له مشروع شيعي
عام. وإنما له مشروع قومي إيراني يتخذ من الإسلام
والمذهب أداة لبسط الهيمنة و النفوذ. وبالتالي فان
الدور الإيراني في العراق والمنطقة لا يمكن أن
يكون دوراً ايجابياً لأنه يتناقض مع مصلحة الشعب
العراقي ومع المصلحة العربية العامة.
المقدم :- يعني أي التيارات
السياسية داخل العراق أنت ترى أنها قد تكون الأداة
واليد الإيرانية داخل العراق؟
سماحة الشيخ :- لا أريد أن ادخل في التسميات ولا
أريد أن أزج نفسي في مثل هذه القضايا الخاصة ولكن
المناهج السياسية والتاريخ السياسي يمكن أن يكشف
هذه الأمور.
المقدم :- يعني.. بعض
المراقبين يرى أن إيران ربما لا تريد أن تفشل
الولايات المتحدة في العراق؟ هل تؤيد هذا الرأي أم
لا ؟
سماحة الشيخ :لا تريد لها أن تفشل ؟
المقدم :نعم لا
تريد لها أن تفشل. أمريكا داخل العراق وان
كان...
سماحة الشيخ: تفشل عسكريا ؟
المقدم: بالطبع وسياسياً
أيضا الاثنتان مرتبطتان .لكن على أية حال يقولون
أن إيران تريد لأمريكا أن تنجح داخل العراق لكن
بأموال كثيرة جداً وبتكاليف في موضوع الخسارة
السياسية وخسارة جنود كثيرة جداً تتفق مع هذا
الرأي؟
سماحة الشيخ :- الإيرانيون لهم مصالح قومية
وبالتالي هناك طموحات للنظام في إيران في أن يكون
القوة الإقليمية الكبرى في المنطقة وهو يتعامل مع
الأحداث ويتعامل مع القضايا السياسية من هذه
الزاوية. ومن خلال هذه الرؤية ونحن وجدنا أن هذه
الرؤية حينما التقت في المصلحة مع إسقاط الدولة في
العراق من خلال الاحتلال الأمريكي نجد أن
الإيرانيين انسجموا مع هذا الاتجاه وكان بإمكانهم
أن لا يسمحوا بمثل ذلك لكنهم انسجموا مع هذا
الاتجاه .
المقدم :- وهل تستشعر مخاوف
داخل إيران؟ كما يقول البعض من أن تفقد إيران
نفوذها الديني الذي ظلت تتمتع به طيلة 27 عاماً.
تخسر هذا الدور الديني لصالح دور المرجعية الدينية
في النجف.
سماحة الشيخ :- الدور الديني الذي تحتفظ به طيلة
27 عاماً؟ أين هذا الدور؟. قبل السقوط وقبل
الاحتلال لم يكن لها مثل هذا الدور في داخل العراق
وإنما أصبح العراق ساحة مفتوحة لها بعد الاحتلال
وببركة الاحتلال.
المقدم :- نتوقف قليلاً مع
بعض الاتصالات . معنا حامد العراقي من العراق تفضل
حامد.
المتصل :- السلام عليكم .
سلامي للمرجع الديني المحترم .بالنسبة للمرجع
الديني كأنما هو متعايش معنا نحن أهل الجنوب
وكأنما هو واحد من أهل
الجنوب مثلنا تماماً… بالنسبة للفدرالية إذا قامت
في الجنوب فأعتبره ليس بإقليم عراقي وإنما هو
إقليم إيراني لأننا حالياً نلاحظ في الجنوب نفوذا
إيرانيا غير طبيعي في الجنوب. الفدرالية تعني
تقسيم العراق وهي لا تنفع العراق وخصوصاً الجنوب
لأنها تعني التقسيم . بالنسبة لنا الحرب التي
هاجمت بها أمريكا العراق أدت إلى خسارة العراق
وتعب أمريكا وقد ربحت إيران . حاليا نحن احتلال في
داخل احتلال.
المقدم :- والآن معنا مجدي
الساحلي من فرنسا تفضل مجدي.
المتصل :- السلام عليكم
وأنا أؤيد الأخ حامد المحترم لان الوضعية في
العراق الآن لا تسمح بأي تقسيم بل وحدة كاملة من
الشمال إلى الجنوب من زاخو إلى الفاو إلى البصرة .
المقدم :- والآن نعود إلى
الشيخ حسين.. شيخ حسين لو عدنا للأوضاع السياسية
داخل العراق بعد أن أفضنا بالحديث عن موضوع
الفدرالية. موضوع إقرار قانون جديد حول نزع سلاح
الميليشيات المتهمة بإثارة العنف الطائفي يعني
معنى ذلك أن تلك الميليشيات معروفة للحكومة
الحالية وكانت معروفة أيضاً للحكومات التي سبقتها
ومعنى ذلك أن تلك الميليشيات تمارس القتل المنظم
منذ احتلال العراق قبل أكثر من أربع سنوات
تقريباً. برأيك ألا يثير هذا الاستغراب؟ أم تظل
تمارس نشاطا على الساحة العراقية حتى هذه اللحظة
منذ سقوط العراق في يد الاحتلال وحتى الآن.
سماحة الشيخ :- لا.. لا يثير الاستغراب لان ممارسة
الميليشيات لمثل هذه الأدوار إنما هو بسبب عدم
وجود دولة حقيقية في العراق . لو كانت هناك دولة
فحفظ الأمن في العراق وحفظ الاستقرار في العراق هو
وظيفة الدولة ووظيفة أجهزتها. في ظل غياب الدولة
قامت ميليشيات وعلى أسس غير منطقية وغير منهجية
وبالتالي كان وجود هذه الميليشيات يشكل عنصر قلق
في المجتمع العراقي وجعل من الوضع العام وضعا
هشاً.
المقدم :- ولكن ألم يكن من
الأولى بتلك الحكومات العراقية التي تعاقبت بعد
تنظيم الانتخابات. الم يكن من الأولى أن يتصدر
موضوع الميليشيات أجندة عمل تلك الحكومات سواء
بالنسبة للسيد الجعفري أو
حتى الحكومة الحالية للسيد نوري المالكي؟
سماحة الشيخ :- نعم ولكن هل هم قادرون على ذلك؟
المقدم :- نعم بمسألة هل هم
قادرون على ذلك. البعض يرى أن السيد نوري المالكي
يحاول حل مشكلات العراق لكن تواجهه مشكلة ضعف
الحكومة كما تحدثت أنت وأيضاً الشق الآخر جهل
الشريك الأمريكي الذي لا يرغب التعلم من أخطائه ؟
سماحة الشيخ :- في الحقيقة هذا الأمر يرجع بنا إلى
القضية الأساسية وهي أن العملية السياسية بنيت على
خطأ وأوجدت هذه الأزمة. والمحاولات الترقيعية من
داخل العملية السياسية لم تؤد إلى نتائج مرجوة ولم
تؤت ثمارها. نحن ندعو إلى تصحيح العملية السياسية
كي يندمج كل المجتمع العراقي في عملية سياسية
صحيحة تقوم على أساس المشروع الوطني العراقي وهذا
ما ضمناه في مشروع الميثاق الوطني العراقي الذي
سيعلن عنه قريباً ان شاء الله.
المقدم :- هل لنا أن نتعرف
على بعض ملامحه؟
سماحة الشيخ :- كنا نعمل منذ أكثر من سنتين على أن
تتشكل القوى والشخصيات الوطنية في أطار سياسي موحد
كأن يكون جبهة وطنية موحدة . ولكن لمجموعة من
العوامل والظروف لم يتحقق هذا الأمر. وعلى هذا
الأساس تحركنا باتجاه آخر. تقوم الفكرة فيه على
أساس إمكانية توحد الفاعليات الوطنية الرافضة
للاحتلال والمعارضة للعملية السياسية على برنامج
سياسي واحد تتبناه كل هذه القوى ليتم تسويقه إلى
الشعب العراقي لإقناع المواطن العراقي بهذا
البرنامج الذي ينقذه من هذه الأزمة ويخرجه من تحت
المظلات الطائفية والاثنية لينضوي تحت المظلة
الوطنية الجامعة.
المقدم :- هذا البرنامج لأي
مدى تتفق بنوده مع برنامج المصالحة الوطنية الذي
ينادي به رئيس الوزراء العراق الحالي؟
سماحة الشيخ :- لا تتفق مع هذا البرنامج .
المقدم :- إذن هل تقول أن
المبادرة التي يطرحها المالكي ليست على المستوى
الذي يؤهل تحقيق المصالحة بين العراقيين؟
سماحة الشيخ :- هذا شيء أكيد. أنا كنت في طليعة
الداعين إلى المصالحة الوطنية منذ أكثر من سنتين
وطرحت ذلك في محاضراتي وفي خطب الجمعة وكانت هذه
القوى السياسية التي تنادي اليوم بالمصالحة
الوطنية من أشد المعارضين لهذا الطرح. وكم تلقيت
من مكالمة هاتفية من بعض من يشغل منصباً وزارياً
في مثل هذه العملية يندد بطروحاتي حول المصالحة
الوطنية. ولكنني أعتقد أنهم الآن أصبحوا مضطرين
إليها بحكم تعثر مشروع الاحتلال وعجزهم عن إدارة
الأوضاع في العراق.
المقدم :- مبادرتكم هل تلقى
قبولاً ومباركة من بقية المراجع الشيعية في العراق
أيضاً ؟
سماحة الشيخ :- من تقصد بالمراجع هل تقصد المراجع
الذين غطوا على العملية السياسية الحالية؟
المقدم :- السيد علي
السيستاني على سبيل المثال. آية الله السيستاني هل
يبارك مبادرتكم هذه؟
سماحة الشيخ :- مبادرتي أنا؟
المقدم :- يعني الطرح الذي
تتحدث عنه بالنسبة للمصالحة الوطنية.
سماحة الشيخ :- مبادرتي ليست بحاجة إلى مباركة من
مثل هذه المحاور أنها مبادرة تنطلق من رؤية مغايرة
للرؤية المتبناة للمرجعية الحالية. وبالتالي فأنها
تقدم بديلاً عن الوضع الموجود الذي غطته المرجعية.
وهذه المبادرة نحن نراهن على الشعب العراقي في
قبولها ولا نراهن على القوى السياسية الحالية
الممسكة بالسلطة.
المقدم: نعود لبعض اتصالات
مشاهدينا .. معنا من العراق أيضاً أبو باري تفضل.
المتصل :- السلام عليكم …
كلامي عن التدخل الإيراني. أصلاً حكومتنا ككل هي
حكومة إيرانية وانظروا أن القوات الإيرانية تقوم
بإعمال خطف وتسليب داخل العراق في سبيل تخريب
العملية السياسية ولا يوجد شيء يسمى مشروع مصالحة
وطنية في العراق ينادي به الساسة إذا كانوا في
الداخل غير متفاهمين .
المقدم :- شكراً جزيلاً
والآن أعود إلى ضيفنا شيخ حسين .من وجه نظرك ما
مدى صحة الرأي الذي يقول أن تغيير النظام في
العراق حرر طاقات ديمقراطية في العديد من الدول
المحيطة بالعراق تتفق مع هذا الرأي؟
سماحة الشيخ :- في الحقيقة مطلب الديمقراطية هو
مطلب شعبي عام لدى كل الشعوب العربية و الإسلامية
وأساساً المجتمعات العربية والإسلامية وهي تعيش
باتجاه التنمية و تتفاعل مع القيم الإنسانية
الايجابية تتطلع إلى ديمقراطية حقيقية. وأما أن
تأتي الديمقراطية عبر الاحتلال وبهذه الصورة ومن
خلال هذه الأزمات فلا أعتقد أن المجتمعات العربية
والإسلامية تتناغم مع مثل هذه الحالة.
المقدم :- بهذا نختتم حلقة
اليوم من (مباشر مع) اشكر لضيفي المرجع الشيعي آية
الله الشيخ حسين المؤيد الذي تحدث إلينا من عمان
ومشاهدينا الكرام أشكركم شكراً جزيلاً وغداً لقاء
جديد وضيف جديد ومباشر مع إلى اللقاء.