وصفي خوشمان
عمان- شكل التآخي الفلسطيني العراقي، وحقن دماء
الطرفين المنهمرة في أرض الرافدين محور اللقاء
الذي جمع رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم
الزعنون والمرجع الشيعي العراقي آية الله الإمام
الشيخ حسين المؤيد في مقر المجلس بعمان صباح أمس.
واتفق الزعنون والمؤيد، وفق بيان صحافي صدر عن
المجلس أمس، على استمرار التواصل بين الشعبين
المحتلين، وبحث ودراسة آليات تفعيل اقتراحات تقدم
بها المؤيد تقضي بتشكيل لقاء عراقي- فلسطيني شعبي,
وإجراء تآخ بين مدن فلسطينية وأخرى عراقية.
وثمن الزعنون مواقف المؤيد الداعمة للقضية
الفلسطينية وعموم القضايا العربية, انطلاقا من
قناعاته ومواقفه ونهجه العروبي الوحدوي، بحسب
البيان.
وأشار الزعنون إلى التضحيات التي قدمها العراقيون
للقضية الفلسطينية والقضايا العربية, ومشاركتهم
الفاعلة في جميع الحروب العربية- الإسرائيلية من
أجل فلسطين، قائلا إنه عمد إلى زيارة مقابر شهداء
الجيش العراقي قرب مدينة جنين، لدى دخوله الأراضي
الفلسطينية لأول مرة منذ سقوط الضفة الغربية تحت
الاحتلال الإسرائيلي في حزيران (يونيو) العام
1967، قبل أن يذهب إلى منزله في مدينة غزة.
وأضاف أن "احتضان العراقيين للقضية والنضال
الفلسطيني ليس جديدا, بل يعود إلى ثلاثينيات القرن
الماضي، عندما احتضن العراق مفتي فلسطين الحاج
أمين الحسيني, بعد اضطراره لمغادرة وطنه جراء
استهدافه من القوات البريطانية.
وكرر آية الله المؤيد تأكيده على حرمة استهداف
اللاجئين الفلسطينيين في العراق، مذكرا بأنه أصدر
فتوى تقضي بتحريم التعرض لأرواح وأعراض وأموال
الفلسطينيين في العراق, كون العراق أرض اسلامية من
حق أي مسلم أن يقيم فيه بأمن واستقرار.
ويشكو فلسطينيو العراق، البالغ عددهم 40 ألفا، من
تعرضهم لاعتداءات وتحرشات وعمليات قتل وتصفية
وتهجير من ميليشيات مسلحة، دفع عشرات منهم إلى
الهرب من القتل، ليعلقوا على الحدود مع الأردن
لأسابيع قبل أن توافق سورية على استقبال 181 منهم
على أراضيها.
وتتهم ميليشيات مسلحة هؤلاء اللاجئين بالولاء
للرئيس العراقي السابق صدام حسين، واستيلائهم على
مقدرات الشعب العراقي خلال وجودهم في العراق منذ
نحو 58 عاما.
وقال المؤيد إن الفلسطينيين، الذين شردوا من
ديارهم منذ العام 1948، لا يجب أن يغادروا العراق
إلا إلى ديارهم المحتلة بعد تحريرها، معتبرا أن
زيارته للمجلس الوطني الفلسطيني "فرصة أطلق خلالها
نداءات إلى كل من يعنيه الأمر في العراق للعمل على
حماية كل مقيم على أرضه, انطلاقا من عظم المسؤولية
والأمانة الملقاة على كواهل الجميع".
وأطلع المؤيد الزعنون على تطورات الوضع في العراق,
مؤكدا على أهمية تحقيق التوازن السياسي فيه وعموم
المنطقة من خلال دور عربي في العراق يتبنى مشروعا
وطنيا, وكذلك مصالح الشعب العراقي.
السابق