عمان
- الحقائق - شاكر الجوهري
5/4/2006
آية الله حسين المؤيد: نكوص العرب
عن دورهم يجعل العراق مستعمرة
إيرانية
مرجع ديني عراقي كبير في
محاضرة مستمعوها قادة سياسيون وفكريون
أردنيون
إن لم تقف مصر الى جانب الشيعة العرب
فلم تعتب عليهم إن أصبح ولاء بعضهم لإيران
السيستاني عين مدير مكتب خامنئي مشرفا
على المدارس الدينية في النجف لفرض الهيمنة
الإيرانية
أؤيد المقاومة وأدين العمليات
الإجرامية التي تستهدف الأبرياء وأرفض وصفها بـ"الإرهاب"
أميركا توظف الورقة الشيعية لضرب السنة
بالتوافق مع
إيران التي باتت تهيمن على العراق
قال حسين المؤيد إن الدول
العربية نكصت عن أداء دورها والنهوض بمسؤوليتها
اتجاه الشأن العراقي, على نحو من
شأنه جعل العراق مستعمرة ايرانية, لأن الأميركان
غير قادرين على الإستمرار في
العراق.وأن من شأنه ذلك أن يشكل أكبر تهديد
للمنطقة والدول العربية يفوق خطورة
التهديد الإسرائيلي.
جاء ذلك في اطار حوار مفتوح أعقب محاضرة قدم فيها
الإمام المؤيد وجهة نظر سياسية واستراتيجية
متكاملة للحدث العراقي, بحضور نخبة من
قادة الأحزاب السياسية الأردنية ورجال الفكر
والقلم, وشاركت فيها
«الحقائق».
ورفض الشيخ المؤيد في الحوار أن يكون التشيع صفويا
في اصوله, وقال إنه أول ما أتى كان عربيا.. عربي
النشأة والنزعة والإتجاه والتوجه.
وقال إن الثقافة الشيعية أساس مصادرها عربية, لأن
أئمة الشيعة عرب, وهم مصدر
الثقافة الشيعية. ولاحظ أنه لأن كان بعض أئمة
المذاهب السنية من غير العرب, فإن
أئمة الشيعة هم عرب. وقال إن التشيع دخل الى ايران
على يد العرب, وليس على يد
غيرهم. وأن من نظر للتشيع دينيا, وإن كان النظام
الصفوي تبناه سياسيا, هم علماء جبل
عامل في لبنان, وهم عرب. والشيخ علي الكركي الذي
أعطي منصب ولاية الفقيه في عهد
الشاه طهماز الصفوي, دون تصريح, حيث كتب الشاه
المذكور في حينه رسالة قال فيها أنه
مجرد منفذ لأوامر الشيخ الكركي.
واعتبر الشيخ المؤيد الصراع العثماني الصفوي,
وانعكاساته على معاملة الدولة العثمانية للشيعة
العرب, سببا من اسباب لعب ايران
لدور كبير داخل الجسم الشيعي. كما أن ايران دفعت
بآلاف الدارسين الى الحوزات
العلمية في النجف, أصبح بعضهم مراجع تقليد, يرجع
لهم في الفتوى, وهكذا سيطرت ايران
على المفصل المرجعي من خلال تسلم ايرانيين له على
أساس ديني, لكن هؤلاء المراجع
عملوا على تهميش المرجعيات العربية, ولا يزالون
يعملون على هذا.
السيطرة على
النجف
وفي معرض التدليل على تابعية المرجعية الإيرانية
في
النجف لإيران, أشار الشيخ المؤيد الى أن آية الله
السيستاني, المرجع الأعلى للشيعة
المقيم في النجف, ويحمل الجنسية الإيرانية, ورفض
الحصول على الجنسية العراقية حين
عرضت عليه, عين الشيخ محمد مهدي الأصفي مشرفا على
المدارس العلمية (الدينية) في
النجف. والشيخ الأصفي كان يشغل الأمين العام
للمجمع العالمي لآل البيت في ايران,
الذي يقول الشيخ المؤيد أنه يشكل الواجهة الخارجية
للمخابرات الإيرانية, ويرتبط
مباشرة بعلي خامنئي مرشد الثورة في ايران الذي
يعين أمينه العام, وهو مجمع مهمته
الأساس, كما يقول, العمل على تحقيق ولاء شيعة
العالم لإيران. ويشير الشيخ المؤيد
الى أن خامنئي كان أقال الأصفي من أمانة المجمع
العالمي لآل البيت, وارسله مديرا
لمكتبه في النجف, قبل أن يعينه السيستاني مشرفا
على المدارس العلمية ( الدينية) في
النجف.. ما يعني أن هذه المدارس التي يفترض أن
تكون في ظل مرجعية عربية, تدار الآن
من قبل مرجعية ايرانية (السيستاني) وتدار من قبل
مشرف يرتبط سياسيا بإيران. ويخلص
من ذلك الى أنه يجري الآن إبعاد العنصر الديني
العربي من النجف, وأنه شخصيا وضعت في
وجهه العراقيل المتتالية كي لا يستقر في النجف, ما
دعاه لأن يستقر في الكاظمية
ببغداد.
وكشف الشيخ المؤيد أنه لم يلق استجابة من الأردن
ومصر بعيد احتلال العراق للعمل على ايجاد مرجعية
عربية في النجف, كما لم تستجب مصر
لطلب تقدم به لإبداء التعاون من أجل أن تكون
الورقة الشيعية في العراق عربية.
وتساءل قائلا: إذا كانت بلدان عربية تشعر بالقلق
جراء ولاء بعض الشيعة لإيران,
فإننا نشعر بالإحباط من الموقف المصري, لأنه إن لم
تقف مصر الى جانب الشيعة العرب,
فلماذا تعتب عليهم إن أصبح ولاء بعضهم لإيران..؟!
وطالب بأن تقف مصر الى جانب
الشيعة العرب, وتقوي الورقة العربية في العراق.
وقال إنه في غياب الدور العربي, فإن التوازن في
العراق مختل تماما, لأن هناك دور واضح لإيران في
ظل غياب العرب. واختلال التوازن في
العراق يعني اختلال التوازن في كل المنطقة العربية.
تأييد
المقاومة
وأعلن الشيخ المؤيد تأييده للمقاومة التي تستهدف
قوات الإحتلال في العراق, وقال إنه لا يمكن اخراج
الأميركان من العراق بالمقاومة
السياسية, ولذلك لا بد من المقاومة العسكرية
لإنهاك المحتل, لأنها توجعه وتضربه في
الصميم, وكذلك لا بد من وجود مقاومة سياسية. وأعلن
كذلك رفضه وادانته لما أسماه
بـ"العمليات الإجرامية" التي تستهدف الأبرياء من
المواطنين في المساجد والحسينيات
والجوامع والساحات العامة والشوارع. ورفض أن يصف
هذه العمليات بـ"الإرهاب" وقال,
إنه لا يريد للأمة أن تقع تحت تأثير مصطلحات
يفرضها عليها اعداؤها.
وفيما يتعلق باحتمال حدوث معركة بين اميركا وايران,
قال الشيخ المؤيد إنه يفرق بين معركة شاملة ومعركة
محدودة قد تقع بين الجانبين, لأن
المعركة الشاملة تؤدي الى اسقاط نظام الحكم الحالي
في ايران وتدمير البلد بالكامل,
في حين أن المعركة المحدودة ستربحها ايران, لأنها
سيتاح لها في هذه الحالة أن
تستخدم خياراتها. ولذلك يرى الشيخ المؤيد أن
الإيرانيين يرفضون خوض معركة شاملة مع
الأميركان الذين يرفضون بدورهم خوض معركة محدودة.
وفي ضوء ذلك, يرى الشيخ المؤيد إن
الإيرانيين كلما تلقوا ضربة اميركية, سيكررون أنهم
يحتفظون بحق الرد, كي لا ينجروا
لمعركة شاملة.
العمل ضد الفلسطينيين في العراق يرى الشيخ المؤيد
أنه يأتي في سياق مخطط يهدف الى ضرب البعد العربي
الإسلامي لدى الشعب العراقي,
وكأنه يأتي كرد فعل على احتقان النظام السابق
للفلسطينيين, وقال كأن الثأر من
النظام السابق يستلزم الثأر من الفلسطينيين, وهذا
نرفضه من منطلق اسلامي وعروبي,
لأن الإسلام لا يفرق بين عراقي وفلسطيني, ولا يقر
التعرض لأرواح واعراض وممتلكات
أناس ابرياء, ليس لهم في هذه القضية ناقة ولا جمل,
فضلا على أن من تعاليم الإسلام
الأساسية اغاثة الملهوف وايواء الغريب, مع أننا لا
نعتبر الفلسطينيين في العراق
غرباء, إنما هم في وطنهم, تماما كما نعتبر فلسطين
وطن العرب. ونحن فكرنا عروبي يحتم
علينا أن نعتد بالفلسطينيين لأنهم عرب.
سلخ العراق عن
العروبة
أما المحاضرة التي ألقاها آية الله المؤيد في مركز
الأردن الجديد للدراسات, وادارها النائب السابق
حمادة فراعنة, فقد كانت بعنوان
"تطورات
المشهد العراقي من وجهة نظر عربية واسلامية".
وبدأها الشيخ المؤيد بالإشارة
الى أن أهمية عنوان اللقاء تنبع من تآمر واضح
يستهدف سلخ العراق عن هويته العربية
والإسلامية, وقطعه عن عمقه العربي الإستراتيجي.
ونفى أن تكون مكونات اساسية من
الشعب العراقي تماهت مع مشروع الإحتلال, وأنها
ساهمت أو شاركت في العمل على فصل
العراق عن امتداداته العربية. وقال إن المعركة
داخل العراق ليست معركة مكونات
بمقدار ما هي معركة سياسية بين قوى سياسية تلتقي
مصالحها عند نقطة معينة, وقوى أخرى
لا تلتقي مصالحها عند تلك النقطة. وأكد أن المعركة
سياسية أريد لها أن تلبس ثوبا
طائفيا أو إثنيا. وقال إن الموقف العام للشعب
العراقي مجمع على رفض
الإحتلال.
ورد الشيخ المؤيد سوء المشهد العراقي الى الإحتلال
الأميركي, الذي قال إنه جاء في اطار تنفيذ
استراتيجية اميركية اعقبت انتهاء الحرب
الباردة بسقوط وتفكك الإتحاد السوفياتي ومنظومة
الدول الإشتراكية, وتقضي بإبقاء
الإنفراد الأميركي في الهيمنة على العالم عبر منع
ظهور قطب دولي مقابل, وتحويل
المناطق الحيوية من العالم الى مناطق نفوذ اميركي.
ونظرا للأهمية الإستراتيجية
لمنطقة الشرق الأوسط, قال المؤيد إن واشنطن عملت
على تحويلها الى منطقة نفوذ اميركي
مطلق, وهو ما اقتضى القضاء على القوى والتيارات
التي تقاوم الهيمنة الأجنبية, وهي
تتمثل في تيارين رئيسين هما التيار العروبي,
والتيار الإسلامي بتلاوينهما
المختلفة.. مبديا اعتقاده بوجود خطة تهدف الى منع
هذين التيارين من لعب دور اساسي
في مواجهة استراتيجية الهيمنة, وذلك عبر العمل على
تدجين القوى السياسية التي تعمل
في اطار هذين التيارين, أو ضرب هذه القوى.
وأشار الشيخ إلى أن الولايات المتحدة لم تعد
مقتنعة
بتقسيم المنطقة جيوسياسيا وفقا لخطوط اتفاق سايكس
بيكو, التي لم تعد تفعل فعلها كما
هو مطلوب, لأن سايكس بيكو التي نجحت في تقطيع
اوصال الجسم العربي, لم تنجح في
القضاء على الإنتماء العربي الواحد, وعلى الهوية
الثقافية الواحدة لشعوب هذه
المنطقة. ولذلك وضعت استراتيجية جديدة تقوم على
قاعدة التفتيت الثقافي, وتقسيم شعوب
هذه المنطقة تقسيما دينيا أو طائفيا أو إثنيا.
وكانت البداية في العراق, وذلك لعدة
اعتبارات منها أنه الساحة الأكثر هشاشة في نظر
المخطط وصانع القرار الأميركي, لأن
الدول العربية الأخرى أكثر تماسكا من الناحية
الدينية والطائفية والإثنية من
العراق, الذي يوجد فيه تنوع طائفي وإثني, ومشاكل
إثنية سابقة تتعلق بواقع الأكراد,
اضافة الى أن الكيان السياسي الذي كان قائما في
العراق, كان يحتضن الفكرة القومية,
فكان لا بد من القضاء عليه. كما أن التفوق
الإسرائيلي في المنطقة يستدعي اضعاف
العراق.
ولفت الشيخ المؤيد الى أن بناء واقامة شرق اوسط
جديد
بقيادة اسرائيل لا يمكن أن يتم دون القضاء على
العراق وامكاناته العسكرية, وجيشه
المشكّل على قاعدة عقائدية. واعتبر هذه الدوافع هي
بسبب احتلال العراق, الذي تم في
اطار هذه الخطة. وأبدى اعتقاده في أن المصلحة
الأميركية التقت على ذلك مع المصلحة
الإيرانية.. حيث كانت اميركا في حاجة لأن تلعب
بالورقة الشيعية في العراق في اطار
تنفيذها لإستراتيجية التفتيت الثقافي, ولم يكن
ممكنا اللعب بهذه الورقة إلا من خلال
تنسيق مع القوى السياسية المتحالفة مع ايران, أو
القوى السياسية التي صنعت في
ايران.
وقال إن هجمات ايلول/سبتمبر داخل اميركا جعلت
الإسلام والمسلمين هم المستهدف الأول اميركيا.
ولاحظ الشيخ المؤيد أن الثقل الأساسي
في العالم الإسلامي هو لأهل السنة, في حين أن
الشيعة هم أقلية في العالم الإسلامي.
وأضاف أن المناطق الحيوية في العالم الإسلامي هي
بيد أهل السنة, وذلك في حال
استثناء ايران, كما أن الثقافة الإسلامية السائدة
لدى الشعوب الإسلامية هي الثقافة
السنية. وخلص من ذلك الى القول أن الولايات
المتحدة حين تفكر في ضرب ومعاقبة وتأديب
العالم الإسلامي, لا بد من أن تفكر في الأساس بضرب
السنة, وأن تحاول اللعب بالورقة
الشيعية لضرب أهل السنة في العالم الإسلامي. وعلى
ذلك, يتابع الشيخ المؤيد, إن
اميركا تحتاج الورقة الشيعية, ليس فقط في العراق,
وإنما في العالم الإسلامي ككل.
وهنا, يقول الشيخ المؤيد, التقت المصلحتان
الأميركية والإيرانية.
ويبدي الشيخ المؤيد, من واقع 21 عاما عاشها في
ايران
عرك خلالها السياسية الإيرانية عن قرب, أن النظام
الإيراني ليس له مشروع اسلامي
عام, وليس له مشروع مذهبي شيعي عام, إنما هو له
مشروع قومي ايراني يتخذ من الإسلام
والتشيع ادوات لتسويق هذا المشروع, وهو يقوم على
ذات النهج الذي انتهجته وتعاملت
على اساسه جميع أنظمة الحكم التي تعاقبت على حكم
ايران, وأرادت دائما إحياء الحلم
الإمبراطوري الإيراني, وأن تكون ايران هي أكبر قوة
اقليمية في المنطقة. ولذلك, يقول
الشيخ المؤيد, إن ايران حساسة جدا إزاء أي تنامي
للوضع السياسي العربي في المنطقة.
وكنموذج على ذلك, فإن الحملات الإعلامية والسياسية
الإيرانية تشتد على مصر كلما
تنامى الدور العربي لمصر في المنطقة.
وبالنسبة للعراق, يقول الشيخ المؤيد, فإنه ليس
كأفغناستان بالنسبة لإيران. فأفغانستان هي الحديقة
الخلفية لإيران, بينما العراق هو
مركز الثقل الإستراتيجي لإيران. والإيرانيون
يعتقدون أن أحد أهم اسباب أن يكونوا
قوة كبرى في المنطقة, هو امساكهم الورقة العراقية,
ملاحظا أن العراق هو البلد
الوحيد المجاور لإيران الذي توجد فيه كثرة شيعية.
وهو البلد الوحيد الذي تستطيع
ايران أن تستغل هذه الورقة فيه.
التشيع عربي
الأصول
وأضاف الشيخ المؤيد أن ايران بعد بروز الحالة
الصفوية فيها, تفكر في أنها تمثل مركز التشيع في
العالم, وأن الوصاية على الوضع
الشيعي في العالم يجب أن يكون للإيرانيين, وعلى
أساس ذلك, فإن ايران تطمح لأن تكون
وصية على التشيع في العراق والعالم العربي, وهي
تعمل على هذا الأساس, وهو ما قال
أنه
يرفضه.
ولاحظ الشيخ المؤيد أن المركز الديني الأول للفكر
الشيعي هو في النجف, في حين أن ايران تسعى لأن
يكون المركز الديني الأول للفكر
الشيعي في قم, وتعمل في ذات الوقت على جعل النجف
خاضعة لسلطاتها ونفوذها الديني
والسياسي. ولذلك, يواصل الشيخ المؤيد, فإن النهج
العام للسياسة الإيرانية هو عدم
السماح بظهور مرجعية عربية في النجف.. إذ عمل
الإيرانيون منذ عهد الدولة الصفوية
على دعم المرجعيات الإيرانية في النجف.
وأضاف الشيخ المؤيد أن ايران تعتبر العراق منفذها
للعالم العربي, معتبرا أن ايران التي لم تنجح
سابقا في الحصول على عضوية مراقب في
جامعة الدول العربية باتت عضوا في هذه الجامعة
الآن من خلال العراق, الذي أصبح
محكوما من قبل اتباع ايران. وقال إن هذا لم يكن
متاحا تحققه لولا الإحتلال الأميركي
للعراق.
الى ذلك, أضاف الشيخ المؤيد نقطة أخرى الى عوامل
اللقاء الأميركي ـ الإيراني في العراق, هو رغبة
ايران في التخلص من نظام حكم عروبي
كان يجاورها, حاربها وكانت له مواقف من السياسات
الإيرانية. لذلك, يخلص الشيخ
المؤيد الى أن ايران دفعت بالقوى المرتبطة بها الى
التنسيق مع اميركا, قبل الإحتلال
وبعده.. مبديا اعتقاده في أنه لو أن ايران منعت
هذه القوى من التنسيق مع الأميركان,
لأعادت اميركا حساباتها فيما يتصل باحتلال العراق,
أو لواجهت فشلا ذريعا منذ
البداية, لو أنها أصرت على احتلال العراق دون
تحالف مع هذه القوى الإيرانية.. مؤكدا
أن اللاعب الإيراني هو الآن اللاعب الأول في
العراق, وكان الأميركان احتلوا العراق
ليقدموا هدية للإيرانيين على طبق من ذهب.
تحذير من
العدوى
واعتبر الشيخ المؤيد الواقع الحالي في العراق هو
نتاج الشحن الطائفي الذي مارسه اتباع ايران بعد
الإحتلال, والشحن الإثني الذي مارسه
الأكراد, واصفا هذا الواقع بأنه حرب اهلية خفية
غير معلنة. وقال إن هذا الواقع غيب
المشروع الوطني العراقي بالتماهي مع مشروع التفتيت
الثقافي الأميركي
للعراق.
وحذر الشيخ المؤيد من انتقال هذا المشروع التفتيتي,
إذا نجح في العراق, الى جميع الدول العربية دون
استثناء.. حيث سيعمل الأميركان على
حدوث شحن ديني وإثني في البلدان العربية ذات
الأغلبية السنية, أو السنية في كليتها.
وطرح مثالا على ذلك محاولة تحريك الأقباط في مصر,
والأكراد في سوريا, والإثنيات غير
العربية في السودان.
وفي معرض تأكيده على أهمية الوحدة الوطنية في
العراق, أشار الشيخ المؤيد الى أن حمورابي حين
أراد اقامة امبراطورية كبرى في
العراق أدرك أن تحقيق الوحدة السياسية في العراق
يقوم على أساس تحقيق الوحدة
الدينية. ولذلك, فإن أول ما قام به حمورابي هو
انشاء مجمع الآلهة الذي جمع فيه آلهة
سومر وبابل وأكد, وكان ذلك نموذجا للتعايش الشعبي,
ولحفظ الوحدة الوطنية من خلال
القبول بالتنوع. وقال إن الإسلام حين جاء للعراق
كرس حالة التعايش, معتبرا العراق
نموذجا فريدا للتعايش, لم يكن ممكنا اختراقه لولا
اللقاء الأميركي ـ الإيراني على
تفتيت العراقيين.. مبديا اعتقاده في أن الأميركيين
والإيرانيين لم يتمكنوا حتى الآن
من احداث شرخ في التعايش العراقي لأن المخزون
التاريخي من التعايش لا يمكن أن يقضى
عليه بسهولة.
وأكد الشيخ المؤيد عروبية الشيعة في العراق, وعدم
امكانية أن يكون ولاءهم لإيران, مبديا أن هناك فقط
قوى سياسية عراقية لا تمثل كل
الطائفة الشيعية, إنما لها تمثيل شيعي نسبي, هي
التي توالي ايران. وقال إن هذه
القوى تعمل على ربط جماهير الشيعة في العراق
بإيران, لكنها لم تستطع حتى الآن أن
تحقق هذا الهدف, لافتا الى أنه في المقابل هناك
شخصيات ومحاور وقوى دينية وسياسية
ترفض كل الرفض الإرتباط بإيران وتحويل العراق الى
بستان لبني ساسان, كما ترفض مشروع
الإحتلال الأميركي.
وقال الشيخ المؤيد إن هناك في العراق الآن مشكلة
تتمثل في انعدام التوازن السياسي,
إذ أن القوى التي تماهت مع المشروع الأميركي هي
التي تمسك الآن بالسلطة والمال
والإعلام في العراق. أما القوى الوطنية التي لها
برنامجها الوطني الرافض للإحتلال,
وللنفوذ الإيراني, فإنها مشتتة وضعيفة, وليست
مدعومة سياسيا أو اعلاميا أو
ماليا. ولهذا قال إن الصوت المجلجل والملعلع في
العراق الآن هو صوت تلك
القوى.. أما الصوت الوطني فهناك عدة عوامل تعمل
على التعتيم عليه وتحجيمه
والتضييق عليه داخل العراق.. لافتا الا أنه منذ
اليوم الأول لعودته للعراق بعد سقوط النظام طرح برنامجا وطنيا يرفض الطائفية
السياسية ولبننة العراق, ويطالب
باعتماد المواطنة العراقية كأساس
لكل الشؤون السياسية والإجتماعية والإقتصادية,
واعتماد الكفاءة
والنزاهة معيارا في توزيع المناصب السياسية
والإدارية, والحفاظ على
وحدة العراق أرضا وشعبا.. مؤكدا
رفضه الفدرالية ـ حتى للأكراد ـ لأن أي فدرالية من
وجهة نظره, سواء أقيمت على أساس
جغرافي أو إثني ليست في صالح العراق. وطالب بأن
يكون للعراق دستور يمثل حالة
الوفاق الوطني للأمة العراقية, قائلا إن الدستور
الحالي لا يجسد هذه الحالة..
مؤكدا أن الأولوية الآن هي لإخراج المحتل الأميركي,
مشيرا الى أنه كان
أول من نادى بجدولة انسحاب قوات الإحتلال.