الرئيسية شذرات الفتاوى الأسئلة والاستفتاءات المقالات الأبحاث والدراسات المحاضرات البيانات مشروع الميثاق الوطني اللقاءات الإعلامية السيرة الذاتية الصور
 

اللقاءات الإعلامية

لقاء سماحة الإمام المؤيد مع صحيفة الحقائق العربية الدولية المستقلة بتاريخ 26/4/2006

حاوره في عمان: شاكر الجوهري
4/26/2006
المؤيد لـ «الحقائق» : المشروع الإيراني فارسي.. نرفض الطائفية السياسية وصدام لم يكن طائفيا



المرجع الديني الكبير يقدم العروبة على المذهبية
ثقة النظام بالشيعة ضعفت بعد الانتفاضة الشعبانية سنة 1991 فلجأ لبعض الممارسات الطائفية
جئت إلى عمَّان لأصدح بصوت المشروع الوطني عبر مؤتمر الوفاق المؤجل في العراق
المخابرات الإيرانية والأميركية والبريطانية والإسرائيلية غير منزهة عن الإرهاب في العراق
التصادم الإيراني ـ الأميركي في العراق ممكن إن أوغل الأميركيون في الإستراتيجية على حساب التكتيك
إنهاء الاحتلال ودستور جديد واعتماد المواطنة المداميك الصلبة لمعالجة الأزمة العراقية
المرجعية الشيعية أفتت منذ العهد الأموي بعدم العمل في جيش وأمن الدولة فتراجع دور الطائفة
الشيعة يشاركون في مقاومة الاحتلال و29 بالمئة صوتوا على الدستور في الديوانية

صوت عروبي ينبع من أعماق الضمير العراقي, هو الذي حاورته عبر حسين المؤيد.
المشروع الإيراني في العراق قومي فارسي لا إسلامي, يعلنها الرجل بكل وضوح, ويمتنع عن تنزيه المخابرات الإيرانية والأميركية والبريطانية والإسرائيلية عن التورط في العمليات الإرهابية التي تستهدف العراقيين الأبرياء, ويدينها العلامة المؤيد, في ذات الوقت الذي يؤكد فيه مشاركة الشيعة في المقاومة, ويعتبر توسعة مقاومة الشيعة مدخل لتكريس الوحدة الوطنية في العراق.
وإذ يعلن المؤيد عبر «الحقائق» أنه جاء إلى عمان ليشارك في مؤتمر الوفاق والإتفاق الإسلامي في العراق, الذي تأجل جراء مقاطعة أغلب المرجعيات, يؤكد أنه جاء بهدف أن يصدح بالمشروع الوطني العراقي, معلنا رفضه المطلق للطائفية السياسية. ويقول في هذا الحوار أنه أبلغ العاهل الأردني أن إنقاذ العراق يكون في تصحيح العملية السياسية الجارية, لا في مواصلتها.
ولا يتردد المؤيد في نفي الطائفية عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين ونظامه الذي يقول أنه كان قوميا. لكنه يستدرك قائلا إن ثقة النظام بالشيعة ضعفت بعد الإنتفاضة الشعبانية سنة 1991, فظهرت لديه بعض الممارسات الطائفية من قبيل رد الفعل.
ويؤيد آية الله المؤيد ما نذهب إليه من أن فتاوى للمرجعيات الشيعية بعدم العمل في الجيش والأجهزة الأمنية, منذ عهد الدولة الأموية, تكررت في عهد الإنتداب البريطاني على العراق, أدت إلى تراجع دور الطائفية الشيعية في إدارة الدولة.
ومع أن توافقا إيرانياً ـ أميركياً سبق غزو العراق, إلا أن المؤيد يرى إمكانية حدوث تصادم بين الجانبين في العراق, إن أوغل الأميركيون في الإستراتيجية على حساب التكتيك, أو إن أخطأ الإيرانيون تكتيكيا أو حولوا المناورات إلى سياسات.
هنا نص الحوار:
لماذا حضرت أنت للمشاركة في اعمال مؤتمر الوفاق والإتفاق الإسلامي في العراق, وتغيب أغلب المراجع عن الحضور لعمان, ما أدى إلى تأجيل انعقاد المؤتمر..؟
المؤيد: لا أستطيع الإجابة نيابة عن المراجع الآخرين. يفترض أن يسألوا هم عن أسباب تغيبهم.
أنا حضرت تلبية لدعوة كريمة وصلتني باسم جلالة الملك عبد الله الثاني. ورأيت أن موضوع المؤتمر مهم وحساس, ويتصل بالوضع العراقي, وبوضع المنطقة عموما. ووجدت أنه يقدم فرصة لدور أردني وعربي. ونحن نتطلع, كأصحاب مشروع وطني في العراق, إلى الدور العربي في الشأن العراقي, لأن ضعف هذا الدور, بل انعدامه في بعض المقاطع, منذ أن احتل العراق وإلى الآن, أدى إلى إحداث خلل كبير جدا في توازن العراق السياسي.. لأن إيران تلعب دورا كبيرا, وفسح لها المجال لتصول وتجول في الساحة العراقية. والإيرانيون لهم مشروعهم القومي, وليس لهم مشروعهم الديني.
المشروع الإيراني القومي يطمح إلى أن تستعيد إيران أمجادها الإمبراطورية السابقة. ويطمح لأن تكون إيران أكبر قوة إقليمية في المنطقة. ويتخذ هذا المشروع فيما يتخذ من أدوات, الدين والمذهب أداة لتسويقه. وبما أن هذا المشروع هو مشروع قومي, وليس مشروعا إسلامياً, فإنه لا يلتقي مع مصالحنا كعراقيين, ومع مصالحنا كعرب. وعلى هذا الأساس, فإن الدور الإيراني في العراق والمنطقة العربية لا يمكن أن أصفه بأنه دور ايجابي. بينما الدور العربي, حتى وإن انطلق من مصالح قطرية, فإنها تصب في المصلحة العربية العامة. ومنطلقات الدور العربي لا تصطدم مع المصلحة العراقية, باعتبار الإنتماء العربي للعراق, وملاحظة أن الأكثرية في العراق عربية. لهذا لا يمكن أن أصف الدور العربي بأنه دور سلبي.
انعقاد المؤتمر في عمان, وتصدي شخص مثل جلالة الملك عبد الله الثاني لرعاية هذا المؤتمر شخصيا, كان من شأنه أن يفتح نافذة لدور عربي في العراق, نتطلع إليه. وعلى هذا الأساس جئنا إلى عمان لكي يكون هذا المؤتمر بداية لوضع جديد فيما يتصل بالمشروع الوطني العراقي, ولكي يكون منطلقا للقوى الوطنية العراقية التي تجتمع على هذا المشروع الوطني.
المؤتمر الذي تأجل عنوانه الوفاق والإتفاق. والسؤال المركزي الذي يطرح في هذا الشأن هو الوفاق والإتفاق مع من..؟
إذا كان المطلوب الوفاق بين القوى السياسية على اختلافها وتنوع مناهجها ورؤيتها للواقع السياسي العراقي, فهذا أمر أكاد أقول أنه محال تحققه, لأن هناك منهجان لا يلتقيان. المنهج الذي سارت عليه العملية السياسية في وضعها الحالي, والذي تتبناه مجموعة من القوى, وهناك منهج آخر لقوى وطنية. المنهجان لا يلتقيان.


حوار مع الملك


علمنا أن هذا كان موضع حوار اليوم (أجري هذا اللقاء مساء الجمعة الماضي) بينك وبين جلالة الملك عبد الله الثاني. ماذا قلت له, وماذا قال جلالة الملك..؟
المؤيد: قلت لجلالته أن ما يلاحظ على عنوان المؤتمر يطرح سؤالا حول الوفاق والإتفاق مع من. إن كان المطلوب وفاق القوى السياسية المتنوعة, فهذا يكاد يكون مستحيلا, وإن كان المطلوب هو الوفاق والإتفاق بين فئات الشعب العراقي, فأعتقد أن فئات الشعب العراقي متفقة فيما لو رفعنا عنها يد الاحتلال وأذنابه.
من هم أذناب الإحتلال..؟
المؤيد: هم الذين تعاونوا مع المحتل, وتماهوا معه في مشروعه الإحتلالي. وهناك قوى أخرى التقت مصالحها الفئوية والسياسية مع مصلحة مشروع الاحتلال, فاستعدت في ظرف التقت فيه المصلحتان, لأن تتماهى مع هذا المشروع. وأنا أعتقد أن هذا التماهي أثر تأثيرا سلبيا كبيرا, لا فقط على الوضع في العراق, إنما كذلك على الصورة التي كان يفترض أن لا تشوه من خلال ما قامت به هذه القوى.
ماذا دار بينك وبين جلالة الملك على مائدة الغداء..؟
المؤيد: أنا تحدثت مع جلالته عن أن هناك خطأ منهجي في تعامل الدول العربية مع الوضع العراقي, حيث أن التعامل يتم عبر تصور يرى أن إنقاذ العراق يمر عبر العملية السياسية الحالية. وأنا أعتقد أن إنقاذ العراق يمر عبر تصحيح العملية السياسية لا عبرها كما هي, لأن هذه العملية في وضعها الحالي بنيت على خطأ. وشبهت هذه القضية بجدار يبنى على قاعدة هشة, كلما بنينا مدماكا في هذا الجدار, كلما أصبح هذا الجدار معرضا للإنهيار. سينهار ثم يبنى, وهكذا.. بينما يجب أن تعالج القضية عبر بناء قاعدة صلبة كي يقف عليها الجدار ولا ينهدم أو يقع أو يسقط.


نرفض الطائفية السياسية


ما هي هذه القاعدة الصلبة..؟
المؤيد: تقوم هذه القاعدة على أساس النقاط التالية:
أولا: إنهاء الإحتلال. وأنا لا أدعو فقط إلى إنهاء وكنس الوجود العسكري للمحتل, إنما أدعو كذلك إلى شيء مهم جدا يجب أن يكون حاضرا مع كنس الوجود العسكري للمحتل وبعده, وهو تحرير القرار السياسي والإرادة السياسية العراقية من الوصاية الأجنبية. لا يكفي أن نخرج المحتل كوجود عسكري, وأن يبقى السفير الأميركي في بغداد هو الذي يتحكم في الوضع العراقي, وهو الذي يأمر وينهي, والحكومة تتحرك عبر توجيهاته ونصائحه. لا يكفي أن يخرج المحتل من الباب, ليدخل من الشباك.
ثانيا: أن يكون للأمة العراقية دستور يجسد حالة الوفاق الوطني العراقي, لأن الدستور في أي بلد من البلدان هو وثيقة للوفاق الوطني في ذلك البلد. وعليه, لا بد من أن يحظى الدستور بثقة الأكثرية الساحقة من أبناء ذلك البلد. والدستور الحالي لا يحظى بثقة الأكثرية الساحقة من أبناء الشعب العراقي.
وإننا لو أردنا أن نصرف النظر عن دعاوى التزوير التي اعترت الإستفتاء على الدستور, وهي لا تخلو من حقيقة, نقول إن من صوتوا للدستور لا يمثلون إلا 70 بالمئة ممن اشتركوا في الإنتخابات, في حين أن لدينا من لم يسجل في السجل الإنتخابي, أو من لم يشترك في التصويت. وأقدم لك مثالا أن 29 بالمئة فقط هم الذين اشتركوا في التصويت في محافظة الديوانية التي تقع في الفرات الأوسط..
وهي محافظة شيعية..؟
المؤيد: هذا صحيح. صوت 29 بالمئة من مجموع من يحق له التصويت. وهذا مجرد مثال.
وإذا أخذنا في الإعتبار الرافضين الذين أدلوا بـ "لا", وضممنا لذلك من لم يصوت, فلا نستطيع القول أن الدستور في وضعه الحالي يجسد حالة الوفاق الوطني للأمة العراقية, أو أنه يمثل وثيقة وفاق وطني لها.
نحن في حاجة إلى صياغة دستور جديد, ينص بوضوح على هوية العراق الوطنية, كعراق. وينص بوضوح وبدون تعابير خجولة, على الإنتماء العربي للعراق, وأنه جزء لا يتجزأ من العالم العربي. ولا بد أن تعدل مجموعة من فقراته, فيما يتصل بالفدرالية التي نرفضها, سواء أقيمت على أسس أثنية أو جغرافية.. وفيما يتصل بتوزيع الثروات.
ثالثا: اعتماد المواطنة العراقية كأساس. فالمواطنة العراقية هي التي يجب أن تكون الأساس للتعامل في كل قضية تخص الشأن السياسي أو الإجتماعي أو الإقتصادي أو الثقافي في العراق.
اعتماد النزاهة والكفاءة معيارا لتولي المناصب السياسية والإدارية بغض النظر عن الإنتماءات الدينية والعرقية والمذهبية.
نحن نرفض الطائفية السياسية, ونرفض تحويل العراق إلى لبنان آخر, ونرفض ترسيخ الطائفية السياسية كواقع. في لبنان, حينما بدأت الطائفية السياسية قيل أنها ستكون مرحلة عابرة. قيل أنه مطلوب توافق سياسي طائفي في مرحلة عابرة يتجاوزها لبنان فيما بعد, لكن الطائفية السياسية رسخت وأصبحت أمرا واقعا, وظل لبنان, ولا يزال يئن من وطأة الطائفية السياسية.
والآن, بدأوا بالطائفية السياسية في العراق باعتبارها مرحلة عابرة, ولا بد أن تمر عبر التوافقات, ثم لا تعتمد التقسيمات التي قضت بأن يكون رئيس الجمهورية سني كردي, وأن يكون رئيس الوزراء شيعي عربي, وأن يكون رئيس مجلس النواب سني عربي. قالوا هذه ستكون مرحلة مؤقتة, ولكننا نجد الآن أنها تتجه بالتدريج لأن تصبح أمرا واقعا لا يمكن تجاوزه, وهذا يدخل العراق في دوامة من الأزمات والمشاكل التي تعرضه, وقد تعرضه ـ لا سمح الله ـ لحروب أهلية, وتجعل من العراق نموذجا أكثر سوءا من النموذج اللبناني.
نحن ندعو لأن لا يكون الحكم في العراق لفرد أو لحزب أو لجهة أو تيار, وإنما يجب أن يكون الحكم في العراق للمؤسسة التي لا تتلون بلون طائفي أو ديني أو عرقي. وحيثما يكون الحكم للمؤسسة, فهي جهة اعتبارية, والجهات الاعتبارية لا تحمل ألواناً دينية ومذهبية وطائفية. الذي يحمل مثل هذه الألوان هم الأفراد. الجهات الحقيقية, أما الجهات الحقوقية فهي بطبعها لا تتلون بلون. نحن نريد أن يكون الحكم للمؤسسة, وحين يصبح كذلك, ويتم الاحتكام للقانون, لا يهم حينها أن يحكم سني أو شيعي.. كردي أو عربي, لأن الحكم ليس للأفراد, وإنما للمؤسسات.


صدام لم يكن طائفياً


وأنت تحرض ضد الطائفية السياسية يبرز السؤال: هل كان صدام حسين طائفيا..؟
المؤيد: نظام صدام قام أساسا على القاعدة الفكرية الأيديولوجية التي يؤمن بها حزب البعث. وفكر البعث قومي, وليس فكرا طائفيا.
من الناحية الأيديولوجية, فإن المتبنى الأيديولوجي للنظام كان قوميا. وترفض هذه الأيديولوجية تصنيف الناس على أسس دينية أو مذهبية. ولكن الممارسة السياسية في فترة من الفترات, وهي فترة ما بعد الثورة الإيرانية والتحرك السياسي الشيعي في العراق ضد النظام, وإثر تداعيات الحرب العراقية ـ الإيرانية, بدأ النظام يفكر سياسيا بلعب هذه الورقة, أو ضعفت ثقته بولاء الطائفة الشيعية للنظام, فبدأ يلعب بهذه الورقة. وتكرست هذه الحالة بعد الانتفاضة الشعبانية 1991, فكانت الممارسة السياسية تحمل معها شيئا واضحا من الطائفية. ولكن هذه الممارسة لم تكن تقوم على أساس الأيديولوجية التي كان يتبناها النظام. وباعتقادي أنها كانت من قبيل ردة الفعل.


الفتوى العازلة


تاريخيا, تقول المعلومات أن فتاوى المرجعيات الدينية الشيعية خلال العهد العثماني, بعدم جواز العمل في الجيش والأجهزة الأمنية, وعدم جواز الذهاب للمدارس الحكومية, وعدم جواز العمل في الوظائف الحكومية, هو ما جعل الشيعة خارج الحكم.. ولم يكن هناك قرار بإقصائهم. هم أقصوا أنفسهم بموجب هذه الفتوى. كيف تقيم هذه الفتوى التاريخية في الوقت الراهن..؟
المؤيد: أعتقد, في ضوء ما استحضره الآن من معلومات تاريخية, أن الدولة العثمانية كانت ترفض إشراك الشيعة في الوظائف, سواء أكانت سياسية أو إدارية مدنية أو عسكرية.. كان منهج الدولة العثمانية يقوم على أساس عدم إشراك الشيعة.
لا جدال في أن الدولة العثمانية كانت دولة طائفية, لكن المرجعية أصدرت الفتوى التي أشرت إليها في السؤال..؟
المؤيد: لا. أنا أقول أن منهج الدولة العثمانية كان يقوم على أساس عدم إشراك الشيعة. وهذا لا يرجع فقط للحالة السيكولوجية, أو للطبيعة الطائفية للحكم العثماني, وإنما كان يرجع كذلك للصراع المر والمرير الذي كان قائما بين الدولتين الصفوية والعثمانية, وكان العراق ساحة له. فكانت الدولة العثمانية تخشى من أن يستغل الصفويون شيعة العراق لأن يكونوا طابورا خامسا في جهازها. ولكن المعلومة التاريخية تقول أن الدولة العثمانية اتضح لها أخيرا أن الشيعة في العراق, بعد أن استعدوا للدفاع عنها في وجه الغزو البريطاني, أنها كانت مخطئة في نظرتها.
أما أن تكون المرجعية الشيعية أصدرت فتوى بهذا الشكل الذي يتناوله السؤال, فلا أعتقد أن هذه الفتوى كانت في أيام العهد العثماني, وإنما هي صدرت في عهد الإنتداب البريطاني, وبعد تأسيس الدولة العراقية. في العهد العثماني كانت هناك المدرسة الجعفرية, وقد أسست باعتبار أن الدولة العثمانية كانت تقف أمام ترقي الشيعة في التعليم والمواقع.
المهم أن سياسة العزل والإقصاء هذه جراء ردة الفعل العثمانية, أو فتوى المراجع في زمن الإنتداب البريطاني, شكلت أزمة حقيقية للملك فيصل الأول حين لم يجد من بين الشيعة مؤهلين لتولي المناصب الوزارية والقيادية في الدولة, فاستعان بتجار ورجال دين شيعة لهذا الغرض, وسن استثناءات تتيح للشيعة الإلتحاق بالكلية العسكرية دون اشتراط حصولهم على الثانوية العامة, كما أنه وضع خطة سريعة لتأهيل الشيعة لتولي المسؤوليات في الدولة العراقية..؟
المؤيد: كانت هناك فتوى من المرجعية تقول بحرمة العمل في سلك الشرطة والأمن والجيش باعتبار أن هذا السلك كان يتعامل بظلم وتعسف مع الرعية.. فلم تكن المرجعية ترتضي الإنخراط في سلك هذا الجهاز الجائر. وهذه الفتوى لا ترتبط بعهد من العهود, إنما هي كانت ملتزما بها في كل العهود, ومنذ أيام الدولة الأموية ثم العباسية.
ما نريد الوصول إليه هو أن إفرازات هذه الفتوى جعلت المؤهلين لتولي السلطة من خلال الإنقلابات العسكرية, التي افرزها عهد الإستقلال, هم كبار ضباط الجيش, الذين كانوا بفضل هذه الفتوى من السنة. ولهذا, كان الرؤساء الذين تعاقبوا على حكم العراق هم من السنة. لكن هذا لم يكن مبرمجا أو مقصودا بهدف تغليب طائفة على أخرى. هكذا جاءت الظروف..؟
المؤيد: وإذا كان هناك شيء مبرمج, فهو عبارة عن حالات فردية.
يقال حتى الرئيس عبد السلام عارف, الذي كان طائفيا بلسانه لم يكن طائفيا في سلوكه..؟
المؤيد: نعم. أنا لم أكن قد ولدت في تلك الفترة, فأنا ولدت عام 1965.. أي قبل مقتله بعام.


بذرة الطائفية السياسية


بناء العراق الحديث يتم من خلال تجاوز الطائفية السياسية, وهذه ابتدعت عام 1952 مع تأسيس حزب الدعوة على أسس مذهبية تفريقية..؟
المؤيد: كان حزب الدعوة حزبا سريا, ولم يصل حتى إلى مرحلة المعارضة السياسية. لذلك لا أعتقد بإمكانية أن نعطيه مثل هذا الحجم. أنا لا أريد أن أدافع عنه, لأنني أساسا لا ارتضيه, ولكن أن نؤرخ للطائفية السياسية في العراق منذ تأسيس حزب الدعوة, فإن هذا يعطي للحزب حجما أكبر مما هو عليه.
من بدأ الطائفية السياسية إذا..؟
المؤيد: أنا الآن أمام مشكلة حاضرة بعد الإحتلال. البلد يعيش الآن حالة واضحة من الطائفية السياسية. وهذه من النتائج الكارثية للإحتلال, والعملية السياسية التي دفع بها الإحتلال. وهذا ما نريد علاجه.
كيف يتم العلاج..؟
المؤيد: نحن نعتقد أن القوى السياسية التي رضيت بالعملية السياسية الراهنة في العراق, وشاركت فيها, وتماهت مع المشروع الذي أتى به المحتل.. هذه القوى أتت في الوقت الضائع, واستغلت تداعيات المراحل السابقة, وشحنت الشعب شحنا طائفيا, وقامت على أساس الديماغوجية الدينية والسياسية. وأوجدت اصطفافا طائفيا داخل المجتمع العراقي كرس حالة الطائفية السياسية.
هناك تناسب عكسي بين العاطفة الدينية, والثقافة الدينية في المجتمع العراقي خلال الحقبة الأخيرة.. سبب ذلك اضطهاد النظام للدين, بغض النظر عن أسبابه ودوافعه, ونحن ندرسه دراسة تحليلية كحالة. وقد أجج هذا الإضطهاد العاطفة الدينية في نفوس الناس, لأن الدين أصبح في نظر الناس مظلوما.. والناس تتعاطف مع المظلوم. ومن مميزات الشعب العراقي الواضحة والبارزة من بين شعوب المنطقة, على أقل تقدير, شدة تفاعله مع المظلومين..
منذ كربلاء..؟
المؤيد: لذلك تجد العراق حاضنة للحركات الثورية. هناك ميزة خاصة للشعب العراقي أنه يتعاطف مع المظلوم. فالدين صار في نظر الناس مظلوما, تأججت العاطفة الدينية, وذلك إضافة إلى أن الإنسان حريص على ما يمنع عنه. والدين شيء يحاكي الفطرة. وحينما يضطهد الإنسان دينيا تكون الفطرة هي التي تضطهد. وهذا الإضطهاد أدى إلى خفض منسوب الثقافة الدينية, لأن المواطن العراقي عزل عن مصادر الفكر الديني الصحيحة. الكتاب الإسلامي ممنوع, والخطيب الإسلامي يخشى أن يتحدث للناس بما يريد, والناس تخشى الوصول إلى عالم الدين والإحتكاك به.
كل هذا أدى إلى حدوث انخفاض في منسوب الثقافة الدينية, فاختل التوازن بين العاطفة والثقافة, وحين يحدث ذلك يدخل على الخط ما اصطلح على تسميته بالديماغوجية الدينية, فإن أضيفت الديماغوجية السياسية, أصبحت هناك ديماغوجيتان استعملتها هذه القوى في تمرير ما تريد من أجل تحقيق أهدافها ومآربها. ولهذا وجدنا أن الشعب العراقي يتمزق, ويصطف اصطفافا طائفيا ويدخل تحت المظلات الطائفية والإثنية.
نحن نريد أن نخرج الشعب من تحت المظلة الطائفية والإثنية إلى المظلة الوطنية الواسعة.
هذه الحالة التي يعيشها الشعب العراقي من الإصطفاف الطائفي, والطائفية السياسية أعتقد أنها حالة طارئة على المجتمع العراقي, وليست حالة أصيلة. نموذج التعايش.. تعايش الأديان والطوائف والقوميات لدى الشعب العراقي, هو نموذج فريد لا أعتقد أن هناك نموذجا يضاهيه في هذه المنطقة. هو نموذج تاريخي موغل في القدم, منذ أيام الأكديين والسومريين. ولهذا أعتقد أن الحالة الراهنة هي حالة طارئة.
القوى الوطنية التي تحمل المشروع الوطني في العراق عليها أن تعمل لتقديم برنامج سياسي بديل يعمل على إقناع المواطن العراقي بأن يخرج من تحت المظلات الطائفية لينضوي تحت المظلة الوطنية العامة.
نحن نراهن على الشعب. حينما نستطيع إقناع الشعب بفشل البرامج السياسية الحالية, وبفشل العملية السياسية, وبأن هذه العملية عديمة الجدوى في إنتاجها للإستقرار السياسي والأمني, حينها سيصبح الشعب مستعدا للتفاعل مع المشروع الوطني, وإرادة الشعب هي التي ستفرض نفسها, وهي التي ستفرض البرنامج السياسي الوطني في المستقبل.


جئت لأصدح بالصوت الوطني


أنت جئت لهذا المؤتمر لتشارك فيه إلى جانب أصحاب المشروع الطائفي. ما هي القواسم المشتركة التي كان بالإمكان التوصل إليها لو انعقد المؤتمر..؟
المؤيد: أنا لم أجىء لإيجاد قواسم مشتركة مع هذه القوى. كان واضحا لدي أنه من الصعب جدا إيجاد قواسم مشتركة مع هذه القوى. وقلت لك في البداية, أنه إن كان يراد من الوفاق أن يكون بين القوى السياسية, فهذا أمر يكاد يكون مستحيلا. أنا جئت فقط من أجل أن أصدح بصوت المشروع الوطني. كان هذا هو الهدف.
ولأن الوفاق مستحيل بين هذين الطرفين, ولأن أهداف المؤتمر تتعارض حد التناقض مع أهداف المشروع الطائفي, تغيب من تغيب..؟
المؤيد: نعم. وأنا أعتقد أن هناك مؤامرة كانت وراء تغيب الذين قاطعوا المؤتمر, توخت إفشاله. وكنت أتوقع ذلك منذ أن وجهت لي الدعوة, وقلت للجهات الداعية أني أتوقع أن تعمل هذه القوى على إفشال المؤتمر, لكني لم أحسب أن يأتي الإفشال عبر المقاطعة, وتحت ذريعة طلب التأجيل. كنت أتوقع أن يجري العمل على تفريغ المؤتمر من محتواه, أو أن يوجدوا داخله حالات غير طبيعية من أجل إفشاله.
كيف تقبل جلالة الملك عبد الله الثاني هذا المنطق منك..؟
المؤيد: لم يطرح الأمر بهذا الشكل. نحن قلنا أن هناك من لا يريد أن يكون دور أردني أو دور عربي في الشأن العراقي, على الرغم من أنك تجد هذه القوى, بحسب الظاهر, تتحدث عن أنها ترحب بالدور العربي, لكنها تحاربه عمليا.
ما هي المبررات التي قدمها الرئيس جلال الطالباني للملك لتأجيل عقد المؤتمر..؟
المؤيد: ليست لدي معلومات عن هذه القضية غير ما أعلن من أن الوضع في العراق الآن يستدعي التأجيل.
ما هي الخطوة المقبلة التي يفترض أن تتم من أجل تصحيح المسار السياسي والعملية السياسية في العراقية..؟
المؤيد: الخطوة الإجرائية الإستراتيجية فيما أحسب هي أن تبدأ الدول العربية بتقوية القوى الوطنية في العراق, ودعمها, ودعم المحاور الدينية السياسية الوطنية والوحدوية.. ودعم المشروع الوطني, والمراهنة عليه. أنا أعتقد أن هذا الدعم لو حصل, سيكون أبلغ تأثيرا من مثل هذه المؤتمرات.


مقاومة الشيعة


انضمام قوى وتيارات شيعية للمقاومة, ألا يساهم في استعادة الوحدة الوطنية في العراق..؟
المؤيد: يساهم. أعتقد أنه يساهم.
ما إمكانية اندلاع مقاومة شيعية..؟
المؤيد: هذه المقاومة موجودة حاليا بشكل أو بآخر.
عمليات المقاومة التي تنفذ في البصرة والديوانية.. الخ.. من يقوم بها..؟
المؤيد: يقوم بها عراقيون وطنيون من الشيعة والسنة معا.
لأي التيارات السياسية ينتمون..؟
المؤيد: ليست لدي معلومات تفصيلية بهذا الشأن, ولكن أعتقد أن هناك فئات مقاومة لا تحمل صبغة طائفية, كما أنه لا شك في أن تنظيم حزب البعث الذي يضم سنة وشيعة, له دور في المقاومة.
ما حجم هذا الدور..؟
المؤيد:هو الحجم الذي تراه الآن على الساحة العراقية. هو حجم المقاومة ككل.
أتريد القول أن التنظيمات التكفيرية لا وزن لها في المقاومة..؟
المؤيد: أنا أولا لا أستسيغ استعمال اصطلاح التكفيريين.
لكنهم تكفيريون فعلا.. هم يكفرّون الشيعي والسني سواء بسواء..؟
المؤيد: أصبح اصطلاح التكفيريين يطلق بشكل غير منهجي, وغير علمي على كل من ينتمي للسلفية. وأنا أميز.. ليس كل سلفي تكفيري. ولذلك إلباس السلفية لباس التكفيرية بشكل عام, وبالتعميم, هذا شيء أرفضه. ثم إن هناك نوعين من العمليات.. عمليات ضد وجود المحتل, وهذا ما يصح أن يقال عنه أنه مقاومة. أما العمليات التي تستهدف الأبرياء والمواطنين والمساجد والأماكن العامة, وتكون أهدافها بعيدة عن ضرب الإحتلال, ومن لف لفه, فهذه لا يمكن أن أسميها مقاومة, إنما هذه عمليات إجرامية لا نستطيع أن نلصقها جميعا بهذه الجهة.
العمليات الإجرامية التي تقوم في العراق, بحسب ما أعتقد, وراءها جهات متعددة.


إرهاب المخابرات


منها..؟
المؤيد: منها المخابرات الدولية والإقليمية..
حتى لا تقول الإيرانية والأميركية..؟
المؤيد: نعم.
"نعم" هذه للإيرانية والأميركية..؟
المؤيد: لا. أنا أنطلق من مبدأ أنه في التحليل السياسي يجب أن نأخذ كل الإحتمالات من أقصى اليمين لأقصى اليسار. فباب الإحتمال مفتوح. يحتمل أن تكون هناك مخابرات إيرانية تعمل, أو أن تكون هناك مخابرات صهيونية أو أميركية تعمل.. وكذلك المخابرات البريطانية أو جهات أخرى.
الآن أصبح العراق ساحة مفتوحة لكل هؤلاء. وبالتالي, لا تستطيع من حيث الإحتمال السياسي أن تبرئ جهة من هذه الجهات, وكلهم لهم مصلحة في هذه العمليات.
ما هو الكمبرومايز الذي يمكن أن يتم التوصل له بين الإيرانيين والأميركيين في العراق..؟
المؤيد: في الحقيقة لم يدخل الأميركان إلى العراق إلا عبر توافق مع الإيرانيين. ولولا ذلك لما دفع الإيرانيون بالقوى الحليفة لهم للعمل من خلال الأميركيين.


اغتيال الحكيم


لكنهم اغتالوا فيما بعد محمد باقر الحكيم..؟
المؤيد: من هم..؟
الإيرانيون, كما تؤكد الكثير من المصادر..؟
المؤيد: لا. أنا أنفي بشكل قاطع أن يكون الإيرانيون وراء اغتيال محمد باقر الحكيم. بل أعتقد أن الإيرانيين فجعوا بهذا الإغتيال, لأنه لم يكن يمثل لهم فقط الحليف الإستراتيجي في العراق, إنما كانوا يعتبرونه الحليف الإستراتيجي في المنطقة كلها.
لكنه يقال أنه كان لديه استعداد لأن يقوي تحالفه مع الأميركان على حساب الإيرانيين, وأن عبد العزيز الحكيم أكثر ولاء للإيرانيين من أخيه..؟
المؤيد: لا أعتقد ذلك.
قابلت الرجل في طهران سنة 1999, وشعرت أنه كان مستعدا للإنخراط في تنفيذ قانون تحرير العراق, الذي أصدره الكونغرس الأميركي قبل أشهر من التقائي إياه..؟
المؤيد: نعم. لأن الإيرانيين كانوا يريدون ذلك.
من اغتاله إذا..؟
المؤيد: هذه القضية يمكن أن يقال عنها أنها غامضة حتى الآن, ولم يتابع التحقيق فيها, أو إن كان هناك تحقيق, فلم تعلن نتائجه.
أنا أعتقد أن كل الإحتمالات مفتوحة بشأن الجهة التي وقفت وراء اغتيال محمد باقر الحكيم باستثناء الإيرانيين والأميركيين, باعتبار أنه لا مصلحة لهما في هذا الإغتيال.
وبشكل دقيق, أقول إنه لا توجد مؤشرات على أن الأميركان أو الإيرانيين كانت لهم مصلحة في اغتياله.


وحدة المسلمين


هل تريد أن تقول شيئا آخر..؟
المؤيد: أريد أن أقول أن الأمتين العربية والإسلامية تعيشان مرحلة يمكن أن أصفها بأنها أصعب من بين المراحل التي مر بها العرب والمسلمون منذ فجر الإسلام. فالأمة تعيش تحديا رهيبا في حجمه.. إذ هناك اليوم خطة جهنمية للإجهاز على هوية هذه الأمة. الإستراتيجية الإستكبارية تقوم الآن على التفتيت الثقافي لهذه الأمة. حاولوا أن يفتتوا الأمة جيوسياسيا, وهو ما أعتقد أنه كان مقدمة للتفتيت الثقافي الذي نعيشه الآن, أو الذي نعيش مؤامرته الآن, عبر العزف على الأوتار الطائفية الإثنية والدينية. لقد بدأوا بالعراق, ولن يقفوا عند حدوده. ولولا أن المشروع الأميركي تعثر في العراق, ودخل الأميركان في مستنقع, لشهدنا بشكل متسارع, ومن خلال هيمنة الولايات المتحدة والتعاون الغربي معها, إعمال منهج التفتيت الثقافي في دول أخرى.
أنا أدعو الشعوب العربية والإسلامية لأن تكون واعية لخطورة وحجم هذا التحدي, وأن تفوت الفرصة على المتآمرين الذين يريدون سلخها عن هويتها.
الوحدة الإسلامية قيمة عظمى يجب أن نعيشها وأن نشعر بها شعورا تفصيليا في وجداننا. وهي أولا وقبل كل شيء ضرورة وواجب ديني, والقرآن الكريم حين يقول "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا".. فإن النهي عن التفرق هو نهي تحريم, وليس نهي كراهة. وبالتالي هناك حكم قرآني بحرمة التفرق, وبوجوب الإتحاد بين المسلمين.
القرآن أقام الوحدة على أساس الأخوة الإيمانية, التي لا تفرق بين مسلم ومسلم, ومظلة الإسلام تستوعب كل من شهد الشهادتين. وقد كان السلف الصالح يتعامل مع وحدة المجتمع المسلم على أنها قيمة تعلو على كل القيم الأخرى. والأمة الإسلامية هي الإرث الذي ورثناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, بجهاده وجهاد الجيل الطليعي من الصحابة الأبرار رضوان الله تعالى عليهم. لم يكن هناك شيء اسمه الأمة الإسلامية, إنما أوجدها جهاد رسول الله صلى الله عليه وسلم والأبرار من أصحابه. وهذا هو الإرث العملي.. الشاهد الحي الذي ورثناه عن أولئك الأبرار, فعلينا أن نحتفظ بهذا الإرث وأن نحافظ عليه.. كما أن الوحدة الإسلامية فيما أعتقد هي ضرورة حضارية وسياسية, وهي مؤهلة بفضل قدراتها وموقعها الإستراتيجي للقيام بدور حيوي على الساحة الدولية. وهي يجب أن يكون لها إسهامها الإيجابي في رسم مستقبل الإنسانية وصياغة العقل البشري. ولا يمكن أن تفعل ذلك, ما لم تدخل إلى الحلبة كأمة واحدة مجتمعة. لا الشيعي ولا السني يستطيع أن يلعب هذا الدور منفردا.. إنما المسلمون مجتمعون بإمكانهم أن يفرضوا وجودهم على الساحة الدولية.
أريد أن أؤكد ضرورة أن تكون الورقة الشيعية في البلاد العربية عربية, وأن لا تقوم سياسة الأنظمة العربية على فسح المجال للإيرانيين للإمساك بهذه الورقة, أو أن يستفيد الإيرانيون من ثغرة ينفذون منها. وأدعو الحكومات العربية لدعم المحاور الدينية والسياسية الشيعية الوحدوية التي تنهج منهجاً وحدوياً, وعروبياً. التخلي عن هؤلاء لا يضعف الحالة الشيعية, لكنه يقوي الحالة الإيرانية, والتشيع الذي يريده الإيرانيون.
وأريد أن أؤكد أنه ليس مهما لأعداء هذه الأمة أن تصلي وأنت متكتف, أو وأنت مسبل.. أن تكون سنيا أو شيعيا.. أن تمسح في الوضوء أو تغسل رجليك.. إنما المهم عندهم أنك مسلم تنتمي إلى الإسلام, وتحمل قيم وثقافة الإسلام, وتصطبغ بالهوية الثقافية الإسلامية.
لذلك, فأنا بكل إخلاص ومحبة, أدعو كل مسلم لأن يضع الصراعات الداخلية والهامشية جانبا, وأن تتوجه المجابهة فقط إلى جهة واحدة هي العدو الخارجي الذي يستهدف إسلامنا وهويتنا ويستهدفنا وبلادنا وتراثنا جميعا كمسلمين.


احتمالات التصادم الإيراني ـ الأميركي


ما إمكانية أن يتصادم المشروعان الأميركي والإيراني في العراق.. أن ينفجر الصراع بينهما..؟
المؤيد: هذا يرتبط بالإستراتيجية الإيرانية من جهة, وبالموقف الإيراني التكتيكي من هذه الإستراتيجية. ومن الممكن أن يحدث هذا التصادم..
في أية حالة..؟
المؤيد: في حال أن الأميركان أوغلوا في الإستراتيجية على حساب التكتيك, وفي حال أن الإيرانيين أخطأوا في التكتيك أو حولوا المناورات إلى سياسات.
هل تراهم يفعلون ذلك من خلال التصعيد النووي..؟
المؤيد: هم يحاولون من خلال هذا التصعيد, انطلاقا من تصور يرى أن أي نقطة قوة لهم هي نقطة ضعف للأميركان. وهم يحاولون تعزيز نقاط القوة هذه, ولكن ليس لهم نفس واضح يجعلهم يدخلون في مثل هذا الصراع.

 

السابق

Twitter Facebook قناة الشيخ حسين المؤيد في اليوتيوب google + البريد الالكتروني
[email protected]

جميع الحقوق © محفوظة للمنتدى العلمي
مكتب سماحة الإمام الشيخ حسين المؤيد