الرئيسية شذرات الفتاوى الأسئلة والاستفتاءات المقالات الأبحاث والدراسات المحاضرات البيانات مشروع الميثاق الوطني اللقاءات الإعلامية السيرة الذاتية الصور
 

اللقاءات الإعلامية

الحوار الأول الذي أجرته صحيفة ((العرب اليوم)) الأردنية مع الإمام المؤيد المنشور فيها بتاريخ 29/5/2005

 


في حوار أجرته العرب اليوم مع المرجع الديني الشيخ حسين المؤيد
المؤيد : أدعو إلى تشكيل جبهة وطنية موحدة وضم القوى والشخصيات المؤمنة بالمشروع الوطني والرافضة للطائفية
 
 
*الخطر الذي يواجهه العراق من التدخل الإقليمي لا يقل حجما واثرا عن الخطر الذي يواجهه العراق من الاحتلال الامريكي
*الولايات المتحدة تريد أن تجعل من القرن الحادي والعشرين قرنا امريكيا بالكامل
*الاحتلال الأمريكي للعراق شكل طعنة نجلاء في صميم العروبة والإسلام
*على المقاومة الوطنية أن تركز عملها على ضرب المحتل دون أن تنجر إلى قضايا جانبية
*العولمة في نظر الامريكان وفي إستراتيجيتهم تساوي الأمركة
*المؤيد يدعو المقاومة لكسب التأييد الجماهيري العام واجتماع الرأي العام العراقي على ضرورتها ومشروعيته
 
*العرب اليوم
اعتبر الشيخ حسين المؤيد الاحتلال الأمريكي للعراق طعنة نجلاء في صميم العروبة والاسلام وانه يهدد مصير العرب والمسلمين في مستقبلهم.
وقال في حوار موسع أجرته معه العرب اليوم ان الولايات المتحدة الأمريكية تريد ان يصبح القرن الحادي والعشرين قرنا امريكيا ولا تريد ان تسمح بظهور منافس جديد بعد الاتحاد السوفياتي يمكن ان يشكل قطبا جديدا يقتسم معها القيادة للعالم.
وأضاف ان النظام العالمي الجديد يقوم في جوهره على هذا المبدأ حيث ان العولمة في نظر الأمريكان في استراتيجيتهم تساوي الامركة .
وفي ما يلي نص الحوار:
* كيف ينظر سماحة الشيخ حسين المؤيد للاحتلال الامريكي للعراق ?
- اعتقد أن النظر إلى الاحتلال يجب أن ينطلق من ملاحظة الاستراتيجية التي تنتهجها الولايات المتحدة الأمريكية بعد خروجها منتصرة من الحرب الباردة ذلك إن القرن العشرين شهد صراعا مريرا بين قوتين الولايات المتحدة على رأس العالم الغربي والاتحاد السوفياتي السابق بما يمثله من معسكر وكتلة تقف كقطب في مقابل ذلك القطب الأول , وكان هذا الصراع الذي اتخذ أبعادا سياسية وإيديولوجية كان صراعا على قيادة العالم , فهو في جوهره صراع على قيادة العالم , وقد وضعت الولايات المتحدة استراتيجية تكفل لها إزاحة الاتحاد السوفياتي من حلبة الصراع والخروج منتصرة من هذه الحرب الباردة وقد تحقق لها ذلك وهي تنتهج خططا سياسية تضمن لها أن تكون القطب الأوحد الذي يقود العالم وتريد أن يصبح القرن الحادي والعشرين قرنا أمريكيا ولقد كان القرن الثامن عشر قرنا فرنسيا وكان القرن التاسع عشر قرنا إنجليزيا وكان القرن العشرين مستقطبا لقوتين فالولايات المتحدة الامريكية لا تريد أن تسمح بظهور منافس جديد يمكن أن يشكل قطبا جديدا يقتسم معها القيادة للعالم فالنظام العالمي الجديد يقوم في جوهره على هذا المبدأ والعولمة في نظر الامريكان وفي إستراتيجيتهم تساوي الأمركة , ولكي تضمن الولايات المتحدة تحقيق هذه الأهداف وضعت خطة للسيطرة على المناطق الحيوية في العالم وتحويلها إلى مناطق نفوذ امريكي ولهذا نجدها تتحرك في كل منطقة حيوية على الساحة الدولية لفرض هيمنتها عليها وبما ان منطقة الشرق الأوسط دون اي شط تعتبر من اهم المناطق الحيوية في العالم والتي يمكن ان تؤثر في رسم مستقبل العالم لهذا صممت الولايات المتحدة على فرض هيمنتها على هذه المنطقة وتحويلها الى منطقة نفوذ امريكي لا يسمح لسيطرة اي قوة عليها او لمنافسة قوة أخرى عليها , وتحويل هذه المنطقة الى منطقة نفوذ يقتضي اولا نزع سلاح العرب لإضعافهم عسكريا وشل قدرتهم على المواجهة وثانيا القضاء على ثقافة مناهظة النفوذ الاجنبي في بؤرها الفكرية وتياراتها الإيديولوجية والشيء الثالث هو ضمان التفوق الاسرائيلي بعد تفكيك البنية السياسية للمنطقة وإعادة تركيبها من جديد , وكان العراق هو البداية حيث يعتبر العراق أقوى دولة في هذه المنطقة من العالم العربي عسكريا ويعتبر بؤرة ايديولوجية للفكر المناهض للنفوذ الاجنبي والذي له امتداداته العربية في الوطن العربي والذي يشكل مركز الثقل الاستراتيجي في المنطقة بحيث لا يمكن تفكيك البنية السياسية للمنطقة واعادة تركيبها من جديد الا باحداث تغيير أساسي في العراق ولا اقصد مجرد تغيير النظام وانما البدء بالعراق كنموذج لتحقيق الاهداف السالفة الذكر وليكون العراق حقل التجربة الاول الذي من خلاله ينطلق فرض الواقع الجديد على المنطقة باسرها بل على العالم العربي والاسلامي , ونحن من هذه الزاوية الاستراتيجية ننظر للاحتلال وهذا يعني ان الاحتلال يعتبر طعنة نجلاء في صميم العروبة والاسلام وانه يهدد مصير العرب والمسلمين ومستقبلهم , ومن هنا نرى ضرورة تكاتف المسلمين جميعا لانقاذ الواقع الراهن مما هو فيه.
* كيف ينظر سماحة الشيخ للمقاومة المشروعة للاحتلال وما هو رده على من يطلق عليها صفة الارهاب ?
- انا اعتقد ان الجواب على هذا السؤال اصبح واضحا من خلال تحليلنا لابعاد الاحتلال الذي يجعل فكرة المقاومة هي فكرة الدفاع عن النفس والدفاع عن المصير , والكائن الحي انما يهب بدافع غريزي للدفاع عن نفسه وحماية مصالحه , والمجتمع الحي كالكائن الحي حينما يواجهه تحديا بهذا الحجم من الخطورة ومن الطبيعي جدا وبمنطق حب الذات وحفظ الذات لا بد ان يقاوم وان يبارز وان يضع استراتيجية دقيقة تستوعب جميع الاصعدة من اجل انهاء الاحتلال بل تفريغ اهدافه من محتواها وافشال خطته لا دفاعا عن العراق فحسب وانما دفاعا عن المصير العربي والاسلامي المشترك , وان مقاومة الاحتلال في منطق شرائع السماء وقوانين البشر وطبيعة الاشياء لا يمكن بحال من الاحوال ان تسمى ارهابا لكنه يجدر على المقاومة ان تنتهج الاساليب المجدية والمشروعة والحكيمة في مواجهة الاحتلال وان تركز عملها على ضرب المحتل دون ان تنجر الى قضايا جانبية تفوت عليها او تميع هدفها الاساس.
* هل يعتقد سماحة اية الله ان المقاومة انتهجت خطا اخر ابعدها عن هدفها الاساسي في مقاومة المحتل ?
- في الحقيقة ان المقاومة او القوى الوطنية واجهت وضعا استثنائيا فوجئت به في داخل العراق وشكل لها صدمة قوية وكان يفترض ان تستوعب هذه القوى الوطنية هذه الصدمة اولا ثم تبدأ بدراسة عميقة للواقع الداخلي والاقليمي والدولي , وفي ضوء هذه الدراسة المعمقة تضع استراتيجيتها للمقاومة وهذا الامر لم يحصل بالشكل المطلوب وانما اصبح العراق ساحة تتنازع عليها عدة عوامل لا سيما اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان الولايات المتحدة خططت لتجعل من العراق ومن الساحة الداخلية فيه ( الاسفنجة ) التي تمتص طاقات اعدائها , فبدلا من ان تركز القوى لضرب الولايات المتحدة والغرب في عقر داره تريد الادارة الامريكية ان تجعل من الساحة العراقية ساحة الحرب التي تستدرج اليها القوى المعادية لها لتعمل على تصفيتها وتبديد طاقاتها داخل العراق وهذا امر اضر كثيرا بمشروع المقاومة مضافا الى ان الواقع السياسي الذي يعتبر من تداعيات الاحتلال حجم هامش المناورة للقوى الوطنية فاصبحت قوى مبعثرة لم تتحرك في اطار مظلة سياسية موحدة ولم تنسق عملها المقاوم في استراتيجية عسكرية منضبطة وهذا ما تريده الادارة الامريكية للمقاومة ايضا فهي تعمل على تبديد طاقاتها وبعثرة قواها والاستفراد بها من كل جانب ومكان وهذا هو الذي اثر بشكل كبير على احراز تقدم ملموس لمشروع المقاومة , فالمقاومة مدعوة لكسب التأييد الجماهيري العام واجتماع الرأي العام العراقي على ضرورتها ومشروعيتها وهذا لا يتحقق الا اذا عملت المقاومة في اطار مشروع وطني واحد يقنع المواطن العراقي ويقدم له البديل الصالح عن افرازات او عن الواقع السياسي الذي افرزه الاحتلال.
* كيف ينظر سماحة الشيخ الى خطورة تدخل بعض دول الجوار بالشأن العراقي ?
- انا اعتقد ان الخطر الذي يواجهه العراق من التدخل الإقليمي لا يقل حجما واثرا عن الخطر الذي يواجهه العراق من الاحتلال الامريكي واعتقد ان هناك مساحة مشتركة بين الاحتلال وبين هذه القوى الإقليمية للإجهاز على المشروع الوطني العراقي الذي يتحسس منه أعداءه من الاجانب وهذه القوى الاقليمية المشار اليها.
* دعت هيئة علماء المسلمين وديوان الوقف السني في العراق الى ميثاق شرف لصيانة وحدة العراق وتحريم قتل العراقيين بعضهم البعض كيف ينظر سماحتكم الى هذه الدعوة ?
- على الرغم من انني لم اطلع على تفاصيل بنود الميثاق ولكنه لا شك ان العراق يواجه فتنة طائفية يراد لنارها ان تشب وانا اعتقد ان احداث الفتنة الطائفية هو هدف مباشر للأجنبي الذي يعلم قبل غيره ان يشكل تحديا للأمة الإسلامية وان هذا التحدي من شأنه ان يوحد هذه الأمة للوقوف في مواجهته فكانت ضربته الاستباقية الثقافية التي جاءت في موازاة الضربة الاستباقية العسكرية وكان محتوى هذه الضربة الاستباقية الثقافية هو التفتيت الثقافي للمجتمع وإشعال نار الفتن الطائفية والاثنية من اجل ان لا يتماسك المجتمع في مواجهة التحدي ولهذا لا بد من كل مخلص وغيور ان لا يسمح لنار الفتنة بالاشتعال وان يطوق كل ما من شأنه إحداث صدع في المجتمع لان هذه الفتنة التي يستهدفها الاجنبي لا يريدها ان تقف داخل حدود العراق فقط وإنما سيعمل على إضرام نارها لتمتد الى العالم الإسلامي بأسره.
* ما هي نظرة سماحتكم للعملية السياسية في العراق ?
- العملية السياسية التي تجري في العراق منذ الاحتلال والى يومنا هذا اعتبرها إفرازا للاحتلال نفسه وقد طبع الاحتلال بصماته على هذه العملية سواء في تشكيل مجلس الحكم واعتماد المحاصصات الطائفية والاثنية او في تأثيره على قانون ادارة الدولة للفترة الانتقالية او في ممارسة تدخله في تحديد ميزان القوى السياسية في العراق وفي رسم مساحات الحركة السياسية , ونحن نعتقد ان العملية السياسية تقوم على اسس خاطئة وانها قد تنتهي الى فرض طائفية سياسية تؤدي الى لبننة العراق وتفريغ الديمقراطية من محتواها لتجعل السلطة كرة تتداولها في ملعب محصور فرق سياسية تعمل على الاستئثار بالسلطة من خلال تبديل المواقع لا غير , ولهذا فان ميزان القوى السياسي في العراق في نظرنا ميزان مختل ففي الوقت الذي أمسكت فيه قوى تعاملت مع المشروع الامريكي في خطواته السياسية مهما كانت دوافعها السياسية فان هناك في الطرف المقابل ما هو اشبه بالفراغ السياسي ولهذا ندعو الى تشكيل جبهة وطنية موحدة تضم القوى والشخصيات المؤمنة في المشروع الوطني والرافضة للطائفية السياسية لتحدث توازنا في ميزان القوى في الداخل العراقي ولتقدم نفسها كبديل صالح للشعب يخلصه من الاحتلال واثاره وتداعياته ويبني الدولة العراقية بناء سليما يتناسب مع تطلعات الانسان العراقي ويثبت القواسم المشتركة ويؤدي الى استحكام المشروع الوطني العراقي.
* كيف تنظرون الى الفيدرالية ?
- الفيدرالية من الناحية السياسية كمفهوم لم تكن مطروحة لتوحيد مجزأ فقط وانما الفيدرالية هي مشروع سياسي لإيجاد انسجام سياسي في اي مكان فيه تعددية قومية او طائفية ولهذا فان الفيدرالية حينما تقدم كمشروع سياسي لا تميز بين الحالتين وليست المشكلة في هذه الناحية وانما المشكلة في ان الفيدرالية لا يمكن ان تنجح الا في تربة صالحة لنموها وفي بيئة تحقق الغرض منها وهو الحفاظ على وحدة البلد مع ضمان انسجام كل المكونات في اطار سياسي واحد وهذا ما لا نجده متوفرا في ظل الظروف الحالية التي يعيشها العراق مع الاخذ بنظر الاعتبار الاستراتيجية الأمريكية ولهذا فان اقامة فيدرالية في العراق على أساس اثني ولاثنية واحدة دون سائر الاثنيات ومن خلال ما ترتبط به القوى الداعية الى الفيدرالية من علاقات مع المحتل لا يشكل ضمانة لنجاح مشروع الفيدرالية في العراق ويخشى ان تؤدي الفيدرالية لا الى مجرد احتمال تقسيم العراق وانما يخشى منها ان تؤدي الى مسخ الهوية العراقية ومن المؤشرات على ذلك ما تذكره استطلاعات الرأي الحديثة التي جرت مؤخرا شمال العراق والتي تقول ان هناك اقبالا كبيرا من المثقفين الكرد ومن طلاب الجامعات والمدارس على تعلم اللغة الانجليزية واعتبارها بديلا عن تعلم اللغة العربية بعد تعلم اللغة الام الكردية وهذا يعني ان جيلا حاضرا ومستقبلا سينقطع عن اللغة التي تربطه بباقي أبناء الشعب العراقي وعن الثقافة المشتركة التي تصهر العراقيين في بوتقة واحدة الأمر الذي يحدث فجوة اجتماعية حقيقية بين العراقيين , ومن الواضح ان هذا الانفصال هو اخطر بكثير من الانفصال السياسي الذي يخشى ان تؤدي الفيدرالية الحالية إليه.
* ما هو السبيل في رأي سماحة الشيخ لتحقيق الوحدة الإسلامية ?
- اعتقد ان الوحدة الإسلامية هي ضرورة دينية تنبع من تعاليم الإسلام وان هذه الأمة الإسلامية هي الإرث الحقيقي الذي جاءنا من رسول الله ( ص ) بجهاده وجهاد الجيل الطليعي من الصحابة الابرار ولهذا فان الوحدة الإسلامية أساس وهي قيمة دينية وتكليف شرعي قبل كل شيء مضاف الى ان الوحدة الإسلامية هي ضرورة حضارية لان هذه الأمة بما لها من فكر غني وتراث أصيل وتاريخ مجيد ومؤهلات حضارية يجب ان تأخذ موقعها الطبيعي على الساحة الدولية لا سيما في هذا العصر الذي يتشكل فيه العالم من جديد واذا لم يمكن للأمة الإسلامية دور في رسم مستقبل العالم سيخرجها اعداؤها عن دائرة التاريخ ولا يمكن للأمة ان تدخل في هذا المضمار الا اذا كانت موحدة تجمعها ثوابتها الدينية وقواسمها المشتركة , ولهذا فالوحدة الإسلامية ضرورة حضارية وسياسية امام التحديات الهائلة التي تواجهها اليوم ونحن نعيش عصر هيمنة القطب الواحد الذي يندفع نحونا بمنطلقات دينية أصولية ليهدد هويتنا الدينية والثقافية وليفرض هيمنته السياسية علينا , فالوحدة الإسلامية لا يمكن ان ترفع كشعار مجرد وإنما أمام هذه الضرورات لا بد ان تترجم الى واقع عملي حي يعيشه كل مسلم في داخله وفي سلوكه , ولهذا لا بد أن يتصدى المخلصون من عقول هذه الأمة لتنضيج مشروع الوحدة الإسلامية وتفعيله والعمل على تطبيقه كواقع يعيشه المسلمون جميعهم والتأكيد الدائم والمستمر على القواسم المشتركة التي تجمعهم والعمل على رفع الاحتقان من اي جانب وفي اية طائفة لتسود اجواء المودة والألفة بين المسلمين ولكي لا يتحول الاختلاف الى خصومة وانقسام فيما بينهم ولتبقى التعددية الاجتهادية عنصرا يثري الفكر الإسلامي بدلا من أن يتحول إلى عنصر لشق الصف الإسلامي.
2005-05-29

 

السابق

Twitter Facebook قناة الشيخ حسين المؤيد في اليوتيوب google + البريد الالكتروني
[email protected]

جميع الحقوق © محفوظة للمنتدى العلمي
مكتب سماحة الإمام الشيخ حسين المؤيد

www.almoaiyad.com