الرئيسية شذرات الفتاوى الأسئلة والاستفتاءات المقالات الأبحاث والدراسات المحاضرات البيانات مشروع الميثاق الوطني اللقاءات الإعلامية السيرة الذاتية الصور
 

البيانات

بيان سماحة العلامة العلامة الشيخ حسين المؤيد

 في إدانة تصريحات البابا بنديكيت السادس عشر

بتأريخ 15/9/2006

بسم الله الرحمن الرحيم

بروح يعتصرها الألم وقلب أدماه التجريح الغاشم بالإسلام وبرسول الإنسانية ونبي الهدى والرحمة وصاحب الخلق العظيم المصطفى محمد (ص).أعرب عن إدانتي الشديدة لما أدلى به البابا بنديكيت السادس عشر من حديث مناقض تماما لواقع العقيدة الإسلامية وحقائق التأريخ .إنني لا أعتقد أن البابا يجهل سمو الدين الإسلامي ومحتواه الحضاري أو يجهل عظمة شخصية الرسول الأعظم محمد (ص)الذي استطاع أن يحول مجتمع الجزيرة العربية من مجتمع جاهلي راكد إلى طليعة حضارية جسدت حلقة أساسية من حلقات الحضارة الإنسانية ومنعطفا تاريخيا واضحا وحاسما من منعطفات التنوير إلا أن هذا التهجم يأتي فيما أعتقد من شخصية عرف عنها التعصب والانغلاق في سياق الهجمة السياسية والثقافية التي تستهدف الدين الإسلامي الحنيف وأتباعه في العالم كله والتي تعمل على تأجيج صراع الثقافات والإمعان في استضعاف المسلمين وإذلالهم وتشويه الدين الإسلامي والتغطية على فشل النموذج الحضاري الغربي في تحقيق ما تصبو إليه الإنسانية من توازن والتغطية على الوجه المزيف للكيان السياسي الغربي الذي اهتزت مصداقيته السياسية والحضارية .وكأنني بالتأريخ يعيد نفسه لتشكل الكنيسة الغربية من جديد غطاءا للحرب على الإسلام والمسلمين على نحو ما صنعته أبان الحروب الصليبية الغابرة التي تركت نقطة سوداء في صحائف التأريخ الإنساني .إن مثل هذه التصريحات والمواقف ستحدث مفاعيل سلبية تضرب استقرار المجتمع البشري بأسره وستزج بالكنيسة والمقعد البابوي في صراع يخرجها ويخرجه عن سياقاتهما وستحول دورها من دور إيجابي في نشر المحبة وإحلال السلام وترويج القيم النبيلة وتعزيز روح التسامح والتعايش بين البشر والتآخي بين الأديان السماوية وتوسيع قاعدة المشتركات وتفعيلها إلى دور سلبي يؤدي إلى نقيض ذلك كله .وقد تلحق ضررا بالمسحيين في العالم لا سيما في العالم الثالث حيث يشكلون النسبة الأكبر من بين المرتبطين بالكنيسة الكاثوليكية في العالم .وحرصا على الدور الايجابي الذي يفترض أن تلعبه الكنيسة وان ينهض به المقعد البابوي ندعو البابا إلى المسارعة إلى الاعتذار عن تصريحه المشين وقلب صفحة جديدة .إن الدول الإسلامية مدعوة إلى اتخاذ المواقف اللازمة التي تدين مثل هذه الهجمات التي تمس كرامة كل مسلم وتشوه الحقائق الناصعة ,والعمل على منع تكرارها .واني أقترح على الدول الإسلامية سحب سفرائها لدى الفاتيكان لحين صدور اعتذار بابوي رسمي .وأدعو المسلمين جميعا إلى الوحدة والتلاحم والانسجام وتغليب المصلحة العليا والترفع عن الصراعات الداخلية والجانبية ليكونوا صفا واحدا كالبنيان المرصوص في مواجهة هذه التحديات .وأدعو المؤسسات الدينية والمراكز الثقافية والشخصيات الفكرية الإسلامية إلى القيام بواجبها في الدفاع عن الإسلام وشخصية الرسول الأعظم (ص)وبيان الحقائق وتزييف أباطيل الأعداء (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).

حسين المؤيد
22/8/1427هـ

15/9/2006

 

السابق

 

 

Twitter Facebook قناة الشيخ حسين المؤيد في اليوتيوب google + البريد الالكتروني
[email protected]

جميع الحقوق © محفوظة للمنتدى العلمي
مكتب سماحة الإمام الشيخ حسين المؤيد

www.almoaiyad.com