الرئيسية شذرات الفتاوى الأسئلة والاستفتاءات المقالات الأبحاث والدراسات المحاضرات البيانات مشروع الميثاق الوطني اللقاءات الإعلامية السيرة الذاتية الصور البيانات
بيان سماحة الإمام المؤيد بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف لعام 1427 هـبسم الله الرحمن الرحيم
تطل علينا من جديد ذكرى ولادة الرسول الأعظم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هذه الولادة التي كانت إيذانا بولادة جديدة كبرى للبشرية جمعاء في مسيرتها التكاملية على الأرض .
إن هذه الذكرى العطرة تمر والعالم الإسلامي يواجه أقسى التحديات داخليا وخارجيا ويمر في مرحلة تاريخية قد تكون أصعب المراحل التي مرّ بها في تأريخه الطويل منذ بزوغ نور الإسلام والى يومنا الحاضر .
ان العالم الإسلامي يواجه استفراد قوة دولية كبرى خرجت مزهوة مغرورة بانتصارها في الحرب الباردة لتعمل بدعم غربي ومن خلال منطق القوة والاستهتار والعربدة السياسية والعسكرية على فرض هيمنتها على العالم عموما وعلى العالم الإسلامي على وجه الخصوص ,وقد زجت المجتمع البشري في صراع عقائد وأفكار وثقافات موجدة هزات عنيفة في أكثر من بقعة لبسط نفوذها ورسم واقع جديد مستغلة أسوء استغلال نقاط الضعف والتناقضات التي يعيش العالم الإسلامي معاناتها داخليا .
إن أهم خطر يواجهه العالم الإسلامي في هذه المرحلة هو خطر التفتيت الثقافي والصراع الطائفي ومحاولات تمزيق النسيج الاجتماعي الواحد وإذكاء الصراع المذهبي والديني وضرب وحدة الأمة الإسلامية وسلب سيادتها وسلخها عن هويتها الثقافية والحضارية الإسلامية .
ومن هنا كانَ الواجب على المسلمين جميعا أن يدركوا عمق المؤامرة وأن يستلهموا من ذكرى المولد النبوي الشريف ما يثبّت اجتماعهم على الثوابت الدينية والقواسم المشتركة مقدمين المصلحة الإسلامية العليا متجنبين الدخول في صراعات داخلية تحرف الأمة عن التحدي المشترك الأخطر الذي يواجهها من أعدائها الذين يستهدفون الإسلام دون تمييز بين مذاهبه وطوائفه .
إن العالم الإسلامي اليوم أحوج ما يكون إلى التماسك والوحدة ومعالجة تناقضاته الداخلية والعمل على تفعيل المشروع النهضوي بكل إبعاده وبناء الأجيال الحاضرة والقادمة بناء يكرس الهوية الثقافية لهذه الأمة ويقيها من الاستلاب الفكري والسلوكي ويضعها على سكة التقدم الحضاري لتمارس دورها الايجابي في صياغة العقل الإنساني والتأثير في مسيرة المجتمع البشري نحو التكامل .
وختاما فإننا إذ نبارك للمسلمين جميعا هذه الذكرى نسأل المولى القدير أن يمن على الأمة الإسلامية بالنصر والمجد والسؤدد وأن يأخذ بيدها لتلعب دورها الطليعي بوصفها الأمة الوسط الشاهدة على الناس " ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم ".
حسين المؤيد
11-ربيع الأول -1427هـ
البريد الالكتروني
[email protected]جميع الحقوق © محفوظة للمنتدى العلمي
مكتب سماحة الإمام الشيخ حسين المؤيد