إنا لله وإنا إليه راجعون
لقد امتدت هذا اليوم أياد أثيمة تنطلق من نفوس ممسوخة تنزع إلى الوحشية
والإجرام فتطاولت على معلم ديني حضاري بارز في العراق منتهكة كل
المقدسات والحرمات في تفجير إجرامي في الروضة العسكرية المقدسة مهوى
أفئدة المسلمين اجمع .
ان المؤشرات السياسية تشير إلى ان وراء هذه الحادثة المفجعة جهات
مسمومة هي المستفيدة من هذا الحدث الذي اختير له مقطعه الزماني وموقعه
المكاني تروم تحقيق أهدافها الخبيثة في تمزيق الشعب العراقي وتصعيد
وتيرة الشحن الطائفي في المجتمع لإحداث فتنة يراد توظيفها واستثمارها
دينيا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا لضرب الوحدة الوطنية وإجهاض المشروع
الوطني العراقي الذي يشكّل البديل الموضوعي للمشاريع التي افرزها واقع
الاحتلال المقيت , والنيل من وحدة العراق أرضا وشعبا والعمل على بسط
نفوذها داخل العراق .
إننا اذ ندين ونستنكر أشد الإدانة والاستنكار هذا الاعتداء الغاشم نؤكد
على ما يلي:-
أولا :- نهيب بأبناء الشعب العراقي العزيز الحفاظ على الوحدة والتمسك
بعرى الإخوة الإسلامية وعدم الانجرار وراء المؤامرة .
ثانيا :- عدم السماح لأية جهة خارجية بالتدخل في الشأن العراقي تحت أية
ذريعة .
ثالثا :- الأخذ بالخيار الوطني الذي يحفظ الهوية الوطنية للشعب ويحافظ
على وحدة العراق أرضا وشعبا ويقي هذا البلد العريق من مخاطر الفتن
الطائفية والمشاريع التقسيمية والتمزيقية .والحذر من أية محاولة
توظيفية للحدث تخرج عن السياق الوطني الوحدوي .
رابعا :- ضرورة المباشرة بإعادة اعمار ما دمرته الجريمة على أفضل وجه
وبأيد عراقية وبتمويل عراقي .
خامسا :- فتح تحقيق نزيه يكشف خيوط الجريمة ويرفع أوجه الغموض لتثبيت
الحقائق أمام الشعب والتاريخ .
سادسا :- نحيي وقفة الإخوة أهالي سامراء الأعزاء حيث بادروا ومن خلال
تظاهراتهم والتفافهم حول المرقد الطاهر الى استنكار هذه الجريمة البشعة
التي أصابتهم وأصابت الجميع في الصميم . إن هذه الجريمة لتستهدف الشيعة
والسنة على السواء ولا يتحمل وزرها الا القائمون بها والواقفون وراءها
أيا كانوا , ومن هنا ندعو الى وقفة استنكارية شاملة من الجميع .
سابعا :- العمل على حماية وأمن جميع المراقد الإسلامية المقدسة
والمثابات الدينية في العراق ومنع تكرار مثل هذه الجرائم التي يتحمل
المحتل والجهاز الحاكم مسؤوليتها .
اللهم احفظ العراق وأهله من كل ما يحيق به من سوء .
2006/2/22 م
1427/1/23 هـ